الرئيسية » مقالات » الى دائرة صحة كربلاء … مع الشكر

الى دائرة صحة كربلاء … مع الشكر

(( لقد توقفت ُ عن الكتابة منذ ان شعرتُ بأن راس قلمي مدبب يوخز الاخرين ، اليوم عدت اكتب من جديد بعد ان ابدلت لب قلمي بريشة ناعمة تداعب الاخرين … لؤي قاسم عباس ))

لستُ على يقين من ان تقديم كلمات الشكر والامتنان والتقدير من رجل غير مسؤول في الدولة الى مؤسسة حكومية يعني الكثير بل قد لا يلقي ترحيباً او اذان صاغية حتى من الذين تعنيهم هذه الكلمات . فالشكر والتقدير لا يعني لنا سوى التدرج في السلم الوظيفي او العلاوة لغرض الراتب . وربما يقول البعض وما قدر الشكر والتقدير من مواطن مثلي فهي ليست الا كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع كلمات تنتهي في الفراغ ليس لها صدى او رنين ، كلمات لا تملآ الجيوب ولا تعلق على الصدور . ولكن يبقى ورغم كل شئ اننا تعلمنا ان نعطي كل ذي حق حقه . ولطالما استخدمتُ قلمي وانا اشير به الى مواطن الضعف في مؤسسات الدولة . لكن اليوم فقط ادركت بأنه يجب ان اشير بقلمي هذا الى مواقع القوة في احدى مؤسسات الدولة الا وهي دائرة صحة كربلاء المقدسة .
وقبل ان اتوغل في صلب الموضوع لا بد ان اذكر امراً وهو انه عندما كنت اسمع عن صديق ما قد دخل الى المستشفى الحسيني ( في زمن النظام البائد ) حتى اُسرِعُ الى قراءة سورة الفاتحة على روح ذلك الصديق ولم اذكر ان اخطأت سورة الفاتحة طريقها فالصديق المريض صار مرحوماً جاهز لاستقبال سورة الفاتحة … وذات يوم قلت لصديق مازحاً :- (تعال نقرأ سورة الفاتحة على ارواح جميع الراقدين في مستشفى الحسيني )
بالامس القريب حدث امرأ جعلني اغير رأيي واكاد اتيقن بأن التغيير حقيقي في هذه المؤسسة ( اعني دائرة صحة كربلاء حصراً ) . ففي يوم 4/ايلول / من هذا العام دخلتُ الى مستشفى الزهراء الملاصقة للمستشفى الحسيني . جراء اصابتي بنزف دموي داخلي حاد في قرحة الاثنى عشري ولم تكن عندي ثقة كافية بكادر المستشفى على الاطلاق ( هذه الفكرة من مخلفات الماضي ) لكن الذي شعرتُ به للوهلة الاولى وللامانة والحقيقة – ولا لشئ غيرهما – شعرتُ باني في فندق سياحي ذو خمسة نجوم من ناحية النظافة والخدمات المقدمة . فيصعب على اي امرئ ان يرى ذرة تراب على زجاج او حائط او في اي مكان من اروقة المستشفى، ناهيك عن العطور الزكية التي تعطر اجواء المكان فتبعث في النفس البهجة والسرور.
جميع العاملين في المستشفى كانه خلية نحل لا تكل ولا تمل عن الحركة ولا تتوقف حركتهم في ساعة معينة من الليل وكأنهم في سباق مع الزمن من اجل تقديم افضل الخدمات .
ولو سألتني عن طريقة معاملة الاطباء والممرضين للمرضى اقول :- ان هناك ثورة طبية حقيقية على وشك ان تتوهج لتعيد للناس ثقتهم باطباء العراق .
ولعل اروع ما شاهدته هي شعبة الناظور وبدون ان اذكر اسم احد فالكل كانوا رائعين واود ان ابشر الجميع بأن شعبة الناظور تستخدم التخدير العام ( البنج) اثناء اجراء الناظور فليس هناك خشية بعد الان لمن يخاف. وانا من هنا ادعوا بالصحة والعافية وادعوهم لزيارة مستشفى الزهراء وانا على ثقة تامة بان العافية ستكون حليف كل الزائرين .واتمنى على الاعلام العراقي ان يسلط الضوء اكثر واكثر على هذا الصرح الكبير ونتمنى المزيد وبالمناسبة فانه لو تم حصر وجمع اموال العراقيين التي تنفق في خارج العراق لغرض العلاج فانها تكفي لانشاء اكبر مركز طبي في اسيا والشرق الاوسط .
واخيراً اقول ان كلمات الشكر والعرفان مهما كانت كبيرة فهي لا تساوي شئ امام ما يقدمه هذا الصرح الحضاري الكبير فشكراً لدائرة صحة كربلاء ونتطلع لاشراق صبح جديد من العطاء الدائم . ونتمنى ان ترقى المستشفى الحسيني الى المستوى الذي وصلت اليه مستشفى الزهراء لا سيما غرفة العمليات ENT التي تحتاج الى اهتمام اكثر وانا على يقين بان القادم خير . مع فائق التقدير
لؤي قاسم عباس
Loay_kasim@yahoo.com