سالت دماء الأبرياء في الحويجة نتيجة الوضع المتوتر والذي بلغ الذروة من الخطورة , ان اسباب التوتر في عموم العراق نتيجة عدم الوفاء بالوعود والعهود من قبل المسؤولين ولا يفوتنا ايضا استغلال عناصر القاعدة لهذه الاضطرابات ومحاولة السيطرة على الاسلوب الخطابي وتصعيد الامور وتأجيج العداوات , الا ان المنسقين لهذه الاعتصامات ادركوا خطورة المندسين وقاموا بابعادهم وحرموا عليهم رفع الاعلام الغير مسموح بها والتي تثير الغضب و لا تتلائم مع مطالبهم الخدمية والانسانية وقد ذكرت في اكثر المقالات الموسومة التي كتبتها ان اي تأخير لتنفيذ هذه المطالب ستكون نتيجته سلبية نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها المعتصمون الذين مضى على اعتصامهم ما يزيد على الاربعة شهور وقد تحققت مخاوفي هذه وسالت الدماء البريئة التي سوف تزرع الاحقاد بين الناس وتزيد من هوة عدم الثقة الموجودة بين المواطن والحكومة , ومن المؤسف ان هذه القيادات السياسية والتي بيدها الحل والربط كرست جل وقتها للدعاية الانتخابية ولم تفلح في ايقاف التفخيخات والقتل الجماعي في كل انحاء العراق اي انها لم تتصرف بمستوى المسؤولية المناطة اليها ولم تف بوعودها التي اصبحت مثل وعود عرقوب , وفضلت الاستمرار بالحكم والكرسي على مطالب الجماهير التي جلستها على هذا الكرسي الملعون ,لقد قامت اليوم الطائرات الهليكوبتر وقصفت العشائر وسقط الكثيرون من ابناء الشعب وخاصة منطقة سليمان بيك ولا زالت المعارك مستمرة وتسلحت قوى كثيرة من ابناء الشعب وهاجمت قوات الشرطة والجيش وعطلت بعض المركبات وسقط الكثير من الشهداء من الجيش والشرطة . ان مكان الجيش هو حماية الحدود ومن الخطأ زجه في معارك ضد ابناء الشعب ,ان المفروض ان يلعب القائد العام للقوات المسلحة العراقية دورا ايجابيا لتجنيب الشعب من المطبات وليكون ابا لكل ابناء الشعب ولا ينحاز لجهة دون اخرى مع العلم بان من يعارضه يقول بان له ضلع في هذه الفوضى وعليه اثبات العكس فأنه القائد العام للقوات المسلحة , لقد سمعت للتو بان وزير التربية السيد التميمي قد قام بتصريحات في محطة فضائية الشرقية اعلن بان المسؤولة عن المجزرة ليست من قبل المعتصمين بل بالعكس من ذلك , ونفى بان يكون المعتصمون هم الذين بداوا باطلاق الرصاص وانما قوات مكافحة الشغب سوات هي التي قامت بحرق بعض الخيم واطلاق الرصاص على المعتصمين وان قوات الجيش هي التي حاولت حماية المعتصمون من هجوم قوات مكافحة الشغب هذه القوات التي اصرت على الهجوم ولم توافق على رجاء الوزير السيد التميمي باعطائه ساعتان من الوقت للاتصال بالمسؤولين في بغداد ونفى وجود اسلحة لدى المعتصمين وقال بانه تجول لمدة ثلاثة ساعات في الساحة وكان من الممكن تجاوز المشكلة والمجزرة الدنيئة الا ان قائد القوة البرية اخبره بان الاوامر هي الاقتحام ولا يستطيع سوى تنفيذ الاوامر وكان مستعدا للوصول الى حل الا انه لا يستطيع الانتظار اكثر . وهكذا تم الهجوم على اناس عزل من السلاح لا يملكون سوى قضبان الخيم , انها ارواح مواطنين عراقيين ابرياء تم قتلهم مع سبق الاصرار والتعمد ويجب على جميع الشرفاء ان يطالبوا بانزال اقسى انواع القصاص بمن كان السبب مهما علت مكانته ومركزه الوظيفي , اليوم وامس واول امس كل يوم تبكي الامهات والاباء والاخوات والاخوة على احباءهم على اطفالهم وذويهم , ايها المسؤولون ضعوا انفسكم موضع العوائل الحزينة التي تبكي موتاها فكروا بمن انتخبكم لتخدموه لا لتقتلوه فكروا بمصير من سبقوكم فالكرسي لا يدوم لاحد ولا يبقى سوى الذكر الطيب او اللعنة الى ابد ألأبدين .
طارق عيسى طه