هنا ….؟
في هذه الزوايا … وامام تلك المرايا
تتمسد وحيدة على تخوم قافيتها المبعثرة
وترقد يائسة بجانب خيمة الغدر …
تنزف أسرارها المدفونة في السراب ..
لتتناثر هباءا على لحد النسيان ….
بلا أي هدى ….؟
بتلابيب الحياة كانت تتمسك زاهدة
وبعيون مغرورقة تستجدي الغيث والغسق
لكن تتلاشى صرخاتها قبل أن تصل المدى
وتتناثر على جدران حنجرتها بحرقة واسى
وبدون أي صدى…..
لترقد واجمة على أطلال مأساتها طوال هذه السنين
وتنفث من وهد الحياة سخطها بآهات وانين
سهد .. و ويلات … وسدر
لتغدو كالبركان المدفون في أعماقها بالأم القدر
ولتتوالى الآهات من صدرها بكل كدر …
و بأ ه يا وطن …..
ذاك الوطن الذي كانت تستجدي منه كل الرؤى والإلهام
لتنهار تلك الأحلام الجميلة على صخرة الآثام
وبحكمة البلاهة على أبواب الحياة
كانت تومئ بيديها كالأشباح ما تشبه يقظة الموتى …
ما بين ظلام النهار …و ضوء الليل … تسرح حزنا وألما
نعم هناك …. لا بل هنا….. ؟
على مسالك ومسارات تضاريس الوطن ….
عندما رأيتها كانت محبطة بآمالها …
واليأس القاتل قد احتل كل كيانها المتهالك في صحراء التيه …
كانت كوردة شبه ذابلة …
تصارع رياح الخريف رغم الربيع في مداميك الزهر
لكنها …مازالت تحمل عبق مدينة الحب في مساماتها
وتفوح بعضا من ما تبقى في طياتها من شذى ….
ومن جذورها المفعمة دوما بالحب والهوى…
نعم من هناك …… من قامشلو …
المفعمة دوما بالأمل …….رغم كل المصاعب والمحن
لكنها ها هنا…؟
تسجد على أطراف مهدها كالقابعة في دهاليز القدر
لتتلوا ببعض من آيات ذكر الحال والمحن
وبالواوات …. تتوالى نغمة الآهات …
كما تستغفر القول في لحن الوطن
لكنها تتوقف فجأة في سرد الأنين ….
و تستدرك…. كماً ردعها شيء ما بكيانها المبين
أو خوفا من استرسالها في مسالك لا تحمد عقباه من غدر الزمان
و نشاذاً في وزن أبيات قافيتها … او ضمورا في أبجدية قصيدتها …..
لتتلعثم نطق الحروف على أطراف لسانها…؟
وتضيع الكلمات ترتيبها على شواطئ شفاهها … ؟
تدور… و تتلفت حول ذاتها …
همس … ثم صمت و ..حذر ….!
لتسرح من جديد بحزناً وكدر….؟
وتعصر على جرحها الغائر في ثنايا القلب من جديد ..
رغم كل الآلام والأثر …!
لترحل من دون وداع ….. ؟
وتدخل دوامتها المبنية من التيه والضباب …
في مسالك البحث عن الذات …
بدون كلل او ملل …
على اطراف خيمة النسيان تلك المنصوبة على شرفات مطلة في مدار الوطن
وعلى صفحات مطوية في غياهب النسيان دون تدوين …
لتتلو من جديد وتنادي …. هل من هادي ….
بأنها تائهة من مدينة الحب والعشق .. سهوا واسفا ….؟
Royarê tirbespîyê