إعتاد عدد غير قليل من “المفكرين العرب والمسلمين” إستهلال تحليلاتهم للأحداث وجذورها وأسبابها ..وبيان منهجيتهم في قراءة التأريخ والوقائع.. بإعلان (البراءة) من (منهجية المؤامرة) ، لكي يثبتوا (موضوعيتهم! ) و(تحررهم!) من – تهمة! – الرأي المُسبَق!!
والسبب (المنهجي!) الحقيقي الكامن وراء هذا الوجل من وضع (إحتماية المؤامرة) ضمن معطيات تحليل الوقائع ..هو ان (التأريخ المعاصر) الذي جرى ويجري وفق رؤية وخطط إستراتيجية إستحواذية مُسبقة مرنة ومتكاملة من جانب الأقوياء (الفاعلين) ، لايعدو كونه سجلاً لأحداث ووقائع كان فيها العرب والمسلمون (مفعول به!) ، ولم يكونوا في أي منعطف تاريخي إستراتيجي (فاعلاً)..لافي (البناء الحضاري) ولا في (الحروب التحررية)!!
ولهذا فإن هؤلاء (المفكرين) يخشون الإشهار بحقيقة كون هذه الأمم محض (مفعول به) و(صدى!) لإيقاع الأمم الاخرى!!
وقد يخلط البعض منهم بين الإنجازات التأريخية التي تحققها الأمم والشعوب في سلم التحرر والإرتقاء وبين (الإنتصارات) في المعارك المرحلية (التكتيكية) في هذا الزمن أو ذاك ، أو في هذه الجغرافية أو تلك..فيَدَّعون بنجاحات وإنتصارات غير حقيقية .
فحتى التضحيات الجسام التي قدمتها الشعوب من أجل تحررها ..تنتهي بإختطاف نتائج تلك التضحيات من قبل المستحوذين الأجانب وأتباعهم المحليين ، لأنها ليست سوى (رد فعل ) ، وليست فعلاً (مشروعاً حضارياً إستراتيجياً وضِعَ مُسْبقاً على أساس فلسفة إرتقائية نشأت ونضجت وأثمرت في كيان الامة او الامم)..لأن هؤلاء (المفكرين) ينسون أو يتناسون (إن الأمور بخواتيمها)!
فالانتصارات والإنجازات الحقيقية لاتُحسب بـ(كَمْ و نوع)التضحيات والخسائر المقدمة ( المُمَكنات) ..بل بنوع وحجم (النتائج المُتَحققة)..من وجهة نظر (مصالح الشعوب) وليس وفق (منافع – الزعماء! – الإنتهازيين)!!!
فكلما إستعرضنا كارثة ألَمَّتْ بنا أو أزمات متلاحقة تتعقبنا وتحيط بنا..نجدها مُدرَجة ـ مُسبقاً ـ في جدول أعمال (الإستحواذيين) الدوليين أو الطامعين الإقليميين، ونجد الى جانب ذلك:
(حواضن) متخلفة – متطرفة – تخدم أولئك الطامعين ..وممارسات وبائية مُذعِنة في جسدنا المعلول.
ولأننا جيل عايش مرحلة تأريخية تميزت ببزوغ وأُفول قوى أساسية في العالم ، وحدوث منعطفات حادة ، في الصراع الدولي والإقليمي على المصالح ..
جيل عانى من طفح (فئات طفيلية محلية متورمة) ملتصقة بمصالح (الإستحواذيين الأجانب) ..
ولأننا أدركنا زمن البحث (غير المضني في الوثائق الالكترونية) القديمة والحديثة ..المباحة والمحضورة ..
وتسري في عقولنا القدرة على (التحليل النقدي للعلاقات الموضوعية والوضعية بين الوقائع وجذورها ومستهدفاتها وأسبابها ومسببيها )..
ويَكْمُن فينا حماس للمعرفة من أجل التغيير الإرتقائي الذي يخدم الإنسان..
فإننا نسعى مثل كثيرين غيرنا للتوغل في معرفة (الدوافع) وراء:
1) (إشعال الفتن) في بلداننا!
2) (سفك الدماء) في شوارع مدننا!
3) تسويق ( الديمقراطية) ممسوخة الى بلداننا ( دم ، وخراب ، وفوضى هدّامة)!
4) (تمزيق شعوبنا) بسيوف الطائفية والعرقية!
5) (تفتيت أوطاننا) بخرائط ( فرناند لويس)!
6) (تشطير بلداننا) بخطوط (الطاقة) التي أُبتلينا بها!
7) تسليط (حثالات الأقوام ) على مصائر شعوبنا بالإستناد الى (روايات التأريخ!) الذي كُتِب بـ(أقلام) السلاطين ، ويجري تدوينه اليوم بسيوف الذبّاحين.. ومحاولة ترسيخه بمعاول تشطير المجتمع الى:
مؤمنين وكافرين !!
بمفخخات قَتَلةٍ بإسم السماء ..مُستَورَدين من مذاخر الناتو ..ويَقتاتون على أنابيب الغاز..- لايَعرِفُ فيهم القاتلُ مَنْ قَتَلْ ..مثلما لايَعرِفُ القتيل بسيوفهم لِمَ قُتِلْ!! – ..
وبغياب (العقل الجمعي المستنير)!
مع إدراكنا بعدم خلو أي مرحلة من تأريخنا ..أوبرهة من حاضرنا من طغيان التعسف..
حتى قبل صيحة الشاعر العراقي – المجهول! – في القرن العاشر الميلادي:
(أيشكو الفقر غادينا ورائحنا ..ونحن نمشي على أرضٍ من الذهب!!)..
أي قبل اكتشاف النفط والغاز بما يقرب من ألف عام!
وتَراكَمَ التعسف أفقيا وعمودياً في أوطاننا وأرواحنا وأجسادنا ..حتى صار أكبر ترسانة للغضب آيلة للإنفجار ..بإنتظار عود ثقاب يشعلها..
( رُبَّ شرارةٍ أحرقت السهلَ كُلّه )..كما يقول ماوتسي تونغ!
ذلك العود الذي أشعل به ..(محمد البوعزيزي) جسده النحيل الضامئ في تونس..
فإمتد الحريق الى نفوس ضحايا التعسف في (ميادين ) دول الإقليم الذي نقطنه!
وكاد الحريق أن يسري في ذلك الحقل اليابس من (طنجة) الى (جاكارتا) لتطهيره من التعسف..
لولا تدفق أنابيب الغاز والبترول الى (ميادينه) لتَسعيره ، وتغيير وجهته ، وإفراز (حثالات ) عقائدية متطرفة إختطفته! ..
(حثالات) طفحت من مستنقع التخلف الواسع والعميق الممتد عبر قارات الإستبداد..
نُفِخِت رؤوسها بفتاوى الكراهية!
وغُمرت قلوبها بالإنتقام!
وأُجِجَت غرائزها بالتجويع و(جهاد النكاح!)
ومُلئت حاجاتها بوعود الغيب (حور العين!) وسواقي الخمر!
وأُلغي حاضرها بوعيد (عذاب القبر)!
وعميَّت بصيرتها بالتطرف الموروث والمُستحدَث!
ودُرِّبَت أجسادها بمعسكرات الناتو المدفوعة الأجر من شرايين الفقراء!
وتَلطَخت أيديها بالدماء التي ..لا تعرفها ..والتي تعرفها!..
فإنحرفت رياح التغيير (في تلك الميادين)..من البناء الى الهدم..
وبدلاً من حرث يباب الإستبداد بسلاح التنمية الشاملة..إستباحت سيوف الذبّاحين ـ الخارجين من أنابيب الغاز رؤوس دعاة التنمية الرافضين لإقحام الحياة في بيئة القرن السابع الميلادي!!!
· ترتكز استراتيجية الإدارات الامريكية المتعاقبة الى جعل (مجتمعها) و (حلفائها) و(أصدقائها)
تحت طائلة التهديد الدائم ، من أعداء حقيقيين أو (إفتراضيين)..لإفقادهم الطمأنينة..بهدف إبتزازهم..وإخضاعهم:
فلا راحة موثوقة تُذيقَهم رغد العيش!
ولا إنفجار كاسح يُنجيهم من مرارة تَرَقُّب المجهول!
بل العيش القسري على حافة الهاوية!!
أوإنتظار الإنقلاب المباغت على (الربيب الحبيب!) بالأمس ..لإشهاره (إرهابياً مرجوماً) في لائحة وزارة الخارجية الامريكية وتوابعها الدولية ..فور إنتهاء صلاحيته!
· قال الجنرال شارل ديغول عشية إنسحاب فرنسا من الجناح العسكري لحلف الناتو في ستينيات القرن الماضي:
(إن عداوة أمريكا مشكلة كبيرة..
و- صداقتها! – مشكلة أكبر..
لأنهم لايعرفون – الصداقة – بل التبعية فحسب) !!
ولهذا فإن – أصدقاء امريكا – لايقلون تَضرراً من تلك ( الصداقة!) عن خسائر خصومها الممانعين لها!
فإذا كان الخصوم يتعرضون لـ:
1) الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري!
2) خنق الموارد !
3) العزل الدولي!
4) التهديد بالمشاريع التدميرية!
5) التآمر العلني والسري للإطاحة بهم!
فإن أصدقاءها يتعرضون منها لـ:
1) الإبتزاز الإقتصادي والسياسي والعسكري!
2) إهدار الموارد السيادية لتعظيم ارباح الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات!
3) تقييد الحركة الدولية ..إلاّ في حدود الخوانق التي تخدم مصالح الرأسمالية العالمية!
4) التوريط بالمشاريع التدميرية التي لاقدرة لهم عليها ولا مصلحة لهم فيها!
5) تلغيم الداخل – الوطني – بالأزمات والمأزمين الذين يهددون وجود الدولة والوطن والمواطن!
ومنذ إرتخاء تسلط القطب الواحد عالمياً ..
وبوادر نشوء مرحلة (اللاقطبية الدولية) كمرحلة إنتقالية ..- التي لايمكن ان تدوم طويلا لأسباب موضوعية – تمهيداً لظهور توازن قطبي دولي جديد..
فإن مشاريع (الهيمنة ) – القديمة المتجددة – على مصادر الثروة القاريّة ، كأحد خصائص الإقتصاد الرأسمالي العالمي..لن تتغير..بل إزدادت سخونة!
ومنها (خرائط تفتيت) البلدان..و(خرائط الإستحواذ) على:
مصادر الطاقة..وخطوط نقلها..والمواد الأولية.. والأسواق!
ففي الوقت الذي تستهدف فيه خرائط (فرناد لويس ) تفتيت البلدان..وإعادة رسم حدود دول المنطقة على أسس عرقية ، وطائفية ، ودينية ضعيفة لتكون( اسرائيل) – الدولة اليهودية!- الأقوى بينها..
لتمهيد الجغرافيا السياسية لخرائط أحواض النفط والغاز – الإقتصادية – الكامنة في جوف الأرض ، ولخطوط نقلها فوق سطح الارض!
فإن الادارة الامريكية تسارع الخطى لضمان إستغناء إقتصادها (الحقيقي ) عن مصادر الطاقة المستوردة ..
فوفق الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الامريكي باراك اوباما في حملته للفوز بولاية ثانية فان الولايات المتحدة ، ستستغني عام 2020 عن إستيراد النفط من دول العالم بل وستكون إحدى الدول المصدرة للنفط .. وستكون الصين والهند أكبر الإقتصادات العالمية الصاعدة المتعطشة للطاقة ، وستُحَدَدْ مكانتهما على خارطة الإقتصاد والسياسة بمدى ضمان تدفق شرايين الطاقة التي تغذيهما من خارج حدودهما!..
وستظل أوربا تحت طائلة التهديد الى حين ضمان إستقرار موارد الطاقة لإقتصادياتها ولمنازل سكانها!
لهذا تجري في الخفاء والعلن (حرب الخرائط الدموية ) ، لإحتفاظ الولايات المتحدة بهيمنتها على شرايين تغذية إقتصاديات العالم بالطاقة ، وخاصة الإقتصادات الصاعدة وإقتصادات أوربا..تلك الحرب التي تدور:
1) بين سكان أحواض البترول والغاز (المغلوب على أمرهم) ..وأصحاب الشركات الإستحواذية العالمية!
2) بين المنتجين الحُفاة..والمستهلكين الطغاة!
3) بين الأقوياء بأساطيلهم..والضعفاء بقيودهم!
4) بين المتسلطين الدوليين..والممانعين الإقليميين!
5) بين الاقتصادات الفتيّة الصاعدة والاقتصادات العجوز المتخبطة بالأزمات!
6) بين (الأدوات) المحلية للأجنبي ..وعقلاء الشعوب الأحرار المستنيرين!!!
· ( يوحي إكتشافات حقول الغاز والنفط في شرقي المتوسط المهمة ، بل والهائلة أيضاً ، والواقعة في منطقة لم يتم مسبقاً إستكشافها في البحر المتوسط – بين اليونان ، تركيا ، قبرص ، و”إسرائيل” ، وسورية ، ولبنان .. بأن المنطقة ستكون ” منطقة خليج جديدة ” . كما كان الحال بالنسبة لمنطقة الخليج العربي ، حيث أصبح إكتشاف الثروات الباطنية من النفط والغاز في أراضيها مرادفاً للعنة جيوسياسية رهيبة على المنطقة / الصحفي الألماني : وليم انغدال)
· وتشير الدراسات أن البترول والغاز موجودان على عمقٍ واحد وفي حوضِ واحد، يمتد من تحت بر فلسطين المحتلة وبحرها إلى بر وبحر لبنان ، وقبرص ، وسوريا ، وصولاً إلى تركيا!
· ووفق كل المعطيات فإن الحرب الدولية والاقليمية بين هذه الأطراف قد بدأت بالفعل، حيث تتنازع (إسرائيل) مع سوريا ، وتركيا ، ولبنان ، وقبرص ، ومصر ، و قطاع غزة ، على الأحقية المشتركة فى حقول الغاز المكتشفة حديثا بشرق البحر المتوسط ، ويتمسك كل طرف بحدوده البحرية كجزء من سيادته الوطنية!
· وتتوعد تركيا قبرص بعظائم الامور إن هي باشرت التنقيب في مياه الجزيرة الجنوبية..وتدعم (إسرائيل) الحكومة القبرصية اليونانية بمشاركة( شركة نوبل إنرجي ) الإسرائيلية – الامريكية، التي ترى في قبرص جسراً الى أوروبا.
وبالعودة الى ( الصراع على سوريا )..
يمكن تلخيص سبب (التمرد في سوريا ! ).. حسب تسمية الأمم المتحدة!
بعاملين رئيسين:
أ- الإستباد الداخلي..(دكتاتورية الفرد والحزب) التي أفرزت منهجاً كارثياً تمثل في:
· الإستخفاف بإرادة الشعب ومصالحه ومطالبه على مدى اكثر من أربعين عاماً!
· إحتضان الإرهاب ورعايته وتوظيفه كأداة في الصراع مع الآخرين!
فمثلما إستدعى النظام البعثي في العراق الإرهابيين من القاعدة وغير القاعدة عشية غزو العراق وإحتضنهم للدفاع عن نظامه بوجه الامريكان ومعارضيه..ومازالوا يتوالدون ويعبثون بحياة العراقيين الى اليوم!
لجأ النظام البعثي السوري طيلة السنوات التي أعقبت 2003 الى إستدعاء الإرهابيين ورعايتهم ، وتدريبهم ، وتصديرهم للعراق لإستباحة دم العراقيين بدعوى مقاومة الاحتلال!
وقد أكدت الوقائع إن تلك القوى الإرهابية التي تخوض الصراع داخل سوريا اليوم هي نتاج بيئة ساهمت السلطة البعثية في تشكيلها وتأهيلها وإستخدامها كـ(أداة ) في صراعها مع (خصومها )عبر الحدود العراقية!
فكان النظام السوري (حاضنة) لتلك الشبكات الإرهابية الزاحفة من سوريا الى العراق..مثلما هي اليوم (تركيا) حاضنة وراعية لتلك القوى الارهابية التي إستباحت الكيان السوري ..شعباً ، وأرضاً ، ووجوداً!
· وتعد تلك المنظمات الارهابية.. إحدى إفرازات الأنظمة المستبدة التي تنتهج سلوك:
(التعاون مع الشيطان للتشبث بالسلطة!!)..
دون تقدير لمخاطر (إنقلاب ولاء الشيطان عليهم!)..
الشياطين الذين يتنكرون لأولياء صيرورتهم ..ولرُعاة نشوئهم ..ولمُؤَججي أحقادهم ..ولمُبَرري تَفَشّيهم ..ولأرباب نعمتهم الأولين والآخرين !
· ولاشك إن الدول التي ترعاهم وتُموِّلهم وتُصَدِّرهُم اليوم الى سوريا سَتَلقى نفس المصير الذي أرادته لسوريا..خاصة الذي تم كسر شوكتهم على الارض السورية!
ب- اما العامل الثاني فهو: الإستحواذ الخارجي على مصادر الطاقة..
( من يسيطر على الاقتصاد يسيطر على العالم ) كما يجزم الإستراتيجيون!!
· ولأسباب ذاتية وموضوعية فإن العامل الخارجي هو الذي سيحسم هذا الصراع الدموي..رغم الدور الهام للعامل الداخلي في ترجيح الكفَّة (لأي عامل خارجي ستكون الغلبة)!!
· وستكون سلسلة اللقاءات بين الرئيس الامريكي وزعماء بعض الدول الشرق اوسطية – في بحر الشهرين الجاريين – حاسمة في: الكشف عن أهداف الصراع والشروع بتنفيذ مرحلة – نوعية – جديدة منه بمنطقتنا .. تتحدد فيها الادوار والواجبات التفصيلية..وتُستَنفر فيها الطاقات الاحتياطية ..وتُستَنزف فيها الموارد.. وتتبدل فيها الاصطفافات..وتتنوع فيها الوسائل..وتتغيّر فيها إتجاهات الصراع ووتائره وأساليبه ..
وقد يعاد النظر بالحدود الجغرافية ايضاً!!
لحين اللقاء المرتقب بين (اوباما) و(بوتين) بعد اكثر من شهرين لإعتماد صيغة الصفقات التي يجري إعدادها من قبل فرق سرية مختصة بين الطرفين ، خلال هذه الفترة المشحونه بدخان التصريحات والتصريحات المضادة..ولهذا يستميت كل طرف لإجراء تغيير ميداني – مسلح – على الساحة السورية لصالحه لدعم موقفه التفاوضي (بدماء السوريين)!
· وبنتيجة الصراع على الموارد والمصالح الاستراتيجية الاخرى والصفقات التي ستتمخض عنه.. سيتحدد مسار الكارثة في سوريا وتداعياتها!!..
بل وسوف لن تكون المنطقة كما كانت عليه قبل تفجير الصراع على سوريا!!
· وسيعاود الناتو وأذرعته تجريب ذات الاساليب التفتيتية التي أخفقت في اكثر من مكان..رغم فشلهم في إعادة انتاج ما جربوه في البلقان ، وإفغانستان ، والعراق من صراع ديني ، ومذهبي ، وعرقي ، وجهوي..وزيادة تفجيره في سوريا..وغير سوريا!
· ويكمن جوهر هذا الصراع – إضافة الى أمن (اسرائيل) – في الإستحواذ على موارد طاقة المستقبل (الغاز) وحرمان الخصوم (الكبار) ..أو إرتهانهم بإرادة المُمْسكين بها..وليس (قدسية وثبات) الأيديولوجيا ، والعقائد ، والمذاهب ، والأعراق!!!
· وما جيوش المسلحين (المُنْجَرفين) أو(المُبعوثين) الى المحرقة السورية من كل بقاع الارض ..سوى:
§ وقود لتأجيج بركان الموت في المنطقة..
لإستدراجهم والتخلص منهم:
(يجب عدم عودتهم أحياء الى بلدانهم!– كما يقول وزير الخارجية البريطاني- وليم هيك-)!
§ ولإطالة أمد إستنزاف سوريا وحلفائها ..إقتصادياً ، وعسكرياً ، وبشرياً ، وفكرياً!
§ ولإشغال الخصوم وإبعادهم عن حفارات إستكشاف النفط والغاز وخرائط حقول نقلها!
§ ولتدمير بُنيّة (الوطن) السوري (المشاكس!) ..في ذات الوقت!
· يقول عضو الائتلاف الوطني المعارض/ خالد عيسى:
( قطر وتركيا لعبتا دوراً كبيراً في إطالة الأزمة وزيادة الخسائر في سوريا )!!!
· يؤكد معهد واشنطن أن سورية ستكون من بين الدول الأغنى في العالم بالغاز بعد إكتشاف نفطي جديد في بئر الرشيد شرق البلاد، يضاف الى إحتياطها من الغاز الطبيعي الذي بلغ نحو 310 مليار متر مكعب ، وإكتشاف بئر غاز في منطقة (قارة) وسط سورية وقرب حمص بما يحقق إنتاجية بقدرة 400 ألف متر مكعب يومياً أي ما يعادل 146 مليون متر مكعب سنوياً.
· ولهذا فإن مفتاح تفجير الصراع على الموارد في هذه المرحلة..هو:
من يحفر أولاً؟
لأن من يحفر أولاً يكون بإمكانه أن يستخرج حصته وحصص الدول المجاورة من الغاز والبترول!!!
1) وهذا ماتسعى اليه “اسرائيل” وحلفاؤها والدائرون بفلكها – من خلال إشغال منافسيها بالحروب (الداخلية) و(البينية) لإنهاكهم ، لحين إستكمال (الحفريات الأنتاجية) ، وفرض الخرائط المُستَحدثة للطاقة في شرق المتوسط عليها!
2) وستنزلق الى هذا الصراع مع (إسرائيل) قوى دولية ، وإقليمية ، وعربية مصدرة للغاز عندما تتكشف نوايا (إسرائيل) لتصدير الغاز إلى أوروبا.
3) لهذا تزداد منطقتنا سخونة يوماً بعد يوم..
1) فقد عبرت حاملتا الطائرات الاميركيتان (بوش) و(ستانينيس) مضيق هرمز، ودخلتا مياه الخليج العربي، وإستقرتا قبالة السواحل الإيرانية..لتَنظَّم الى قوة امريكية متزايدة النمو والجاهزية!
2) وتقف سفن الأسطول الكندي ، في مياه المتوسط قبالة السواحل السورية!
3) وتم انشاء حرس بحري جديد في ( إسرائيل ) بهدف حماية حقول الغاز في المياه الإقتصادية الحصرية التي أعلنتها!!
4) ونصب (الناتو) بطاريات (الباتريوت) على ابواب الشرق الاوسط في تركيا!
5) وتتردد الاخبار عن طلب الاردن من الناتو نصب بطاريتي باتريوت على حدوده مع سوريا(ستُنقلان من قطر والكويت)!
6) واعلنت (القاعدة) قيام دولتها (الاسلامية) في العراق والشام ، ومبايعتها للظواهري!
7) وقرعت أوربا (العاقلة!) أجراس الخوف من عودة – المتبقين – من(الجهاديين!) المُنجَرفين منها نحو سوريا ..الى دول اللجوء (الكافرة!)التي إحتضنتهم ،بعد إنعقاد الصفقات بين الكبار!!
8) وترابطت قطع من الاسطول الروسي في بيروت قبل إبحارها الى طرطوس ، واتخذ القرار الروسي بنقل قطع الاسطول الروسي الأساسية من المحيط الهندي الى البحر المتوسط ، للمرابطة أمام السواحل السورية في منتصف مايو 2013..مع استمرار المناورات الواسعة في البحر الاسود قبالة السواحل التركية..وتزور ميناء بندر عباس الايراني قطع من الاسطول الروسي على مقربة من محطة بوشهر النووية!
9) وترافق ذلك مع توقيع الرئيس اللبناني (ميشيل سليمان) اتفاقية مع الرئيس الروسي ( بوتين ) لاستثمار الإستكشافات الجديدة للنفط والغاز في الساحل اللبناني!!!
وبعد اتفاقية نقل الغاز عبر العراق إلى سورية ، باتت سورية منطقة التجميع للغاز والإنتاج ، مُشَكِّلَةً إمتداداً إستراتيجياً ــ للطاقة – من إيران إلى المتوسّط ..وبموجب هذا الاتفاق تساهم الشركات الروسية بتطوير خطوط أنابيب الغاز بين كركوك العراقية وبانياس على الساحل السوري وتكون شريكة فيه!.. متجاوزة أحد (الخطوط الحمر!) غيرالمسموح بها لسنين طويلة.. وغالقة الطريق على غاز (نابوكو) الامريكي ..الممتد من بحر قزوين وجنوب القوقاز عبر الحدود التركية البلغارية إلى النمسا بطول 3300 كيلو متر ..لتزويد أوربا بغاز البحر الأسود الكازاخي وغاز أذربيجان!..والهادف لان يكون (شريان الحياة في أوربا)!
في وقت تعتبر روسيا – اليوم – المصدر الرئيسي الذي يمد أوروبا بالغاز ، لذا فهي تخشى أن تكون أوروبا قادرة على تجنب إستيراد الغاز الروسي والحصول عليه من بلدان أخرى.
وفي حال تم ذلك فإن روسيا ستكون عرضة لخسائر كبيرة وعجز في ميزانها التجاري ، بالإضافة إلى ضعف نفوذها السياسي ..ليس فقط في الشرق الأوسط وحسب بل في التأثير على أية قرارات أوروبية في المستقبل ، خاصة في السنوات المقبلة التي سيتزايد فيها الطلب الاوربي على الغاز، بعد أن يتم غلق العديد من المفاعلات النووية المولدة للطاقة!
لهذا سارعت موسكو للعمل على خطين إستراتيجيين:
الأول ..النمو الاقتصادي لـ( كتلة شنغهاي)…و(مجموعة البريكس)..
الثاني..السيطرة على منابع وخطوط الغاز العابرة للقارات.
وبناء عليه، فقد أسست مشروعين استراتيجيين:
أولهما: هو مشروع السيل الجنوبي..
وثانيهما: مشروع السيل الشمالي..
وأسست (شركة غاز بروم) التي تشمل مشاريع مشتركة مع شركات ألمانية..لمواجهة مشروع (نابوكو) الأمريكي!
4) وتنبع أهمية المشروعين الروسيين من كونهما يوفران حلاً لمشكلة دول العبور.. التي طالما شكلت تهديداً لاستمرارية توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا.. مثلما هما: رابط اقتصادي وثيق بين روسيا وأوربا!
5) في نفس الوقت..بدأت موسكو بشراء مصادر (نابوكو)..( فقد وقعت روسيا عقداً لشراء الغاز الكازاخي للسنوات العشر المقبلة ) ، ودعمت مشروع خط الغاز الايراني الى باكستان ، لقطع الطريق عن أي نفوذ (في ميدان الطاقة) او هيمنة سياسية لأميركا أو أوروبا في كل من إيران وشرق المتوسط، وستكون (غازبروم ) من أهم مستثمري أو مشغلي حقول الغاز الحديثة العهد في كل من سورية ولبنان..إضافة الى رعايتها لخط الغاز الناقل من كركوك العراقية الى بانياس السورية ..بالاضافة الى (شركة روسيانفت) التي دخلت بقوة للاستكشاف ، والتنقيب ، والاستخراج في الاراضي العراقية!
6) ولهذا..أصبح إحتياطي الغاز اللبناني والسوري والعراقي والايراني- اليوم – محور الصراع لتحديد..بمن سيُلحَق؟
ومن سيتحكم به؟
هل مجموعة (نابوكو) الامريكية؟
أم (غاز بروم) الروسية؟
7) ويأتي ذلك ..كجزء من إستراتيجية تحويل منطقة شرق البحر المتوسط إلى مركز رئيسي للطاقة على مستوى العالم، من خلال ربط شبكات خطوط الغاز ، والنفط ، والكهرباء لقارات إفريقيا وآسيا وأوروبا عبر بلدان هذه المنطقة الحيوية!
مما يثير العديد من التساؤلات:
1. هل سيبقى التحالف الامريكي التركي صامداً أمام تفجر حقول الغاز والنفط الشرق أوسطية؟