يسر صفحة دراسات كوردية ان تقوم بنشر كتاب الدكتور بدرخان السندي
( المجتمع الكردي في المنظور الاستشراقي) وذلك عبر حلقات متسلسلة.ان مس بيل تحاول ان تلقي الضوء على اسباب مخاوف الكرد من بريطانيا والدول الغربية، وهي ترى ان اسباب اشتداد الشعور القومي عند الكرد كان بفعل الخوف من ان تعمد الدول الغربية الى اخضاعهم لنير الارمن. ولذلك ادى احتمال اعادتهم بالقوة الى التعامل مع من بقي حياً من الامة المنكوبة (تقصد الأمة الأرمنية)، وتوقع الاقتصاص منهم للجرائم النكراء المسجلة ضدهم، الى تبدل موقفهم من كونه موقفاً ودياً تجاه بريطانيا العظمى الى قلق متناه خوفاً من حصول البريطانيين، او اية دولة غربية اخرى، على انتداب قد يستخدم في انصاف الارمن بالقوة. وقد جعل هذا الخوف من بلاد كردستان مرتعاً خصباً للدعاية التركية المعادية، وفي اثناء التأخر الطويل المشؤوم الذي حدث بين اعلان الهدنة وبين عقد الصلح مع تركيا توفرت لها فرصة سانحة استغلت فيها منافع الاحوال المحلية هذه (184).
من ملاحظاتنا لما كتبته مس بيل عن الكرد والقضية الكردية انها لم تكن تنظر الى القضية الكردية كقضية قومية حقيقية ومحقة في مطالبها. انها كانت تنظر الى الموضوع من منظور مسيحي ولا نقصد هنا تحيز او عدم تحيز مس بيل الى المسيحيين، بل نجد انها كانت تظهر اشكالية المنطقة على انها اشكالية المسيحيين وهذه (الاشكالية) من وجهة نظرها ومن خلال ما كتبته كانت لها الاولوية في اهتمامها وفي تقاريرها، اما وجود امة تطالب بحق تقرير مصيرها مثل الامم الاخرى بعد الحرب العالمية الاولى نقصد الكرد، فكانت مسألة تأتي بعد الاشكالية التي نوهنا عنها لا بل نجد نبرة الدونية Inferiority والتقليل من شأن الكرد وقضيتهم ومحاولة تمييعها قدر الامكان، هي السائدة في كتاباتها. ولعل الاسطر الاتية تؤكد وتوضح ما نعتقده.
تذكر مس بيل، انه كانت امام الحلفاء عند انتصارهم في عام 1918 قضيتان بارزتان تختصان بالمسيحيين وتستدعيان النظر، واثنتاهما تتعلقان تعلقاً كلياً بكردستان الشمالية. وكانت اولاهما قضية التعويضات التي يمكن ان يعوض بها الارمن، كما كانت ثانيتهما قضية التدابير التي يمكن ان تتخذ لارجاع الاثوريين الى موطنهم. وكانت القضية الاولى اوسعهما واشدهما تعقيداً، وكان من سوء الحظ ان مقاصد الحلفاء الخيرية تجاه الارمن قد رسمت لها الخطط وحصلت على انتشار واسع المدى من دون التأكد التام عن امكان تنفيذها. فقد ورط الارمن انفسهم في هذه الخطط بالمجاهرة بآمالهم الواسعة في تشكيل دولة ارمنية حددت حدودها بمختلف الحدود، وأدخلت في اغلبها الولايات الاناضولية الست التي يوجد فيها الارمن او التي كانوا موجودين فيها قبل 1915، وهي ولايات: سيواس، وارضروم، وخربوط (معمورة العزيز)، وديار بكر، وبدليس، ووان، غير ان الاكراد، الذين يكونون الاغلبية الساحقة في هذه المناطق، تنبهوا لذلك مذعورين واشتد الشعور القومي (183).
وفضلاً عما تقدم نجد مس بيل (المحنكة السياسية) تبتعد عن الموضوعية بما يخص المسيحيين في كردستان. ان النص الاتي جدير بالتحليل اذ تذكر مس بيل، انه عندما وقعت اول الحركات المعادية للمسيحيين طلب اتخاذ تدابير عسكرية لمعالجة الموقف لان الذين يهمهم الامر – تقصد مخططي السياسة البريطانية – وكذلك دول الحلفاء، تحققوا منذ البداية بان قلاقل من هذا القبيل تحدثها قبائل جبلية متوحشة لابد ان تنتشر بسرعة ما لم يقض عليها في مهدها وتقطع من برعمتها لكن صعوبة المواصلات كانت تحول دون القيام بحركات عسكرية هناك ولم تكن الطائرات متيسرة في ذلك الوقت (95). الاكراد هنا ومن وجهة نظر مس بيل يوصمون بالوحشية اذا ما اختلفوا مع جيرانهم الارمن على حدود كردستان وحدود ارمينيا وتتأسف مس بيل من عدم القدرة على القضاء على مثل هذه (القلاقل) في مهدها وقطع برعمها وتتأسف ايضاً لعدم وجود طائرات لكي تقضي على الكرد. انها هنا لا تضع اصبعها على بيت الداء. الصراع الحقيقي لم يكن صراعاً كردياً ارمنياً او كردياً مسيحياً، لقد كان في الحقيقة صراعاً تركياً ارمنياً من جهة وصراعاً تركياً كردياً من جهة اخرى وقد حاولت تركيا العثمانية ان تجعل من الكرد وقوداً في كل صراعاتها الداخلية والخارجية وعندما استنزف العامل الديني اخذت تركيا تعزف على الوتر القومي الكردي!
ولم تأل تركيا جهداً في إثارة الذعر عند الارمن وغيرهم من المسيحيين من الكرد بعد ان كانت تؤلب الكرد على الارمن والمسيحيين (الكفرة الطامعين بأرض الكرد) لتجلس من بعد تتفرج على المذابح وترسخ من كيانها.
ان دور الحلفاء غير المتوازن وغير العادل بازاء الكرد وتحيزهم الى الارمن واضح تماماً من مذكرة الجنرال شريف باشا التي قرئت في مؤتمر الصلح والتي سيأتي ذكرها من بعد.
ان مس بيل كانت محكومة بالعقدة الدينية (المسيحية) على ما يبدو من تحليلنا (النفسي) لمضامين عبارات وردت بقلم بيل نفسها.
ان بيل تقول، في عبارتين وفي موضعين مختلفين ما يوحي بانها او بانهم أي الانكليز (متفضلون) على الكرد المسلمين عندما يعاملونهم مثل معاملة المسيحيين! واين؟ على ارض كردستان. اذ تذكر في احدى صفحات كتابها، ان الاكراد عوملوا بكثير من التساهل بالنسبة للسلف الزراعية ولم يفرق بينهم وبين المسيحيين (219) كان ذلك في منطقة العمادية.
ترى لماذا يرد في ذهن مس بيل وجود فرق بين الكرد والمسيحيين؟ ولكنهم (لم يفرقوا بينهم) وكأن عدم التفرقة هذه ميزة يجب ان يشكروا ويقدروا عليها او بعبارة اخرى ان التفرقة حقيقة واجبة لكن بريطانيا تلك المرة خالفت الواقع.
وفي عبارة ثانية وفي موقع اخر تذكر مس بيل، بعد انسحاب الترك الذين خلفوا مجاعة في مناطق راوندوز، انهم أي الانكليز اتخذوا التدابير لمكافحة المجاعة والدمار اللذين خلفهما الاتراك فتقول، لقد وزعنا الاسعاف بحياد تام من دون تفريق بين المسلمين والمسيحيين وربما تكون المساعدة التي قدمناها قد انقذت من بقي من طبقة الزراع لكننا لم نخف نيتنا في إعادة اللاجئين المسيحيين الذين كانوا قد التجأوا لحمايتنا الى مواطنهم والذين كانوا يلحون علينا باستمرار برغبتهم في العودة الى ديارهم (228).
ان ما تقدم يعمق احساسنا بوجود دافع للتمييز بين المسلمين والمسيحيين عند مس بيل، وإلا لماذا تستوقفها فكرة حيادية التوزيع لمجموعة من البشر اضطهدتهم تركيا بغض النظر عن اسلامهم او مسيحيتهم بل لكردستانيتهم او بعبارة اقل حماساً لمناؤتهم الحكومة التركية والدليل على وجود لغة مشتركة بين الكرد والمسيحيين انهم كما تذكر بيل الحوا على البريطانيين برغبتهم في العودة الى ديارهم وهذا يعني عودتهم للتعايش مع الكرد بعد ان انسحبت القوات التركية من المنطقة. اذن الخلاف يا انستي (بيل) كان بين المسيحيين والترك (المسلمين جداً للغاية) صانعي ظل الله في الارض وليس مع الكرد البؤساء المطالبين بحقوقهم الانسانية المشروعة. فهل انت متفضلة على الكرد في اسعافهم جراء حرب بينكم وبين الترك؟ واساساً لماذا انت هناك؟ ولماذا الترك كانوا هناك؟ اسئلة بقيت في ذهني اكثر من ثلاثين عاماً تداعب مخيلتي كلما مررت بساحة الطيران في بغداد حيث مثواك الاخير يا (خاتون) بغداد كما كان يسميك اشراف بغداد وعلى رأسهم السيد عبد الرحمن النقيب اول رئيس وزراء في الحكومة العراقية وللأسف لم يكن الشيخ محمود يجيد مثل هذه (الدب لوم أسية) عفاك الله يا ناحت مصطلح الدبلوماسية كم من ذل مرق من تحت ثوبها وكم من شيمة اختنقت تحت وسادتها… ان ما يؤلم حقاً ان مس بيل فضلاً عما ذكرناه من خيط التجاهل لوجود قضية كردية فانها كانت ازاء المطالب القومية الصارخة التي كان من الصعوبة تجاهلها كواقع قائم فتنحو في وصفها لهذا الواقع منحى تشكيكياً، اذ كانت تشكك في مصداقية المطالب القومية التي كان يتقدم بها الزعماء الكرد، تذكر، انه كان من الصعب – عليهم – تقدير المدى الذي توجد فيه الحركة الوطنية التي تستهدف الاستقلال، ومدى كونها نتاجاً مصطنعاً لاطماع الرؤساء الاكراد الشخصية الذين كانوا يرون في الحكم الذاتي للاكراد فرصة لا تقدر بثمن لترويج مصالحهم الخاصة. فقد كان الاستقلال يعني للكثير منهم التحرر من جميع القوانين والتقييدات والتمادي في السلب والنهب وإساءة استعمال هذه الحرية. وتقول انهم اضطروا لكبح اطماعهم بتذكيرهم على الدوام ان حكومة صاحب الجلالة البريطانية قبلت المسؤولية في كردستان على اساس ان الاهلين ومن ينتخبونهم للزعامة والترؤس يجب ان ينصاعوا للأنظمة والقوانين الضرورية للمحافظة على الامن، ولترويج العدالة وتأمين التقدم واستثمار موارد البلاد (197).
ان مس بيل هنا تتجاهل ارادة الشعب الكردي من جهة ومن جهة اخرى تتجاهل تاريخ الحركة القومية الكردية ونزوع الكرد الى التحرر لا ابان دخول الانكليز العراق وانتصار الحلفاء بل نحن على يقين انها كانت على سعة من الاطلاع بحيث تعرف تماماً ماذا يريد الكرد شعباً وليس ماذا يريد الرئيس الفلاني او الشيخ الفلاني. فما الذي كان يمنع بريطانيا من تنصيب حاكم كردي على جنوب كردستان من خارج المنطقة مثلما فعلت في تنصيبها لفيصل الاول ملكاً على شعب العراق وهو ليس من المنطقة العراقية؟ ان بريطانيا لو ارادت لفعلت ولو قررت لنفذت ولو سئلت لبررت مثلما بررت مواقفها امام حليفاتها لكن المشكلة ان القناعة الراسخة بحقوق الشعب الكردي لم تحصل مما حدا ببريطانيا حتى ان تفكر بالتعاون مع تركيا للقضاء على الحركة القومية الكردية ولكنها احجمت من بعد. تذكر مس بيل في هذا الصدد قائلة، كان هناك اقتراح بانه طالما كانت البلاد الواقعة في شمال حدودنا الادارية خاضعة للاحتلال التركي فربما يمكن ان يطلب من الاتراك ان يقوموا بعمل ما ضد المعتدين – تقصد الثوار الكرد – (196).
ويبدو ان بريطانيا عدلت عن هذه الفكرة لكي لا تعطي انطباعاً بالضعف ازاء الكرد من جهة وازاء تركيا نفسها من جهة اخرى لذا فان الاحجام عن ضرب الكرد بواسطة (تركيا) كان يمثل رغبة لم تنفذها بريطانيا لا عطفاً على الكرد بل حرصاً على سيادتها وبدليل ما ان تيسرت الطائرات حتى اخذت بريطانيا تقصف الكرد. اذ تذكر مس بيل، ما ان تيسرت الطائرات حتى دبرت غزوة قاصفة على الكرد وهي تتأسف على سوء الاحوال الجوية التي لم تدع هذه الطائرات تأخذ مداها الحقيقي من الاقتصاص (196).
السؤال هنا… من كان تحت رحمة هذه الغزوة القاصفة؟ اذا افترضنا ان الرئيس الفلاني او الشيخ الفلاني على حد (شكوك) مس بيل ليس جاداً في مطالبه القومية. فكيف يميز الطيار بين هذا الشيخ والناس والقرى المنتشرة في المنطقة؟
ان من يقرأ مس بيل يشعر وكأن بريطانيا لا تريد ان تبقي القضية الكردية بأيدي الإقطاعيين او الرجال المتنفذين او على الاقل مع البرجوازية الكردية التي كانت تفضل مصالحها الخاصة على مصالح شعبها القومية – حسب بيل – فهل تعاملت بريطانيا في نفس العقد من السنوات مع (البروليتاريا) العربية في تقرير مصير الامة العربية؟ هل كان الشريف حسين (فلاحاً) وعندما تقاطعت افكار الشريف حسين أو مواقفه مع بريطانيا نفي إلى قبرص ولكن استمرت بريطانيا تتعامل مع نفس العائلة (البروليتارية!!) ان لورانس كان المرشد الروحي والعسكري والسياسي والصديق الحميم لفيصل. كيف تأكدت بريطانيا ان الحسين ومن ثم اولاده مخلصون جداً للقضية العربية لكن الشيخ محمود موضع شك في توجهه القومي الكردي؟ واذا نظرنا بعين المقارنة بين الشخصيتين لوجدنا ان موقف الزعماء العرب كان اسهل بكثير من موقف الزعماء الكرد في الحركتين القوميتين التحرريتين الكردية والعربية فالاسرة الهاشمية لم تكن اراضيها محاددة للارمن ولا لروسيا كما ان المجتمع العربي في نجد والحجاز، البيئة الاجتماعية للحسين واولاده لم تكن فيه اقليات مسيحية وارمنية. فلا توجد قرية مسيحية أو ارمنية واحدة في كل الجزيرة العربية ولا توجد قوميات غير عربية لها طموحها القومي من غير العرب في نجد والحجاز كما ان الاسرة الهاشمية كانت – جغرافياً – على بعد ومنأى عن الترك بينما كان الكرد يتوسطون هذين الخصمين موقعياً (الترك والعرب) فقد كانت كردستان في شمال سوريا وجنوب تركيا وولاية الموصل تمثل حاجزاً بشرياً بين العرب والترك. والكرد كانوا يتلقون الضربات واشكال التعابير العدائية مباشرة من الخصم العتيد تركيا العثمانية وما بعد العثمانية وعندما حل عهد (الانصاف) انصف العرب وما انصف الكرد فقامت دول عربية وتوج ملوك وصنعت عروش وأسست برلمانات وشكلت حكومات والمس بيل مشغولة (بمصداقية) الحركة القومية الكردية ما إذا كانت جادة في مطالبها القومية ام لا!
ان مس بيل تقع في تناقضات فاضحة ازاء الحركة القومية الكردية ففي الوقت الذي اتهمت دعاة التحرر الكردي بلامصداقية ادعاءاتهم مبررة ربطهم ببغداد فضلا عن العامل الجغرافي الذي سنذكره من بعد وذكرناه اثناء عرض انطباعات نوئيل ايضاً، تعترف ان الدولة الكردية كانت قائمة في ذهن الزعماء الكرد، وتحديداً في ذهنية الشيخ محمود بيد انها أي الدولة الكردية للاسف لم تكن قائمة في ذهن مس بيل. هذه الحقيقة لا نستوردها من أي مصدر خارجي بل مما كتبته مس بيل نفسها. تذكر مس بيل انه قد شرح للناس ان موظفي الادارة سيكونون من الاكراد على قدر الامكان. وستكون (الشبانة) الكردية بعهدة ضباط اكراد كما ستكون اللغة الكردية لغة الحكومة الرسمية. وان القوانين ستعدل بحيث تلائم العادات المحلية، وسيصنع جهاز لجباية الضرائب يسد حاجات الاهلين. وعند معالجة شؤون القبائل ستحترم العادات الموجودة والعرف الراهن. وسيسمح للرؤساء المعترف بهم بتصريف شؤون الادارة العشائرية العائدة لرجال قبيلتهم والتي كانت موجودة قبل الان. اما بالنسبة للشؤون المالية فستكون للمنطقة ميزانيتها الخاصة وسوف تخصص لادارة البلاد واستثمار مرافقها، لكن شيئاً منها يجب ان يخصص لمصاريف الادارة الام في بغداد. وسيؤمن الارتباط بالعراق من جهة اخرى منافع ذات اهمية كبرى، فالمعارف والاشغال العامة والزراعة والمواصلات ستستمد وحيها الرئيس والدافع لتسييرها من بغداد (198).
ولكنها في الصفحة نفسها تعود لتذكر وبالتزام تام رأي الميجر سون في تقريره الذي ضمنته كتابها اذ تذكر ان اطماع الشيخ محمود لم تكن تتفق مع هذا المنهاج أي ربط كردستان ببغداد مع نوع من اللامركزية الادارية التي يمكن ان تستشف مما ذكرته، فتعود لتذكر معولة على تقرير سون الذي ذكر انه، عندما اعطي لكردستان الجنوبية حكم ذاتي يخضع للاشراف البريطاني ويحظى بمساعدة الموظفين البريطانيين في تنظيم شؤون الادارة سرعان ما ادرك الشيخ محمود، وهو اقوى شخصية في البلاد، انه من الممكن ان تنشأ دولة كردية بمساعدتنا، تكون متحررة من التزام الادارة التي تسير من بغداد مباشرة، وواسطة لتوسيع دائرة نفوذه الشخصي وسطوته حتى يصبح دكتاتوراً في جميع البلاد الممتدة من خانقين الى شمدينان ومن جبل حمرين الى داخل حدود ايران، مبتعداً بذلك عن جعل الحكومة واسطة للتحرر وجهازاً لاعمار بلاد متأخرة (198).
Taakhi