يحكى إن احد الإقطاعيين المتنفذين في بعض مناطق كوردستان في الزمن الغابر والذي كان يطلق عليه مصطلح (كيوخا) ويعني عمدة البلدة . كان يمشي في سوق البلدة مع نفر من أتباعه الذين كانوا يرافقونه ويسيرون خلفه رأى فتاة جميلة شغف فؤاده حبها وأراد أن يمتلكها والزواج بها ، إلا انه سأل عنها فعلم ان هذه الفتاة متزوجة من احد الفلاحين يدعى هياس فتشاور مع المقربين من أتباعه بكيفية الزواج من هذه المرأة الجميلة المتزوجة فاقترح عليه احدهم أن يدبر مكيدة للحصول على هذه المرأة وذلك بان يستدعي زوج المرأة (هياس) ويتراهن معه على مبلغ من المال قدره ألف دينار في حالة فوزه لقاء طلاق زوجته في حالة خسارته كي يتزوجها (الكيوخا) وقد قبل هذا الرجل الفقير مرغما كونه لا يستطيع رفض طلب هذا الإقطاعي (وفحوى الرهان هو جلب معزة وإيداعها في بيت هياس وتقديم أحسن العلف لها لمدة شهرين من قبل أتباع الكيوخا فإذا زاد وزن المعزة عن وزنها الأصلي الذي كانت عليه قبل مدة شهرين فان هياس سوف يخسر زوجته واذا لم يزد وزن المعزة خلال هذه المدة فان هياس سوف يربح ألف دينار مع الحفاظ على زوجته ) فهرع هياس مشرعاً الى منزله كئيباً حسيرا مغتما فسألته زوجته عن سبب اليأس والقنوط والاحباط الذي اصابه فشرح لها قصة الرهان مع الاقطاعي. ففكرت زوجته طويلاً بهذا الموضوع وكانت تحب زوجها حباً جماً وأخيراً اهتدت الى فكرة ذكية وهي ان تجلب ذئباً وتربطه بالقرب من المعزة بعد ان يغادر المكلفون بتغذية المعزة يومياً . فالمعزة بعد ان تعلف جيدا يومياً وبمجرد ان يقع بصرها على هذا الذئب الجائع الهائج المفترس تكاد تفارق روجها جسدها من هول الموقف وخوفه الشديد من الذئب فتلفظ ما تأكله يوميا وجرت الحال على هذا المنوال لغاية انتهاء مدة الشهرين المتفق عليهما حسب شرط الرهان فتهيأ الإقطاعي مع حشد من اتباعه وكله امل وثقة بالفوز بامرأة هياس الجميلة الا انه سرعان ما ذهبت أماله أدراج الرياح وبهت مدهوشاً بعد ان رأى بام عينيه بان المعزة ظلت محتفظة بوزنها كما كانت قبل شهرين فخسر الرهان وسال الفلاح هياس بعد ان عاهده بالأمان ومنح قطعة ارض زراعية له اذا باح بسر بقاء المعزة على وزنها بدون زيادة فحكى له هياس فكرة زوجته بجلب الذئب وربطه مع المعزة كل يوم بعد علفها ، فضحك الإقطاعي وأوفى بعهده فأصبح الكورد يضربون المثل بالشخص الذي ينعم الله عليه بالخير العميم فيبقى محافظاً على حالته السابقة ولم يتغير نحو الأفضل بقولهم للشخص (انك مثل معزة هياس ) وباللغة الكوردية ” تو وكو كي سكي هه ياسيد .
taakhi