الرئيسية » دراسات » مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات والاهداف الحلقة الخامسة

مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات والاهداف الحلقة الخامسة

وقد شملت التغييرات فيما يخص كركوك الغاء نواحي قره هنجير ، بايجي قره حسن ، شوان من قضاء كركوك وكلها نواح كوردية واقتصرت كركوك على ناحيتين فقط هما تازه وداقوق والغيت ناحية القدس التابعة لقضاء دوبز
وشهدت الفترة نفسها ارتفاعا غير اعتيادي لسكان قضاء الحويجة خاصة بعد ناحية الزاب التي غالبية سكانها من العشائر العربية من محافظة نينوى الى محافظة كركوك وكانت كل تلك الاجراءات كفيلة بتقليل الوجود الكوردي في المحافظة واشارالتقريرالصادرمن وفد الكونكرس الامريكي الدي زار المنطقة عام 1986 الى ان مايجري في المدينة بحق الكورد انما هو من قبيل جيش محتل . وقد نتجت عن هذه السياسة الشوفنينة النكراء من الترحيل القسري وتهجير العائلات الكوردية التي بلغت ( 37726 ) ذهب معظمها ضحايا عمليات الانفال السيئة الصيت حيث كانت حملة الانفال ( الثالثة ) في 7 / 4 / 1988 موجة الى كركوك فقد شملت مناطق : جمجمال ، سنكاو ، قادركرم ، دوزخورماتو ، كفري ، كلار ، بيباز ، تيلاكو وكانت اوسعها شمولا حيث تم تدمير ( 500 ) قرية في المحافظة وليصبح حصيلة التدميرللقرى الكوردية ضمن حدود محافظة كركوك 779 قرية و 493 مدرسة 598 مسجدا و40 مستوصفا هذا فقط الى اواسط الثمانينيات لتاتي بعدها ازالة المقابر حيث تمت ازالتها بين اونة واخرى خلال الفترة من 1985 – 1990 ومن الجدير بالذكر ان بيانات منظمة ( c.o.A.v.R ) قدرت عدد الذين شملتهم الانفال في منطقة كرميان ( قادركرم ، سنكاو ، تيلاكو ، بيباز ) بأكثر من (20) الفا تم تجميعهم في قرى ( كوله جو وحاجي حه مه جان ومله سودره ) لم يعثر على سوى قطع ملابسهم في المناطق التي دفنوا فيها وخاصة قورتو – ميدان وهدف هذه السياسة هو تفريغ الريف الكوردستاني من سكانه بل وتصفية وجود شعب بأكمله ومن هنا جاء تصريح الرئيس مسعود البارزاني بأنه : ( اذا استمر الوضع على هذا المنوال فلن يبقى الكورد في كوردستان ) وبعد حرب الخليج الثانية عام 1991 استمر التعريب بشكل اكثر شوفينية فما بين الاعوام 1991 – 2000 بلغت العائلات الكوردية المهجرة الى المناطق الخاضعة للسيطرة الكوردية ( 15735 ) عائلة بلغ عددهم 93419 حيث وضعت الحكومة العراقية وبعد انتفاضة اذار عام 1991 السكان الكورد في محافظة كركوك بين خيارين : اما التوجه جنوب العراق فيسمح للعائلة الكوردية عندئذ نقل امتعتها معها او الى المنطقة المحررة وفي هذه الحالة تصادر جميع ممتلكاتها المنقولة وغير المنقولة وفي تصريح لعضو البرلمان البريطاني اكد : ( نحن نعلم بان القضية توسعت بشكل كبير ومراحل التطهير العرقي اخذت تخطو بخطوات واسعة وسريعة جدا ) وفي عام 1999 قدم السيد ( ماكس فان ديشترويل ) المقرر الخاص اللامم المتحدة تقريره الى لجنة حقوق الانسان في اوربا اوضح خطة التعريب بشكل جلي وهو توطين ثلثمائة الف انسان عربي ليس في كركوك فقط بل في ضواحي المدينة ايضا . وفي 10 / 9 / 2000 ولدى زيارة نائب رئيس النظام البائد ولقائة محافظ كركوك صباح نوري علوان اكد على ضرورة تخيير القلة المتبقية من الكورد في المدينة بين تغيير قوميتهم الى العربية او الرحيل عن كركوك ووزعت عليهم قوائم تصحيح القومية. ويتضح من كل ذلك ان النظام البائد وضح كل امكاناته المادية والمعرفية لتطبيق سياسة التعريب ليس لمدينة كركوك حسب بل حتى القرى والقصبات التابعة لها ونفذت هذه السياسة بحذافيرها ومن اجل تطويق المدن الكوردستانية عسكريا وسياسيا واقتصاديا وصولا الى تغيير الطابع القومي لسكان المنطقة . عمد النظام البائد الى خلق حزامين امنيين وهذا جزء من لعبة استعمارية قديمه يستعملها غالبا المستعمرون المحتلون فقد خلق حزاما امنيا عربيا بتوطين العشائر العربية الموالية له على اطراف المدينة وكما كشفت ذلك وثيقة سرية صادرة من النظام ومن محافظة ( التأميم ) اشارت الى عمليات زرع المناطق المحيطه بمدينة كركوك بالعشائر العربية المسلحة بدءا من ناحية شوان ومرورا بنواحي : التون كوبري ، دوبز ، تازه وانتهاء بناحية قره حسن ضمن خطة اطلقت عليها الوثيقة المذكورة ب( الحزام الامني ) والحزام الثاني الاخر هو اخلاء مناطق شاسعة من السكان وجعلها مناطق عسكرية محرمة ويمكن القول من مجمل ما مر بأن النظام تعامل مع المدينة وابنائها كمستعمر ومحتل ومن الواضح ان ما لحق بالكورد واقتلاعهم من جذورهم التاريخية يصب في خانة الجرائم المنظمة ضد البشرية . ومن الغريب ان طارق عزيزا احد اقطاب النظام وفي مفاوضات عام 1991 بين قيادة الجبهة الكوردستانية والحكومة العراقية ولدى التطرق الى وضع مدينة كركوك تفوه بجملة يبدو ان سيده حفظها له جيدا حيث قال : ( انسوا كركوك كما نسي العرب الاندلس ) في مفارقة تاريخية وسياسية مضحكة وشاده وهذا هو ديدن حثالات السياسة فكان الله في عون هذا الشعب الذي ابتلي بهذا النوع من الحكام . ثمة مفيد من الكلام يتعلق بما ورد في التقرير الذي قدمه المحامي العربي هلال ناجي الى الرئيس جمال عبد الناصر حول كوردستانية كركوك حيث جاء فيه : السبب في انكارنا لكوردية كركوك يعود الى وجود النفط فيها والنفط بلاشك موضع اطماعنا بيد ان خلق العداء مع الشعب الكوردي بسبب النفط لا يعود علينا الا بالضرر ومن الافضل ان نكسب هذه القومية لا ان نعاديها بسبب وجود النفط في كركوك فالحمد لله تمتاز الارض العربية بالغنى وتمتلك الكم الهائل من النفط )) .
التآخي