واليوم لدينا طاعون جديد يهدد ويتوعد بالإبادة بين الحين والأخر ، يقضم أجساد العراقيين ببطء شديد وهو مهيء بشكل كبير لضربنا ضربة قاصمة لا نفيق منها أبداً ، نعم هناك تحديات أكبر من الإنتخابات والعمليات الإرهابية التي تطيح ببضع عشرات من رؤوسنا بين الحين والآخر : أنها خطر إمتلاك القاعدة لأسلحة كيمياوية قادرة على إبادت أحياء كاملة ومدن كبيرة وتلك الأسلحة التي أصبح الحديث عنها أمراً واقعاً ويومياً من أن تقع الأسلحة ، طاعون العصر ، بيد المعارضة السورية ، الجيش الحر ، لتنتقل بسهولة ويسر الى المنظمات الإرهابية في العراق حينها سنكون قد كتبنا نهاية وطننا بإيدينا دون أن ندري .
وفي عجيبة جديدة من عجائب الموت الجديد في العراق .. تلك العبوات التي صرحت التنظيمات الإرهابية عن إستخدامها في إحدى عملياتها الأخيرة التي راح ضحيتها ما يقارب الـ 50 شهيداً خرجوا للتو من أبواب رحمة الله في جامع سارية ، في بعقوبة ، شهداء الى أبواب الجنة .. نسأل الله أن يفتح لهم أبواب رحمته ! نعم لقد إستخدمت تلك المجاميع عبوات طائرة لتطحن أكبر عدد من الرؤوس التي سجدت جبهاتها للتو في هذا الجامع .. شباب وكهول ممددين وقربهم “سجاجيد” صلاتهم ، كانت القاعدة قد جعلت منها أكفان لهم .. فماذا يريد أولئك الذي يتشدقون بإنتصاراتها على الشعب المظلوم .
نعم أنه التهديد الأكبر الذي علينا أن نحتاط له منذ الآن ، إذا لم نكن قد فعلنا ذلك سابقاً، فقراءتنا للمؤشرات العسكرية الجارية في سوريا اليوم يحتم علينا التعاون التام مع الإستخبارات العسكرية السورية في معرفة مناطق الإختراق لمخزونات تلك الأسلحة وما تسرب منها ليد المعارضة والتنظيمات الإرهابية التي يشتد قتالها يوماً بعد يوم .
نحن بحاجة لنظامنا المخابراتي الفتي أن ينشط بقوة ليوفر للقيادات العسكرية في العراق الإحداثيات المهمة عن إنتقال تلك الأسلحة منعاً لوصولها ليد التنظيمات الإرهابية في العراق التي سوف لن تتوانى في إستخدامها بقسوة لإبادتنا ، كذلك فإن ضبط حدودنا اليوم يعتبر من العوامل المهمة في الحد من إنتقال أسلحة الدمار الى بلدنا الذين أبتلي بالموت والدمار ولا ينقصه إلا تلك الأسلحة ليكتمل دماره الذي سوف لن ينفع منه عقار أو مضاد حيوي..
يقول البير كامو في روايته الطاعون : انتهى الطاعون، الكل عرف بذلك إلا الموتى.. حفظ الله العراق من طاعون العصر .