الرئيسية » شؤون كوردستانية » حدثان هامان في تاريخ الحركة الكردية

حدثان هامان في تاريخ الحركة الكردية

                                      
الحدث الاول:وهو قرار قائد ثورة أيلول مللا مصطفى برزاني حداً للقتال في 975 من جانب واحد و إنتهاء الثورة .
قائد ثورة ايلول البشمركة مللا مصطفى [ولن أضيف أي لقب آخر لا يليق به من قبيل بطل,مناضل,الخالد,العظيم الخ ولسيب واحد هو أنه يمكن إسباغ هذه الالقاب على أي كائن من كان من زعامات العالم الثالث هذه الأيام.ولكن مللا مصطفى ًكما أحب هو أن ينادى هكذا ً هو ذلك الإنسان الذي كره كل تلك الألقاب والتي يكثر من إستغمالها المتملقون.ألألقاب الزائفة لا يمكن أن تصل الى مدى الحب والإجلال التي يكنها الكرد في قلوبهم للملا مصطفى .
لقد ضحى هذا الإنسان في تلك الأيام العصيبة بكل ما يملك من تاريخ حافل كقائد عسكري وإختار تجرع السم بدلاً من التضحية بشعبه في معركة خاسرة.لقد ضحى بشخصه لينقذ شعبه وقوات البشمركة وذلك عندما أعلن إنتهاء ثورة أيلول وتحمل كل النتائج بعد إتفاقية الجزائر المشؤمة و عرابها كيسنجر الذي لن ينساه الكرد أبداً لخيانته لهذا القائد وشعبه.
ملا مصطفى لم يخشى الموت في يوم من الأيام و كل تاريخه شاهد على ذلك . إذاً لماذا أنهى الثورة؟لقد أفدى نفسه بدلاً من شعبه و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح في معركة معروفة النتائج و ذلك بعد أن إجتمع كل الذئاب بمباركة أمريكية و عالم أخرس و أصم و أعمى يتلذذ بالتفرج.
في تلك الأيام العصيبة التي عصفت بنا و جرح ثورة أيلول نازفاً ،ظهر علينا الشامتون من أبناء جلدتنا ليلقوا الملح على الجرح.كانوا يتبجحون بأن نظريتهم الخارقة تحققت و هو أن الزعامة العشائرية كانت وراء الفشل.لا أريد فتح الجروح .
أما الحدث الآخر في التاريخ الكردي المعاصر يتجلى في وقوف حركة ب ك ك بكل فصائلها وراء قائدهم السيد اوجلان.
لقد بنت الدولة التركية كل رهاناتها على تفتيت هذه الحركة للقضاء عليها، ذلك أن التشرذم و الإنقسام هو مرض متفشي بين الأحزاب الكردية.و قد حدث العكس تماماً.لقد وقف جميع المناضلين في صفوف ال ب ك ك صفاً واحداً خلف قيادتهم ولم تعطى أية فرصة لأي إنتهازي ليقفز الى مكان الزعامة ويحدث الشرخ في صفوف الحركة.لقد وضعوا الأنانية و المصالح الشخصية جانباً و نجحوا في أستراتجيتهم في الحفاظ على وحدة الصف وأفشلوا دسائس العدو على الرغم من مرور عشر سنوات على التآمر.
الكثير يردد القول بأن ب ك ك تدار من سجن إمرالي .هذا ليس صحيحاً ابداً.إن الدولة التركية هي التي تسعى لنشر مثل هذه الإشاعات للوصول الى هدفها في تفتيت الحركة.كيف؟
لو نجح الدس التركي كنا سنجد أمامنا ثلاثة فصائل منقسمة على بعضها:جناح ضد قائد ال ب ك ك حسب الإشاعة الآنفة،وجناح معه ،ثم يأ تي الجناح الذي لابد منه أي الجناح الحيادي.وهكذا كان سيتحقق الحلم التركي .
لو تحقق هذا السيناريو لكان ما معناه بكل يساطة إنتهاء ب ك ك و ذلك لأن تلك التيارات الثلاثة كانت ستتحارب و تتفرج عليها الدولة التركية،و في نفس الوقت لكانت هذه الإتقسامات قفزت الى الأجزاء الأخرى من كردستان و يبدأ التناحر الى ما لا نهاية.إن الذين يتهكمون في ب ك ك يبدو أن السيناريو السابق هو الافضل لديهم من وحدة ب ك ك ومن هذا الزخم الذي وصلت اليه .فهم موجودون على قمم الجبال وفي كل المدن والبلدات والقرى وصولاً الى البرلمان ،عدا ذلك الوجود القوي في قلب المدن التركية و كل الدول الأوربية .
لقد فضل القادة العسكريون والسياسيون في ب ك ك البقاء في الظل وإبقاء صورة زعيمهم كرمز للوحدة فوق كل شيء .وهذا كان سر النجاح وبعكس ما كان يحدث في كل الأ حزاب و الحركات الكردية الأخرى.لنتذكر فترة خيانة بلد ًالمليون شهيد ً للكرد عام 975 في الجزائر و مصير ثورة ايلول عندما توهمت بعض القيادات أن بإمكانها أن تحل مكان البشمركة مللا مصطفى ولكنهم فشلوا.وهنا يتذكر كل واحد منا ما حل بالبارتي في سوريا إثر إعتقالات 959 .لقد بدأ التآمر من داخل و بشكل خاص من خارج السجن.ولو أتفق الحزب وقتها على الأتفاق على أي شخص كان من بينهم ـ كان الدكتور ظاظا هو الأرجح ـ لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه من التشرذم المخزي . لا ننسى أن الذين كانوا خارج السجن نفذوا دورهم الأنتهازي وطعنوا إخوتهم في الظهر وهم لا زالوا في السجن .ومنذ ذلك اليوم أخذ جرثوم الإنشقاق والإنشطار يتجذر في الحركة الكوردية في سوريا وإمتدت الى يومنا هذا .الخطأ في السياسة ثمنه باهظ على الشعوب. هل حدث كل هذا دون أن يكون للساطة اياد فيها؟؟؟. التاريخ سوف يكشف المتآمرين حتماً.
من هذين المثالين يبدو واضحاً أن إتخاذ المواقف الصعبة والمصيرية يتطلب التضحية بكل المصالح الشخصية و المؤقتة حيث يعوض التاريخ ذلك الى ابد الدهر. و شعبك الوفي لم ولن ينساك يا دكتور نورالدين ظاظا ورفاقك الأبرار الذين كانوا من حولك .رحمكم الله جميعاً . 
bengi.hajo@comhem.se