الرئيسية » بيستون » لمن صوت الكورد الفيليون ؟..

لمن صوت الكورد الفيليون ؟..

شفق /  بعد اعلان النتائج الاولية لانتخابات مجالس المحافظات ؛ بدانا نسمع اصوات شاذة هنا وهناك تدعي بان الكورد الفيليين صوتوا في هذه الانتخابات ايضا لمذهبهم بدلا من قومتيهم وهذا الادعاء الواهي اما مبني على الحقد من قبل بعض الاشخاص او من جهل هذه الاصوات بواقع العراق بشكل عام وواقع الكورد في بغداد بشكل خاص…

سمعنا يوم امس الاول من عادل برواري احد الاعضاء الكورد في مجلس النواب نفس الكلام وهو يتهم الكورد الفيليين نفس الاتهام دون ان يخوض في الاسباب التي ادت الى هذه الحالة ؛ ولهذا رأيت انه من الضروري الرد عليه لان اخفاء الحقائق وبهذه الطريقة هو ظلم واجحاف بحق هذه الشريحة من الشعب الكوردي .
اولاً: ان اسم وصورة عادل برواري لم تكن معروفة او مالوفة بالنسبة لي وللكورد الفيليين ولكنني رأيته امس ولاول مرة على شاشة احدى الفضائيات ؛ ومنذ تنسيبه كعضو في البرلمان من قبل احدى الجهات السياسية الكوردية ولحد الان كان غريبا علي وعلى الاخرين , لان هذا البرلماني وخلال السنوات الاربعة التي مضت على عضويته لم نراه ولم نسمع منه أي تصريح حول أي من المسائل والموضوعات التي تخص الشعب الكوردي وقائمة التحالف الكوردستاني من مشاكل ومتطلبات خلال تواجده في البرلمان ؛ لم نر ولم نسمع عادل برواري وهو ينطق عندما جرت مؤامرة كبرى في داخل البرلمان عبرالمادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات على الكورد والذي لولا يقظة وذكاء العدد القليل من النواب لرجع الكورد الى المربع الاول من العملية السياسية وفقدوا مكاسب كثيرة كانوا قد حصلوا عليها من خلال المشاركة الفاعلة في العملية السياسية ؛ اين كان يختفي برواري هذا عندما قام بعض المسؤولين في وزارة الدفاع من الشوفينيين وبالتعاون مع بعض الضباط بتحريك القوات صوب مدينة خانقين التي علا صوتها في انتخابات عام 2005 لصالح التحالف الكوردستاني و الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات والتي كانت النسبة المئوية للمصوتين فيها لقائمة التحالف اعلى من نسب المصوتين في مدن اقليم كوردستان الكبيرة والصغيرة وحتى من السليمانية واربيل لتلك القائمة ؛ والحالة نفسها تكررت في مدن مندلي وجلولاء والسعدية التي تقطنها العشائر الكوردية الفيلية مثل الاركوازية والسوره ميرية والزركوش والقره لوس والملكشاهية ؛ من المخجل انه خلال السنين الماضية من عضوية البرواري في البرلمان العراقي لم نسمع منه يوما ولو بالاشارة فقط الى معاناة الفيليين من تهجيرقسري والاستيلاء على ممتلكاتهم ومستمسكاتهم الثبوتية من قبل النطام البائد وزج شبابهم في السجون والمعتقلات ومن ثم قتلهم في المختبرات الكيميائية باسلوب وحشي ؛ ولكنه يصرخ اذا لم يحصل التحالف الكوردستاني على ما يريده من الاصوات في بغداد . ينبغي على البرواري ومن يفكرمثله ان يعي ويعلم جيدا ان الاخفاق في بغداد لم يصب فقط التحالف الكوردستاني بل ان هناك قوى سياسية رئيسية اخفقت في بغداد ايضا ولم تحصل على ما كانت تصبو اليه كالتيارالصدري والمجلس الاسلامي الاعلى وجبهة التوافق وغيرهم ولكن أي من هذه القوى لم تعاتب او تؤاخذ ابناء جلدتها او حتى مناصريها ومؤيديها على تصويتهم للكيانات الاخرى ايمانا منها بالعملية الديمقراطية ومدركة للواقع في بغداد ؛ هل سمع البرواري أي من قياديي او مسؤولي التيارالصدري وهو يعاتب احد ؛ هل سمع عتاب بهذا الخصوص من المجلس الاسلامي العراقي ؛ لكننا نحن الكورد الفيليون في كل النتخابات نسمع هذه الاصوات الغيرمسؤولة وهي تعاتب هذه الشريحة دون ان يكون لها ادنى معلومة عن واقع الكورد في بغداد ؛ ان البرواري ومن يفكرون مثله ينبغي ان يعوا هذه الحقيقة وهي ان الكورد الفيليين في العراق بصورة عامة وبالذات في بغداد تعرضوا خلال حكم الطاغية صدام الى اكبرعمليات تهجيرقسري ولم يبق منهم في بغداد الا نسبة قليلة ؛ ومن بقى تعرض ايضا الى ضغوطات نفسية لاتطاق وعمليات مسخ للهوية مما اضطروا الى تغييرقوميتهم وحتى اسماء عشائرهم ليسلموا من الظلم الصدامي الشوفيني الحاقد . واخيرا نقولها وبصراحة ان الكورد الفيليون المتواجدون في بغداد لم يتخلوا عن انتمائهم القومي ولم يصوتوا لصالح مذهبهم كما يدعي هؤلاء ولكنهم لم يصوتوا للاحزاب الكوردستانية التي لم يكن لها برنامج واضح وشفاف سواء للكورد او لغير الكورد في بغداد ؛ لوكان لقائمة التحالف الكوردستاني برنامج اقوى وافضل من الكيانات السياسية الاخرى في بغداد لحصلت ليس على اصوات الكورد وحدهم بل على اصوات غيرالكورد من المواطنين العراقيين لان في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة كان التصويت لصالح البرنامج السياسي الوطني والدعاية الانتخابية الاقوى وليس للقومية او المذهب او العرق ؛ ولوكان كذلك ؛ لانقسمت الاصوات في بغداد والمحافظات بين الكيانات العربية الشيعية والسنية بشكل قريب للتساوي ؛ بحيث لايمكن لكيان ان يكتسح غالبية الاصوات وتحصل القوى الاخرى التي تحمل نفس الفكروالايديولوجية على نسبة اقل من الاصوات ؛ وفي الختام نقول ان هناك خلل واشكال في البرنامج الكوردستاني وليس الخلل في تصويت الكورد الفيليين لصالح كيان على حساب كيان اخر.