الرئيسية » مقالات » زيارة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام صرخة مدوية في وجوه الظالمين والمفسدين

زيارة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام صرخة مدوية في وجوه الظالمين والمفسدين

منذ سقوط الصنم يتوجه في كل عام الملايين من المؤمنين من أبناء العراق في مسيرات مليونية راجله متوجهين ألى كربلاء الطهر والفداء التي تضم رفات سيد شهداء شباب الجنة الأمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام من أهل بيت النبوه وصحبهم الغر الميامين الذين استشهدوا معهم في تلك الملحمة الخالده. قاطعين مئات الكيلو مترات متحدين قسوة الطبيعه وتهديدات الأرهابيين القتله الأرجاس يشاركهم الآلاف من المسلمين من الدول المجاورة والبعيدة لتجديد البيعة والولاء لسبط رسول الله ص. هذه المسيرة الأيمانية الجليلة الفريدة دافعها الحب الحسيني الصادق الذي تغلغل في أعماق هذه النفوس الطاهره والظامئة والتواقة لتلك السيرة الأنسانية المقدسة والنبيلة والعطره و الزاخرة بكل القيم الشامخة التي تركها الحسين ع ذخيرة حية للأجيال من بعده جيلا بعد جيل ألى يوم يبعثون.
أنها تلبية لصرخة الأمام الحسين ع التي أطلقها ضد قوى الظلم والطغيان والفساد والجبروت والرده التي تمثلت في شخصية يزيد الساقطة والوضيعة والمنحرفة تماما عن قيم الأسلام ومبادئه العظيمة وأن دوام استمرارية بقاء جذوة النهضة الحسينية في دماء الملايين دليل على عظمة تلك الثورة وسمو مبادئها وعظمة مكانتها في نفوس المتلهفين والساعين ألى رفض الظلم والفساد والتحكم والتسلط على رقاب الناس بالبطش والقوة من قبل حكام رفضتهم كل القيم السامية والمشرقة التي جاء بها الأسلام .
أن هذه المسيرة المليونية تستلهم من روح الحسين ع قيم التحرر والأنعتاق وتتعلم منها التمرد المقدس ضد أعداء الأنسان في كل زمان ومكان ولا تقتصر على جيل معين لأنها ثورة أنسانية لكل البشر حيثما يكون الظلم والقهر وأنها تمثل بحق قمة الصراع بين الأنسان المرتبط بخالقه والسائر على نهج الحق التي أوصت به الشرائع السماويه ضد كل قوى البغي والفساد والأنحراف التي تريد أن تجعل من هذا الأنسان الذي كرمه الله آلة صماء تستمرئ الذل والخنوع والهوان وتتحرك بالأتجاه الذي يرتأيه الحاكم المستبد الذي يعتبر نفسه ظل الله في الأرض ويحق له سفك الدماء وشن الحروب وزج الشرفاء في السجون ولا يحق لكائن من كان أن يعترض على مايرتكبه من جرائم وآثام واستبداد. لكن الأمام الحسين ع تحدى بأباء وشمم قل نظيرهما هذه المعادلة الظالمه وقدم دمه ودم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة قرابين على مذبح الحرية وبذا أكد وبالبرهان القاطع بأن بأمكان الدم أن ينتصر على السيف في أشد الأزمان حلكة وقد عبر أحد الشعراء عن هذه النظرية خير تعبير حين قال:
يظنون قد قتل الحسين يزيدهم
لكنما قتل الحسين يزيدا
أن شهادة الأمام الحسين ع بالمقارنة مع الشهادات الكثيرة التي حفل بها تأريخ التضحيات والفداء عبر التأريخ ضد قوى الظلم والأستبداد تبقى الشهادة الأكثر ألقا وشموخا وخلودا وعمقا وأصالة لأنها تحمل وبجدارة نادرة كل قيم الأباء والشموخ والتوق ألى الحرية ورفض قيود الذل والعبودية واختيار التضحية بالنفس عن طيب خاطر وقناعة أيمانية راسخة لاتعرف المهادنة مع تلك القوى الشريرة رغم امكاناتها المادية الهائلة آمتثالا لأمر الله جلت قدرته الذي قال في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما) الآيه 74 – من سورة النساء.
أذن لابد للنفس الزكية الطاهرة الوارثة علم رسول الله كنفس الحسين ع التي هي أحب النفوس ألى قلبه وروحه وكيانه ص من مقاتلة أولياء الشيطان مهما عبئوا وجندوا من وسائل أعلامية مضللة ومهما حشدوا من جيوش لحفظ عروشهم المبنية على جماجم الفقراء والمظلومين لأن هؤلاء الطغاة أذا سادوا دون أن يرفع أحد صوته ضدهم ستسود شريعة الغاب وتنقلب الموازين وتختل القيم وينتشر الفساد ويتحكم أرذل البشر وأحطهم بأشرف خلق الله وأحبهم أليه حيث يقول الله في محكم كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم : (ألذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان أن كيد الشيطان كان ضعيفا) الآيه 76 – من سورة النساء.
وهكذا كانت ثورة الحسين ع التي هبت بوجه الطاغوت الذي سعى ألى تحريف العقيدة الأسلامية السمحاء العصماء التي أمر الله جلت قدرته نبيه الكريم محمد ص أن يبلغها للبشرية جمعاء.
وما هذا الزحف المليوني الهادر وهذه الأمواج البشرية المتطلعة لغد أفضل لايسود فيه ظالم بعد اليوم ألا انعكاس صادق واستلهام حقيقي من معين تلك الثورة الغراء الخالده ثورة الأمام الحسين ع.
لقد تعرض بلدنا الجريح العراق لظلم الظالمين وجبروتهم وغدرهم لحقب طويلة من الزمن فصادروا حقوق الملايين من هذا الشعب المظلوم وبنوا قصورهم الفارهة على جماجمهم وسرقوا خيرات وموارد الوطن دون حسيب أو رقيب ولسان حال هذه الجماهير المليونية يهدر معلنا أن لاسكوت ولا خنوع ولا رضوخ لكل من يحلم بأعادة تلك الحقب المظلمة وتراوده رغباته الشيطانية الجامحة لأعادة التأريخ ألى الوراء وأن منبر الحسين ومدرسة الحسين وثورة الحسين ع هي الطريق الأمثل للخلاص من ربقة المجرمين والظالمين والطغاة ولن نحيد عنها مهما بلغت التضحيات وتنوعت وسائل الأرهابيين الخبيثة الهادفة ألى أيقاف هذه المسيرة المليونية المباركة. وعندما تستلهم مبادئ الحسين ع فأنها تتسع وتكبر عاما أثر عام بملايينها الزاحفة نحو مرقد الأمام الحسين ع رغم كل حملات التشويه التي يبثها الأعداء والمشككين والمغرضين الذين في قلوبهم مرض حيث يتهمون كل هذه الملايين بالجهل والتخلف والأنقياد لأقوال بعض المشايخ الذين يدفعونهم ألى هذه المسيرات !!!
أن هذه المسيرة المليونية السنوية لاتتحرك بأمرة أحد أنها حركة واعية تستلهم تحركها من مبادئ ثورة الحسين ع أنها تصميم ثابت على انتهاج نهج الحق وصرخة مستمرة بوجه كل من تسول له نفسه باتباع نهج الظلم والغدر ومصادرة حق الأنسان في الحرية والكرامة والوجود وأنها ارتباط وثيق لاتنفصم عراه أبدا بمن أقام الصلاة وآتى الزكاة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر .. أنها هتاف نابع من القلوب قبل الحناجر تلبية لنداء الله ونداء الحسين السبط الزكي ع والذي هو حبيب الله وسيد شهداء شباب الجنه وأكرم شهداء المبدأ والعقيده . أنها مسيرة الوفاء بالعهد لتلك الروح الطاهرة الوثابة التي أقضت وتقض مضاجع الطغاة والأشرار وزلزلت وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم .
أن هذه الملايين الهادرة اليوم تقول لكل السياسيين الذين نزعوا ألى الخلافات العقيمه والمهاترات السمجه كفاكم ذلك لقد طفح الكيل وبلغت القلوب الحناجر أنها استذكار لآنتفاضة صفر الخالدة ضد النظام الصدامي الطاغوتي والسير على طريقها لآكتساح كل أصنام الظلم الذين أذا سولت لهم أنفسهم أن يطلوا بوجوههم الكالحة مرة أخرى وكما تصور لهم خيالاتهم المريضة ذلك .
أن هذه الجماهير الزاحفة نحو مرقد الأمام الحسين ع تخاطب اليوم كل من تولى مسؤولية هذا الوطن الجريح أعتبارا من أعلى شخص وألى من انتخبهم في مجالس المحافظات ألى أبسط موظف بقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (ولا تقل أني فاعل ذلك غدا) ( ولتنظر نفس ماقدمت لغد ) ( وأوفوا بالعهد أن العهد كان مسؤولا ) لقد شبعت هذه الملايين من الشعارات الطنانة الرنانه ومن الوعود الكثيرة التي لم يتحقق منها الا النزر اليسير واليسير جدا وأن الوضع العراقي المتأزم والمليئ بالألغام يتطلب من ذوي الخبرة والكفاءة والأخلاص المزيد المزيد من الجهد والمثابرة لأنقاذ الوطن مما هو فيه وأن الصراع على المكاسب والمغانم سيوصل العراق ألى الهاويه وفي الطريق الكثير والكثير من الألغام التي يزرعها أصحاب النوايا الخبيثة والذين يريدون أن يعيش هذا الوطن في دوامة الفوضى والتخبط ولابد من كشف المفسدين الذين يبيحون المحرمات لأنفسهم ويمتصون دماء الناس ويسرقون ثروات البلد ويبقون الملايين في حالة البؤس والشقاء والحاجة وثورة الحسين ع ماقامت ألا على قيم الحق والفضيلة واجتثاث المفاسد والأنحرافات والنزوع نحو الشهوات المحرمة التي نهى عنها الأسلام وشن عليها حربا لاهوادة فيها.
أن هذه المسيرة المليونية الهادرة تقول لا لآكلي قوت الفقراء وثروات الوطن وأن تستروا بالدين والدين منهم براء أنها تطالب بدولة المؤسسات ولابد للقانون أن يقول للمسيئ قف عند حدك لقد غرق الوطن في حي بيص واستنزفت الكثير من الأموال والدماء والملايين تعيش في فقر مدقع وأفواج العاطلين يغص بهم الوطن وقيمة كل امرئ مايحسنه هذه هي مطاليب هذه الجموع المليونية الزاحفة نحو مرقد سيد الشهداء الأمام الحسين فهل أدرك السياسيون ذلك أم أنهم سيدركون بعد فوات الأوان .
رحم الله شهداء المسيرة المليونية المتجهة صوب كربلاء الطهر والعقيدة الغراء . والموت والعار والشنار لقوى الظلام القتله الأرهابيين الذين أرعبتهم هذه المسيرة المليونية الهادرة .
جعفر المهاجر – السويد