الرئيسية » بيستون » الكورد الفيليون شموع وقرابين

الكورد الفيليون شموع وقرابين

أن ما جرى على (أولاد عمومتنا) الكورد الفيليين من قتل وتشريد وحجز ألأموال (المنقولة وغير المنقولة) وحملات ألأعدامات وأختفاء مئات الشباب بلمحة بصر…

وصمة عار على المجتمع الدولي والمؤتمر ألأسلامي وجمعيات ومنظمات حقوق الأنسان.

لقد مارس (الطاغية) أبشع الجرائم بحق أناس عزل، ذنبهم الوحيد أنهم كورد أولاٌ وأنهم يحبون شعبهم ويساندون قضيتهم المركزية وحركة تحرر شعبهم ويساندوها بالمال والدم … يا ترى يا أحرار العالم : متى كان الدفاع عن الحقوق جريمة لا تغتفر؟

بإمكان جميع الأنظمة الشمولية أن تجعل من الأسود أبيض وبالعكس ولو لمدة زمنية محدودة!! ، ولرب سائل يسأل ، لا بل من حقه أن يرفع صوته أيضاٌ ويصرخ:

ما هذا الكلام؟؟ كيف يجوزذلك؟؟ ، لا والف لا.. ألأسود يبقى أسود وكذلك ألأبيض يبقى ابيضا..

أن لجميع الحكومات ، حتى لو كانت حكومة (جزيرة واق واق) ماكنتهم ألأعلامية للتضليل ولجعل (الديك حماراٌ) أولاٌ ولتمجيد (السلطان) ثانياٌ وجعله رسولاٌ مابعده رسول ، وأقواله وآوامره بمثابة ـ كلام منزل ـ ويا ترى من بأمكانه أن يناقش شخصاٌ يحمل كل تلك الصفات؟

ومن جهة ثانية التكرار المستمر في أية قضية وبواسطة ألأجهزة ألأعلامية المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) بأمكانها أن تولد قناعات لدى شريحة من الناس البسطاء (حتى لو كانت مستحيلة) ، ناهيك عن وجود أجهزة (قمعية بوليسية) والقبضة الحديدية سبباٌ مهماٌ لأسكات من يريد أن يسأل ويقول:

ــ ما الذي يجري حولنا؟

أذن تحصيل حاصل ، بأمكان تلك ألأنظمة أن تجعل من ألأسود أبيض وبالعكس ولو لفترة محدودة!! ، ألأهم من كل هذا وذاك هنالك (طابور) من المنافقين ، شغلهم الشاغل وحسب التوجيهات أن يضخموا ألأمور كما يشتهي (السلطان) وأجهزته القمعية وألأعلامية ، والسبب ألأخير وجود (مسؤولين) ضعفاء (لاحول لهم ولا قوة) الا تنفيذ أوامر (جلالته) وبس…

أذن كل تلك العوامل وعوامل أخرى تدعم نظريتنا أعلاه لجعل ألأبيض أسود وبالعكس ، أما من رفع صوته أو همس بأذن (صاحبه) عما يجري ، فكانت ألأجهزة القمعية له بالمرصاد ، والسجون والمعتقلات بأنتظاره ، وبالتالي هنالك ـ محاكم صورية ـ لا تؤخره سوى دقائق ، حينها يجد نفسه أمام المقصلة!! ، وأذا كان محظوظاٌ فالسجن المؤبد ـ (عشرون عاماٌ) بالتمام والكمال في خدمته ، يقضي زهرة شبابه في دهاليز السجون والمعتقلات..

لأولاد عمومتنا ـ الكورد الفيليين ـ مآساة ومعاناة بحاجة الى مجلدات ، وأذا ما ذكرت تلك المآساة لشعوب أوربا لأدخلوها في خانة (المبالغة) أو تضخيم ألأمور ، وشخصياٌ عانيت الكثير في اللقاءات الشخصية وألأجتماعات والمؤتمرات ، فكلما طرحت قضية شعبنا بما فيهم أولاد عمومتي رأيت ملامح الوجوه تتغير ، للتعبير على عدم التصديق!! ، أنها كارثة ، لمن المشتكى ، والشكوى لغير الله مذلة..

ما عدا الكورد الفيليين:

أي شعب أعتقل شبابه بالآلاف وبلمحة بصر أصبحوا في عداد المفقودين والى ألأبد؟

أي شعب أبعد عن وطن آلآباء وألأجداد الى دولة أخرى ، لا يعرف حتى لغتها؟

أي شعب حُجزت ممتلكاته وأرصدة أبنائه وكل ما يملكونه من (تعب العمر) وبالتالي توزع على (أزلام النظام) من دون وجه حق؟

أي شعب حرم من أبسط مقومات المواطنة ، في مقدمتها المواطنة والتمتع بجنسية بلده والتوظيف في الدوائر الحكومية وغيرها؟

أي شعب ، تجزأت فيه العائلة الواحدة بالقوة وألأكراه ، حيث جميع أفراد العائلة في بلاد الغربة ، والبنت أو الشقيقة أو الخالة أو العمة في بلد آخر ؟

أي شعب نكر عليه ماضيه ونضاله وتضحياته في سبيل (الوطن الأم) لا بل أكثر من هذا أعتبروهم ـ خونة وعملاء وجواسيس ؟

أي شعب هذا الذي وبالرغم من كل تلك ألأجراءات التعسفية بحقه ، لم ينس وطنه وأهله وجيرانه وأحبته وذكرياته وظل متمسكاٌ بوطنيته الى حين سقوط الصنم ؟

نعم لقد أستهدفوا ـ أولاد عمومتنا ـ لا لشيء سوى لوطنيتهم أولاٌ ولحبهم لوطنهم وأهلهم وناسهم ، لقد أراد ألأوغاد ألأوباش أسكات ذلك الصوت الهادر والناطق بالحق والذي أمسى له الدور الكبير والفعال داخل المجتمع العراقي حتى بات الكورد الفيليون هم الأوائل في ـ التجارة والمال ـ لا بل حتى في الرياضة والسياسة … نعم لقد ظن ألأوباش أن وجودهم بهذا الشكل يشكلون خطراٌ حقيقياٌ على ـ مسيرة الحزب والثورة ـ لذلك لابد من وضع حد لهذه النشاطات المشروعة!!! ، نعم لقد فعلوها وبأبشع الصور !! .. أرادوا ـ خنق ـ ذلك الصوت وجعل أولاد عمومتنا في عالم النسيان!! ، ولكن هل سمعتم أن شعباٌ من الشعوب المناضلة والمكافحة قد أنتهى ودخل عالم النسيان؟.. لا أعتقد.