تـــرجمــة: سهيل أحمد بهجت
خلال فترة رئاسته كان الرئيس جورج دبليو بوش صرح بأن الولايات المتحدة “لن تتسامح” مع إيران مسلحة نوويا. و لكنه احتفظ بوعده كمسألة وقت و الرئيس أوباما لن يكون محظوظا جدا.
أعلن الرئيس الإيراني أحمدي محمود نجاد في الصيف المنصرم، عن امتلاك إيران لـ 6000 جهاز طرد مركزي، لكن المشكلة لا تقتصر على التخصيب. ففي الإسبوع الماضي أطلقت الجمهورية الإسلامية قمرا صناعيا نحو مدار. مما يدلل على إمكانية صواريخ عابرة للقارات. و المرشد الأعلى علي خامنئي حث مستشاريه تكرارا على تطوير أسلحة نووية.
آية الله محمد باقر خرازي أمين عام حزب الله الإيراني، على سبيل المثال، أعلن في 2005 : “نــحن قادرون على صناعة قنابل ذرية، و سنفعل ذلك… و الولايات المتحدة مجرد كلب يعوي”. و بالمقابل من ذلك وعد أوباما خلال حملته الانتخابية بحوار غير مشروط مع القادة الإيرانيين و بدبلوماسية صارمة.
المشكوك فيه
إن هو ـ أوباما ـ جلس مع أحمدي نجاد من دون شروط مسبقة، سيكون قد أوصل رسالة إلى طهران مفادها أن الفوز ممكن عبر التحدي لا الدبلوماسية. و سيكون بمثابة التخلي و من طرف واحد عن ثلاث قرارات للأمم المتحدة التي طالبت إيران بوقف التخصيب.
كثيرا ما تفترض الإدارات الأمريكية الجديدة أن فشل الدبلوماسية يعود إلى أسلافهم أكثر مما يعود إلى الخصوم. إن التصديق بأن أي زعيم إيراني صادق هو في حدّ ذاته خطير. في 14 حزيران يونيو 2008 انتقد عبدالله رمضان زادة الناطق باسم الحكومة في عهد محمد خاتمي، إنتقد لا سياسة أحمدي نجاد و لكن أسلوبه مفضلا سياسة سلفه خاتمي لتهدئة مخاوف الغرب و تحقيق أهداف إيران النووية. و يضيف رمضان زادة: كانت لدينا سياسة علنية و هي التفاوض و بناء الثقة و سياسة سرية و هي الاستمرار في الأنشطة.
في الواقع، كان ذلك في عهد خاتمي و “حوار الحضارات” الخاص به حينما كانت طهران تنتهج سياسة سرية مذهلة في التخصيب. و حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية فقد تزامنت التجارب مع البلوتونيوم و اليورانيوم لأهداف عسكرية لا من أجل إنتاج الطاقة و إنما من أجل التطبيقات العسكرية.
و حسب تقديرات المخابرات المركزية في 2007 كان في ظل الإصلاحيين أن إيران عملت بنشاط على تصميم الرؤوس الحربية النووية. قد يبحث أوباما عن المعتدلين الإيرانيين، لكن عليه أن يدرك أنه في المسألة النووية فإن الاختلافات بين الإيرانيين هو مجرد أوهام فالمرشد الأعلى لا يتسامح مع شاغل أي منصب لا يتماشى مع الأمن القومي.
في 3 فبراير ذكرت صحيفة كيهان ـ الناطقة باسم خامنئي ـ : نقطة تقول أوباما يسعى للوصول إلى المعتدلين “من دون جدوى”.
كل هذا لا يعني أن الدبلوماسية عديمة الفائدة، لكن لكي تنجح يجب أن تُصاغ بحذر و هنا فإن تكلفة الحرب الإيرانية العراقية تقدم درسا. وعد آية الله الخميني على متابعة الحرب مع العراق حتى النصر، حتى بعد طرد القوات العراقية من الأراضي الإيرانية عام 1982 و انتهت الهجمات إلى طريق مسدود حيث مات مئات الآلاف من الإيرانيين. أخيرا في 1988 حينما أصبح الثمن باهظا عدل الخميني عن وعده و وافق على إطلاق النار قائلا إن ذلك كان كـ”تجرع كأس السم”.
إيران مستعدة للتنازل، لكن حينما تكون السياسة أضخم مما تتحمل و هو ما يعني حوافز أقل.
إنقاذ الإقتصاد الإيراني الفاشل لا يتيح حسّا ستراتيجيا إلا إذا كان هدف أوباما صيانة النظام و إطالة عمره و توفير صناعة و تمويل قاعدة لتطوير أسلحة نووية و تمويل المجموعات الإرهابية.
و ليس من الحكمة أيضا القيام بتصعيد بطيء للعقوبات. لا عقوبة الآن تضاهي معاناة الإيرانيين من الحرمان في الثمانينات. بدلا من ذلك، لتحقيق و إنجاز سياسة فعالة، على أوباما فرض العقوبات القصوى و إتاحة رفعها بمجرد استجابة طهران لقرارات الأمم المتحدة. و حتى من دون تعاون موسكو و بكين يمكن لأوباما تفعيل ضغط مهم.
تتيح المادة 311 من القانون الوطني الأمريكي للرئيس الأمريكي أن يحدد البنوك الإيرانية ـ بما في ذلك بنك إيران المركزي ـ لقيامهم بعمليات مالية مضللة. في الواقع، سيتيح عمل كهذا إزاحة البنوك الإيرانية من الساحة الدولية المالية، لا البنوك الروسية و لا الصينية يمكن أن تتملص من المسؤولية.
مــشروع الطاقة
هناك دور للاستراتيجية العكسرية، أوباما، الذي قضى حياته كبالغ في محميات، يجب أن يدرك أن العسكرية لا تعني فقط القصف بالقنابل، والاحتواء والردع ليست مجرد مفاهيم بلاغية ولكنها تتطلب التخطيط العسكري. و لا يكرر أخطاء جيمي كارتر، فالانتشار العسكري يمكن أن يفعل الدبلوماسية.
خلال 1970 في سبتمبر الأسود و أزمة احتجاز السفينة “ماياغوميز” من قبل الخمير الحمر في 1975 قام نيكسون و فورد، على التوالي، بتعزيز القوات و بصمت عن توجيه أي تهديد.
بعد يومين من قيام الثوار الإيرانيين بمحاصرة سفارة الولايات المتحدة 1979 سرب معاون الرئيس كارتر بأن الرئيس لا يحبذ استخدام القوة العسكرية ليدفع الخاطفين إلى القول أنه تراجع.
الاستمرار الهاديء و التعزيز في الخليج الفارسي يمكن أن يفعل أكثر من دبلوماسية كفوءة حينما نواجه رجال الدين الإيرانيين. جورج دبليو بوش أهدر وقتا ثمينا و بارك أوباما لن يكون محظوظا جدا. و لكي ينجح، عليه أن يتخلى عن فكرته المثالية عن أن الدبلوماسية بحد ذاتها “هي دواء لكل داء.
المقال باللغة الإنكليزية على هذا الرابط:
http://www.aei.org/publications/pubID.29407,filter.all/pub_detail.asp