الرئيسية » مقالات » حواتمة في الاحتفال الجماهيري الكبير بذكرى رحيل عرفات الرابعة، واليوم العالمي مع فلسطين

حواتمة في الاحتفال الجماهيري الكبير بذكرى رحيل عرفات الرابعة، واليوم العالمي مع فلسطين

(مخيم اليرموك ـــ جنوب دمشق)

• فلسطين ليست دولة على الهواء، ففلسطين اصبحت حقيقة فلسطينية وحقيقية مرغم عليها العدو الاسرائيلي.
• من يريد ان يهبط بالدولة الفلسطينية من الهواء الى الأرض مدعو إلى الوحدة الوطنية، مدعو إلى انهاء الانقسام، مدعو إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل.

سلام على الشهيد الكبير، سلام على شهدائنا الكبار في المقدمة أبو عمار، جورج حبش، عمر القاسم عميد الحركة الأسيرة الفلسطينية، الحاج سامي أبو غوش، خالد نزال، عبد الكريم حمد، الشيخ أحمد ياسين، شاعر فلسطين والعرب الأكبر صديق الروح محمود درويش، طلعت يعقوب، فتحي الشقاقي، والكبار الكبار أبو إياد وأبو جهاد وشاعرنا كمال ناصر، سلام سلام على كل شهيد.
نحتفل بالرحيل الحزين، وكل رحيل حزين، نحتفل بالذكرى الرابعة لغياب الحاضر الدائم بيننا، ونفرح بفرح أبو عمار والشهداء، فاليوم هو العيد العالمي التضامني مع شعب فلسطين، من أجل حقه في العودة وتقرير المصير، والاستقلال والحرية.

يا أبناء شعبنا في الأرض المحتلة
يا أبناء شعبنا في كل مكان

لنحول ذكرى عرفات إلى فعل ثوري مستدام على طريق إعادة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، فالانقسام طريق الفشل وضياع الحقوق الوطنية معاً، الوحدة الوطنية طريق النصر والتحرير، طريق النصر والاستقلال والعودة.
أخي أبو عمار
ستون عاماً نكبة ومنافي وشتات وصمود، أربعون عاماً في الثورة الفلسطينية المعاصرة، عشريات السنين في الجمع بين المقاومة والسياسة، بين “سلاح المقاومة ومقاومة السياسة”، على طريق انتزاع حقوق شعبنا على أرضنا فلسطين، لننهي الأسطورة اليهودية الميثولوجية التي قالت “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”، هذا ما فعلوه معنا عام 1948؛ عام النكبة ما فعلته بريطانيا الاستعمارية و”إسرائيل” التوسعية الصهيونية، والأنظمة العربية الإقطاعية آنذاك تواطئوا معاً. علينا لتقوم “إسرائيل” على جانب، ويتم اقتسام القوس والضفة وقطاع غزة وتقسيم الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بين الأقطار العربية المجاورة، نسيتنا الدول العربية ودول العالم والأمم المتحدة عشرين عاماً طوالاً من 48 ـ 1967.
اليوم … اليوم نقول لأخي أبو عمار بعد عشرين عاماً من البيات الشتوي العربي والعالمي انتفضت الثورة في فاتح نوفمبر 1965، انتفضت الثورة وتعملقت بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967، ورداً على الهزيمة شكلنا بأجسادنا، بأنهار دماءنا، بجباهنا، بجماجم شهدائنا، خطوط الدفاع الأمامية عن شعوب أمتنا العربية، عن الجيوش العربية، عن كل من ينتمي إلى عالم النضال من أجل حقوق الشعوب في هذا العالم. شكلنا المتاريس الأمامية لنمكن الجيوش العربية المدمرة، وكي تعيد بناء ذاتها، لتقف على الخطوط الأمامية في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، عبوراً إلى حرب تشرين المجيدة، فالمجد كل المجد لجيوش مصر وسورية والعرب أجمعين، المجد كل المجد لرواد حرب تشرين، المجد كل المجد لمصر، لسورية، للبنان، للأردن شعباً وجيشاً، على درب فلسطين وعلى الطريق إلى فلسطين.
الأخوات والأخوة المناضلون
نحن نمر في مرحلة تحرر وطني ولا نمر بمرحلة دولة مستقلة، فكلنا تحت الاحتلال وكلنا في المنافي والشتات، والصراع المدمّر في الأرض المحتلة عام 1967 بين فتح وحماس وكأننا في دولة مستقلة، فنحن لسنا بدولة مستقلة كما هي الحال في سورية، مصر، الجزائر، المغرب، وكل بلد من البلدان العربية فيه سلطة ومعارضة، فنحن ما زلنا تحت الاحتلال وغول الاستيطان، فعلى ماذا هذا الصراع على سلطة عاجزة، مهانة ما زالت تحت سلطة الاحتلال، فلماذا هذا الصراع الذي يدور ؟ فالرابح الأكبر فيه دولة الاحتلال والخاسر الأكبر فيه الشعب الفلسطيني ومجموع الشعوب العربية من الماء إلى الماء كما يقول أخوتنا المغاربة، ومن الأطلسي إلى الخليج العربي كما نقول نحن عرب المشارقة، فلماذا كل هذا! فنحن في مرحلة تحرر وطني تتطلب جميع مكونات الشعب الفلسطيني بكل تياراته، بكل فصائله، بكل قواه من أجل نضال موحد، هذا ما بنيناه على مساحة عمر منظمة التحرير الفلسطينية، هذا ما بنيناه عندما أعدنا بناء مؤسسة منظمة التحرير عام 1969 بدخول جميع فصائل المقاومة ومكونات الشعب الفلسطيني وشخصياته الوطنية إلى مظلة منظمة التحرير الائتلافية بيت الشعب الفلسطيني، دخلنا منظمة التحرير منظمة مقاومة، مقاومة مسلحة، مقاومة سياسية، مقاومة جماهيرية، مقاومة دبلوماسية، مقاومات تتحد مع مقاومات من أجل فلسطين، من أجل حقنا بتقرير المصير بالدولة المستقلة الحرة لشعب فلسطين، شعب من الأحرار، من أجل حقكم أنتم يا أبناء الشتات والمنافي بالعودة إلى الديار، فالمسألة المطروحة هي العودة وليس حق العودة، فحق العودة مقرر دولياً ومقرر إقليمياً ومقرر محلياً، والمسألة المطروحة هي العودة وليس انتزاع حق العودة، فحق العودة مضمون من قرارات الشرعية العربية والإقليمية والدولية وفي المقدمة منها القرار الأممي 194.
نعم أخي أبو عمار، يا رفيق الدرب الثوري الطويل حتى النصر القادم النبيل، على الدرب معاً للاستقلال، على الدرب معاً لتقرير المصير، على الدرب معاً لعودة اللاجئين كل اللاجئين إلى ديارهم إلى فلسطين، بالعمل بالقرار الأممي 194 والحق المقدس والتاريخي بالعودة .
أخي أبو عمار
على درب التحرير الوطني اتفقنا كثيراً واختلفنا كثيراً، ولم ننقسم أبداً، لأننا تعلمنا قوانين حركة التحرر الوطني بالوحدة الوطنية والنصر، فالانقسام دمار وفشل وضياع للحقوق الوطنية، حصار على يد العدو والشقيق والصديق. لنتذكر قيادات 48 رحمها الله وغفر لها، الانقسامات في القيادات الفلسطينية عام 1948، الانقسامات في المحاور العربية الإقليمية عام 48. حصدنا النكبة وحصدنا نتاج مؤامرة بين الكولونيالية البريطانية و”إسرائيل” التوسعية الصهيونية والأنظمة العربية الإقطاعية، حينذاك نسينا العرب والعالم عشرين عاماً إلى أن نهضنا من جديد ببنادقنا ودماءنا وأرواحنا لنكمل المشوار إلى فلسطين، إلى العودة إلى تقرير المصير، إلى الاستقلال.
تعلمنا من نكبة 48، تعلمنا من انقسام القيادات الفلسطينية حينذاك، تعلمنا من صراع المحاور الإقليمية العربية، انعدام التحالفات الأممية والدولية فحصدنا نكبة واقتسام الأرض والشعب لتقول غولدمائير عام 74 “فلسطين كانت بالماضي أما اليوم فهي إسرائيل وما عداها فهو أرض عربية، والشعب الفلسطيني كان بالماضي أما اليوم فهم عرب إسرائيل وعرب البلدان العربية”.
أخي أبو عمار
هذه الجماهير تقول الآن من جديد بعشريات من السنين، الشعب الفلسطيني شعب حاضر دائماً على الطريق لأرض وطنه، وفي وطنه صامداً، والأرض الفلسطينية أرض فلسطينية لفلسطين شعباً ووطناً إلى الأبد، على طريق النضال بأعماقه القومية نحو حياة اتحادية قومية بين جميع الشعوب والأقطار العربية، لنبني أوطاناً ديمقراطية حرة لشعوب عربية من الأحرار.
أخي أبو عمار
اتفقنا كثيراً على الوحدة الوطنية، المقاومة، منظمة التحرير الائتلافية، برامج القواسم المشتركة، دمقرطة المؤسسات والاتحادات والنقابات …، واختلفنا كثيراً بدءاً من مصادرة القيادة الجماعية إلى فردية، مصادرة دور مؤسسات منظمة التحرير التشريعية (البرلمانية) والتنفيذية، كسر قرارات المجالس الوطنية من وراء ظهر الجميع، تجويف النقابات والاتحادات من الانتخابات الديمقراطية وأدوارها الاجتماعية والسياسية، مشاريع التلاقي مع مشروع ريغان مثل اتفاق عمان 1984، كسر قوانين الوحدة الوطنية بمشاريع انشقاقية تلتحق بسياسات انقسامية ويمينية متراجعة عن القواسم المشتركة …، اختلفنا على اتفاقات أوسلو ولكننا لم نذهب إلى الانقسام، ولن نذهب إلى الانقسام، تعلم منا مَنْ يتعلم، لم يتعلم الذين ذهبوا وارتدوا عن قوانين التحرر الوطني، قوانين الوحدة الوطنية. أنجزنا لتعزيز وتطوير وإصلاح وحدتنا الوطنية إعلان القاهرة في آذار/ مارس 2005، ووثيقة القوى الأسيرة: “وثيقة الوفاق الوطني” في حزيران/ يونيو 2006. مَنْ الذي ارتد عن اتفاقات الوحدة الوطنية، ولا نوزع الدم على جميع القبائل، كما فعلت وكتبت السياسات اليمينية والأقلام العدمية بتوزيع الدم على جميع الفصائل، فنحن في عالم القرن الواحد والعشرين؛ الذين ارتدوا سياسياً والذين ارتدوا عسكرياً عليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية، فلسنا نحن الذين نتحمل هذه المسؤولية. جربوا ولم يتعلموا، فلقد جربوا اتفاق شباط/ فبراير 2007، هذا الاتفاق الذي قلت فيه أنه اتفاق محاصصة لتقاسم السلطة والنفوذ تحت سلطة الاحتلال سيفتح بعد 30 دقيقة من إعلان اتفاق المحاصصة …، قلت سيفتح جحيم الحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية، وهذا ما كان وليس صحيحاً أن اتفاق مكة المكرمة لم يكن يمتلك الآليات التنفيذية الكاملة له، ولذلك فشل كما أعلن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بعد أن أعلن “أن اتفاق المحاصصة بين فتح وحماس صنع في دمشق، وتم إخراجه في السعودية؛ ولا كما قال موسى أبو مرزوق بعد عام على هذا الاتفاق ودماره بالحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية؛ قال موسى أبو مرزوق في شباط الماضي 2008 أن “اتفاق مكة ولد ميتاً ميتة سريرية، لأنه اتفاق كله التباسات، اتفاق التباسات لذلك مات”، نحن نقول الحق والحقيقة لم يكن اتفاق التباسات، كان اتفاق انقسام اتفاق محاصصة، اتفاق صراع على السلطة والنفوذ، ولا للصراع عن السلطة والنفوذ تحت سلطة الاحتلال، فنحن حركة تحرر وطني تستوجب وحدة جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية على درب التحرير والعودة والاستقلال.
أخي أبو عمار: رحلت ولم ترتاح، لم تكتحل عيناك وعيوننا وشعبنا بالحرية والاستقلال والعودة، رحلت ولم ترتاح ولم تكتحل عيناك ببناء المؤسسات الديمقراطية الوحدوية … مؤسسات الوحدة الوطنية في السلطة الفلسطينية، وفي النقابات والاتحادات، في مؤسسات منظمة التحرير وفق قوانين انتخابية ديمقراطية وحدوية، قوانين التمثيل النسبي الكامل، لنتحد جميعاً على درب الحرية والاستقلال، والآن نكرر من جديد “ربنا افتح بيننا و … وأنت خير الفاتحين”.
أخي أبو عمار: لم تكتحل عيناك بدمقرطة السلطة الفلسطينية، فقانون انتخابات 1996 قانون انقسامي لا وحدوي، قانون انتخابات 2006 انبنى على قانون 1996 انقسامي لا وحدوي، وهكذا حصدنا من التداعيات، المر كل المر حتى الثملة في المرارة، شعبنا الموجود اليوم يقول لا لكل هذا، بل علينا أن نعيد بناء الوحدة الوطنية.
اليوم نحن أمام خيارين، أقول لكم بكل أمانة أمام خيارين: إما عودة الجميع الجميع إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، والجميع الجميع بدون تمييز (فتح، حماس، جبهة ديمقراطية، شعبية، تحرير فلسطينية، نضال، جهاد، عربية، قيادة عامة، الصاعقة وجميع الفصائل الفلسطينية). المسألة المطروحة ليست خلاف وصفقة جديدة بين فتح وحماس كما يدعو أمراء الانقسام وعواصم عربية وشرق أوسطية، وإذا وقع هذا سنقول لكم أنها ستكون أيضاً حرباً أهلية جديدة وصراع على السلطة والنفوذ، وستكون أيضاً سلسلة جديدة من الانقلابات السياسية والعسكرية، هؤلاء المتصارعين عليهم أن يضعوا السلاح في خدمة الصراع ضد الاحتلال لا أن نقتل بعضنا بعضاً في متاريس مواقع القتال في غير مواقع الصراع ضد الاحتلال والاستيطان.
لذا إما أن نأتي جميعاً إلى حوار وطني شامل نبني الوحدة الوطنية الفلسطينية فيما بيننا، لا على برنامج فتح ولا على برنامج الجبهة الديمقراطية ولا الشعبية ولا الجهاد ولا حماس ولا أي فصيل من الفصائل، بل على برنامج القواسم المشتركة. في إطار حركة التحرر الوطني لا يجتمع الجميع على برنامج أحادي أو ثنائي احتكاري، بل على برنامج القواسم المشتركة بين الجميع … هكذا فعلت فيتنام، اليمن، الجزائر، انغولا، جنوب إفريقيا، وهذه هي تجربتنا في فلسطين عام 1948 حتى يومنا هذا، والخلاصة عودة إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الآن الآن وليس غداً … أما إذا استعصى هذا بفعل مصالح فئوية أنانية حزبية ضيقة، فالطريق هو العودة إلى الشعب الفلسطيني أنتم في الوطن والشتات، أنتم أبو كل الشرعيات الفلسطينية، لا شرعية فلسطينية خارج الشعب، وبالضبط نعود إلى الشرعية، نعود إلى الشعب بانتخابات ديمقراطية وحدوية لمؤسسات السلطة التنفيذية والتشريعية، تقوم على التمثيل النسبي الكامل لتوحيد مؤسساتنا لا بموجب القوانين الانقسامية قوانين الانقسام والحرب الأهلية قوانين 1996، 2006، توحيد الشعب والاتحادات الشعبية والنقابات؛ تعرفون معطلة منذ أكثر من ثلاثين عاماً داخل الأرض المحتلة، وهنا في سورية ولبنان وفي كل أقطار الشتات نظراً للنزعات الانقسامية اللاوحدوية، نريد توحيد كل الشعب بانتخابات نقابية ومهنية شاملة للجميع في الوطن والشتات؛ بموجب التمثيل النسبي الكامل، ونعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية إصلاحاً، تطويراً، تفعيلاً، بانتخابات داخل الوطن وفي أقطار اللجوء والشتات، منذ عام 1993. الشتات 68% من الشعب الفلسطيني لم ينتخب أحداً منذ اتفاقات أوسلو 1993 حتى يوم الناس هذا، وبالتالي نعيد إصلاح وبناء منظمة التحرير بانتخاب برلمان موحد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وفق التمثيل النسبي الكامل، كل الوطن دائرة انتخابية واحدة، وكل الشتات في الأقطار العربية وفي المهاجر الأجنبية دائرة انتخابية واحدة، ومن أجل هذا هناك ضرورة إذا لم ننجز الحوار الوطني الشامل على أساس القواسم المشتركة لحكومة جديدة، لا لحكومة سلام فياض ولا حكومة إسماعيل هنية، بل حكومة جديدة لجناحيّ الوطن في الداخل في الضفة وقطاع غزة، تدير الأعمال وتصرف الأعمال وتشرف على الانتخابات التشريعية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية، أما منظمة التحرير بلجنتها التنفيذية ورئيسها الأخ أبو مازن. على اللجنة التنفيذية إعلان قوانين التمثيل النسبي للاتحادات والنقابات في الوطن والشتات، وقوانين انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية في الوطن والشتات، حتى يقرر فعلاً وليس كلاماً الشعب الفلسطيني مصيره بنفسه في اليومي والمرحلي والمستقبلي والاستراتيجي، ولا تبقى شعارات وقرارات معلقة في الهواء، فلقد ناضلنا لإنجازات كبرى وصنعنا لشعبنا إنجازات كبرى وصدق الأستاذ علي عقلة عرسان عندما قال: “أعدنا للثورة الفلسطينية منذ عام 74 وليس الآن منذ عام 74 خارطة فلسطين على فلسطين، وعلى صدر المجتمع الإسرائيلي التوسعي الصهيوني، وعلى جميع البلدان العربية وجميع بلدان العالم”، وأصبحنا عضواً في الأمم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية وقبل أيام قليلة انتخب المجلس الوطني لمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً لمنظمة التحرير والشعب في الاتحاد البرلماني الدولي، صنعنا منذ عام 74 وليس في يومنا، ولذا عندما يعلن المجلس المركزي لمنظمة التحرير أن الأخ أبو مازن كما وقع مع الأخ أبو عمار هو رئيس دولة فلسطين؛ لا يعلن دولة على الهواء، ففلسطين أصبحت حقيقة فلسطينية وحقيقة مرغم عليها العدو الإسرائيلي. وحقيقة عربية قومية وحقيقة دولية وأممية. وبالتالي مسألة وقف تبرير الانقسام، ووقف الصراع على السلطة والنفوذ في مؤسسات السلطة بالضفة وقطاع غزة والخارج، ومن يريد أن يهبط بالدولة الفلسطينية “من الهواء على الأرض”، مدعو إلى الوحدة الوطنية، مدعو إلى إنهاء الانقسام، مدعو إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل.
أخي أبو عمار … أخوتي في فتح … أخوتنا في كل فصيل من الفصائل … عذراً من التسميات فصيلاً فصيلاً. ضيوفنا الكرام من جديد نحن إما … وإما، وفي هذا السياق تجري مفاوضات بجانب كل أشكال النضال، تجري في الأرض المحتلة في وحل الانقسام مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، فالسلطة الفلسطينية برئاسة الأخ أبو مازن تجري مفاوضات مباشرة، والأخوة في حماس في قطاع غزة يجرون مفاوضات غير مباشرة. سوريا تجري مفاوضات غير مباشرة، المسألة المطروحة ليست مفاوضات أو لا مفاوضات، وليس وضع البندقية لتطلق النار على السياسة، فنحن في الثورة الفلسطينية والمقاومة على مساحة أربعين عاماً ومنذ عملقة المقاومة رداً على هزيمة حزيران/ يونيو 1967؛ أبناء “سلاح السياسة وسياسة السلاح”، وعليه المسألة هي مضمون المفاوضات، أي مفاوضات، مفاوضات عبثية على قضايا أمنية جزئية على كلا الجانبين في غزة ورام الله، وليس على القضايا الجوهرية: الحدود، القدس، المستوطنات، العودة، الأسرى، الأمن والسلام.
16 عاماً فلسطينياً وعربياً مفاوضات على قضايا أمنية جزئية، وليست مفاوضات على أعمدة الصراع القدس، اللاجئين، الحدود، المياه، المستوطنات، الأمن، الأسرى كل الأسرى، أحراراً في بلد للأحرار، المفاوضات جرت وتجري على يد كل ثورة في العام من فيتنام إلى جنوب إفريقيا. نريد مفاوضات تتعانق مع كل أشكال المقاومات على أعمدة الصراع، المفاوضات الجارية في رام الله وقطاع غزة مباشرة وغير مباشرة، كلها مفاوضات جزئية وكلها على قضايا أمنية جزئية صغيرة، وليس على أعمدة الصراع، فسورية تجري مفاوضات غير مباشرة ولكنها تعلن بوضوح أولاً أن الكل مقابل الكل، المفاوضات على كامل الأراضي إلى حدود 4 حزيران/ يونيو مقابل كامل السلام مع “إسرائيل”، وتعلن أنها تريد تحويل المفاوضات من مفاوضات غير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة علانية وبشراكة أمريكية. المسألة إذاً ليست مفاوضات أو لا مفاوضات، المسألة أن تترابط كل حلقات النضال ومن أجل حلول سياسية تقوم على حقوق شعبنا والثوابت الوطنية، حقوق شعبنا بتقرير المصير والدولة المستقلة والعودة، وفي اليوم التالي بعد قيام هذا سنقول ليس هذا هو الحل العادل والديمقراطي، فالحل العادل والديمقراطي هو فلسطين ديمقراطية موحدة لكل سكانها الفلسطينيين العرب والإسرائيليين اليهود وليس كل اليهود، لكل سكانها فقط من بحرها إلى نهرها، نناضل نضالاً إستراتيجياً، لكل مرحلة برنامج ولكل مرحلة أهداف ونعمل على تحقيق هذا.
أخي أبو عمار تكريمك وفائنا، وفاء الشعب كله من أجل إنجاز مهمات هذه المرحلة، تقرير المصير، دولة مستقلة، عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وفي اليوم التالي نواصل على المرحلة اللاحقة في هذه السلسلة الإستراتيجية، لنتذكر قادة العدو عندما قال بن غورين أخذنا البلاد دونماً بعد دونم، وشجرة بعد شجرة، وعلينا أن نستعيد بلادنا مرحلة بعد مرحلة في ظل إستراتيجية هذه المرحلة كما قرر إعلان القاهرة، وعليه توقيع الجميع (فتح، ديمقراطية، شعبية، وكل فصائل منظمة التحرير، حماس، الجهاد) وقعنا جميعاً على قرارات القاهرة، ووقعنا جميعاً على وثيقة الوفاق الوطني التي تقول بالبرنامج الوطني المرحلي على طريق الدرب الطويل.
أخوتـي جميعـاً:
تكريماً لهذا التراث الثوري المجيد، ولهذا الفعل السليم، تكريماً للأخ أبو عمار بمواصلة النضال على هذا الدرب الطويل، المديد، الثوري، القومي، الوطني، الإنساني … تكريماً للأخ أبو عمار يكون بتكريم مقاومتنا وثورتنا، فالمجد كل المجد للمقاومة الفلسطينية أم كل المقاومات العربية، المجد كل المجد للمقاومة اللبنانية وفي المقدمة حزب الله، المجد كل المجد للمقاومة العراقية لدحر الاحتلال، بعد أن تحول بالأمس إلى حماية أمريكية. لدحر الحماية الأمريكية نحو عراق حر سعيد لشعب سعيد.
ختاماً أقول السلام لن يكون إلا بكم وبإنجاز حقوقكم … والسلام عليكم وبكم ولكم وبورك بكم والمجد لكم.