الكل يدرك بان الأحزاب الكردية في سوريا لم تؤدي المستوى المطلوب من الطاقات النضالية لإنقاذ الشعب الكردي من كابوس القمع والحرمان وكذلك لم تتوصل إلى ركن فعالة وقوية مؤمنة بالأهداف المغتصبة وغير قابلة للزوال ، لعيشها على التكتلات واحتكار الزعماء والسيطرة المطلقة على هيمنة الحزب ولا بديل للمصلحة الشخصية التي أصبحت لهم حلم أبدي ، فعندما يصدرون أمراً أو قراراً فلا يلجؤن إلى معرفة رأي هيئاتهم بغض النظر صح أم خطا .
و المشكلة الأكثر تعقيدا هو عدم تجديد سكرتير أو زعيم الحزب طيلة وجوده في الحياة ألا عند مماته ، فهذا يرجع لعدم وجود الديمقراطية وكذلك الوقوف في وجه أي عمل يكون نتاجها سلبا على القضية الكردية لان أرضاء العواطف والتعصب الشديد يؤخر الأمم ، فان السياسة الكلاسيكية التي يتمتع بها هؤلاء الزعماء يؤدي بهم الوقوع في أزمات وأخطاء مصيرية فأنها مع مرور الزمن تشكل كتل سرطانية لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وحتى النقد والنقد الذاتي لم يؤمن بها ،
فحتى الشخص الذي يتوفر في شخصيته الكفاءة العالية و القادرة على وضع الحزب على مساره الصواب لخدمة قضيته بإخلاص فيشكل الارتياع وإعادة الحسابات لدى الزعماء وخوفهم على انجرار وضياع الكرسي يلجؤن إلى استخدام كافة الطرق المتعجرفة ضده ، لأنهم غير مؤمنين بالهداف التي يناضلون تحت رايتها ، فلا يسعون إلى تغيير المبادئ القديمة المتراكم عليها ثرى التخلف بمبادئ جديدة واقعية متقدمة في الفكر والثقافة لتطوير وتحديث آلية العمل أسوةً بالدول المتحضرة التي لا تقوم بالعمل ألا إذا قادها إلى العمل الناجع لتحرير شعوبهم من الظلم وإعادة النور إلى ربوعهم ، لان الفكر لا يتطور ألا إذا صدق هؤلاء الزعماء بالواقع وتغييراته وتفكيك الفكر القديم وإعادة تأسيسه على قواعد بناءة تخدم الشعب الكردي لإخراجه من حالة الإغفاء والاشمئزاز إلى النضال بنوع آخر يتناسب مع واقع المنطقة و الظروف التي تعيشها وكذلك للإيمان بهم وبتلك الأحزاب التي أصبحت مواقفهم هشة قابلة للانكسار .
فعند الرجوع إلى الأنظمة الداخلية للأحزاب نجدها متطابقة من حيث المبدأ والية العمل وللأسف هناك فرق شاسع بينها وبين النضال على ارض الواقع لإزالة شيئا من ذلك الضباب عن أعين الشعب الكردي المرمل التائه بين سياسات هؤلاء الزعماء وخلافاتهم وعدم الوصول إلى حل لتفاديها وتكون نتاجها نسيان ما عليهم من التزامات لتحرير حقوقهم المغتصبة من ظلماء الزنازين وبين تلك السياسات العنصرية التي تحرمه من لقمة العيش و القرارات المتخذة بحقه ككردي،
فالانقسامات التي تحدث في الحركة الكردية من تحالفات وجبهات ليس لنيل آمال الشعب الكردي في الحرية و العيش بالكرامة بل لخدمة مصالحهم المتبادلة التي تعتبر من أولى أولوياتهم الحزبية .
فالتحالف يسيطر عليه ذلك الزعيم الهرم الذي يعتبر المنبع الرئيسي في تشرذم الحركة وتباعد المسافات بين التحالف و الأقطاب الأخرى ، فمن المؤسف عندما نبصر شباب مثقفين مؤثرين بتلك السياسات الهمجية المغروسة في عقولهم من قبل زعمائهم ، ويستحيل التراجع عن مواقفهم السلبية تجاه قضية أرضهم المغموس بدم الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الحرية ليسقوا ثراهم بدمائهم الطاهرة لتلبس الأرض ثوبا احمر تثبت لنا حقوقنا على هذه الأرض، فعند تداول النقاش مع هؤلاء الشباب تجدهم متزمتين ولا يتراجعون عن رأيهم بان نضالهم السلمي هو الأصح من غيره ، فعندما ينسالون عن عدم مشاركاتهم في الاحتجاجات و المسيرات للمطالبة برفع أيادي الظلم عن الكرد فيسمون ذلك بأعمال تخريبية ، فإذا كان هذا أعمالاً تخريبياً فما هو العمل السلمي في برنامجهم السياسي ، فقد أصبحت أحزاب التحالف والجبهة فقط أحزابا للبروزة الإعلامية و الجرائد والمناسبات .
و الأقلية الأخرى من تلك الأحزاب يناضلون معاً لبناء جسرٍ للتواصل مع الشعب لتكوين مبدأ التكاتف و النهوض بيداً واحدة تجاه الإقصاء و إيجاد فكرة جديدة وهي يد الجماعة تمنحك الانتصار و التفوق على العقبات و دوامات التحزب ودائما نحو الطليعة ، فقد تم تشكيل لجنة التنسيق لتكون إطاراً لهذه الأهداف التي أصبحت أمل كل طفل وشاب كردي . فكان هذا في بداية تأسيسها وبعد مرور أشهر قليلة تبين تشتت المواقف بين الأحزاب الثلاثة.
فإحدى هذه الأحزاب خطى خطوات مستقبلية تتناسب مع التغييرات السياسية و الجذرية التي تحدق بواقع المنطقة واسترجاع البسمة للشعب الكردي الميئوس عن طريق كسر قوانين الانشقاق واستبدالها بأفكار توتولوجية نادرة من نوعها وهي الاندماج لتقليل عدد الأحزاب التي أصبحت عاهة على منكب القضية الكردية ، فان هذا الحزب يتميز عن حلفائه بممارسة الديمقراطية وحرية الرأي وعدم الصمت عن الخطأ ومحاربة سياسة التصفيق والموالاة التي تكون نتاجها الوصول إلى قرارات ناجحة ، فان اندماج أي من الأحزاب في العالم تتبدى عنه في بداية المشوار خلافات فكرية كما حدث في حالة في الحزب المندمج الذي تخطى تلك الخلافات بعقلانية بعض القياديين السياسيين الحريصين على آمال الشعب الكردي من الانهيار .
و الحزب الأخر الذي يعتبر وصيفاً في لجنة التنسيق و بين الأحزاب الأخرى من حيث النضال العملي متضامناً مع الشعب وحليفها لكسر الأصفاد الحديدية من أرجل الحمامات البيضاء لترفرف في سماء الحرية كي تشرق شمس الخلاص و على شعب معذب منذ قرون ، فالناحية المميزة لكوادره هو المبالغة في مواقفهم و التحدث دائماً عن بطولاتهم ، فهناك خلافات تنظيمية يعيشها الحزب الذي كان الانشقاق الأخير من نتاجها.
فعلى هؤلاء الشباب المثقفين أن يستيقظوا مبكراً قبل أن يفوتهم قطار الزمن لوقف هؤلاء الزعماء من ممارسة السياسات الخاطئة بحق الشعب الكردي لمنح مظهراً جديداً للحركة الكردية مؤمنة بالتغيير و الإيمان بالشباب في قيادة المسيرة و خلق أهداف متقدمة في الفكر لربطها بعجلة التقدم للوصول بها إلى تلك الأمم المؤمنة بأهداف شعوبها ، لان الفوز لا يأتي من الفراغ أنما السعي هو سبيله وكذلك الاستحقاق سبيلنا إلى العزة .