.. الآن وبعد أن أُسدِلَ الستارُ عن عملية الإنتخابات البرلمانيّة العراقيّة ، وبانت نتائجها الأوليّة و تعرّف عليها الناس في الشوارع والمقاهي ، والتي سوف لن تبتعد عن الحقيقة ( بالنسبة للمكوّن الفيلي ) كثيراً كما يبدو … الآن وبعد أن اتضّح للجميع أن لا ( مقعد ) واحد على الأقل ولا ( جربايه ) واحدة مع شديد الأسف ستكون من حصّتنا نحن أبناء المكوّن الفيلي العراقي المغبون والمخدوع ،، أقول : الآن وبعد هذه المأساة التي صنعتها وجلبتها لنا الرعونة الفيليّة والتبعيّة والشعور بالدونيّة لدى البعض من المتسلّطين والمتصدّين للشأن الفيلي العراقي .. الآن وبعد أن غابَ أو غُيّبَ عن الوعي الصوت الفيلي في البرلمان العراقي .. الآن وبعد أن حلّت هذه المهزلة التي عصفَت بالوجدان الفيلي المخدوع كما اتّضح وأصبحت أمراً واقعاً لابدّ منه ، هذه الصدمة التي أجبرتنا أصداؤها على أن نستفيق من غفوة وسبات عميق عقيم أراده لنا المعتاشون على مآسينا و الذين انتفخت أوداجهم جرّاء ما دخل اليها من دماءنا نحن الفيليون طيلة عقود وسنين على مآسينا .. الآن وبعد أن بانت الحقيقة دون رتوشٍ ، واتّضح للقاصي والداني زيف كل تلك الشعارات البرّاقة والفضفاضة واليافطات والعناوين الرنّانة و الطنانة والفنّانة التي طالما رفعها وتمشدق وتستّر بها أصحاب الكروش والبدلات والعمائم والعكل الفيلية !.. الآن وبعد أن كُشف المستور وظهرت عورةُ ( عمر بن سعد الفيلي ) هذه العَورةُ التي طالما اجتهد القائمون على التنظيمات الفيلية بكل أنواعها وأشكالها وتوجهاتها ( السياسية ، الإجتماعيّة ، الإقتصاديّة ، الفكريّة ، المناطقيّة ) على تغطيتها وحجبها عن الأنظار والعقول الفيليّة …. الآن وبعد أن أُزيحَت الأقنعة وظهرت تلك الوجوه الكالحة كما خلقها بارئها وبانت أنيابها القاطعة الجائعة والتي مازالت آثار اللحوم و الدماء الفيلية الطاهرة باديةً عليها .. أقول وبمنتهى الصراحة والوضوح ، إنّ الحاجة و الدعوة باتت ملحّة لأن يقوم الكرد الفيليون وأينما كانوا وقبل كل شيئ بالإعلان عن رفضهم لهذا الواقع المزري المرير وإعلان رفضهم للسياسات الطائشة التي انتهجها المتنفّذون والقائمون على الشأن الفيلي والتي أوصلتنا الى هذا الواقع الذي لا يحسدنا عليه احد ، ومطالبتهم بتقديم الإعتذار لنا ، وأن يتحلّوا بالشجاعة اللازمة ويعلنوا عن حل أحزابهم وتنظيماتهم الكرتونية هذي ، والتي أثبت الواقع المعاش خواءها وزيفها وزيف أطروحتاتها وفشلها وارتزاقها وسحتها وعدم امتلاكها لما يصل الى عدد أصابع اليد الواحدة من الأتباع والمريدين .. الآن باتت الحاجة ماسّةً لأن نعرف ونعيّن ونحدّد من هو الكردي الفيلي الحقيقي الذي يعترف ويصرّح للملأ ويتشرّف بأنّه كردي فيلي عراقي ونفرز ونطرد من بين صفوفنا مَن يلبس العقال ويقول ( آني أربي ) في حديثه مع الناس ولكنه يكون كردياً فيلياً عندما يقبع في زاويةٍ ميتة ٍمن بيته ِ أو عندما يشعر بأنّ ربحاً ما سيناله إذا اعترف بأنه كردي فيلي لوهلةٍ ما من الزمن ليس إلاّ !! …الآن الدعوة موجّهةٌ الى كلّ المثقّفين والنُخب الفيليّة بكل ألوانها لأن تبادرَ الى النزول الى الميدان وعدم الإكتفاء بتوجيه النقد واللوم الى الآخرين وتشخيص أخطاءهم ، والإبتعاد عن إتباع سياسة الوقوف على التل الأنانيّة وانتظار النتائج لأنّها لا تليق بهم إطلاقاً ، عليهم الشروع ومنذ الآن لإعادة قراءة الواقع العراقي و الفيلي وعلى أساس هذه النتيجة المرّة وتحليل أسبابها وتشخيص المعالجات المناسبة بعقولٍ وعيونٍ صادقةٍ مجرّدةٍ بعيداً عن لبس ( النظّارات الشمسيّة أو الطبيّة ) و المباشَرة بإعداد وصياغة ستراتيجيّة عمل وتنظيم فيليّة جديدة ، تأخذ على عاتقها مسؤولية النهوض بالواقع الفيلي الحالي على أسسٍ علميّةٍ وطنيةٍ فيليةٍ واضحة المعالم ، على أن تشتمل هذه الستراتيجيّة على الأساليب والوسائل الناجعة التي تقود الركب الفيلي وتوصله الى نيلِ حقوقهِ المغتصبةِ والمهظومةِ والمشروعةِ التي تؤسس لحياة حرة كريمة ، بعيداً عن الشعور بالنقص و عن وصاية هذا ومنّة ذاك .. تعالوا معنا لنشمّر عن سواعدنا جميعاً لنؤمّن لأجيالنا القادمةِ حقّها في الحياة تماماً مثلما يعيش أمثالهم من بقيّة خلق الله .. هكذا ، وإلاّ فنحن منقرضون لا محالة كما انقرضت الديناصوراتُ من قبلِنا .. أقولُ قولي هذا ، فهل من مدّكر !!؟؟