منذ العام 1992 وحتى الان بذلت مساعي كبيرة لاصدار قانون ينظم العمل الصحفي في اقليم كردستان ،وتوّجت هذه المساعي الحثيثة باصدار القانون رقم 35 الذي صادق عليه برلمان اقليم كردستان في الحادي والثلاثين من عام 2007.
غير ان القانون الجديد لقي رفضا واحتجاجا كبيرين من قبل الصحفيين الكردستانيين للكثير من الاسباب، ما حدا بالرئيس مسعود البارزاني الى اعادة مشروع القانون الى البرلمان مع هامش جاء فيه :
(…. بناء على الاعتراضات والرفض الذي ابداه بعض الصحفيون على قانون تنظيم العمل الصحفي في كردستان ومن اجل اعادة صياغة القانون واغنائه بحيث يتلاءم مع المعايير العالمية للعمل الصحفي ، قررنا اعادة مجمل قانون الصحافة في كردستان الى برلمان الاقليم لدراسته مجددا وصياغته بشكل يتناسب والمصلحة العامة للشعب الكردي).
وبعد اعادة مشروع القانون الى البرلمان وسعي العديد من الاطراف ـ المعنية بحرية الصحافة ـ منها برلمان الاقليم ونقابة الصحفيين وبعض المنظمات الصحفية العالمية فضلا عن جهود عدد من الصحفيين والصحف الكردستانية ، خرج البرلمان بقانون جديد ، مشذب ، تجاوز معضم الاشكالات التي كانت محل اعتراض في صيغته الاولى، ولا شك ان القانون الجديد ، قانون جيد ، يتناسب مع المرحلة الراهنة .
ورغم وجود هذا القانون الذي يتيح للصحفي الكردستاني هامشا كبيرا من الحرية الصحفية ويحفظ حقوق الجميع ، الا ان ممارسة العمل الصحفي و العملية في كردستان لا تزال تتعرض للانتهاك باشكال مختلفة وما يعنيني هنا هو ما حصل لنا نحن العاملون في المكتب الاقليمي لصحيفة ” الصباح الجديد ” التي اقدمت على طرد ثلاثة من الصحفيين العاملين في المكتب بشكل عشوائي مجحف ، بعيد عن كل اطر العمل الصحفي وقواعد ممارسة المهنة الصحفية .
ان ما اقدمت عليه صحيفة ” الصباح الجديد ” في الثالث والعشرين من شهر اذار الماضي حينما انهت خدمات مجموعة من الصحفيين الكرد ،العاملين في ” صفحة اقليم كردستان ” خلال تمتعمهم بعطلة عيد نوروز ،ليس سوى شكلا من اشكال الاخلال بالعمل الصحفي وبالصحفيين وخر ق قانوني لكل القوانين والاعراف الصحفية المرعية في العالم وليس في اقليم كردستان فحسب.
لقد شطبت الصباح الجديد على الزميلة وفاء زنكنة وانهت خدماتها وزملائها العاملين معها في الصحيفة لعدة اعوام ،من عدة كلمات جاءتها عبر الهاتف الخلوي.
هذه النهاية الدراماتيكية للصحفيين الثلاثة ،العاملين في صفحة “اقليم كردستان “، هي النهاية التقليدية لكل العاملين في الصباح الجديد وهناك العديد من الزملاء الذين لم يكونوا اوفر حظا منا وانتهوا الى ذات النهاية وبعضهم موجود هنا في هذا المكان ، والسبب هو ان الصباح الجديد لا تراعي قواعد العمل الصحفي مع العاملين فيها من صحفيين ورغم ان عدد العاملين في الصحيفة يتجاوز السبعين اوالثمانين الا ان المؤسسة لم تنظم لأي منهم عقد عمل تهربا من المسؤولية القانونية وما يترتب عليها من التزامات ، وربما انا الصحفي الوحيد الذي ـ انتزعت ـ من رئيس التحرير امرا اداريا بتعييني وليس عقد عمل .
ولهذا السبب فان عملية طرد الصحفي وانهاء خدماته من الصباح الجديد ،بشكل عشوائي وعبر جملة شفهية ، تعتبر عملية بسيطة ، على الرغم من ان قانون العمل الصحفي قد تناول هذا الجانب من العملية الصحفية فالفقرة سابعا من المادة الثامنة من قانون الصحافة في الاقليم تقضي بالتزام المؤسسات الصحفية وادارات الصحف بالوفاء بجميع الحقوق المقررة في القوانين النافذة كما ان الفقرة الخامسة من ذات المادة تنص على أن:
كل من اهان صحفيا او اعتدى عليه بسبب عمله الصحفي يعاقب بالعقوبات المقررة لمن يعتدي على موظف دولة اثناء تأدية واجباته ، وقد تعرضنا للاهانة والتشهير من قبل رئيس التحرير حينما صرح لصحيفة ” كوردستان رابورت ” في عددها 609 الصادر في الخامس من الشهر الحالي ووصفنا باننا لسنا صحفيين وقال (متى ما اصبحوا صحفيين فسنعيدهم الى العمل في الصباح الجديد!)
ويقول القانون في الفقرة الثامنة من المادة الثامنة ( في حالة عدم تمتع الصحفي بالاجازة الاعتيادية كلا اوجزءً يمنح مستحقاتها بعد انتهاء السنة بما لا يتجاوز راتب شهر واحد).
والفقرة عاشرا تنص ( عند عمل الصحفي ايام العطل الرسمية تلتزم الصحيفة بتعويض الصحفي ماديا عن تلك الايام بما يعادل اجرة يومين عن كل يوم .
ان الصباح الجديد لا تراعي كل هذه الالتزامات في تعاملها مع منتسبيها وعلى الرغم من اننا نعمل في الصباح الجديد منذ اعوام ونعمل في الصحيفة ايام الجمع الا اننا لم نحصل على حقوقنا التي ضمنها قانون العمل الصحفي في الاقليم.
اننا لا نسعى من خلال هذا المؤتمر الى العودة للعمل في الصباح الجديد بقدر سعينا الى التنبيه الى مخاطر العمل الصحفي في ظل هذا الاخلال والخرق المتواصل لحقوقنا كصحفيين ولهذا فنحن نأمل من زملائنا الاعلاميين ان يقفوا معنا من اجل ترسيخ قواعد عمل حضارية ، تحفظ حقوقنا وتصون كرامتنا ، ولا سيما ونحن مقبلون على الذكرىالحادية عشرة بعد المائة لميلاد الصحافة الكردية .
وسنواصل جهودنا ومساعينا لاسترجاع حقوقنا بالطرق الديمقراطية وسنسعى الى ايصال صوتنا الى كل الجهات المعنية في كردستان والعراق فضلا عن المنظمات الصحفية العالمية كما سنلجأ الى القضاء والى جمع تواقيع الادانة للاجراء المجحف الذي اتخذته صحيفة الصباح الجديد بحق هذه المجموعة الصحفية التي وقفت مع الجريدة في احلك ظروفها لكنها تخلت عنهم بلا مبرر و بطريقة غير حضارية بعيدة كل البعد عن الاعراف والقوانين الصحفية .
عبدالرحمن الباشا – جوان ميراني – وفاء زنكنه
a_pasha1@yahoo.com ciwanmirani@yahoo.com
4480108 0750 07504670987
الرئيسية » شؤون كوردستانية » بيان صحفي صادر عن مجموعة من الصحفين الذين انهت صحيفة الصباح الجديد خدماتهم