ساعة المباشرة في مطالعة نص تصريحات، أو بالأحرى اعترافات، السيد الجلبي لصحيفة الحياة اللندنية، عن وحول دوره الاستثنائي في مرحلة التحضير والإعداد للإطاحة أمريكيا بحكم طاغية العراق ، توقعت* أن الجلبي بات يملك أخيرا ما يكفي من العزم، للمبادرة وقبل سواه في الكشف عن المهم والأساس من الحقيقة، حقيقة أن صناع القرار في المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية, وظفوا وبنجاح كامل، طموحات جميع من ساندوا وسط صفوف المعارضة العراقية، خيار استخدام القوة، للإطاحة بحكم الطاغية صدام، لتنفيذ ما هو مقرر أمريكيا من الهدف إستراتيجيا، في العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط…و…لكن؟!
للأسف وللأسف الشديد, هذا التوقع سرعان ما تبدد، بعد أن اكتشفت أن الأساس من هدف اعترافات السيد الجلبي، وبكل ما تضمنته من فيض مهم المعلومات والوقائع، لا يتعدى عمليا وبعد مرور كل هذه الحفنة من الأعوام، سياق وحدود ما كان ولا يزال أمريكيا، هو المطلوب سياسيا وإعلاميا, أن يسود من الاعتقاد، عن هذا الذي جرى قبل وبعد يوم التاسع من نيسان عام 2003!**
و….خارج إطار الموقف الرافض مبدئيا للحرب والاحتلال, وانطلاقا من صادق مشاعر الفرح والابتهاج,الذي ساد نفوس أهل الأكثرية في العراق، يوم الخلاص من وجود الطاغية وسطوة حكم العفالقة الفاشي، يمكن التأكيد وبدون تردد, أن طموح جميع من كانوا على الدوام في موقع الضحية، كان يتجاوز كثيرا، مجرد التخلص من صدام السفاح وعدد محدود من متقدم أتباعه في ميدان الجريمة، والهدف الأساس، لجميع من كانوا في موقع الضحية، هو التحرر ونهائيا، من سطوة جميع من كانوا في موقع الجلاد، وسط جحوش العفالقة في المختلف من مناطق العراق، ومهما ارتدوا من مختلف عار القناع!
و…أقول عامدا، كان من المتوقع، أو بالأحرى كان من المفروض، أن يكون واقع الحال في عراق ما بعد صدام العفالقة, مختلفا وعلى نحو جذري وعلى طريق تحقيق ما تقدم من أساس الهدف، التحرر ونهائيا، من سطوة جميع من كانوا في موقع الجلاد، بحكم أن العامل الخارجي, ومن خلال الحرب وعملية الإطاحة وبالقوة, بما كان قائما من سطوة واستغلال الأقلية, وقمع سلطتها المركزية، ساهم بشكل مباشر وحاسم، في تغيير موازين القوى عراقيا, لصالح أهل الأكثرية في العراق.
لماذا إذن تحول ما كان بحكم المتوقع إنجازه، على مستوى التمني والطموح، لما هو الضد حتى لا أقول النقيض تماما، وبشكل خاص واستثنائي، على صعيد فرض نظام سياسي، يقوم في وجوده على عار المحاصصة الطائفية والعرقية, وعلى نحو يتعارض وجذريا، مع أوليات وبديهيات الفعل الديمقراطي, ولا يمكن وعمليا أن يقود لغير هذا المتفاقم من بليد الصراع السياسي بين الجديد من ولاة الأمر، على سلطان النفوذ في الدولة والمجتمع, والذي بات وعلنا راهنا، يفتح الأبواب والشبابيك ،أمام عودة أنجاس العفالقة للعملية السياسية، بالضد من الدستور وإرادة جميع من كانوا في موقع الضحية من أهل العراق؟!
هذا الواضح من ملح وضروري السؤال، وبعد مرور ستة أعوام, على قيام القوات الأمريكية والبريطانية, بتنفيذ عملية الإطاحة بحكم الطاغية صدام حسين عن طريق الحرب, كان ولا يزال بدون جواب، والمطلوب منذ البداية وربما للقادم من عقود الزمن, أن نضع العقل والدامغ من الوقائع على الرف , وبحيث لا نملك من متاح الخيار, عند الحديث عن حرب يوم التاسع من نيسان، سوى ( التأكيد على عملية إسقاط أو بالأحرى إزاحة صدام عن الحكم) وغض النظر بالمقابل عن الفادح والسالب من تبعات الاحتلال، وفي المقدمة من ذلك، تلبيس مجرى الصراع ضد طغيان واستبداد من كانوا على الدوام في موقع الجلاد، رداء المتخلف والهمجي من صراع الطوائف والأعراق والعشائر!
بالعراقي الفصيح: كان ولا يزال المطلوب ممارسة فعل الرضوخ وغصبا, للمزعوم سابقا من (الحقائق), وما هو نقيض هذه (الحقائق) وعلى نحو حاد لاحقا, وبالاعتماد أولا وأخيرا, على ذات العليل من المصدر, وتحديدا وبالذات على ما يردده من متناقض القول, صناع القرار الأمريكي, فضلا عن فيض ما جرى ويجري وعلى مدار الساعة, تمريره وضخه من كاذب التبريرات والتوضيحات,عن وحول هذه الحرب, عبر المختلف من قنوات ووسائل أخطبوط الفاعل من سلاح الدعاية والترويج, للمطلوب إشاعته من قبل المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية, وتبعا للمختلف من الظروف والتطورات, على الصعيد الاقتصادي والسياسي, داخليا وعلى المستوى الدولي, وبما يخدم ويفيد عملية إعداد وإعادة صياغة نص الخطاب السياسي دعائيا, وعلى نحو ينسجم تماما, مع المطلوب إنجازه استراتيجيا من الهدف أمريكيا في العراق والشرق الأوسط, وبما يضمن وفي ذات الوقت, تصوير ما جرى ويجري من الخطايا بحق أهل العراق باعتبارها مجرد ( أخطاء غير مقصودة) أو ( قرارات ما كانت في وارد الحساب سلفا) ….الخ ما يستهدف ومن حيث الأساس, تلميع صورة ولاة الأمر في الإدارة الأمريكية وبغض النظر عن من يقيم في البيت الأبيض, ومساعدتهم على التنصل من عار المسؤولية عن ما جرى ولا يزال يجري, من البشاعات,في ظل المحتدم والهمجي من الصراع, على صعيد العملية السياسية وتقاسم الحصص عرقيا وطائفيا وعشائريا، في عراق ما بعد صدام العفالقة!
السؤال : هل بالفعل وحقا, أن توجهات وقرارات بالغة الخطورة وبمستوى خطايا: وضع العراق رسميا تحت حكم الاحتلال, وحل الجيش العراقي, والشطب على القائم من أجهزة السلطة المدنية, واعتماد نظام عار المحاصصة العرقي والطائفي, كانت مجرد قرارات مرتجلة, وأخطاء غير مقصودة, وخارج إطار المقرر سلفا, من قبل أركان المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية ؟!
إذا كان كل ما تقدم من الخطايا, أو بالأحرى من الجرائم, خارج إطار حسابات صناع القرار الأمريكي, وتتعارض تماما, ووفق للراهن من المزاعم, مع ما كان بحكم المقرر سلفا تنفيذه من الخطوات وإلى ما قبل أسابيع معدودة من شن الحرب, ترى لماذا إذن جرى اعتمادها ومباشرة الإطاحة بالقوة بحكم طاغية العراق ؟!
و…. كيف يمكن منطقيا, أكرر منطقيا, القول أن هذا الخطير من القرارات ما كانت ( على البال ولا على الخاطر) وسط صفوف صناع القرار الأمريكي, وإنما جرى اعتمادها ارتجالا, عشية وبعد الحرب مباشرة, رغم أن هذه الخطايا بالذات وتحديدا, شكلت العامل الأساس والحاسم, في تقرير صورة واقع حال, عراق ما بعد صدام العفالقة, وكانت عمليا, المنطلق لتحويل وتغير مسار وشكل الصراع على السلطة في العراق, وليغدو وتدريجيا, صراعا طائفيا وعرقيا وعشائريا, وبالشكل الذي يسود منذ أكثر من ستة أعوام من الزمن؟!
للرد على كل ما تقدم من محوري السؤال, دعونا نتجاوز تكرار الحديث عن كل المعروف عن بشاعات وشرور الوحش الإمبريالي, وبالخصوص الأمريكي, ضد الكثير من شعوب العالم, ودعونا لا نتوقف ومن جديد, للحديث عن حقيقة المعروف عن الدوافع والأهداف الاستراتيجية أمريكيا, في العراق والشرق الأوسط, , وعوضا عن ذلك دعونا ننفذ ودون جدل, المطلوب من قبل صناع القرار الأمريكي, على صعيد وضع العقل والدامغ من الوقائع على الرف, وبحيث لا نعتمد غير سلاح المنطق, بحثا عن المطلوب من الجواب, وتحديدا وبالذات عن مدى مصداقية, ما يجري ترديده وبشكل متزايد من التبريرات والتوضيحات, وبشكل خاص تلك التي أعتاد ترديدها العديد من أركان الإدارة الأمريكية, ويجري تأكيدها, أو بالأحرى تكرارها, من قبل بعض قيادات القوى السياسية العراقية, التي ساندت, وبدون تردد خيار الحرب!
منطقيا، أكرر منطقيا، هل يوجد هناك وخارج نطاق عالم الحمقى سياسيا، من يجهل أو لا يعرف حقا، أن ما يجري اتخاذه من حاسم القرارات، في إطار عمل المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة, لتحقيق الاستراتيجي من الهدف خارجيا, لا ينطلق بالمطلق وقطعا، من أحكام (نظرية عبالي) أو من باب افتراض أحسن التوقعات, وبالاستناد وحسب، على المتاح عمليا من إمكانيات وقدرات الولايات المتحدة الأمريكية, اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ودعائيا, وإنما انطلاقا قبل هذا وذلك, أو بالترافق مع كل ذلك, من نتائج دراسة الملموس من متوفر الوقائع والمعطيات عن مراكز القوى في المختلف من مناطق الصراع المحتدم على النفوذ ، وبشكل خاص في منطقة الخليج والشرق الأوسط ( خزان النفط العالمي) وعلى نحو يفيد عمليا في تحديد السائد بالفعل من موازين القوى في هذه المناطق محليا وإقليميا, بعد المستفيض من المناقشات عن وحول المختلف من متوقع الاحتمالات, أسوء الاحتمالات وليس أحسن الاحتمالات، وبالاعتماد أساسا أفكار ومقترحات خبراء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية, وبالخصوص من كانوا سابقا ضمن طواقم صناع القرار الأمريكي ( وزراء خارجية, وزراء دفاع, مستشارو الأمن القومي) ومن هم في مستواهم الوظيفي, …الخ المعروف تماما عن آلية العمل أمريكيا على صعيد تحديد الاتجاهات العامة للأهداف الاستراتيجية مرحليا، وعلى المدى البعيد في المختلف من بقاع العالم، وعلى النحو الذي يجري في الواقع اعتماده من قبل جميع صناع القرار فيما يسمى الدول العظمى مهما تعددت أساليب التنفيذ ومهما اختلفت المنطلقات والدوافع!
و….على ضوء كل ما تقدم من معروف الحقيقة، عن آلية العمل أمريكيا على صعيد تحديد الاتجاهات العامة للأهداف الاستراتيجية مرحليا، وعلى المدى البعيد في المختلف من بقاع العالم، يمكن القول ودون تردد، أن من الصعب للغاية منطقيا, أكرر منطقيا، مجرد التصور والاعتقاد, أن ما جرى اعتماده استراتيجيا من مركزي التوجهات بصدد الوضع في العراق، (أقصد ما يسمى عملية تحرير العراق) وما جرى اتخاذه من حاسم القرارات لتنفيذ هذه التوجهات المركزية على الصعيد العملي, يمكن وفجأة أن تتغير وعلى نحو حاد وجذريا, ليجري لاحقا, الترويج للكاذب من المزاعم، عن أن هذا التغيير الحاد وبكل السالب من التبعات, كان مجرد ( أخطاء غير مقصودة) وما كانت (في وارد حسابات صناع القرار الأمريكي سلفا) ….الخ هذا المزاعم التي تتعارض وعلى نحو صارخ، ليس فقط مع آلية تحديد الاتجاهات العامة للأهداف الاستراتيجية أمريكيا، وإنما حتى مع حكم المنطق والحد الأدنى من الوعي!
و….مع ذلك، أقول مع ذلك، كان يمكن وعلى الأقل منطقيا, التعاطي مع هذا الحاد من التغيير, بشكل مختلف, في حال أن ذلك جرى اعتماده في إطار إعادة النظر, بصيغ وأشكال ووسائل العمل, لضمان تجاوز نواقص وثغرات التطبيق على أرض الواقع, وبما يساعد ويدعم, تحقيق المطلوب من الهدف الاستراتيجي, ولكن أن يجري هذا التغيير فجأة وعلى نحو حاد, وحتى قبل المباشرة في تنفيذ المزعوم من المقرر سلفا, ذلك يفضح ودون عناء, أن قرارات حل الجيش العراقي, والشطب على القائم من أجهزة السلطة, ووضع العراق رسميا تحت حكم الاحتلال, واعتماد نظام المحاصصة العرقي والطائفي…الخ ما يسمى اليوم ( أخطاء غير مقصودة) إنما كانت والعباس أبو فاضل, ضمن الأساس والمقرر استراتيجيا سلفا، في حسابات صناع القرار الأمريكي!
وإذا كان من المفهوم والمتوقع تماما, أن يعمد صناع القرار الأمريكي, تقديم تبريرات وتوضيحات لا تنطلق من حقيقة الدافع والهدف, لما كان إستراتيجيا, في حكم المقرر أمريكيا, على صعيد اعتماد سبيل الحرب للإطاحة بحكم صدام حسين , ترى لماذا يجري اعتماد ذات السبيل من قبل قيادات القوى السياسية العراقية, وبالتحديد تلك القوى التي ساندت, وبدون تردد خيار الحرب, وذلك من خلال الإصرار على تقديم إجابات أو تفسيرات, تعتمد باب الافتراض وعلى ما كان يندرج في إطار الموعود من التمنيات , للقول أن عدم نجاح الحرب وبعد إسقاط حكم الأقلية بالقوة, في تحقيق ما كان متوقعا, لحسم الصراع على السلطة وتحقيق البديل الديمقراطي, إنما يعود لخطأ قرار (حل الجيش) أو بفعل وضع ( العراق رسميا تحت الاحتلال) …الخ هذه الخطايا، مع تحميل ( بريمر) أو ما يسمى ( الصراع بين ربع الدفاع وأعداهم في الخارجية) المسؤولية عن فادح النتائج، وبشكل لا يتجاوز عمليا حدود توصيف ما بات معروفا للجميع, حتى لا أقول, ترديد ما يمكن أن يندرج, وبغض النظر عن النوايا, في إطار تبرير الذريع من الفشل، على صعيد التخلص ونهائيا، من وجود حزب العفالقة الفاشي، وعدم النجاح في إقامة البديل من النظام الديمقراطي !
و….مع ذلك, دعونا نفترض, مجرد نفترض أولا أن ما تقدم من التبريرات والتفسيرات تنطوي على كامل الصواب في توصيف واقع الحال بعد نيسان عام 2003, ودعونا أيضا نفترض ثانيا حدود ما كان مقرر أمريكيا والى ما قبل أسابيع معدودة من الحرب, لا يتعدى حدود حل قوات الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات والأمن, ونفترض ثالثا أن وضع ( العراق رسميا تحت الاحتلال) ما كان مقررا إطلاقا من قبل صناع القرار الأمريكي, ..للسؤال ومن جديد وبالعراقي الفصيح : ترى لماذا إذن جرى وعلى نحو حاد وجذريا, اعتماد العكس تماما من القرارات؟!
إذا كان من السخف تماما, الاعتقاد أن صناع القرار في المجمع الصناعي العسكري الحاكم, في الولايات المتحدة الأمريكية, يعتمدون أتحاذ الاستراتيجي من القرارات وفقا لمفردات البليد من (نظرية عبالي), وإذا كان بحكم المفروض, منطقيا وعقليا وعمليا, أن يجري وبعد الإطاحة وسريعا بحكم صدام وخلال المعدود من الأيام, مجرد تنفيذ المقرر سلفا, على صعيد حل قوات الحرس الجمهوري وأجهزة الأمن والمخابرات, ترى لماذا إذن جرى حل الجيش العراقي, والشطب على القائم من أجهزة الدولة, ووضع العراق رسميا تحت الاحتلال، وفرض عار نظام المحاصصة الطائفي والعرقي؟!
ما تقدم من السؤال لا يجري بالذات وتحديدا, التوقف عنده بالمطلوب من ضروري المناقشة, بحثا عن المناسب حقا من الجواب, وعلى نحو لا يمكن أن يقود منطقيا وعقليا وعمليا, لغير وضع المزيد والمزيد من علامات الاستفهام, عن ما يجري وباستمرار ترديده من المزاعم, سواء من قبل من ساندوا عراقيا خيار الحرب, أو من اعتمدوا سبيل الحرب وسط صناع القرار الأمريكي, والذين يعملون المستحيل سياسيا وعلى مستوى الدعاية, من أجل التنصل والتملص من فادح عار مسئوليتهم عن نتائج وتبعات ما جرى ولا يزال يجري, من همجي الصراع طائفيا وعشائريا في عراق ما بعد صدام العفالقة، تمهيدا لفرض عودة أنجاس العفالقة على العملية السياسية، إما عن طريق فرض المنقذ بعد إشاعة المطلوب من الفوضى أمنيا وفي موقع القلب من العاصمة بغداد، أو حتى عبر استخدام لعبة صناديق الاقتراع، وخصوصا بعد نجاح التجربة الأخيرة التي سلمت إدارة محافظات صدام الأربع عمليا، لسطوة العفالقة أو أشباههم من أيتام النظام المقبور بالعار، وقدمت الدليل على أن المجرم صبار الدوري القابع في السجن، يملك عمليا قياد الناس في محافظة شهيد الطف ….كربلاء!
و…على مستوى الطموح للعيش في بلد، يقوم ويستند في وجوده، على احترام حقوق الإنسان والشرعية الديمقراطية حضاريا، كنت ولا أزال أتمنى، أقول أتمنى ولا أقول أتوقع، أن لا يجري الاستمرار في هذا المتعمد من تسخيف فعل صناديق الاقتراع، ولحساب فرض وجود مجالس عشائر تنتمي للماضي من متخلف الزمان، أو لصناعة برلمان لا يجيد من العمل غير تسهيل تنفيذ المطلوب من عار حكم نظام المحاصصة العرقي والطائفي، ولكن السؤال كيف السبيل لتحقيق هذا الضرب الجميل من التمني، وجميع من تعاقبوا على قيادة موقع العمل لتنفيذ وترجمة بنود الدستور الدائم ، هم من بين أكثر الناس حماسا، ومهما أختلف الدافع والمنطلق، في تنفيذ المطلوب عفلقيا، على صعيد العمل من أجل إعادة فرض سطوة وسلطان السلطة المركزية, وأكثرهم إصرارا على وضع العقبات والعراقيل لتعطيل عملية تحويل العراق، لبلد يسوده النظام الفدرالي اتحاديا، رغم أن ذلك كان والله ولا يزال، هو المتاح من وحيد السبيل، لمنع تقسيم العراق طائفيا وعرقيا وفق بنود قرار الكونغرس الأمريكي، أو على الأقل لقطع الطريق تماما، أمام عودة حزب أنجاس العفالقة للعملية، حتى وأن أختار هذا الفاشي من الحزب، سبيل المباشر من التفاوض راهنا مع المزعوم من عدوهم الأمريكي!
و….كيف يمكن وعمليا تفادي خطر ومخاطر ما تقدم من الخطايا، وولاة الأمر من دعاة السلطة المركزية يتجاهلون ونتيجة هوس المصالحة مع أنجاس العفالقة، العمل حتى في إطار الحد الأدنى، من أجل تحقيق المحوري والأساس من مركزي الهدف ديمقراطيا, هدف تنظيف وتحرير الوعي العام من وساخات المتراكم من ثقافة العفالقة, القومجية والشوفينية والفاشية, وبحيث تمدد تأثير الفاشي من مفردات ثقافة الزيتوني والمسدس، وباتت بمثابة وباء عام، ينخر جسد المجتمع بالطول والعرض فكريا وسياسيا وإعلاميا، بعد أن كان هذا الخبيث من المرض، لا يصيب غير أنجاس العفالقة، والسافل من جحوشهم، ممن كانوا في الماضي كما الحاضر، يردحون ويبزخون على وقع إيقاع نشيد الذل : الله يخللي مولانا السلطان …كائن من كان!
سمير سالم داود 10 نيسان 2009
alhakeca@gmail.com
* أقول كنت أتوقع مبادرة السيد الجلبي بالذات، الكشف عن هذا المعلوم من الحقيقة، بحكم دوره الاستثنائي على صعيد التمهيد للحرب وسط جميع من تعاونوا مع الولايات المتحدة الأمريكية، للإطاحة بالقوة بحكم طاغية العراق، بدليل فيض المهم من خاص المعلومات والوقائع التي وردت في سياق الحديث لصحيفة الحياة اللندنية، والتي بتقديري لابد وأن يتوقف عندها بالمناقشة، جميع من يفكرون راهنا أو مستقبلا الكتابة عن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ أهل العراق، خصوصا وأن هذه الوقائع والتفاصيل، لا تنطلق من باب الافتراض أو التخمين، وإنما من موقع العارف والمشارك في صنع الأحداث، وبالخصوص واستثنائيا، قبل وعشية يوم التاسع من نسيان عام 2003
** في الواقع حجب هذا المعلوم من الحقيقة، حقيقة توظيف صناع القرار الأمريكي لطموحات جميع من ساندوا خيار استخدام القوة للإطاحة بحكم الطاغية صدام، لتنفيذ ما هو مقرر أمريكيا من الهدف إستراتيجيا، في العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط، كان ولا يزال يمثلا اتجاها عاما يحكم موقف جميع من تعاملوا ولا يزالون مع الحرب، باعتبارها عملية تحرير وسط أهل السياسية والإعلام وبغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والسياسية!