رغم توفر القناعة التامة لدى الجميع بأن التماس الكهربائي ليس هو المسؤول عن كل تلك الحرائق فلا نعتقد أن تحقيقاً دقيقاً واسعاً قد فتح بالموضوع ، فالجاني دائماً هو التماس الكهربائي أو حتى جهاز الحماية الصيني ، على الرغم من أن كثرة الحرائق من المفترض أن تضع أصحاب تلك المخازن أمام مسؤولية الوقاية منها بتوفير أقصى درجات الأمان حماية لأموالهم ، وتضع الجهات المسؤولة الحكومية في تقييم مدى صلاحية تلك المخازن لخزن المواد المختلفة فيها والتي من الممكن ، وبشرارة واحدة ، تذوب الأكداس الكبيرة من المواد المخزونة كقطعة سكر في فنجان شاي!
لماذا يغيب عن أذهاننا أن تلك الحرائق مفتعلة ! أو أن يداً أثمة قد أمتدت لتشعل تلك الشرارة طمعاً في الحصول على التعويضات الكبيرة التي تمنحها الحكومة لمثل تلك الحالات أو بهدف الحصول على التأمينات الكبيرة من شركات التأمين ! لماذا لا نفكر بتلك الطريقة ونحاول إستكشاف الحقائق التي تقف وراء تلك الحرائق الكبيرة المؤلمة والتي تؤثر سلباً على الوضع الإقتصادي في البلد .. فالحرائق حالها حال الإرهاب تضيّق مساحات الإستثمار وتطرد رؤوسه التي تحاول أن تدخل السوق العراقية المفتوحة أمامها بكل رحابة لولا الإرهاب وبعض تلك الحرائق المفتعلة التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لها .
قد يطول بحثنا عن خيوط الحقيقية في رماد تلك الحرائق مثلما يطول الآن ويتمدد صراعنا مع الإرهاب ونحن غير قادرين على التخلص منه الى الأبد بسبب ؛ عدم جديتنا وحكمتنا في التعامل مع تلك التهديدات التي تطال أبناء شعبنا ورؤوس أموالنا ، ولكن قد يأتي اليوم الذي نكتشف فيه ذلك المجهول التي يشعل فتيل كل شيء فينا ويذكي حرائقنا المستعرة .. حفظ الله العراق .
زاهر الزبيدي