ان التاريخ الكوردي تاريخ قديم لكنه غير مدون بشكل متكامل في السابق ، وبعدها جاء شرف خان البدليسي وكتب تاريخ الكورد ، وقام محمد امين زكي في مرحلة التاريخ الحديث بكتابة التاريخ حيث يقول في مقدمة كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان) شعرت انا بطبيعة الحال كسائر افراد العناصر العثمانية غير التركية شعورا قويا بقوميتي المستقلة عن الترك فحملني ذلك على اظهار الشعور القومي الفياض والاحساس بالعاطفة الوطنية القوية وكنت قد حذرت مما اصاب كل واحد منا نحن ابناء القوميات الاخرى فكنت اسال نفسي الحين بعد الحين الى اي سلالة ياترى ينتمي الشعب الكوردي ومامآثره وتاريخه ، ففي هذا الصدد حاورنا (الدكتور محمد عبدالله كاكه سور) نائب رئيس جمعية ثقافة التاريخ الكوردي وهكذا تحدث لنا حول تاريخ الكورد “من الواضح نحن ككورد لدينا تاريخ قديم لكنه غير مدون بشكل جيد ويلاحظ بان التاريخ القديم بصورة عامة وعند مختلف الشعوب يدون بصورة اقل من تاريخ مستوى اصول الحديث وكانت كتابة وتدوين التاريخ قليلة وصعبة لذلك نراها قليلة ، وبالنسبة لكوردستان كان لها تاريخ منذ آلاف السنين ولكن اسماء الشعوب الموجودة في كوردستان كانت ليست بالصيغة الحالية (كورد) وانما بصيغة قريبة من صيغة الكورد مثل (كاردوخي،كوجي،ليبي،كيشي ..الخ) بمرور الزمن انسجمت مع بعضها اصبح اسمها (كورد)، من هنا يمكن ان نقول انه في القرن الاول الميلادي او في حدود هذا التاريخ ظهر اسم الكورد ، اما بالنسبة لكوردستان فيرجع تاريخه الى القرن الثالث عشر للميلاد ، قبل ذلك كانت هناك اسماء اخرى وكان اسمه اقليم الجبال ففي فترة لاحقة تغير اسمه الى العراق العجمي ، في التاريخ الاسلامي كان هناك عراقان العراق العربي والعراق العجمي ،العراق العجمي كان يشمل جزءاً كبيرا من كوردستان ، كما قلنا ان التاريخ الكوردي اقل تدوينا من تاريخ شعوب اخرى حتى بالمقارنة مع العرب والفرس والترك ويرجع ذلك الى اسباب عديدة منها ان الكيانات السياسية في كوردستان كانت قليلة او ضعيفة بالمقارنة مع الاقوام المجاورة ، ومن المعلوم ان الدول التي ذكرناها اهتمت بالتاريخ نتيجة السلطة السياسية القوية لديهم كملك او الامبراطور حيث اهتموا بكتابة التاريخ ومعرفة الاقوام والتجارب السابقة ويأتي ذلك من قوة السلطة السياسية ونجد ذلك عند العرب مثلا ان معاوية اهتم بكتابة اخبار الاقوام السابقة، اما بالنسبة لتاريخ دولة العثمانية كان هناك مؤرخون رسميون حتى من الكورد (ادريس البدليسي) معروف كشخصية سياسية كوردية لكنه معروف كمؤرخ رسمي للدولة العثمانية وكان هناك مؤرخون اخرون كتبوا تاريخ الدولة العثمانية بشكل مضبوط ، وبالنسبة للكورد كانت هناك امارات كوردية وليست دولة كوردية لذا كان الاهتمام بكتابة التاريخ قليلاً يرجع ذلك لعدم استقرار الوضع السياسي لمدة طويلة ، وكما اشرنا كانت هناك الكيانات السياسية ضعيفة حيث لم يكتب اي من الشخصيات الكوردية مذكراته مثل الشيخ محمود الحفيد وسمكو شكاك وعبدالسلام البارزاني ومصطفى البارزاني ايضا ، حتى جاء( شرف خان البدليسي) وكتب تاريخ الكورد ، بحكم انه عاش مع الامراء الصفويين واخذ هذه العادة منهم ، وبعدما رجع الى كوردستان بدأ بكتابة التاريخ الكوردي ، وفي التاريخ الحديث قام (محمد امين زكي)بكتابة تاريخ الكورد عندما ذهب لاستنبول للدراسة ووجد الاتراك والعرب يهتمون بكتابة تاريخهم وهكذا اصر على الكتابة وعند عودته اصدر كتابه التاريخي عام 1931 وجاء ذلك نتيجة التاثير الخارجي واكبر دليل على ذلك انه في فترة تاسيس هذه السلطة السياسية في كوردستان وبعد التسعينيات فقد اهتموا كثيرا بكتابة التاريخ ويوجد الآن قسم التاريخ في جميع الجامعات الكوردستانية ، وكذلك هناك ثقافية تاريخية ولدينا ايضا مجلة فصلية باسم التاريخ ، برغم اننا اليوم لدينا مؤرخون اكاديميون ولكن بسبب عدم الامكانية لانستطيع القيام بمهامنا وان الدعم الحالي قليل بالمقارنة مع اهمية التاريخ للكورد.
Taakhi