الرئيسية » مقالات » لقد اخطأتِ ياقائمة الحدباء

لقد اخطأتِ ياقائمة الحدباء

لقد جاءت نتائج التسميات الادارية لمحافظة نينوى مخيبة للآمال وللروح الديمقراطية التي من الاولى ان تكون مظلة كل عمل سياسي واداري في هذه المحافظة التي هي من اكثر محافظات العراق الزاخرة بمكونات قومية واثنية.
لقد انفردت قائمة الحدباء بتوزيع المناصب الادارية للمحافظة على اعضاء من قائمتها حصراً بحيث اصبحت قائمة نينوى المتآخية مهمشة لا دور لها، وهي ثاني قائمة فائزة وحائزة على ثلث اصوات اهل نينوى، ولولا الكوتا لارتفع نصاب الاعضاء الكورد في مجلس المحافظة من 12 الى 15 عضواً (عدد اعضاء قائمة الحدباء في المجلس 19 عضوا) .
لانعتقد باي شكل من الاشكال ان التغافل عن دور الكورد بالتشكيلة الادارية عمل موفق، قامت به قائمة الحدباء ذلك ان هذا التصرف يقطع كل اشكال الثقة المتبادلة وروح التعاون والعمل الجماعي المشترك بين القائمتين، وبعبارة اخرى بين كل الاطراف التي شاركت في العملية الانتخابية ومن خلال الفائزين.
ان من المفارقات الجديرة بالذكر في هذا المجال ان الاخوة العرب في كركوك ما فتئوا يحاولون ان يتقاسموا مع الكورد مقاعد مجلس محافظة كركوك في الوقت الذي يمثل الكورد الاكثرية الساحقة من ابناء هذه المحافظة. بينما نجد الاخوة العرب وتحديداً قائمة الحدباء في نينوى تصادر كل المقاعد لصالحها ولم تفكر في ان يشغل حتى عضو واحد من قائمة نينوى المتآخية مقعداً واحداً من مقاعد مجلس محافظة نينوى، فهل يوافق جماعة قائمة الحدباء ان لا يعطى الاخوة العرب في كركوك مقعداً واحداً ؟ حقاً انها مفارقة تجعل الكورد يعيدون النظر تماماً في كل اشكال التعامل مع مثل هذه القوائم ومطالبيها.
ان واحداً من الادلة الدامغة على سوء تصرف قائمة الحدباء، هو التداعيات التي ابدتها ثلاثة اقضية تابعة الى محافظة نينوى ادارياً، اذ اعلنت قطع علاقاتها بالتشكيلة الادارية الجديدة لمحافظة نينوى وهي اقضية سنجار والشيخان والحمدانية ونحن على يقين من ان هذه التداعيات ستكون اكثرعمقاً واوسع انتشاراً بعد ان بدأت قائمة الحدباء تكشف عن نواياها اللاديمقراطية في اول اجراء وفي اول اجتماع بعد الانتخابات.
هذه ليست المرة الاولى عبر التاريخ التي يصطدم بها الكورد بمثل هذه المواقف الصادرة عن جهة ما او حزب ما او قائمة ما فعندما تكون الحاجة للوجود الكوردي في مسالة ما يكون الاقبال على التآخي والعمل المشترك اقبالاً كبيراً وقوياً، وما ان يتمكن هذا الطرف من الوقوف على قدميه حتى تجده قد تنكر لروح العمل المشترك وحماسه الاول .
اننا نعتقد ان الايام القادمة ستكشف بوضوح عن الخطأ الكبير الذي وقعت به قائمة الحدباء في تجاهلها للموقع والحجم السياسي والاجتماعي والاداري بقائمة نينوى المتآخية.
نعم المتآخية مع عدد من الاثنيات والقوميات والاطياف في نينوى مما يعطيها ثقلاً كبيراً لا يجوز تجاوزه والتغاضي عنه.
نحن نعتقد ان الوضع العراقي عموماً ومحافظة نينوى خاصة مازالا بحاجة الى التوافقية سبيلاً لحل مشاكلنا وارساء دعائم الديمقراطية الحقيقية وهذا ما يسير عليه عراق اليوم العراق التعددي الاتحادي الديمقراطي. وعلى اية حالة فأن ثقافة الاستحواذ في قائمة الحدباء لن تكون لمصلحة اهالي نينوى الذين اخذوا يعبرون عن استيائهم لحجب فرصة الممارسة الادارية لثاني قائمة فائزة ومعبرة عن اراء مساحة واسعة من اهالي هذه المحافظة. اننا نعتقد ان الجهة او الجهات التي تقف وراء مثل هذه السلوكيات التي بدرت من قائمة الحدباء لن تفلح ابداً في رد ارادة قائمة نينوى المتآخية من اجل احقاق الاهداف الانسانية النبيلة التي طرحتها وستعمل دوما لترسيخ الديمقراطية والعيش الآمن الرغيد لاهالي نينوى الكرام.