الرئيسية » مقالات » كرنفال المحبة السلام الع راقي في مسيرة الاربعين

كرنفال المحبة السلام الع راقي في مسيرة الاربعين

هذه المسيرة المليونية التي سارت بدءا من كل محافظات العراق انتهاءا الى كربلاء انما هي تحاكي الضمير العراقي الحي لتكون من الشواهد الحية والملموسة على الوحدة الوطنية والالفة بين أبناء الامة العراقية الواحدة الموحدة وتقول للعالم لا تفرقة لا عنصرية لا طائفية في العراق انما محبة وانسجام

لكل انسان في الوجود عقيدة ترشدة إلى معبوده وتدله عليه ولا اريد إن اخوض في حديث الاعتقادات وما هو الصحيح منها وما هو الفاسد لإن كل المخلوقات طرا تعبد الله عزوجل لكنها تختلف بالوسائل التي تقربها منه لذلك فان عبدة الاصنام يعتقدون إن اصنامهم انما تقربهم إلى الله زلفى وانها وسيلة للتقرب من الخالق الحقيقي
ولو اننا بحثنا في اصول الأديان السماوية والمذاهب والفرق المنبثقة منها لوجدنا إن جميع تلك الاديان تشترك فيما بينها في كثير من الاعتقادات كتوحيد الخالق والاقرار بالانبياء والرسل وان هناك تقارب كبير فيما بينها وليس هناك اختلاف وإنما هذا بالحقيقة يرجع إلى مقولة إن الدين كله لله
والإسلام هو احد الأديان الكبرى الثلاث في العالم اجمع وهو دين يدعوا للتراحم والسلام والتعاطف بين بني الإنسان قاطبة
ومذاهب الاسلام خمسة تتفق على اصول اساسية هي التوحيد والعدل والنبوة والمعاد سوى إن الشيعة تعتقد بالامامة بانها اصل من اصول الدين مع اختلاف بسيط بالفروع وان هذا الاختلاف ليس وليد اليوم بل مر عليه أكثر من اثني عشر قرنا من الزمن ولست هنا بصدد تقديس أو تخطئه إيا كان بل إن الغرض الاساس هو إن لكل مذهب أو طائفة أو فرقة أو جماعة معتقدات ومراسيم وطقوس دينية تقدسها فاذا اراد إي طرف من الجميع إن يحترموا مقدساته ولا ينتقدوا طقوسه الدينية فعليه بالمقابل إن يحترم مقدسات وطقوس الجميع وهذا ما امر الله به عباده حتى انه جل وعلا نهى الموحدين عن سب الالهة حتى لا يسبوا الله
وللشيعة طقوس ومراسم وشعائر دينية معروفة ولها اوقات معينة ومن هذه الأمور زيارة الاربعين الراجلة حيث يخرج مئات الالاف بل الملايين من العراقيين لاداء هذه الزيارة مشيا على الاقدام من مساكنهم حتى ارض كربلاء حيث مرقد الامام الحسين ع وهذه المسيرة الراجلة في العراق فقط ومن خصائص العراقيين
ولا ينكر احد إن مهد التشيع وأصله هو العراق ومنه انتشر إلى البلدان الأخرى ولذلك فان اغلب مراقد الائمة واهل البيت منتشرة في العراق من الشمال إلى الجنوب أكثر من إي بقعة في الأرض وان الامام علي هو اول من اتخذ الكوفة عاصمة لخلافته وهذا يعني إن الشيعة العراقيين هم الاصل ولا يتبعون لأي احد وإنهم هم مرجعية الشيعة في العالم لا كما تدعي بعض الدول من أنها هي راعية التشييع في العالم فهذا الكلام غير صحيح فالتشييع بدا في العراق ومنه انتشر إلى العالم
وارض العراق يتعايش ويعيش عليها اناس من معتنقي جميع الأديان والمذاهب ومن جميع الالوان والاشكال والجامع الوحيد بينهم والرابط الوثيق هو انهم عراقيون وعراقيون فقط تجمعهم هوية الوطن الواحد ولم تكن مسالة اختلاف الدين اوالعرق تسبب لهم مشكلة في التعايش مع بعضهم البعض
وان على مدى تاريخ العراق لم يكن الدين يشكل إي نقطة خلاف أو اختلاف حقيقية فيما بينهم كعراقيين وهذه حقيقة ناصعة وليست كلام من نسج الخيال أو اقتباس من قوافي الشعراء

ولا يحتاج ذلك إلى دليل فهو من الواضحات وبمجرد إن نتابع وقائع مسيرة كربلاء نعرف مدى التلاحم بين أبناء الوطن الواحد وقد وثقت هذا التلاحم وكالات الانباء والفضائيات وهي تنقل ابهى صور الالفة العراقية والمحبة بين كل مكونات الامة
واما بالنسبة للصراعات الدامية التي اعقبت نيسان الخير 2003 بين الطائفتين بل حتى بين الأديان كافة فإن هذه الصراعات التي حصلت انما هي بدوافع سياسية وبتأجيج وتحريض من بعض الساسة والذين استفادوا وحصلوا على مكاسب سياسية بسبب تلك الاحداث وبدعم وتمويل خارجي الغرض منها مصالح دول عدوانية ما كانت لتتم تلك المصالح إلا باشعال فتيل الاحتراب الداخلي ولم تكن تلك الصراعات تختص باي طائفة بعينها بدليل انه بمجرد ارتفاع هذا التأثير السياسي المصطنع فسرعان ما عاد الافراد من الطرفين إلى التواد والتعاطف والتلاحم من جديد وعادت الروابط اقوى من السابق ولم تكن هناك إي خلافات حقيقية فيما بينهم وكرنفال مسير الاربعين غير شاهد على ذلك فنستنتج من هذا إن الصراعات الطائفية التي حصلت انما كانت صراعات حزبية للاستيلاء على الحكم أو الحصول على مكاسب سياسية ومصالح حزبية ضيقة

نتمنى إن يكون العراق انموذجا عصريا لكل العالم كما كان هذا شانه دائما من قبل ومنارا للاجيال وان ينظر كل العالم إلى هذه الملايين من العراقيين وهم يسيرون والاخرين يحملون سلاحهم ويتوجهون لحماية اخوانهم واقربائهم واصهارهم وتنظروا الى الضابط والعسكري ابناء الرمادي مع ابناء النجف جنبا إلى جنب في خندق واحد ومركب واحد

ما الذي جمع بين كل مكونات الامة العراقية العربي والكردي والتركماني والاشوري السني والشيعي المسلم وغير المسلم وما هو هدفهم ولماذا هؤلاء الناس عزل من السلاح ولما هؤلاء يحملون السلاح لحمايتهم اليسوا هم خمصاء فيما بينهم كما يقول أعداء العراق وسوف لن نجد إي جواب غير إن الذي جمع هؤلاء الناس هو الدين الذي هو دين الله بغض النظر عن التفاصيل ووحدهم الوطن وهو العراق الحبيب
وكل ما يتمنى أبناء العراق إن يتركهم اصحاب الحقد الدفين على العراق بحالهم وان لا يتدخلوا بشؤونهم ولا يشعلوا فتيل الفتن بينهم مرة أخرى

العراقيون ياملون من السياسيين العراقيين عدم الانجرار للتفرقة والبغضاء بين العراقيين وإن لا يستغلوا الدين لمصالحهم وإن هذه الملايين لم تخرج لتاييد فلان أو ضد فلان فلا داعي لاستغلال هذه المناسبات المليونية لمصالح حزبية والقاء خطابات نارية وايهام الاخرين إن هذه الملايين من مؤيدي هذه الجهة أو تلك وقد بدى واضحا للعيان إن هذه المناسبة تختلف عن سابقاتها فان القوى السياسية التي كانت تستغل هذه المظاهر وتحاول تجييرها لمصالحها قد تحددت حركتها ومنعت الحكومة استغلال هذه الحشود للاغراض الحزبية إلا انه ما زال هناك بعض التجاوزات الحزبية على عموم هذه المناسبات من قبيل إن هذا الحزب يطلب من اتباعه إن يحملون قطعة قماش من اللون الابيض وذاك الحزب يحمل اتباعه اللون الاخضر وما شابه هذه الأمور التي يستنفر منها المنطق السليم وتعتبر سلاحا فاشلا من اسلحة العاجزين في زمن الانتصار

نتمنى السلامة لجميع الامة العراقية وان عليهم جميعا إلابتعاد عن كل ما يفرق الكلمة ويشق الصفوف وان لا يمكنوا من اراد استغلال الدين وتسييسه لصالحه والمتاجرة به

وان يجعلوا من مناسباتهم الدينية والوطنية فرصة لتاكيد اللحمة العراقية والمحبة والسلام في دولة قوامها السلام واساسها القانون