الرئيسية » مقالات » مقاومة ومعارضة عراقية … من أوربا (26)

مقاومة ومعارضة عراقية … من أوربا (26)

انهم يؤججون الفتنة والحرب ضد الكورد

بكل حماسة واندفاع، ترك مناضلو الفنادق والمقاهي والبارات في الخارج مواضيعهم، واهتماماتهم الأخرى، ليتفرغوا إلى المعركة الأكثر انسجاماً مع أفكارهم وقناعتهم الشوفينية، أو الارتزاقية، ضد الأكراد، العراقيين خاصة، والحزبين “العميلين” بشكل أخص… وهي كيفية استغلال “خطأ” أو “خطيئة” انطلاق مسلحين من حزب العمال الكردستاني، حقاً أو باطلاً، من أراضي اقليم كردستان العراق، ليهاجموا جندرمة تركية، ويقتلوا عدداً من أفرادها…

… ويعلق صاحبنا السياسي المخضرم ان اولئك “المناضلين”، ولاسيما الجدد منهم، والذين لم نسمع منهم أو عنهم، إلا في السنوات الأخيرة، قد حرصوا دائماً على انتهاز الفرص ليصبوا جام حقدهم المتأصل، وربما الأبدي، على الأكراد الذين “يتجرأون” على المطالبة بحقوقهم في الانتظام باقليم ذي حكم ذاتي حقيقي، بل وحتى الاستقلال.

… أما صديقنا الذي بات عزيزاً على الجميع بعد صحوته، ونبذه العصبية القبلية، والغلو والتطرف الديني والمذهبي والطائفي والقومي، فقد أكد لنا أن أصحابه القدامى من المتشددين “عروبياً” قد يستطيعون التفاهم حول كل شيء باستثناء واحد وحيد، ذلكم هو مطالبة الكورد بالمساواة، والمشاركة في الحقوق والواجبات داخل عراقٍ، ووطنٍ واحد كما يفترض… فهم “خلقوا” و”باتوا” وعليهم أن يبقوا مواطنين من الدرجة الثانية، وإلى أبد الآبدين…

… وهكذا اذن تصارخ ثوريو الخارج في أوربا وغيرها، عبر شاشات التلفزيون، ووسائل الاعلام المعروفة، لاستعداء الأتراك وتأجيج حربهم ضد الكورد، وان جمّلوا بعض صراخهم أحياناً – وبمرارة – بضرورة عدم المساس بالأبرياء من مواطني الاقليم الكردي، الذي قام، وسيبقى – كما هو معلوم – حتى وان طال صراخ “الثوريين” ومقاومتهم الشريفة – ان بقيت – عنان السماء … أما دفاع اولئك، او تدافعهم لاستغلال مأساة هجرة، وتهجير مسيحيي بلاد الرافدين، فلها، وعنها، وقفة قريبة قادمة…