
دخلت العمليات الارهابية في طور جديد , من تصاعد العنف الدموي بشكل خطير ’ يذكرنا بالاعوام المأساوية , التي ضربت واحرقت الاخضر واليابس بالحرب الطائفية , ان تصاعد العنف من جديد بحدته الهمجية المتصاعدة , يدل على البرهان القاطع بان الارهاب والارهابين ومن يقف معهم , لهم سطوة ونفوذ كبير ويد طويلة , بالسيطرة والتحكم والقيادة والحرية , بان يسفكون دماء المواطنين الابرياء في اي وقت يرغبون او يحددون وفق رغبتهم , دون عوائق او عراقيل , حتى تحديد الساعة لحصاد الابرياء , بينما الحكومة تغط في نوم عميق , او انها تقف موقف المتفرج على نزيف الدماء , او لا يهمها حياة المواطنين حتى ولو بتوفير الحد الادنى من الحماية , ووقف الانزلاق الى المجهول , , وكأن تأنيب الضمير او الخوف من معاقبة الله , مشطوب في تعاملها السياسي وفي اسلوب حياتها اليومي , الذي اختصرت حدوده على غنائم الفساد والنفوذ والسلطة , لذا فان فان الدم العراقي رخيص , لايحتاج الى اهتمام او متابعة او شعور بالقلق او الاحساس بنقص المسؤولية , لان السيد المالكي غير متفرغ الى هذه الجزئيات الصغيرة , وانما منشغل بالاهتمام الكبير , في ترتيب دعائم سلطته والفوز بالولاية الثالثة المرتقبة , لقد اخطأت الحكومة والسيد المالكي , في الحسابات والتقديرات والتحليلات وتخمينات وبوصلة مسار السياسي , وعواقب تفاقم الازمة السياسية , ويجب ان تدرك بان معايير النجاح في المسؤولية يعتمد على تأمين وتوفير الحماية والاستقرار للوطن والمواطن , لان الهاجس الطاغي على المواطن هو توفير الامن والخبز . وهما غائبان من البرنامج السياسي للحكومة , ولم تستطع ان تخفف من عنف الذبح اليومي , وهذا الضعف والفشل والتقصير الكامل , دفع الجماعات الارهابية ان تصعد عملياتها بتصعيد الخطير , وصار المواطن على موعد مع الموت في كل يوم الاثنين من كل اسبوع بشكل دموي عاصف , فكان هذا يوم الاثنين الدموي كسابقه , في شن هجمات بالسيارات المفخفخة وكان عددها 13 سيارة مفخفخة ضربت بغداد , اضافة الى عبوات الناسفة التي انفجرت في الاسواق والمناطق التجارية المزدحمة , مخلفة دمار هائل و315 بين قتيل وجريح في بغداد المنكوبة والمقتولة , في حين حكومة السيد المالكي , ترتب اوراقها السياسية بالتصالح مع رموز البعث واعوانهم , في تسهيل رجوعهم ودفعهم الى الواجهة السياسية , ومغازلتهم وحمايتهم من المتابعة القانونية وتقربهم الى قائمة دولة القانون , وتوليهم مسؤوليات مهمة وحساسة , واشراكهم في المناصب المهمة والمؤثرة في اجهزة الدولة , بما فيها المكتب الخاص لرئيس الوزراء , والاعتماد عليهم في الملف الامني والعسكري , وتكريم خدماتهم , واخر تكريم من لدى رئيس الوزراء , هو شمول بحقوق التقاعد اعضاء القيادة القومية والقطرية لحزب البعث . في حين يهدد ويعربد ويتوعد بالثبور والانتقام , زعيمهم الميمون ( عزت الدوري ) بالمواجهة المسلحة والقتل بالشوارع , ورفضه لكل الاشكال الديموقراطية , بما فيها التظاهرات والاعتصامات , لانها تعرقل في تسريع مجيء البعث الى السلطة ( كما صرح به في مقابلته الصحفية مع جريدة الجمهورية المصرية , وشروطه الاربعة ) , ان الوضع الخطير ينحدر الى التهلكة الوخيمة بالذبح اليومي , والسيد المالكي يلوذ بالصمت , كأن الامور تجري مثل العسل , حيث الامن والاستقرار وتمتع المواطن بالحياة الكريمة , والحياة العامة تنساب بهدوء واطمئنان , والمواطن يعرف متى يعود الى بيته بكل راحة بال ,, وكأن اصوات الثكالى ودوي الانفجارات لايصل سمعها الى المنطقة الخضراء , وحتى دعوات ونداءات ومطالبات الاطراف السياسية , التي تحذر من العواقب الوخيمة والمصير المجهول , وحتى مبعوث الامم المتحدة ( مارتن كوبلر ) يحذر باشد العبارات اللاذعة والانتقادات الشديدة , التي وجهها الى الحكومة ورئيس الوزراء , بالدعوة الى محاسبة قادة الاجهزة الامنية المقصرين , ومثولهم امام البرلمان لاستجوابهم , حول استمرار العنف الدموي الذي يحصد المواطنين الابرياء يوميا , ودعا المسؤولين الى وقف هذه المذابح التي يتعرض لها المواطنين , وذلك باتخاذ الاجراءات الرادعة الفورية , هكذا يسير العراق الى المصير المجهول , بينما السيد المالكي يعقد الامال والطموحات , بان البعث سيكون خير مساند ونصير في تحقيق الولاية الثالثة ,