الرئيسية » التراث » حكاية شعبية – زليخا وتارى العاشق

حكاية شعبية – زليخا وتارى العاشق

زليخا الفتاة الكوردية الجميلة الفاتنة كان هناك شاب مغرم بحب زليخا الى درجة العباده اسمه فاتول .اراد فاتول ان يؤكدلها حبه ذات يوم فسألها عما ترغب فهو مستعد لان يهبها القمر لو ارادت ،ولكن زليخا كانت تكتفي بمجيء احد الشعراء ليغني لها ويتغنى بجمال الشمس والطبيعة ،لانها كانت تحب الشعر والغناء.وعن طريق الصدفة مر من امام قصر زليخا شاب كوردى يدعى تارى وهو موسيقي جوال من اصفهان وراى الطرب اوجه فدخل ليشترك فى هذا الاحتفال .وكانت زليخا جالسة على عرشها امام حشد من الضيوف من مختلف البلدان لمشاهدة الاميرة الكوردية الفاتنة .وما ان يمس تارى اوتار قيثارته حتى يصاب الجميع بالدهشة والاعجاب وتتقدم زليخا مأخوذة بصوت موسيقاه وانغامه الشجية ،وتتقابل نظراتهما ويبدأ الشاعر بالغناء بينما تسيل الدموع من عيني زليخا..
(انا تارى العاشق ، ابحث عن عمل ،اغني للحرية وللناس عن التعاسة والشقاء في هذه الحياة..)
وتثير هذه الكلمات الاميرة الرقيقة فتقع فى حب الموسيقي الشاب .
وها هو الليل قد اقبل وساد السكون ورقد الجميع بعد ان اسكرتهم الشرب ،ولكن زليخا لوحدها تسهر حتى الصباح تنتظر امرا لا تعرفه وتتسأل اذا كان تارى قد رحل ،وينفتح الباب ليظهر تارى على عتبته و..ويتعانقان الحبيبان .وتشي بها خادمة لئيمة الى فاتول الذى يفاجئهما وهما يتعانقان .فتنصب مشنقة فى اليوم التالي فى ميدان عام ويعلق عليها تارى الغريب الذى لم يعرفه احد ويوجه نظرته الاخيرة قبل ان يلفظ انفاسه الى حبيبته ،اذ تكون زليخا في هذه اللحظة قريبة وترى المشهد .وتبكي النساء مع زليخا ويذهبن بها الى القصر يحاولن التخفيف عن بؤسها، ويصادفن فى طريقهن الخادمة الواشية فتأخذ زليخا خنجرا وتطعن به قلب الغادرة .  ولا تستطيع زليخا ان تنسى حبيبها فتزين قبره بالزهور وتبقى حزينة فى القصر ولا تتحدث مع احد ويحاول فاتول ملاطفتها والتودد اليها عبثا ،وذات يوم يلاحظ خروجها فيحاول منعها الا انها تهرب منه فيأمر بنبش قبر تارى ورمى جثته فى الهول . ويؤثر ذلك فى نفس العاشقة الحزينة كثيرا فتصاب بالذبول. وفى ليلة كانت السماء ساطعة بنجومها تبدأ بالبحث عن جسد حبيبها ، وتطوف فى السهول والوديان غير واجلة من الذئاب والحيوانات المفترسة، تغنى للجبال والاشجار تنوح طالبة ارشادها الى جثة الحبيب. وفى ضوء القمر تجد زليخا عند اسفل شجرة عظاما بشرية تتعرف عليها، فالهيكل العظمي ما زال سليما ولكن اختفى اللحم تحت تأثير المطر والريح .وتجلس زليخا قرب الجثة تبكي وتعول كثيرا، ثم ترجع بعد ذلك الى اصفهان وتتعرض فى طريقها للمطر والرياح الباردة ،وما ان تصل الى قصرها حتى تسقط طريحة الفراش حيث تفارق الحياة بعد ايام.