![]() |
لم اسمع عن شراكة وطنية بين فرقاء في السياسة , فقط نتذكر بعد ثورة 14 / تموز / 1958 , قال زعيم الثورة الشهيد عبد الكريم قاسم ” ان العرب والكورد والتركمان والمكونات الأخرى شركاء في الوطن ” واشرك في حكومة اول جمهورية عراقية جميع اطراف جبهة الأتحاد الوطني , لكن المشاركون كانوا عديمي الوفاء لا يستحقون فضل الرجل عليهم , فتآمروا وذبحوا ثورة 14 تموز الوطنية وقتلوا من احسن اليهم ثم تقاتلوا وقتلوا بعضهم .
حكومة الشراكة الوطنية , التي تتوضا بدما ناخبيها , جعلت من الأسم ينافق على المسمى .
انه الواقع تتغرغر فيه بعض الأطراف ثقافة للدسائس والخديعة والوقيعة في علاقاتها مع بعضها ومع الشارع العراقي , شراكة تنكل بنفسها مغرمة بتعذيب الناس بعيدة عن الطريق السوي لا يجمعها والعراقيين مستقبل مشترك , اصبح الخلاص منها وطوي صفحتها مرهون بحكمة وارادة صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمة .
في مجلس الرئاسة , كان المتهم الهارب طارق الهاشمي , ركناً اساسياً في الشراكة من داخله , صالح المطلك , كان بيضة البعث في عش رئاسة الوزراء , وان كانت هناك ثمة شراكة بين اعضاء مجلس النواب , فلا تتجاوز حالات الأجماع حول المكاسب الشخصية بعدها التشرذم فيما يتعلق بالمصالح الوطنية , واذا دخلنا خيمة الأطراف التي تتشكل منها حكومة الشراكة , فلم نجد في خلفية اغلبها اي قضية او مصلحة وطنية يجتمع المشاركون حول طاولتها .
اين هي الوطنية من تلك الشراكـة … ؟؟؟
قوائم المتهمين بجرائم ارهاب , تحمل اسماء مسؤولين كبار في حكومة الشراكة ,,, قوائم المتهمين بفضائح فساد اداري ومالي وعلمي , تتصدرها وجوه مؤثرة في حكومة الشراكة … مسؤولون كبار في حكومة الشراكة , لهم قدم هنا واخرى هناك , وفي النهار هنا وفي الليل هناك … كذلك الذين يتسلمون واجباتهم وتعليماتهم واجورهم بعد انتهاء الأجتماعات السرية في عمان والرياض وانقرة او في عواصم اخرى خليجية واقليمية ودولية , هم ايضاً اطراف يملكون حصة الأسد داخل حكومة الشراكة … الذين يحاولون اسقاط حكومة شراكتهم اوابتزازها بغية الأبقاء على العراق منهكاً تلعب به الفوضى لتقطيع عافيته مكاسب طائفية قومية وعرقية , هم ثعالب اللعبة داخل حكومة الشراكة , السعودية والأسر الخليجية تدفع شهرياً وسنوياً مليارات الدولارات لدلالين ووكلاء لهم ناشطون داخل حكومة الشراكة .
لو تفضل رئيس الوزراء واطلق الأضابير من على رفوف ( ليس وقتها ) لعلمنا حجم الأستهتار بالدم العراقي , وكأن احتفالية مجانية الموت العراقي هي دائماً في بدايتها ولا حدود لنهاية وقتها ولقرأنا على نزيف سطورها حتى الممحي من حذلقات والاعيب العائدون من الحضيض البعثي الى احضان حكومة الشراكة , ولشاهدنا الردح الموجع للذين لا يخافوا من ان يزيد مطر الفضائح قطرة الى تاريخهم المبتل .
في العراق اصبحت المفاجئات لا تثير الأهتمام , فأفعال البعض اشبه بمؤخرة العنزة , لا تثير لديهم الخجل, يضاعفوا من سخريتهم على ذقون الملايين من الضحايا الأبرياء بعدها يخفوا عورة فضائحهم تحت عباءة الحفاظ على مستقبل العملية السياسية .
الراغب في تحقيق مشروع الشراكة الوطنية كمقدمة لأنجاز المشروع الوطني العراقي , عليه ان يبحث عنها عبر مصارحة ومصالحة من داخل بيئتها في الشارع العراقي , فحضيض البعث ليس مكانها .
25 / 02 / 2012