الرئيسية » مقالات » حرب التطرف والإرهاب الإسلاميين في الغرب

حرب التطرف والإرهاب الإسلاميين في الغرب

اعتقل البوليس الإيطالي يوم الاثنين، 11/5/2009، بتهمة التدبير لعمليات إرهابية في باريس ولندن، إسلاميين من الجنسية الفرنسية. الأول منهما هو إمام جامع سوري كان يحرض في جوامع بلجيكا على العنف و” الجهاد”، والثاني فرنسي كان قد أسلم فأطال اللحية وتوكل على الله لاحتراف القتل والدمار!

لقد كان ضمن المخطط الإجرامي لهذه الخلية قصف أكبر مطار باريسي، مطار شارل ديغول. تصوروا كم كانت ستكون أعداد القتلى والجرحى الأبرياء لو تسنى لهذين الإرهابيين تنفيذ خطتهما الجهنمية.

إن أمثال هذين المتهمين يعيشون على حساب دافع الضريبة الفرنسي، ويتمتعون بحرية العبادة والتعبير لحد استغلالهم للحرية لممارسة التخريب والتآمر، والتخطيط لقتل أبناء البلد، وإلحاق الدمار بالبلد الذي يتعيَّشون عليه.

إن هذا الحدث الجديد واحد من بين مئات من وقائع جرائم الإسلاميين ضد الغرب، بل ضد البشرية وضد المثل الديمقراطية والإنسانية.
لا نريد إعادة ذكر الأحداث الإرهابية الإسلامية الدموية خلال العقدين الماضيين، فقد نشرت عن تقارير ومقالات أكثر من الكثير، وباتت الوقائع معروفة عالميا. إن ما نريد هنا هو إعادة التأكيد على أن هناك حرب الإرهاب الإسلامي على الغرب وليس العكس، وكان آخر من شرح ذلك بالتفصيل الدكتور عبد الخالق حسين في مقال له منذ أيام، الموسوم (الحرب على الإرهاب وليس على الإسلام).

إن الوقائع تفند وجود “إسلاموفوبيا” غربية كما يكررون. ويذكر بالمناسبة أن المستشارة المسلمة المحجبة لاوباما نفسها، وفي الوقت الذي تنتقد فيه التطرف الإسلامي، تردد هي الأخرى نغمة ” إسلاموفوبيا. الحقيقة أن هناك “غربوفوبيا”، و”حضارة فوبياا”، يمارسها الإسلاميون، بتطرفهم، وكراهيتهم للأخر، وبعملياتهم الإرهابية. هؤلاء لا يندمون على مذابح الأبرياء، بل يعتبرونها ” وسام شرف”، و و”أعمالا تقرب إلى الله”، كما عبر خمسة من معتقلي غوانتينامو من مجرمي 11 سبتمبر، في وثيقة نشرها قاض في المحكمة العسكرية في 11 مارس المنصرم. إن هؤلاء الخمسة، ومن بينهم خالد شيخ محمد، الذي يتباهى بأنه “مهندس” لهجمات 11 سبتمبر، يؤكدون في الوثيقة أن “قتل أميركيين هبة إلى الله”، مضيفين: ” نحن إرهابيون حتى العظم والحمد لله”!!!

الغريب أن هؤلاء وأمثالهم يجدون من يدافع عنهم في الغرب، من منظمات ” إنسانية” ومنظمة صليب أحمر وغيرها، وآخر ذلك اتهام “المنظمة الأميركية للدفاع عن الحريات المدنية” لرئيس المحكمة العسكرية “بتجاوز” أمر أوباما بوقف الإجراءات القضائية في المعتقل، و بالانتقائية” لكشفه وثائق تخدم الاتهام!! أكثر من هذا، إن دعاة التطرف ومبرري الإرهاب يجدون لهم مناخا ملائما ومشجعا جدا في أحكام قضاة غربيين صدرت لصالح دعاة الكراهية والتطرف، كما حدث مرارا في بريطانيا وغيرها من دول الغرب، وها هو قاض إسباني يأمر بإطلاق سراح سبعة إرهابيين صوماليين من القراصنة كانت القوات الإسبانية قد اعتقلتهم في عملية مضادة.

إن الوثيقة مارة الذكر، وإن المخطط الجديد ضد فرنسا وبريطانيا، وعمليات الإرهاب المتواصلة في باكستان وأفغانستان والعراق، يمكن اعتبارهما عظة لاوباما، [لو استوعبها!]، لإعادة النظر في قرار غلق غوانتينامو، والسعي لتوزيع المجرمين على دول أخرى، وتركيزه على تجريم إدارة بوش حول أساليب التحقيق، مستعملا بدوره الانتقائية: فمن جهة ينشر الصور، ومن جهة أخرى، لا ينشر الرسائل والوثائق التي تبين كم أدى اعتقال المجرمين واستجوابهم إلى تجنيب البلاد عمليات إرهابية كبرى جديدة كأحداث 11 سبتمبر، علما بأن أسلوب الاستجواب محل الإدانة، والذي استخدم مع بعض كبار الإرهابيين، هو الإيهام بالغرق، وكان القضاء قد أكد شرعية هذا الأسلوب، كما اطلع على استخدامه في حينه، وبلا معارضة، مسئولون من الحزب الديمقراطي نفسه، من بينهم رئيسة مجلس النواب الحالية، نانسي بيلوسي.

الإرهاب الإسلامي، وكما كتبنا في مقالات عديدة سابقا، هو الحرب الدولية الجديدة؛ حرب لا تعالج بغير الحزم، وبحرب مقابلة على كل الجبهات، وبدون ذلك، فسوف تتكرر على نطاق واسع عمليات إرهابية دموية كبرى في الغرب وفي غير الغرب، يذهب آلاف جديدة ضحايا لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال ذو علاقة بالموضوع
د.عبدالخالق حسين: الحرب على الإرهاب وليس على الإسلام
http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/287.html