لقد شاب تاريخ الكورد الكثير من الغموض ، نتيجة لما مر به الشعب الكوردي من مأسي وويلات انتهت بتقسيم موطنهم بين اكثر من بلد على اثر مؤتمر لوزان في 20 نوفمبر 1921، وبموجبه تم الغاء بنود معاهدة سيفر التي وعد فيها الشعب الكوردي بالاستقلال حسب البندين 62 و 63 من الفقرة الثالثة و السماح لولاية الموصل بالإنضمام الى كردستان إستنادا الى البند 62 ونصه “إذا حدث، خلال سنة من تصديق هذه الاتفاقية أن تقدم الكرد القاطنون في المنطقة التي حددتها المادة (62) إلى عصبة الأمم قائلين أن غالبية سكان هذه المنطقة ينشدون الإستقلال عن تركيا، وفي حالة اعتراف عصبة الأمم أن هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة وتوصيتها بمنح هذا الإستقلال، فإن تركيا تتعهد بقبول هذه التوصية وتتخلى عن كل حق في هذه المنطقة. وستكون الإجراءات التفصيلية لتخلي تركيا عن هذه الحقوق موضوعا لإتفاقية منفصلة تعقد بين كبار الحلفاء وبين تركيا” . وكما يقال التاريخ يكتبه المنتصرون. لذا لم يكن غريباً على البلدان التي اقتسمت بلادنا، بلاد الكورد، ان تسرق تاريخنا وحضارتنا وتنسبها الى نفسها. ونظراً للتطور الذي شهدته العقود القليلة الماضية من تغيير الاوضاع السياسية والاجتماعية في كل المناطق الكوردية، وخاصة تلك الواقعة ضمن العراق. أرتأينا نحن مجموعة من مثقفي الكورد ان نسلط الضوء على تاريخنا وحضاراتنا ولغتنا وآدابنا وتراثنا وفق أسلوب علمي- بحثي صحيح بعيد عن التشويهات، ولرفع الغبار عن تاريخ شعب موغل في القدم. لذا بادرنا الى انشاء هذا المركز. والذي هو مشروع طموح ، وصرح أكاديمي علمي بحت، سيرتبط بأحدى الجامعات البريطانية وسيمد اتصالاته الى كل المؤسسات العلمية والاكاديمية سواء في الوطن او في عموم بلدان العالم التي تعمل في نفس المجال ولنفس الهدف. وسيستفيد من الامكانات العلمية والفنية المتوفرة في بلد المنشأ. ومن كادره الذين عاهدوا انفسهم على خدمة شعبهم وقضيتهم بكل تفاني و أخلاص.