الرئيسية » دراسات » الكورد عبر التاريخ القديم والحديث – بحث

الكورد عبر التاريخ القديم والحديث – بحث

عند مراجعة التاريخ نستطيع القول بأن الكورد هم من الاقوام التي كانت موجودة في عهد السومريين والاكديين حيث كانوا اول شعب سكن في جبال زاجروس بين بلاد ايران والعراق وتركيا فقد عثر المنقبون على حلي وقلائد وادوات تعود للالف السابع والالف الثالث قبل الميلاد وكانت تشتهر بالجياد والصناعات المختلفة كالبرونز .. والوثائق تشير الى احفاد هذا الشعب في مناطق لورستان وخوزستان ولهم حضارة عريقة تمتد على جبال زاجروس والذين احتلوا بلاد سومر لقرون عديدة حيث ان هنالك وثائق بوجود علاقات وتداخل ووشائج لغوية بينهم وبين السومريين ..
يشكل الكورد الفيلية اهم مكونات الشعب الكوردي الجوهرية فقد شرح الباحث الروسي (فلاديمير مينورسكي) اهم النقاط حول تلك الشريحة بأنها كانت موجودة في القرن السادس عشر في (امارة اللر) وقد سكنوا هؤلاء بعد ذلك منطقة بشتكوه حيث صاروا بعد ترسيم الحدود بين العراق وايران ضمن حدود الدولة العراقية مثل بدرة وخانقين ومندلي وكانوا يعتبرون من الكورد الجنوبيين .. وكلمة فيلي كانت تطلق على اسم الملك العيلامي (بيلي) الذي اسس سلالة بأسمه في دولة ايلام منذ العام (2670 قبل الميلاد) وبمرور الزمن تحولت كلمة بيلي الى فيلي .. واسم بارس الى فارس ومن اهم الادلة كون ان الشعب الكوردي شعب عريق لكونهم كانوا يتكلمون لغة تنتمي الى المجموعة المعروفة ب(الهنداوربية) التي يتكلم بها الهنود والفرس وبعض شعوب اوربا ..
ان الهجرات حدثت في الالف الثالث قبل الميلاد وكانت تلك الشعوب تسكن بين نهر الزاب الاسفل وسيروان (ديالى) والسليمانية .. وقد استطاعوا بحنكة قواتهم من احتلال العراق وحموه قرنا ً من الزمن .. وقد سكنت في شمال شرق وادي الرافدين والجزء الاعظم في كوردستان العراق .. ان شعبًا مثل الشعب الكوردي وهو بهذه العراقة والاصالة والذي عاش مع السومريين والاكديين والبابليين ومن ثم الكيشيين والحيثيين والآشوريين وغيرهم من السلالات قبل التاريخ بآلاف السنين مايزال للآن يحتفظ بتراثه وعاداته وتقاليده لكنه كان عرضة للانقسامات التي فرضت عليه في القرون الوسطى
والقرون التي تلتها بسبب تعرض المناطق التي يعيش فيها الى الحروب .. ان الكورد دخلوا الاسلام عام 18 هجرية على يد الصحابي (عياض بن غنم ) وكان من الكورد ايضًَا ابي جعفر بن عمر ابراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكوردي من رواة احاديث الرسول الاكرم (ص).. ومن القادة العظام صلاح الدين الايوبي الذي على يده تم تحرير القدس الشريف واسمه الحقيقي كان يوسف وقد رباه خادمه شيركو وكذلك الشاعر الكبير احمد شوقي وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد فريد وجدي وعباس محمود العقاد وجميل صدقي الزهاوي ومحمد تيمور وعائشة التيمورية هم اساسًا كورد وكثير من الادباء والفنانين والقادة ..
لقد تعرض الشعب الكوردي الى انواع من المظالم والتهجير حيث تعرض الى حملة ابادة من قبل القائد العثماني مصطفى كمال اتاتورك حيث اباد 40 الف كوردي وشُرد مئات الالوف الى الجبال كذلك في ايران تعرض الولاة في ايران على يد محمد رضا بهلوي الى التهجير القسري واكثرهم سكنوا القرى والمدن المجاورة في واسط وديالى وميسان فقد سكن الآلاف في منطقة بدرة وزرباطية وشيخ سعد والحي وعلي الغربي وكان الوالي حسين علي قلي خان من ضمن المنفيين ووزيرهم الملا عزيز فرهاد الذين سكنوا مدينة الكوت كذلك يحي اسفنديار خان وطهمازاسفنديار خان وعلي تقي واولاد عمومتهم ناصر ومنصور خان وعطا وغيرهم فكانوا ولاة في ايران فقد صودرت اموالهم المنقولة وغير المنقولة حتى اصبحوا في العراق عمالا ً وكسبة وفي مدينة بدرة احتلتها سواد الكورد سيما في زرباطية ورمزيار وطعان حيث اصبحوا مزارعين واصحاب بساتين وفي الخمسينيات كان 75% من سكان بدرة هم كورد ..
حيث بعد ذلك تعرضوا الى شتى انواع التهميش والاقصاء وما ان جاءت الحرب العراقية الايرانية كان الشهيد من الكورد في تلك الحرب عندما تذهب عوائلهم للمطالبة بحقوق الشهادة يجيبهم الرفاق على الفور لقد قتلوا على يد ابناء عمومتهم ويقصد بهم الايرانيين فقد كانت في تلك الحقبة من الزمن الكورد يعتبر في الجنوب اي جنوب العراق ايراني وفي ايران يعتبر عميل للعراق وهكذا عاش الكوردي بين مطرقة النظام وسندان ايران..

وبالرغم من التششت الحاصل لتلك الشعوب من بعد القيادة الكوردية عنهم وعدم تمسكهم بعشائرهم التي ادت الى تفرقتهم وقد كانت الكوت اول المستقبلين لحشود الكورد عبر تلك العصور فقد اسست مناطق لهم مثل عكد الكورد ونوكرنازر والشرقية والجديدة في حين كانت نفوسهم تقارب ما نسبته 60% قبل هجرة الفلاح الى المدينة بعد ثورة 14 تموز 1958.
يبلغ نفوس الكورد في العالم بالرغم من الابادة التي تعرضوا لها ما يقارب 26 مليون كوردي منهم مانسبته في تركيا 15% وفي العراق بنسبة 20% و18% من نفوس ايران 10% في سوريا وحوالي خمسة ملايين منتشرون في روسيا وغرب ارمينيا واذربيجان ولبنان والسويد والمانيا وغيرها من الدول ..
لقد توطن الكورد في العراق منذ القرن الثالث قبل الميلاد في كوردستان وفي واسط وديالى وكانوا في خندق واحد مع العرب ضد المحتلين الاجانب حيث ان ثورة العشرين في عام 1924 في مناطق الشعيبة والرارنجية وكفري والسليمانية التي كان يقودها الملا مصطفى البرزاني حيث ارسل التعزيزات الى الثوار في منطقة الشعيبة فأمتزج الدم الكوردي والعربي فكانت قوة لايستهان بها للضرب على ايدي كل من تجبرعلى الشعب العراقي .. حتى ان الدستور العراقي عام 1958 المادة الثالثة منه بأن الكورد والعرب شركاء في هذا الوطن في عام 1914-1918 اصبحت كوردستان العراق مسرحًا للعمليات عند دخول الاتراك الحرب العالمية الاولى فأدخلت الدولة العثمانية سياسة فرق تسد بأستعمال الكورد ضد القوميات الاخرى والعكس بالعكس كذلك كانت بريطانيا تسير نحو المنحى نفسه ..

كانت الفرق الكوردية قوية جدًا بحيث انها لم تُكسر امام القوات العثمانية او الانكليزية الا انها لم تكن تطمع الا لحقوق الارض ولذلك تعرضت لابتزاز الحكومتين حيث في معاهدة سربيل زهاب ضمت بريطانيا بموجبها مناطق بدرة ومندلي وجصان الى السيادة العراقية كذلك خانقين بعد رسم الحدود مع ايران بشرط اعتراف العراق بسيطرة ايران على حوض (سومار) ..
ان الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم بعد الحرب العالمية الاولى والثانية كانت كمن تسيطر على ضيعة بقوة دون اللجوء الى المباديء الاسلامية او الدستور لذلك كان الكورد الضحية الاولى في جميع الميادين حيث كان الهدف تمزيق هذه القومية او صهرها في بودقة ليذهبوا ويذهب معهم تاريخهم واصالتهم وكمن يخفي الشمس بغربال لذلك كان الكورد على استعداد تام للدفاع والذود عن اراضيهم فقد كان النظام السابق يهجر الكورد الفيلية وفي نفس الوقت يهجر الكورد في كوردستان العراق مثل كركوك والسليمانية واربيل ودهوك والتي تعرضت لكافة اشكال التهميش والمصادرة فقد سلخت اقضية ونواحي من كركوك واخذ يعبث بالخريطة الاصلية مثل التون كوبري وشوان وقره حسن وداقوق وكفري وقره تبه وبيار وطوزخورماتو وقادر كرم وجمجمال وشبكاو .. واخذ يوزع تلك المناطق على محافظة صلاح الدين وديالى كيفما يشاء فقد ضرب حلبجة بالاسلحة الكيماوية الممنوعة فقتل اكثر من خمسة آلاف وشرد خمسة عشر الف مع تدمير القرى الكوردية ومتابعة العشيرة البارزانية المناضلة من اجل الكورد منذ عام 1514 والذي تم فيه تقسيم كوردستان بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية وحتى عام 1991 كان الكورد غير مستقرين وعلى امتداد تلك الفترة كانوا يناضلون في سبيل حقوقهم المسلوبة ..

كانت مرتفعات حمرين هي الحدود الحقيقية لكوردستان والعرب لم يكن لهم وجود في تلك المناطق الا في القرن السابع عشر حيث اصبحت حركة تنقل عشائر شمر والجبور والعبيد وحتى حدود حويجة كما جاء ذلك في رسالة (تافرييه) المستشرق والرحالة عام 1652 و (فريزر)عام 1834 وجميعهم اجمعوا بأن الحدود لكوردستان هي جبال حمرين والتي تعرضت الى التعريب سيما كركوك التي كانت تسكنها 14 عشيرة كوردية في مقابل (3) فقط من عشائر عربية .. آراء بعض العراقيين تشير الى ان لافرق في ان تكون كركوك كوردية تسكنها الكورد ام عربية تسكنها العرب العراقيين .. لكن نسأل هنا هل كانت النية صادقة من قبل النظام السابق عندما اصدر قراراته حول سكن المصريين في تلك المنطقة فهل هذا يمثل انصافا ً ام انطلاق من مركز القوة والقرارت التي طلبت بموجبها الحكومة السابقة إسكان العرب المصريين في كركوك ومنحهم كافة الامتيازات .. (42) في 1986 و117 و144 في 1995 والكورد هنا لديهم هاجس ظهر في العهد السابق خشية عودة دكتاتور آخر ليعيث فوضى كالفوضى التي خلفها النظام حيث ان كركوك هي محافظة عراقية وبنكهة كوردية والادلة على ان الكورد والعرب عاشوا سوية في السراء والضراء ومحبة الملا مصطفى البرزاني والاستاذ مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان للشعب العربي منه وبقية القوميات هي :-
مؤازرة الملا مصطفى للثوار العرب في ثورة العشرين وقدومه من المنفى حيث ان اهالي البصرة وبغداد استقبلوه بالاهازيج كبطل ثورة قبل مدن كوردستان وعلاقاته مع رؤساء العشائر العربية مثل امير ربيعة والشيخ مهدي علي المناحي وشيخ تميم وشيخ العبيدات وشيخ الدليم وغيرهم ممن كانوا يحترموه على مواقفه تجاه العراق كذلك عند تغيير النظام في العراق كان الشعب الكوردي اول المناصرين للشعب العراقي فقد آثروا الالتحام بالعراق والالتصاق بمبادئه في حين انهم كانت لديهم فرصة الاستقلال والتصريحات المتتالية للقادة الكورد في هذا الاتجاه هو الذي دفع الثوار المناضلين من العرب بالالتحاق بأقليم كوردستان لأنه ملاذ آمن وقاعدة التحرر للنضال الوطني ..
كان الكورد ولازالوا صمام الامان للعملية السياسية فقد كانوا ايضًا جزء من الحل لاجزءً من المشكلة كما قالها الاستاذ مسعود البرزاني في مناسبات عديدة ..
ان الملا مصطفى البرزاني قد اخترق حواجز التاريخ بنضالاته وشجاعته والشهامة التي يمتاز بها قد كان امتدادًا لنضالات اسلافه من الكورد مثل الشيخ محمود الحفيد الذي اصبح ثائرًا ضد الاستعمار البريطاني عام 1919 وكانت اول الاوامر التي صدرت من الشيخ احمد البرزاني الى الملا البطل عام 1931 حينما ترأس قوة قتالية ضد الانكليز واصطدمت في طريق (دولي بياو) و(بالك) .. وتوالت الثورات منذ 1931 ولغاية 1975 وهنالك معاهدات اقرت حقوق الكورد مثل معاهدة (سيفر) والزمت الحكومة العراقية على منحهم الحقوق المضمونة عليها في مواد تلك المعاهدة .. وفي عام 1936 .. ايدت المطالب الكوردية في معاهدة القاهرة لابطال بنودها من قبل الحكومة العراقية ..
كانت كوردستان اقدم بقعة في التاريخ حيث بلغت مساحتها 536 الف كم2 وكانت قائمة منذ الالف الثالث ق.م ونفوسها بلغت 30 مليون نسمة وعند الطوفان استقرت سفينة النبي نوح (ع) على جبل (الجودي) كان الكورد موجودين كمهد اول لحضارة الانسان ماقبل التاريخ في كوردستان.. كما وتسلم الاقليم بعد الملا مصطفى البرزاني من 1903-1979 نجله الذي كان لايفارقه طيلة حياته الا وهو الرئيس مسعود البرزاني الذي كان من مواليد 1946 في مدينة مهاباد – كوردستان ايران وقد نزحوا من مهاباد بعد انهيار الجمهورية عام 1947 هو ومجموعة من البيشمركة الى كوردستان العراق وبعد ذلك نفتهم الحكومة العراقية الى مناطق الوسط والجنوب ..
التحق الرئيس مسعود البرزاني وعمره 16 عامًا بالبيشمركة وبعد ذلك انتخب عضوًا للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني وبعدها عضوًا بالمكتب السياسي وفي عام 1979 تسلم زعامة الحزب وانتخب بعد هذا في عام 2005 رئيسًا لأقليم كوردستان وقد كانت له صولات وجولات اثناء رئاسته للأقليم فقد كان يقوم بجولات مكوكية حيث التقى الرئيس بوش والرئيس بلير والملك عبد الله وزعماء الخليج وغيرهم من الزعماء العرب والاجانب ..
لقد تفرقت القومية الكوردية على مدى السنوات في الوسط والجنوب وكما اسلفنا كونهم كانوا يعيشون وسط كثافة سكانية من اخوانهم العرب لذلك فأن معظمهم قد التحق بالعشائر العربية مثل الملكشاهي اصبح مالكيًا والخزل خزعليًا والزركوش زركانيًا وحيث انهم لم يكونوا على رأي واحد واتجاه واحد والتمرد على النظام كان سيكلفهم حياتهم لكون ان طبيعة الوسط والجنوب لم تكن مثل المناطق الجبلية لذا فأن معظمهم انتموا للاحزاب الدينية والتي كانت حدودنا متاخمة لحدود ايران لتمكينهم من العبور اذا احس بالمخاطر وبالرغم من ذلك فقد استشهد العديدين منهم بالسجون والمعتقلات .. والتهجير والتشتت قد شمل رؤساء عشائر اللر والهاوري والباوي والكلكلي والخزل وحروان التي اصبحت بعد ذلك الجادرية وبابران ودوستي والزركوش والشوهان والماسبي والنوكر نازر والملكشاهي واكثرهم قد سكنوا بدرة والكوت والحي وزرباطية وشيخ سعد وعلي الغربي .. فقد كانت الكثافة السكانية لهم كبيرة سيما في بدرة والكوت .. ان تسمية (ايراني) التي كانت تطلق على الكوردي كانت شائعة وقد اصبح خطأ شائعًا روجت له عناصر الحكم السابق .. وقد امتزج الحقد الطائفي والعنصري مع التخلف والجهل الذي اصاب البنى الرسمية في العهد السابق لأعتماده على عناصر لاتمت للمواطنة الصالحة بصلة فكان الكوردي ضحية تلك الممارسات ..
ان تمزيق كوردستان قد جرى ضمن المعاهدات التي فرضت عليها مثل سايكس بيكو والتي فرقت شمل الاقليم واصبحت مناطق موزعة بين الاستعمار البريطاني والفرنسي والعثماني والفارسي ..
وعندما استقر بهم الحال في بدرة ومندلي وخانقين والكوت وزرباطية وعلي الغربي وشيخ سعد تتابعت الويلات ففي بدرة نزح اكثر اهلها وكذلك في زرباطية وطعان حيث قلة المياه بعد قطعها من قبل ايران عن البساتين وبعد حدوث حرب ايران والتي لم تبق ِ لهذا الشعب كل شيء سوى الاطلال .. بعد تسفير البقية الباقية الى ايران والتي باتت اكثر العوائل تعيش في العراء لعدم استلامهم من قبل السلطات الايرانية على اعتبار انهم عراقيون ولكن لم تكن هذه هي الحقيقة لتمثل شيئا ً امام نظام فقد كل المعاني والمباديء الالهية والحضارية والانسانية فضرب بيد من حديد طالما كان الوقت والفرصة متوفرة لديه ناسيًا بأنه لم يصح بعد ذلك الا الصحيح وعادت المياه الى مجاريها فالوطن وطن الجميع كوردً وعربًا .


مجزرة حلبجة

وختامًا ندرج لكم ادناه عدد نفوس محافظة واسط بأقضيتها ونواحيها ونسبة الكورد فيها :-




































ت


المنطقة


عدد النفوس


نسبة الكورد


1


مدينة الكوت


306291


35%


2


شيخ سعد


31431


15%


3


الحي


75368


20%


4


بدرة وزرباطية


11500


55%


5


جصان


11885


15%



ان كلمة بدرة تعني طريق السوء باللغة الكوردية ومصادر تشير الى انها سميت بهذا الاسم نسبة ً الى بدرالدين الطغرائي في العهد السلجوقي فتبعد عن الكوت 70كم اما الحي فكانت واسط وتبعد عن مدينة الكوت 40 كم ..ففي احصائية عام 1924 بلغ عدد الكورد في كركوك حوالي 500 الف نسمة لذلك فقد تعرضت الى هجمة شرسة لتعريب المنطقة من قبل العهد السابق مما ادى الى تشريد سكانها من الكورد بعد طردهم من اراضيهم السكنية والزراعية ومنحها الى العرب الوافدين من عراقيين ومصريين بحسب وثيقة رقم 885 في 1/6/1997 والقرارات 42 في 1986 و117 و144 لعام 1995 وبذلك اصبح من حق كل عربي ان يسكن المنطقة مع منحه عشرة الاف دينار وقطع ارض سكنية وزراعية ومحافظة نينوى لم تكن بمنآىعن نية السلطة من اقصاء الكورد والغاءهم فقد كانت في عام 1947 نسبة الكورد فيها 53% وفي عام 1957 48% وفي عام 1988 37% وجاء ذلك استهجانا ً لرأي المجتمع العراقي الانساني حين غاب المنطق عن الساحة فحل محله الاغتصاب والاضطهاد والتي ما انفكت ذهبت عروش صانعيها ادراج الرياح فأستعادت المنطقة وتيرة الحياة وظهر على سطح الواقع مناضلواكوردستان ومعهم اخوتهم من العرب فأصبحت قوة لايستهان بها ضد العبودية والاستبداد وسوف تعاد الخريطة الاصلية للعراق بما في ذلك القرى والقصبات التي سلخت قسرًا من كركوك والسليمانية وغيرها من المحافظات .
مما تقدم نستطيع ان نستخلص عصارة هذا البحث في ان الكورد من الشعوب القديمة والعريقة في الثقافة والحضارة وبحسب التقديرات فأن نفوسهم في العراق وتركيا وايران والدول الاسلامية والاوربية يربو على (26) مليون نسمة فالسبب في تشتيتهم عبر التاريخ القديم والحديث يعود الى مناطقهم الستراتيجية وثقلهم في النضال ضد الاضطهاد اضافة الى انهم كانوا ضحية المعاهدات التي كانت تبرم بين الدول على حسابهم مثل تقسيم كوردستان عام 1514 م بين الدولتين الفارسية والعثمانية ومعاهدة سايكس بيكو ومعاهدة زهاب وكل معاهدة تقطع جزء من كوردستان العراق فتوالدت بعد ذلك التقسيمات الادارية التي كانت خاضعة للنفوذ الاجنبي سواء اكان الفارسي او العثماني او البريطاني ..
وفي العهد السابق وما سبقه كانت امر فترة تمر على حياة الكورد عندما فقدوا اراضيهم وتركوا مدنهم بسبب الظلم والتعسف على يد جلاوزة القرن العشرين في سبيل اقصاء هذه القومية .. ففي عام 1970 تم تهجير 70 الف عائلة كوردية الى ايران وما بين عام 1980 -1990 تم تهجير 500 الف كوردي الى ايران الى جانب التعسف الذي اصاب الكورد في الوسط والجنوب فقد كانت كوردستان تلاقي الامرين كما اسلفنا مثل احراق وتدمير 15 الف قرية اضافة الى حلبجة وما اصابها من احراق وتدمير حتى استشهد منهم 5000 شخص و15 الف اصابتهم العاهات جراء القصف الكيمياوي .. وقد تابع العهد السابق العائلة البرزانية فأغتيل معظمهم وهاجر البعض الآخر .