الرئيسية » مقالات » في ذكرى الرحيل الصامت .. اربعة اعوام كاملة لغياب الفقيد ابراهيم كبة – 1- 2

في ذكرى الرحيل الصامت .. اربعة اعوام كاملة لغياب الفقيد ابراهيم كبة – 1- 2

ستدوس اقدام الشعوب كخرقة
مهروءة من كان سوط بلاء
فيرون كيف تجيد في ابانها
صنع المعاجز جذوة البغضاء
سيرى عتاد الاجنبي بعينه
مرمى عقيدة امة عزلاء

ابراهيم كبة علم بارز من اعلام الفكر في العراق والوطن العربي ومربي أكاديمي تخرج من مدرسته المئات من حملة الأفكار الاشتراكية،ومناضل صلب في سبيل السلام والحرية والتقدم الاجتماعي.

سيرة حياة سيادة الدكتور ابراهيم كبة

1. تخرج من كلية الحقوق بدرجة الشرف الاولى عام 1940 – 1941 ..
2. تاريخ دخوله الخدمة لأول مرة:في 23/11/1941(مدقق في ضريبة الدخل العامة وبراتب 18 دينار شهريا)،وتاريخ استقالته: 11/7/1943.
3. حصل ابراهيم كبة على الشهادات التالية:شهادة دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من جامعة القاهرة في 13/7/1946 استنادا الى كتاب الملحقية الثقافية في القاهرة المرقم 1134/6/3 في 22/7/1946،شهادة دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة القاهرة بتاريخ 5/7/1947 استنادا الى كتاب الملحقية الثقافية في القاهرة اعلاه،شهادة دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من جامعة مونبليه في 19/6/1951 استنادا الى الوثيقة المؤرخة في 16/6/1951،شهادة دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة باريس/كلية الحقوق بتاريخ 22/11/1948 استنادا الى الوثيقة المؤرخة في الشهر الحادي عشر 1948″انظر:ملف الكتب الصادرة/كتاب مديرية الشؤون الثقافية العامة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/الرقم 8962/التاريخ:1/7/1975″.
4. منذ عام 1947 اصبح ابراهيم كبة من اشد انصار الاشتراكية العلمية والاقتصاد الماركسي والمنهج المادي الجدلي في الموقف من الحياة وتقييم المدارس الفكرية جمعاء بما في ذلك انتاج الفكر العربي الاسلامي وخاصة انتاج ابن خلدون!…
5. ابراهيم كبة من رواد حركة انصارالسلم في العراق التي تأسست مطلع خمسينيات القرن العشرين..تأسست حركة انصارالسلم في العراق مطلع خمسينيات القرن العشرين وكانت باكورتها اللجنة التحضيرية لأنصار السلام تموز 1950،وقامت وزارة الداخلية عام 1951 بحظر نشاط جمعية انصار السلام واعتقلت محمد صالح بحر العلوم بحجة عدم اجازتها،وتشكلت لجنة السلم الوطنية عام 1953.عقدت حركة السلم مؤتمرها الوطني الاول في 22،23 /7/ 1954 في بغداد في دار احمد جعفر الجلبي ولتتعرض لملاحقة السلطات الملكية .
6. تاريخ دخوله الخدمة مرة ثانية:عين مدرسا في المعاهد العالية بتاريخ 28/4/1953 وبراتب 35 دينار شهريا،وتاريخ استقالته مرة اخرى:26/7/1953.
7. عمل في تحرير مجلة الثقافة الجديدة،منذ العدد التأسيسي عام 1953،والتي تحولت الى لسان حال المثقفين في العراق قبل ان تجهز عليها حكومة فاضل الجمالي بعد صدور ثلاثة اعداد منها فقط!
8. عين مدرسا في المعاهد العالية مرة اخرى:في 12/8/1953 وبراتب 40 دينار شهريا،واقصي من الخدمة:بتاريخ 23/9/1954.كان ابراهيم كبة على رأس قائمة المفصولين من الاساتذة و المعلمين والطلاب اثناء فترة التمهيد لحلف بغداد الاستعماري!
9. التحق بدورة الضباط الاحتياط للمفصولين السياسيين في بغداد شباط 1955.
10. ابراهيم كبة من نشطاء جبهة الاتحاد الوطني 1957 وانيطت به شرف تحرير البيان الاول للجبهة..
11. استوزر في حكومة عبد الكريم قاسم تموز 1958 ليشغل حقيبة التجارة،وفي العام الثاني للثورة لحقيبة الاصلاح الزراعي،كما استوزر وكالة ليشغل حقيبة النفط الى جانب الحقائب الوزارية الاساسية.تاريخ استقالته:2/2/1960،تم اعفاءه من الحكم في 16/2/1960.ابراهيم كبة مهندس السياسة الاقتصادية للجمهورية العراقية الفتية بعيد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة.
12. عين استاذا في كلية الاقتصاد/جامعة بغداد في الربع الثاني من عام 1960،وتمت ترقيته من مدرس الى استاذ مساعد بتاريخ 1/1/1962.
13. اعتقلته كتائب الحرس القومي وعصابات انقلابيي شباط الاسود في 13/2/1963 في دار الشهيد محمد الجلبي.وسيظل شعبنا يتذكر باكبار وقفته الشامخة في الدفاع عن ثورة 14 تموز ومكاسبها في محاكم الجلادين.
14. جاء في”كتاب لرئاسة جامعة بغداد مؤرخ في 15/3/1964″:”بحث المجلس في قضايا المعزولين والمفصولين من اعضاء الهيئة التدريسية والموظفين في الجامعة،وبعد مناقشة موضوعهم تقرر مايأتي:اعادة المعزولين والمفصولين من الخدمة بقرار من مجلس الجامعة،ويستثنى من ذلك:- اولا – المشهورون باساءتهم للسلوك الجامعي وهم:-
1. صلاح خالص
2. يوسف عبود
3. عبد الكريم الخضيري
4. روز خدوري
5. ابراهيم كبة
6. عبد الجبار رمو
7. مهدي مرتضى
8. مهدي الغروي
9. اسماعيل مرزة
10. طه الشيخ يونس
11. ليون جورج يونان
12. سعاد محمد
ثانيا – الاعضاء في الحزب الشيوعي وهم : ……..”
15. اطلق سراح ابراهيم كبة عام 1965 في عفو رئاسي ليقاوم محاولات تقزيمه في عهد عبد السلام عارف،وآثر تدريس طلبة الاعدادية الشرقية للبنين قبل معاودته التدريس الجامعي في مادة الاقتصاد السياسي – تاريخ الفكر الاقتصادي في جامعتي بغداد والمستنصرية.ابراهيم كبة استاذ جامعي عرفته جامعات بغداد،بعد خروجه من سجون العهد البعثي والعارفي،وبحضوره المؤثر وسيطرته الكاملة سواء في التدريس او الضبط!وامتلك مراسلاته الاكاديمية النقدية مع اساتذة الادب الاقتصادي الاكاديمي العالمي!تمت اعادة ابراهيم كبة الى الجامعة بداية العام الدراسي 1968(بناء على أعماله العلمية القيمة)كما يشير أمر اعادة التعيين،ورفض مجلس الجامعة ترقية كبة الى مرتبة الاستاذية بحجة عدم اكماله المدة القانونية مما حدا به الى رفع رسالته الشهيرة المعنونة”رسالة مفتوحة الى مجلس قيادة الثورة من الاستاذ إبراهيم كبة حول الترقية والعزل السياسي”.
16. احيل ابراهيم كبة على التقاعد عام 1977 ضمن مجموعة اساتذة حملة الفكر التقدمي.
17. توفى ابراهيم كبة الساعة التاسعة صباحا الثلاثاء 26/10/2004،وكانت فترة(1977- 2004) من اكثر الفترات ظلامية في تاريخه،حيث بقي في شيخوخته حبيس الضغوطات الدكتاتورية المنهالة عليه من كل حدب وصوب وذكريات الماضي البعيد والقريب وذكرى رفاقه واصدقاءه الذين رحلوا وغيبتهم زنازين الاعدام والسجون والنسيان،لكنه خلف لنا خزين من المؤلفات والترجمات عن الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية،والتي نشرت بعضها بأسماء مستعارة.

شذرات من الجهد الفكري للاستاذ ابراهيم كبة

اغنى الاستاذ ابراهيم كبة منذ اواسط الاربعينات ذاكرة ومكتبة الشعب العراقي الوطنية بالعشرات من المؤلفات والترجمات عن الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية .. والتي نشرت بعضها بأسماء مستعارة .. وبعد ثورة 14 تموز 1958 سجل تاريخ العراق الحديث له عشرات الخطب الارتجالية وهو يتولى حقيبتي وزارة التجارة ( الاقتصاد لاحقا ) ووزارة الاصلاح الزراعي .. كما تولى وكالة حقيبة وزارة النفط . وكان لابراهيم كبة عشرات الدراسات في المجلات العراقية والعربية..
يؤكد الاستاذ ابراهيم كبة في مقدمة كتابه الموسوم ” نظرة سريعة في تطور النظام الاقتصادي” الصادر عام 1953 ” ان الكتاب جاء لسد حاجة ملحة لطلبة الجامعات بسبب افتقارهم ، مع اساتذتهم ، للنظرية الاجتماعية العلمية التي تربط النظرية الاقتصادية بالواقع الاقتصادي وتؤكد حقيقة الصلة بين الاقتصاد والتاريخ وتكشف لهم المضمون السياسي لجميع النظريات الاجتماعية وتخلق فيهم ملكة النقد المستمر وروح البحث لا للتفسير فقط بل للتغيير ايضا… وان مضمون الكتاب من آراء وافكار هي من نتاج علماء اعلام وهبوا انفسهم لا للتضليل والتدجيل واضاعة الوقت عبثا لعرقلة حركة التاريخ بل للتنوير والتوجيه وكشف النقاب عن قوانين الضرورة الاجتماعية لأستخدامها في خدمة هذا الكائن الاعلى في الوجود : الانسان ، الذي بامكانه ان يكون دائما احسن مما كان .” وفي مكان آخر من الكتاب اكد الاستاذ كبة ( ص 126 – 128 ) :” الاقتصاد السياسي في حركة مستمرة اي ديناميكي وتاريخي معا وهو ليس مجرد دراسة نظرية بل هو دليل للعمل ، انه ليس مادة جامدة ملقاة على طاولة التشريح ، والذين يدرسونه ليسوا متفرجين خارجين عن المجتمع بل يستمدون حياتهم منه . … ان جميع النظريات الاقتصادية تعكس البنيان الطبقي الاجتماعي السائد في المجتمع وتعبر عن المصالح الاجتماعية وهي لا تبنى على افكار مفكر بل تعبر عن النشاط الفعلي للمنتجين…. وطبقية النظريات الاقتصادية شرط اساسي لموضوعيتها فالافكار الاقتصادية مرتبطة دائما بالنشاطات الاقتصادية … وليس هناك علم حيادي للاقتصاد اي خارج البناء السياسي اي لاطبقي .”
تطرق الاستاذ كبة الى موقف الفلسفة العلمية من الوجودية والازمة الشاملة للايديولوجيا الامبريالية في عرضه عام 1953 ” ازمة الفلسفة البورجوازية ” لمؤلفه جورج لوكاش .. وفي ” ازمة الفكر الاقتصادي ” لمؤلفه ” هنري دنيس ” والصادر عام 1953 اكد الاستاذ كبة ” في الايديولوجية الامبريالية لازمة العصر يختفي الكفاح الاجتماعي بين الطبقات والامم بعصا سحرية لتحل محله انواع اخرى ميتافيزيقية من الكفاح : مثلا الاخلاقي بين الشر والخير ، النفساني بين ارواح الحضارات ، الديني بين الالوهية والالحاد ، الثقافي بين البربرية والحرية .. لكنها تدرك ان عدوها الاول هي الجماهير فتحارب مثلها الديمقراطية والتقدمية باكاذيب وسخافات مبتذلة تعبر عن جوهر الارستقراطية الفكرية ..”
وفي كتابه ” الاقطاع في العراق ” الصادر في 1957 يؤكد الاستاذ كبة (ص 17) ” من الغريب ان يطمئن السيد نوري السعيد الرأي العام العراقي بقرب زوال النظام الاقطاعي العشائري عن طريق الارث وتقسيم الاقطاعيات الكبيرة على الابناء والاحفاد ، وقد تناسى فخامته ان قرونا سحيقة مضت على نظام الارث دون ان تنال من النظام المذكور وان الانظمة والتقاليد العشائرية تحتفظ بالملكيات الكبيرة للابناء الكبار فقط . ويعلم الرأي العام ان السبيل الوحيد للقضاء على هذا النظام الظالم هو تغيير العلاقات الاقطاعية نفسها بتمليك الارض لمنتجها والقضاء على الملكيات الاستغلالية الكبرى في الزراعة وتوزيع اراضي الدولة على الفلاحين واتباع نظام التعاونيات الزراعية… الخ. كل هذا مرتبط بالقضاء على الاستعمار وسحق الرجعية وانتصار الحركة الوطنية بمجموعها وتحقيق الاهداف الوطنية الكبرى .”
ويضع الاستاذ كبة النقاط على الحروف في مقدمة كتاب ” تشريح الكوسموبوليتية ” الصادر في 1960 ليؤكد ” لا تؤثر السياسة الارهابية الا على اناس ضعيفي الاعصاب ، وليس على الشعوب المسالمة المصممة على ترويض الوحوش الضارية من اكلة لحوم البشر . ان اثارة الضجة حول جبروت الاسلحة الذرية واسلحة الدمار الشامل الاخرى ، عكس ما يأمله منظموها ، لا تؤدي الا الى تشديد عزلة انصارها وافتضاحهم امام شعوب المعمورة … ان الآمال الطيشية الجنونية المعلقة على ادوات الافناء الجماعي للبشرية تمثل آخر نقاط الارتكاز لآيديولوجي الرأسمال ، نقاط ارتكاز تشهد على موتهم الادبي ، وجزعهم من السير التقدمي للتاريخ .”
استهدف الاستاذ كبة في ترجمته كتاب البروفيسور موريس كورنفورث ” البراغماتية والفلسفة العلمية ” الصادر في 1960 توضيح ان البراغماتية وعموم الفلسفة الوضعية تنكر صراحة اية قيم واخلاق انسانية تستند الى العقل والعلم . وان التأكيد البائس للعالم الرأسمالي على قيم المشروع الحر والمنافسة في سبيل اقصى الارباح ، القيم المتسترة بستار الحضارة الغربية هي انعكاس للانهيار الاخلاقي التام بسبب الازمات البنيوية المستمرة … ولا تستطيع البراغماتية الا قبول الاخلاق الرأسمالية على علاتها ووحشيتها وقسوتها واستبدادها .
الف ابراهيم كبة عدة مؤلفات عن القضية الجزائرية ركز فيها على النضال الوطني التحرري للشعب الجزائري وانه لا قومية دون جوهر انساني واممي ، وان ازدهارها مشروط بازدهار القوميات الاخرى وبتحرر الانسانية جمعاء !..
اواسط سبعينات القرن المنصرم اعتمدت المدرسة الحزبية في الحزب الشيوعي العراقي كتاب هيرمان شيلر ” الماركسية والحرب الامبريالية ” ضمن المنهاج المقرر لتدريس رفاق الحزب .. ويؤكد الاستاذ كبة في مقدمة هذا الكتاب الذي صدر عام 1960 على ان الحروب لا تشكل نقيضا لأسس الملكية الخاصة بل هي النتيجة المباشرة الحتمية لتطور تلك الاسس . وتمد الحروب جذورها في الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، وهي ظاهرة طبيعية وحتمية في جميع المجتمعات المنطوية على التناقضات والقائمة على نظام الملكية الخاصة ! … انها ظاهرة طبيعية وحتمية لجميع الاشكال الاجتماعية للمجتمع الطبقي !..هي استمرار للسياسة بوسائل عنفية . الحرب العادلة تفرضها الطبقات الرجعية على الطبقات ذات المصلحة في التقدم الاجتماعي وتخاض في سبيل تحرير الشعوب من الاستبداد الداخلي او الاحتلال والاضطهاد الاجنبي لتوكيد الحرية السياسية التي تنتزع ولا تهبط من السماء على طالبيها ! .. الحرب غير العادلة تتجسد في الارتدادات المتوقعة والنشاطات الرجعية والارهابية التي تعرقل تقدم المجتمع او البشرية والدفاع عن القديم البالي ضد الجديد الناشئ الثوري ليدفع الشعب او الشعوب ثمنها من دماءها الغالية وتتحمل اعباءها المادية الباهضة ! الحروب الامبريالية هي حروب غير عادلة ..
يؤكد الاستاذ كبة في مقدمة الكتاب الموسوم ” ماهي الامبريالية؟ ” الصادر في 1961 ” على الشغيلة ان تعلم ماهية الامبريالية لأن هذه المعرفة تخدمها في الكفاح من اجل السلم ضد شن حروب جديدة ، في الكفاح من اجل تحرير الطبقة العاملة وسائر الشغيلة من نير الامبريالية . وبدون دراسة الامبريالية ومعرفة جوهرها الحقيقي لا يمكن للمرء تحديد اسباب الحروب الحديثة وجوهر السياسة الجديدة للدول الرأسمالية . من دون دراسة الامبريالية وفهم مغزاها الاجتماعي والسياسي لا يمكن التقدم خطوة واحدة للامام في حل المهام العملية للحركة العمالية في البلدان الرأسمالية ، وفي حل مهام الثورات الوطنية التحررية .. فما هي الامبريالية ؟ ولماذا تكمن بالضبط في الامبريالية وليس في مكان آخر اسباب الحروب الحديثة والآلام الفظيعة والكوارث المريعة للبشرية ؟”
حول الاستاذ ابراهيم كبة محاكمته الى محاكمة للبعث والقومجية والرجعية وبرامجها الاقتصادية الانتقائية النفعية ليسحب البساط من تحت جهل وغباء وحماقة المدعي العام وما وجهه من اتهامات اعتباطية ، ودافع عن نفسه بنفسه في مرافعة كانت دراسة عن الاقتصاد العراقي في فترة ما بعد ثورة 14 تموز .. حول محاكمته ودفاعه الى دراسة علمية اقتصادية ذات قيمة عالية..نشرت في كتاب اقتصادي وفكري ثمين بعنوان “هذا هو طريق 14 تموز – دفاع ابراهيم كبة امام محكمة الثورة ” عام 1967 ..
كان الاستاذ ابراهيم كبة من الد اعداء الفكر الرجعي بتلاوينه وخزعبلاته دون الوطنية او العابرة لها .. وساهم في فضح الآراء والحنقبازيات الفكرية الروزخونية القومية والطائفية والتي كانت فاعلة في اجهاض ثورة 14 تموز 1958 المجيدة في وثيقة ” الفكـر الرجعـي في العـراق ” في 5/5/1967،مما جاء فيها “إن انبعاث الفكر الرجعي في العراق الآن،لا يعود لأسباب فكرية خالصة تتصل بتشبثه بحجج جديدة مقنعة تستحق المناقشة ، بل هو يعود في الأساس إلى دوره القديم – الجديد كسلاح من أهم أسلحة الردة المستشرية في البلاد،والتي بدأت طلائعها في الواقع منذ السنوات الأخيرة للحكم القاسمي ، وبلغت ذروتها عبر انقلابي شباط وتشرين،وذلك لاسباب موضوعية كثيرة أهمها تغير المواقع الطبقية بعد تموز، قيادة البورجوازية وبعض مراتب البورجوازية الصغيرة لحركة الردة ، وتطلعها للسيطرة السياسية المطلقة في ظل الاستعمار الجديد واعتمادها على جبهة رجعية واسعة تضم اليمين الرجعي القديم ( الإقطاع،البورجوازية العقارية الكبيرة،البورجوازية الكومبرادورية) والوسط الرجعي الجديد ( البورجوازية الوسطى او الوطنية ) وبعض مراتب البورجوازية الصغيرة المتخلفة المتقنعة بالأقنعة القومية والطائفية.إن الردة الفكرية ، بقدر ما هي أداة من أدوات المعركة الاجتماعية ، تعكس بنفس الوقت هذه المعركة وتنطوي على نفس منابعها وجذورها الطبقية والاجتماعية.”
أزمة الحكم في العراق أزمة مزمنة لازمت نظام الحكم فيه منذ تأسيس ما سمي بالحكم الوطني في العراق في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وقد تطورت هذه الازمة وتعقدت مع تطور وتعقد العلاقات الاجتماعية. إن ازمة الحكم بعد ثورة 14 تموز تعبير عن ازمة اعمق واشمل هي ازمة المجتمع العراقي بالذات . وقد قدم الاستاذ ابراهيم كبة مع الاساتذة مصطفى علي وعبد الوهاب محمود ومحمد سلمان حسن مذكرة تفصيلية بتاريخ أيلول /1966 للسيد ناجي طالب رئيس الوزراء حينذاك تضمنت تحليلا مركزا وحلولا ضرورية لأزمة الحكم هذه في مرحلتها الجديدة ، مرحلة بعد تموز ، بعد ان وضعتها في مكانها المناسب من ازمة النظام الاجتماعي الشاملة . واثر انقلاب 17- 30 تموز حاولت الطغمة البعثية منذ الايام الاولى للانقلاب ايجاد قنوات الاتصال بالاستاذ كبة ، فرد عليها بحنكته المعهودة وخبرته معهم في حملات التصفية التي اعقبت انقلاب 14 رمضان الاسود في مذكرة تحت عنوان “نصيحة للحكام الجدد – من اجل حل سلمي لأزمة الحكم في العراق”مؤرخة في 3/8/1968 … ومما جاء فيها”إن محاولة الحكم الحالي التصدي بمفرده لمشاكل البلاد الكبرى بمعزل عن القوى الأساسية في المجتمع ، كمسألة النفط او الإصلاح الزراعي …، تجاوز لصلاحياته من جهة واستحالة مادية بسبب عجزه من جهة أخرى ، إذ أن ذلك من صلاحية ومهمة حكومة الاتحاد التقدمي وحدها المنبثقة عن الانتخابات العامة. كما إن محاولة هذا الحكم الانفتاح الشكلي على القوى السياسية الأخرى واشراك بعض ممثليها في الحكم في هذه المرحلة المبكرة وقبل القيام بالمراحل التمهيدية وفي ظل الاحتكار السياسي القائم هي محاولة عقيمة بالمرة …، إذ أن تأليف الحكومة الائتلافية الحقة يأتي تتويجا لعملية التحول السياسي ولا يكون تدشيناً لها…” واكد كبة ” ان الآمال التي يعلقها بعض الأخوان الأكراد على أية حكومة غير ديمقراطية ومنها الحكومة الحالية لحل المسألة الكردية هي سراب خادع لا يضع المسألة المذكورة في موضعها من القضية السياسية والاجتماعية العامة”.
وفي”رسالة مفتوحة إلى مجلس قيادة الثورة من الاستاذ إبراهيم كبة – حول الترقية والعزل السياسي” بداية العام الدراسي 1968 اكد كبة “.. أبهذه الذهنية المسيطرة على بعضهم تريدون إصلاح التعليم العالي ، وهل أن في سياسة الحكومة فعلا اعتبار العزل السياسي عقبة تحول دون ترقية العلماء والأساتذة ؟ ولماذا سبق للجامعة أن قامت بترقية أساتذة آخرين بالرغم من عزلهم السياسي ؟ إنني لعلى يقين بأن رسالتي هذه لن تذهب هباء وأن المجلس المحترم سوف يبادر لتصحيح الأوضاع في الجامعة بما ينسجم مع السياسة العامة في تعزيز الفكر العلمي فيضع حدا لتقاليد كنة والجمالي سيئة الصيت ، ويقضي على عقدة مستعصية هي عقدة مقاومة الاشتراكية لا بالعلم والجدل العلمي بل بتعريض أصحابها إلى الإهانة المعنوية والإيذاء المادي “.
يؤكد الاستاذ كبة في مقدمة كتاب ” الرأسمالية نظاما ” لمؤلفه اوليفر كوكس والصادر عام 1973 (ص 9 – 23 ) على دور العوامل المادية والفكرية التي ساعدت في تطور النظام الرأسمالي ، واهمية الربط الوثيق بين الاقتصاد الرأسمالي ومختلف عناصر التربة الاجتماعية ” الرحم الاجتماعي ” التي ولد وترعرع فيها النظام، والنظرة الطبيعية العضوية لولادة ونمو ونضوج وشيخوخة الرأسمالية ، والنقد العنيف الصائب للمدارس الفكرية التبريرية في الفكر البورجوازي الرجعي وخاصة الفكر الليبرالي والتكنولوجي ، والادانة القاطعة لجوهر العنف الملازم للرأسمالية في ماضيها وحاضرها… يقول كبة في عرضه الحاح كوكس المشروع على التفاعل المستمر بين التاريخ الاقتصادي وتاريخ الفكر الاقتصادي : ” تلك عظة كبرى حبذا لو اتعظ بها اليمين الرجعي المسيطر على المراكز الحساسة في الاقتصاد الجامعي العراقي “… ويلقي الاستاذ كبة الضوء على دور الدين والمذاهب الدينية الاصلاحية في تطور النظام الرأسمالي مع النقد اللاذع للتفسيرات الدينية المتعددة لنشأة الرأسمالية … يذكر ان الاستاذ في جامعة لنكولن ميسوري (اوليفر كوكس) هو مؤلف الكتاب الموسوم ( الطائفة المغلقة والطبقة والعنصر ) الحائز على اعلى الجوائز التقديرية العلمية في امريكا عام 1948 ، وهو كتاب حبذا لو اتعظت بها الطائفية السياسية المسيطرة على المراكز الحساسة في العملية السياسية العراقية اليوم .
يركز الاستاذ ابراهيم كبة في مقدمة كتاب روزنتال الموسوم ” مشاكل الجدل في رأس المال لماركس ” الصادر على نفقة جامعة بغداد عام 1979 على ان الجدل المادي باعتباره علم القوانين الاكثر عمومية لتطور الطبيعة والمجتمع هو في نفس الوقت منطق اي نظرية لمعرفة قوانين الفكر. ونجح كارل ماركس في الرأسمال بتطبيق الجدل على المعرفة وحل اعقد معضلات نظرية المعرفة التي بقيت حجر عثرة امام جميع المفكرين السابقين ، من قبيل العلاقة بين الجوهر والظاهرة ، بين التاريخي والمنطقي ، بين التحليل والتركيب ، بين الاستقراء والاستنتاج ، بين المجرد والمحدد … الخ.
من اصدارات الاستاذ كبة الكتب التالية :
1. وجهة القومية الحديثة – 1941 .
2. روح العصر – 1945 .
3. تطور النظام الاقتصادي – 1953 .
4. المفاهيم الاساسية للاقتصاد العلمي – 1953 .
5. نظرية التجارة الدولية – 1953 .
6. أزمة الفكر الأقتصادي – 1953 .
7. أزمة الفلسفة البورجوازية – 1953 .
8. معنى الحرية – 1954 .
9. تشريح المكارثية – 1954 .
10. المذهب السوفياتي في القانون الدولي – 1956 .
11. أضواء على القضية الجزائرية – 1956 .
12. أزمة الاستعمار الفرنسي – 1956 .
13. النفط والازمة العالمية – 1956 .
14. الاقطاع في العراق – 1957 .
15. العراق والوحدة الاقتصادية – كراس – 1959 .
16. حول بعض المفاهيم الاساسية في الاشتراكية العلمية – 1960 .
17. انهيار نظرية الرأسمالية المخططة – 1960 .
18. الماركسية والحرب الامبريالية – 1960 .
19. البراغماتية والفلسفة العلمية – 1960 .
20. الجزائر وقضية الشعب الفرنسي – 1960 .
21. الامبريالية – 1961 .
22. تشريح الكوسموبوليتية – 1961 .
23. محاضرات في التاريخ الأقتصادي – 1967 .
24. هذا هو طريق 14 تموز – دفاع ابراهيم كبة امام محكمة الثورة – 1969 .
25. محاضرات في تاريخ الأقتصاد والفكر الاقتصادي – 1970 .
26. محاضرات في تاريخ الأقتصاد والفكر الاقتصادي – الطبعة الثانية – 1973 .
27. الرأسمالية نظاما – 1973 .
28. مشاكل الجدل في الرأسمال لماركس – 1979 .
ومن دراسات ابراهيم كبة في المجلات العراقية والعربية والغير منشورة:
1. عبء الاثبات في القوانين – الحقوقي – 1940 .
2. نظرية القانون الصرفة – الثقافة الجديدة – 1954 .
3. ازمة النظام الكولونيالي – الثقافة الجديدة – 1954 .
4. حول مؤلف عن تاريخ العراق الحديث – الثقافة الجديدة – 1954 .
5. حول المعاهدات غير المتكافئة – الثقافة الجديدة – 1958 .
6. سياسة الجمهورية العراقية الاقتصادية – مجلة الكمرك – 1959 .
7. الكينزية كمنهاج اقتصادي للرأسمالية المنظمة – الثقافة الجديدة – 1960 .
8. مذكرة السادة مصطفى علي وجماعته – دراسات عربية – عدد أكتوبر – 1966.
9. الفكـر الرجعـي في العـراق – دراسة غير منشورة – 5/5/1967 .
10. نصيحة للحكام الجدد – من اجل حل سلمي لأزمة الحكم في العراق – 3 /8/1968
11. ملاحظات عامة حول مادة التاريخ الأقتصادي – مجلة الاقتصاد والعلوم السياسية – 1969 .
12. لانكة والمادية التاريخية – الثقافة الجديدة – 1969 .
13. بعض التقييمات الماركسية للكينزية – الثقافة الجديدة – 1969 .
14. من نظريات الدورة الاقتصادية – مجلة الجامعة المستنصرية – 1970 .
15. حول النظرية العامة لكينز – مجلة الجامعة المستنصرية – 1970 .
16. حول نظرية شتايرمان – الاقتصادي – 1970 .
17. تحليل شومبيتر للفكر السكولائي – الاقتصادي – 1970 .
18. اوليات حول الدورة الاقتصادية – المثقف العربي – 1970 .
19. نظرية كوفوليف حول مرحلة الانتقال للعبودية – المثقف العربي – 1970 .
20. حول طبيعة النظام الاقطاعي – المثقف العربي – 1970 .
21. استعراض نقدي للادب الاكاديمي المعاصر حول مادة التاريخ الأقتصادي – الاقتصادي – 1970 .
22. حول نظرية القيمة الماركسية – الاقتصادي – 1970 .
23. الاقتصاد الكينزي – الاقتصاد – 1971 .
24. موريس دوب ومفهوم التراكم البدائي للرأسمال – الاقتصادي – 1971 .
25. حول مفهوم رأسمالية الدولة الاحتكارية – الاقتصاد – 1971 .
26. حول العلاقة بين الماركسية والفيزيوقراطية – الاقتصادي – 1971 .
27. الاقتصاد الماركسي والادب الالماني المعاصر– الاقتصاد – 1971 .
28. هنري دني وموضوعة عدم اكتمال رأسمال ماركس – الاقتصادي – 1971 .
29. هكس ونقاده المحافظون – الاقتصاد – 1971 .
30. في الادب الاقتصادي السوفياتي – الاقلام – 1971 .
31. هكس ونظرية التاريخ الأقتصادي – الاقتصاد – العدد 13 – 1971 .
32. حول تحليل ماركس لنمو المتناقضات داخل الظواهر الاقتصادية – الاقتصادي – 1972 .
33. نظرية النمو في الاقتصاد الاشتراكي – الاقتصاد – 1972 .
34. دني وتاريخ الفكر الأقتصادي – الاقتصاد – 1972 .
35. اقتصاديات الامبريالية – الاقتصاد – 1972 .
36. الانتقال نحو الاقتصاد الاشتراكي – الاقتصاد – 1972 .
37. القومية والرأسمالية في البيرو – الاقتصاد – 1972 .
38. اشكالية الاقتصاد الانتقالي – الاقتصاد – 1972 .
39. حول كتاب الرأسمالية نظاما – الاقتصاد – 1972 .
40. ضوء جديد على مشكلة العلاقة بين الدين ونشوء الرأسمالية – – الاقتصاد – 1973 .

قالوا في ابراهيم كبة

 تعليقا على صدور اول قانون للاصلاح الزراعي في العراق في 30 ايلول 1958 كتب جاسم الحلوائي اقتباسا من عزيز سباهي ” اقترح الوزيران القوميان صديق شنشل و عبد الجبار الجومرد في مجلس الوزراء ان يكون الحد الاعلى 5000 دونم.اما هديب الحاج حمود و طلعت الشيباني (وطني ديمقراطي)فكان رأيهما 1000 دونم سيحية(مروية) و 2000 دونم ديمية(مطرية).ورأى ابراهيم كبة ان يكون ذلك 500 سيحية و1000 ديمية.وكلن يؤيده في ذلك عبد الرزاق زبير و فريد الاحمر عضوي لجنة وضع القانون،والثلاثة يؤيدون وجهة نظر الحزب الشيوعي.واخيرا صدر قانون الاصلاح الزراعي في 30 ايلول 1958 وقد تبنى 1000 دونم سيحية و2000 دونم ديمية.لقد تبنى الحزب الشيوعي قانون الاصلاح الزراعي مع تحفظه على الحد الاعلى الكبير للملكية،وعلى تعويض الملاكين الكبار،والزام الفلاحين الذين ستوزع عليهم الارض بدفع تعويض خلال عشرين سنة.ولم يستثن القانون من التعويض حتى الملاكين الخونة والعملاء””الحلوائي/عقود من تاريخ الحزب الشيوعي-الحزب والقضية الزراعية/طريق الشعب/العدد 63/2007″.

 كتب حكمت محمد فرحان حول دورة الضباط الاحتياط للمفصولين السياسيين في السعدية عام 1955 ،وهي دورة كان 90% منهم من الشيوعيين شكلت ملحمة نضالية للحزب الشيوعي”بلغنا بالحضور الى وزارة الدفاع اوائل شباط 1955 للالتحاق بالدورة مع احضار كل منا لحقيبة صغيرة فيها حاجياته مع ماكنة حلاقة بعد ان تم تقسيمنا(المتزوجون في بغداد وعددهم قليل جدا وكان في مقدمتهم الدكتور ابراهيم كبة الاستاذ في كلية التجارة والدكتور فيصل السامر الاستاذ في دار المعلمين العالية والشاعر عبد الوهاب البياتي مع حوالي العشرين من مختلف الوظائف والاختصاصات”حكمت محمد فرحان/ذكريات عن نضالات الشيوعيين/دورة الضباط الاحتياط للمفصولين السياسيين في السعدية عام 1955/ طريق الشعب/العدد 50/2007″.

 في دراستها المعنونة”الاعداد الجسور للنصر: العراق في الثورة 1946- 1959″ كتبت آنا الكسندرا “لماذا كان الحزب الشيوعي العراقي قاب قوسين او ادنى من استلام الحكم،ومع ذلك لم يفلح؟الدور الحاسم لعبته القيادة السوفييتية.فقد غادر موسكو رسولا عام 1959 لابلاغ قيادة الحزب الشيوعي العراقي بعدم التعويل على اي دعم من الاتحاد السوفييتي اذا ما استلم الحزب السلطة آنذاك.ورغم ضغط موسكو على الحزب،تدارس المكتب السياسي امكانية اقصاء عبد الكريم قاسم وأصر البعض على اهمية الاعداد للنصر واستلام الحكم سريعا.بقيت المعضلة الاساسية التي واجهها الحزب هي نفسها تلك التي برزت عام 1958،فالحزب لم يعد نفسه سياسيا لمثل هذا الاحتمال- الكفاح.لقد عبأ الحزب مئات الآلاف من العمال والفلاحين تحت شعار اتحاد الشعب وليس خلف شعارات ومصالح طبقية محضة.وبدل العمل الحثيث لتعميق المضمون الاجتماعي للكفاح الوطني،بذل الشيوعيون الجهد النشيط لتلطيف الاجواء وتقليل حدة التوترات الطبقية.وعندما رفع عبد السلام عارف شعار تأميم النفط العراقي،كان ابراهيم كبة وزير الاقتصاد هو من طمأن شركات النفط الغربية ان رساميلهم الاستثمارية هي بأيدي أمينة”.”آنا الكسندرا/الاعداد الجسور للنصر:العراق في الثورة 1946- 1959/مجلة الدولية الاشتراكية- صيف 2003/العدد 99″.

 كتب المحامي عبد الرحمن اسماعيل قلو عضو منظمة محامون بلا حدود ” لقد رحل رجل السياسة والإقتصاد،الرجل المتواضع الذي لم يساوم على مبادئه اطلاقا وانما ظل ماركسيا بافكاره ومبادئه ومنحازا بمواقفه إلى جانب الطبقة العاملة والكادحين في العالم.لن ننسى أبدا تلك الشخصية الوطنية الفذة في دعم قضية عمال شركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق،عندما كان وزيرا للاقتصاد بعد انتصار ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 وكانت وزارته ذات العلاقة بشركات النفط آنذاك.في شهر نيسان من عام 1959 كنت عضوا في الوفد المفاوض مع شركات النفط في بغداد باعتباري نائبا لرئيس المكتب المركزي للنقابة وكان الزميل(آرا خاجادور)يرأس الوفد المفاوض بصفته رئيس المكتب المركزي ومعنا أعضاء آخرين والمحامي خالد عيسى طه بصفته مشاورا قانونيا للاتحاد العام لنقابات العمال،وكانت مهمتنا التفاوض مع وفد لشركات النفط برئاسة الدكتور الاقتصادي(ستروبس)الهولندي الجنسية وزميله(فان هوت)وأحد مدراء الشركة من الانكليز والمشاور القانوني للشركة وآخرين،وكان جدول المفاوضات يتضمن زيادة وتعديل الأجور والمخصصات لجميع العاملين في شركات النفط،لقد حاولت شركات النفط التساوم مع الوفد المفاوض لنقابة النفط،الا انها فشلت!فلجأت هذه المرة الى الوزارات المعنية وطلبت منهم وضع العراقيل امام وفد النقابة المفاوض لقاء قيامها بمنح العاملين لديها الزيادات والمخصصات المناسبة دون اللجوء الى المفاوضات مع الوفد النقابي وقد اقتنع الوزراء المعنيون بهذا المقترح باستثناء الاستاذ الراحل ابراهيم كبة الذي كشف لنا تلك اللعبة وأشار الينا بالكتابة في الصحف لفضح تلك المخططات اللئيمة وكان يصرح لنا مرارا بأنه سيبقى الى جانبنا في هذه المفاوضات الى النهاية.وفي بداية شهر آذار 1960 والمفاوضات مستمرة قدم الى العراق من هنغاريا/بودابست السكرتير العام لاتحاد نقابات العمال العالمي السيد(مكليسكي)وهو مواطن سوفييتي يتقن اللغة الفرنسية الى جانب لغته الروسية،وكان قدومه الى بغداد بدعوة من نقابة النفط وخلال اقامته وضعت النقابة برنامجا له لزيارة حقول النفط في كركوك والبصرة وعين زالة ومصفى الدورة،وقبل مغادرته العراق حصل لقاء بينه وبين الوزير الراحل وقد رافقنا أثناء زيارة الوزير الزميل النقابي(حنا قلابات)من نقابة المصارف كمترجم بين الضيف والوزير،الا أنه اتضح لنا عدم الحاجة لمترجم لأن الوزير الراحل كان يتقن عدة لغات أجنبية بينها اللغة الفرنسية التي تحدث بها الضيف الزائر مكليسكي.بعد الانتهاء من زيارة الوزير غادرنا مقر وزارة الإقتصاد وقد أوصانا الضيف مكلسكي أن نحافظ على هذا الوزير لأنه(عملة نادرة).في اليوم التالي غادر ضيفنا بغداد عائدا الى بودابست،وفي المساء كنت قد حضر أمسية سياسية أقيمت في نادي الفقير بالعلوية حضرها قائد كردستان الراحل الملا مصطفى البارزاني وكذلك رئيس محكمة الشعب العقيد فاضل عباس المهداوي،والمدعي العام ماجد محمد أمين ومرافق الزعيم عبد الكريم قاسم وصفي طاهر،واثناء الأمسية اذاع راديو بغداد خبر اقالة الوزير ابراهيم كبة،وعند سماعي الخبر توقعت أن تكون جلسة المفاوضات مع وفد شركات النفط لليوم التالي صعبة بسبب اقالة الوزير.في اليوم التالي ذهبنا الى مديرية العمل العامة حيث تعقد جلسات المفاوضات تحت اشراف المدير العالم تقي عبد الهادي وقد سبق حضورنا حضور الوفد المفاوض للشركة وكانت الأحاديث تدور حول اقالة الوزير وكيف أن شركات النفط تعتبر الاقالة نصر لها،وللتأكيد فعندما دخل الوفد المفاوض للشركات حيا الحاضرين وبعدها التفت الينا رئيس الوفد الدكتور ستروبس وخاطبنا بالإنكليزية(كيف محراركم اليوم؟)وهو يعني اقالة الوزير حتما قد تركت أثرها السيء في نفوسنا باعتباره كان الى جانبنا في هذه المفاوضات.قدمنا احتجاجا ضد رئيس وفد الشركة لعبارته الاستفزازية وطلبنا من المدير العام تقي عبد الهادي ابلاغ رئيس وفد الشركة بهذا الاحتجاج والتراجع عن عبارته مع الاعتذار،ففعل قائلا(اسحب كلامي وأعتذر)!.بعد الانتهاء من المفاوضات كنت قد حضرت مؤتمر اتحاد نقابات النفط في بولندا وبعد اللقاء بالسكرتير العالم( مكلوسكي)قال لي استغربت عند سماعي خبر اقالة الوزير ابراهيم كبة،فما السبب؟قالت له:ان السبب يعود إلى مواقف الوزير الوطنية من تصرفات شركات النفط الضارة بمصلحة الشعب العراقي ووقوف الراحل الى جانب عمال النفط!كان الراحل انسانا عادلا ووطنيا صادقا ومن رجال الإقتصاد والسياسة البارزين،خدم شعبه ووطنه باخلاص ونزاهة ولهذا ستبقى ذكراه الطيبة في قلوب اصدقائه ومحبيه والى ابناء اسرته العزاء والصبر”.”عبد الرحمن اسماعيل قلو/ شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة/دراسة انترنيتية”.

 كتب كومراد مدريسوف”من الامور التي يجب التوقف عندها ان عبد الكريم قاسم ورغم دعم الشيوعيين له نظر اليهم بعين الشك مقتنعا انه في حال تحالفه معهم سيخسر الكثير من هيبته وستعزل فئات اجتماعية واسعة من ابناء الشعب.ولم يجر منح اجازة اصدار الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي العراقي”اتحاد الشعب”الا اواخر كانون الثاني 1959.لم يكن قاسم ميالا لتولي اي من الشيوعيين المسؤولية في حكومته او في مواقع اتخاذ القرار،الا انه على كل حال عهد لكل من ابراهيم كبة ونزيهة الدليمي مناصب وزارية،وهما من مناصري الحزب الشيوعي العراقي”.”Comrade Mudarisov/A History of the Iraqi Communist Party 1934-1963/Parts(1-4)/www.soviet-empire.com/Moscow/2006″

http://www.soviet-empire.com/ussr/viewtopic.php?t=28571
http://www.soviet-empire.com/ussr/viewtopic.php?t=28572
http://www.soviet-empire.com/ussr/viewtopic.php?t=28573
http://www.soviet-empire.com/ussr/viewtopic.php?t=28574

 يؤكد امير الحلو في دراسته”الى استاذي الراحل(ابراهيم كبة)صاحب فكر ثائر ورحيل صامت”انه قد لفت نظره ان يقوم كاتب تقدمي بطرق مواضيع مهمة حول البراغماتية والاوليغارشية والتوتاليتارية والنفط العراقي قبل ثورة 14 تموز 1958 في ذلك الوقت الذي كان يحرم فيه نشر الفكر الوطني والتقدمي،وعندما قامت الثورة اصبح كبة وزيرا للاقتصاد.لقد تعرضت السياسة الاقتصادية للاستاذ كبة الى(تهجمات)القوى المعادية للنظام آنذاك وبالأخص حول الاتفاقيات الاقتصادية مع الاتحاد السوفيتي،وتركزت الانتقادات حول الادعاء ان المصانع التي جرى شراؤها كانت مستعملة او اقل كفاءة من الانتاج الغربي،وان التعامل جرى بسعر صرف الروبل السوفيتي الرسمي في حين ان سعره يختلف في الاسواق العالمية(لا تستطيع دولة ان تتعامل مع دولة اخرى الا بسعر الصرف الرسمي لعملتها).”امير الحلو/الى استاذي الراحل(ابراهيم كبة)صاحب فكر ثائر ورحيل صامت/الصحف العراقية والانترنيت”.

 كتب ستار الناصر”بعد زوال ثقافة الاستبداد التي ملأت ساحاتنا باعمال تمجد سياسة الدكتاتور وانتصاراته الزائفة علينا ان نفكر مليا بهذا الامر الجمالي والثقافي ونملأ ساحاتنا وشوارعنا وحدائقنا بالتماثيل والنصب التي من شأنها رسم مقتربات بين نضال شعبنا ورموزه الوطنية وبين الجيل الجديد الذي هو في امس الحاجة للاطلاع عليها ومن جهة اخرى ان لهذه الرموز حق في ان يكلل نضالهم بعمل يخلدهم فشعراء مثل الجواهري والسياب وبلند الحيدري ورشدي العامل وحسين مردان وعبد الله كوران فضلا على الدكتور ابراهيم كبة وحسين جميل وحسين الرحال ومصطفى جواد اقول هؤلاء قد قدموا كل مالديهم في خدمة العراق وعلينا الانتباه لهم وانصافهم ….””ستار الناصر/آن الاوان لنملأ ساحاتنا بالتماثيل/طريق الشعب/العدد 81/كانون الاول 2007″

 كتب الدكتور مصدق الحبيب استاذ الاقتصاد في جامعة ماسجيوستس/الولايات المتحدة الامريكية”كان ابراهيم كبة موسوعيا وعميقا في معلوماته،علميا وموضوعيا في تحليله،دقيقا في تنظيمه،حازما في ادارته،حريصا على وقت طلابه،عادلا في تقييمه،حاذقا في تقديره،حكيما في كلامه،مثمرا في جهوده،كريما ومتسامحا ودمثا في خلقه.انني فخور كل الفخر ومعتز وافر الاعتزاز ان اقول بانني تتلمذت على يديه في كلية الاقتصاد بجامعة بغداد في اوائل السبعينات،وكانت مواد تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي التي درسها الاستاذ كبة بكفاءة عالية الذ وامتع وانفع مادرست خلال كل حياتي الدراسية الطويلة،فكان لشخصه ومنهجه العلمي ابلغ الاثر في توجهي نحو اكمال دراستي العليا في الاقتصاد.وليس من المغالاة ان اقول ان كل ما اعرفه وما تعرفه اجيال كثيرة من زملائي الاقتصاديين العراقيين عن هيكل ودينامية الفكر الاقتصادي الرأسمالي والماركسي يعود بالدرجة الاولى الى تأثير ابراهيم كبة،فهو الرائد الاول الذي سبر اغوار هذا الحقل من المعرفة في العراق خصوصا والوطن العربي عموما،ومنح معرفته الواسعة باخلاص وتفاني لكل من سعى اليها”” الدكتور مصدق الحبيب/رسالة التعزية الموجهة الى سلام كبة/2004″

 كتبت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي”كان الفقيد ابراهيم كبة علما بارزا من اعلام الفكر في العراق والوطن العربي ومربيا اكاديميا تخرج من مدرسته المئات من حملة افكار الاشتراكية،ومناضلا صلبا من اجل الحرية والتغير والتقدم.وعندما اصبح،بعد ثورة14 تموز المجيدة،وزيرا للاصلاح الزراعي أرسى أول قانون للاصلاح الزراعي مايزال واحدا من أبرز معالم ثورة تموز وانجازاتها.وسنظل نحفظ للفقيد انه بقى لصيقا بكل العاملين من اجل تحرر العراق وتقدمه،وفيا لمثله وافكاره،مدافعا لا يلين عنها برغم اضطهاد العهود المتعاقبة.وسيظل شعبنا يتذكر باكبار وقفته الشامخة في الدفاع عن ثورة 14 تموز ومكاسبها في محاكم الجلادين بعد انقلاب شباط 1963.ان شعبنا وهو يخوض معركته الحاسمة اليوم من اجل عراق حر ديمقراطي كامل السيادة منفتح على افاق التحول الديمقراطي الاشتراكي سيظل يستلهم افكار الراحل الكبير ومسيرته””المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي/ التاريخ: 28 تشرين الاول 2004″

 كتب الدكتور عصام داوود استاذ الاقتصاد في جامعة ليكيهيد/كندا”كان لابراهيم كبة عميق الاثر على بلورة شخصياتنا كطلاب علم منذ دراستنا الجامعية.سنبقى خير خلف لخير سلف مادمنا نمتلك الحزم والقدرة على هضم المعرفة ونقبل تحديات الكفاح في سبيل مستقبل افضل للانسانية.كان ابراهيم كبة شجاعا ولم يساوم مطلقا على مبادئه””الدكتور عصام داوود/رسالة التعزية الموجهة الى سلام كبة/16 نيسان 2005″

 كتبت الدكتورة سعاد خيري”لابراهيم كبة احباء لايمكن ان ينسوا مواقفه الوطنية الرائعة ومساهماته القيمة في تاريخ العراق السياسي والاقتصادي.ستبقى الاجيال العراقية تمجد ما قام به وما تركه من آثار في تاريخ العراق وسطرتها كتب التاريخ وذاكرة الجماهير الحية.ان شخصيات تاريخية كالاستاذ ابراهيم كبة لن تموت ولا تحتاج للترحم بل ستبقى حية تنور سماء العراق والانسانية بما قدمته من افكار ومواقف ودراسات هادية في احلك الظروف واقساها،وستبقى هادية طالما بقيت علاقات الانتاج الرأسمالية بكل قوانينها وتناقضاتها وجرائمها بحق البشرية سائدة”” الدكتورة سعاد خيري/رسائل التعزية الموجهة الى سلام كبة/12 آذار 2005 و18 تشرين الاول 2005″

 كتب الدكتور وليد ناجي الحيالي رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك”سيبقى الراحل ابراهيم كبة كما كان أستاذنا وأستاذ جيل كامل تتلمذ على يديه الكريمتين ونهل من علمه وأفكاره النيرة الشئ الكثير حيث بصماته ما زالت حية فينا من خلال ما تركه الراحل الخالد دينا في أعناقنا وأعناق جيل باحثينا وأكاديميينا””كتاب الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك الموجه الى الدكتور كاظم حبيب/التاريخ:11 كانون الثاني 2006/الرقم:11س01″

 كتب الدكتور كاظم حبيب”تميزت كتابات الأستاذ الراحل ابراهيم كبة بغنى المعرفة والفكر النقدي المتقد والتحليل العلمي الدقيق للوقائع والأحداث والبحث الاقتصادي المتسم بالعمق والوضوح والبساطة.كما تميزت حياته السياسية بالحيوية والدفاع عن مصالح الشعب والكادحين منهم على نحو خاص””نداء الى طلبة وزملاء وأصدقاء الراحل العالم الجليل الأستاذ ابراهيم كبة/ برلين في 13 شباط 2006″

 بمناسبة اكمال”الثقافة الجديدة”عامها الرابع والخمسين كتبت طريق الشعب في عددها رقم 97 عام 2008 “صدرت المجلة اول مرة عام 1953 باسم الطليعة كمجلة فكرية علمية صاحب امتيازها مهدي الرحيم،تحول اسمها الى “الثقافة الجديدة” وساهم في ظهورها اول مرة،مهدي الرحيم،خالدة السعيدي،صلاح خالص،صفاء الحافظ،عبد الرحيم شريف،ابراهيم كبة،فيصل السامر،عبد الملك نوري،محمود صبري،عبد الرزاق عبد الواحد،يوسف العاني،وشاكر خصباك وغيرهم.وتعرضت الى التوقف لأسباب سياسية حتى انتظم اصدارها منذ عام 1969 وطيلة سبعينيات القرن الماضي.وبعد عام 1979 صدرت من خارج العراق،وعاودت من بغداد بعد نيسان عام 2003″”طريق الشعب/العدد 97/2008/ص(1)”

 يذكر الدكتور فيصل الصراف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان”المنظومة الفكرية والثقافية للبعث فاشية الامر الذي سمح لجلاوزتهم اهانة اعلام العراق.اثر انقلاب 8 شباط 1963 اهانوا الدكتور عبد الجبار عبد الله اول رئيس لجامعة بغداد في المعتقلات واجبروه على تنظيف مرافقها،اهانوا العالم الجليل ابراهيم كبة!”” فيصل الصراف/ ندوة حول جرائم النظام البعثي 14-4-2008/برنامج فضاء الحرية/قناة الفيحاء الفضائية”

ذكريات في ربيع العمر

رزق ابراهيم كبة بالابن البكر(سلام) في 6/12/1954 في يوم ممطر وينذر بكارثة فيضان دجلة التي تهدد بغداد .. وتفتحت ذهنية سلام على حب الوطن والافكار التحررية سريعا مع فجر الرابع عشر من تموز 1958 والاستماع الى نشيد الله اكبر ، وبيان الثورة رقم (1) من اذاعة بغداد، واصطحاب الاستاذ الوزير له مرارا الى ديوان وزارة الدفاع حيث اجتماعات مجلس الوزراء . كما اصطحب كبة – الاب سلام اكثر من مرة الى أجتماعات حركة انصار السلام والى جامعة بغداد .. وبعد انقلاب رمضان الاسود كان سلام مع العائلة في كل زياراتها ومقابلاتها الوالد في الموقف المركزي ومعسكر الرشيد .. لم تغب عن ذهن سلام كبة اسماء محددة التقاها وعرفها عن كثب .. قاسم ، المهداوي ، ماجد امين ، وصفي طاهر ، محمد الشواف ، عبد اللطيف الشواف ، عوني يوسف ، احمد الجلبي ، التكمجي ، عزيز شريف ، العبايجي ، الجواهري ، الماشطة ، كوران ، بحر العلوم ، توفيق منير ، عبد الفتاح ابراهيم ، محمد سلمان حسن ، مصطفى علي ، عبد الجبار عبد الله ، محمد الجلبي ، عامر عبد الله … الخ.
في 1966 رافق سلام والده والاستاذ احمد جعفر الجلبي في زيارة دوكان ودربندخان والسليمانية واللقاء مع قادة الثورة الكردية آنذاك .. يذكر ان حركة انصارالسلم في العراق تأسست مطلع خمسينيات القرن العشرين وعقدت مؤتمرها الوطني الاول في 22،23 /7/ 1954 في بغداد في دار احمد جعفر الجلبي .. كما رافق سلام والده لمقابلة الزعيم مصطفى البرزاني في كلالة اوائل الشهر التاسع من عام 1967 .
عرف الوالد بحزمه ، وعرفته اول حكومة بعد الرابع عشر من تموز ، عرفه الشعب العراقي عن كثب كما عرفه الزعيم قاسم !، عرفه وفد شركات النفط الغربية المفاوض 1959 – 1960 ، عرفه زعماء العالم في عواصم الشرق والغرب !عرفته جامعة بغداد والأوساط الاكاديمية الغربية ، عرفه الاقطاع وعرفته البورجوازية الوطنية والطبقة الوسطى مثلما عرفه الشارع العراقي حتى بعد اطلاق سراحه وعرفه الكادحون والفقراء ! .. عرفته الحركة الوطنية العراقية مثلما عرفه الحزب الشيوعي العراقي ..
انقطعت اخبار ابراهيم كبة عن سلام عام 1979 مع مغادرة الاخير بغداد اثر الحملة التصفوية التي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي والتحاقه لاحقا بحركة الانصار الشيوعيين المقاومة للنظام الدكتاتوري الساقط ، وتواجده على اراضي الاتحاد السوفييتي السابق لمواصلة التحصيل العلمي .. وبعد عودة سلام ابراهيم كبة الى ارض الوطن في 12/4/2003 كان ابراهيم كبة قد استهلكته مظاهر تسلط النظام الدكتاتوري وازدياد ازمة حكمه استعصاء، والتاثيرات المدمرة للحصار الدولي على الشعب والبلاد، وتفاقم الازمة العامة المخيمة على البلاد، واشتداد مأساة الشعب ومحنة الوطن… كان ابراهيم كبة حبيس الضغوطات الدكتاتورية المنهالة عليه من كل حدب وصوب وذكريات الماضي البعيد والقريب وذكرى رفاقه واصدقاءه الذين رحلوا وغيبتهم زنازين الاعدام والسجون والنسيان .. كان ابراهيم كبة انسانا عادلا ووطنيا صادقا ومن رجال الإقتصاد والسياسة البارزين ، خدم شعبه ووطنه باخلاص ونزاهة.امتلك ابراهيم كبة احباء لا يمكن ان ينسوا مواقفه الوطنية الرائعة ومساهماته القيمة في تاريخ العراق السياسي والاقتصادي.
بخصوص النداء الى طلبة وزملاء واصدقاء الراحل العالم الجليل الاستاذ ابراهيم كبة
الدكتور كاظم حبيب المحترم
تحية الاعجاب والتقدير والتلمذة
ارجو ان تكون بصحة جيدة ومزاج رائق.
حينما اسعدني موقفكم لتنفيذ مقترح احياء الذكرى الثانية لرحيل والدي العالم الجليل الفقيد الدكتور ابراهيم كبة… واسعدني تبوء الدكتور كاظم حبيب رئاسة اللجنة التحضيرية لاداء مهمة الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ، وهو الذي تربطه بالوالد الوشائج الاكاديمية والشخصية والقلبية …وفي الوقت الذي يتطلع فيه الشعب العراقي للسلام والأمن والاستقرار والطمـأنينة وشد اللحمة وتعزيز الوحدة وتأكيد الارادة في السير حثيثا على طريق استكمال بناء مؤسساته الوطنية الديمقراطية وتوطيدها وتمكّيِن العراقيين من الاسراع في انهاء تواجد القوات الاجنبية على الارض العراقية واستكمال السيادة و بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي المستقل المزدهر! … اعتذر لعضوية اللجنة التي ستساهم في هذا الجهد الفكري والسياسي للعزيز الكبير الوالد ابراهيم كبة… للاسباب التالية :
1. التعاون مع وزارتي الثقافة والاقتصاد في العراق ووزارة الثقافة في اقليم كردستان والجامعات العراقية والمؤسسات ذات العلاقة من أجل اعادة نشر كتابات الراحل وسيرة حياته وتوفيرها للقارئ في العراق وفي الدول العربية…. باتت مهمة معقدة بحكم ارتقاء ثقافة القطيع الشيعية او ثقافة الولاء اللاوطني والتي بقيت اسيرة ثقافة ” نعم سيدي” … وابطالها من مرتزقة نوري الراوي وحبيب الصدر ومن لف لفهم … واسيرة مظاهر انهيار السلطة البائدة والتي لم تنطلق لتتحمل مسؤولية العهد الجديد وكشف المظاهر الخطيرة السلبية المتغيرة السريعة .
2. افلاس البورجوازية العراقية ، وانحيازها الشديد ضد جماهير الفقراء في بلادنا مما ادى إلى مزيد من التردي في احوالهم. ومع استمرار الأزمة، وعجز النظام عن تجاوزها، لنا ان نتوقع التصاعد في النضالات الجماهيرية … الامر الذي يعني ان اي مراسيم لأحياء ذكرى الوالد الجليل ستصب في صالح :
أ- دعم المشاريع الشيعية الحقيرة في نظم المحاصصات الطائفية وتزويق وجهها القبيح .
ب- دعم المشاريع البعثية القذرة والاصولية الاسلامية السلفية في ازدواجية رامبو مقاومة الاحتلال الاميركي .
ج- الاسناد غير المباشر لطفيلية العلمانية العراقية المعاصرة والتنوير الاسلامي الحديث والتي تحاول تسلق اكتاف الشعب العراقي لغاية في نفس يعقوب ، ولأغراض ميكافيلية بحتة ! .ان اعتقال العقل واغتياله وممارسة الارهاب ضده عمل خطير ينذر بالكارثة المحدقة لصالح الغيبية والشعوذة والسحر والبلادة ولصالح الاستخبارات والمخابرات العصبوية والامية والجهل . لم يكن سبيل الحرية يوما ما مفروشا بالرياحين والازهار ! على القوى الديمقراطية العمل معا لسحب البساط من تحت موظفي البرقرطة الادارية وشلل الابتزاز وعصابات الولاءات اللاوطنية (الطائفية وبالاخص الشيعية ،العشائرية ،الصدامية والبعثية ) ..
يبقى العالم الجليل الفقيد الدكتور ابراهيم كبة اكبر من البعث ومخانيثه ، وحكومات طرطرة ما بعد التاسع من نيسان ، ومزعطة الاكاديميات العراقية المتلونة كالحرباء والمشبعة بالخبث ووشائج الركوع للاجنبي … وبالطبع اكبر من البراغماتية والكوسموبوليتية والفكر الرجعي وبالاخص الخميني وجرذانه ، والسياسات الاميركية الامبريالية ! واكبر من الارهاب !.
اني أذ اؤكد استعدادي للتعاون في توفير الوثائق والكراريس والكتب اللازمة … لا ابدي الاستعداد للمساهمة في تزكية مرتزقة البعث و التشيع البعثي الجديد والشيعي المتجدد ! …
تقبلوا فائق التقدير !
سلام ابراهيم كبة
25/4/ 2006


راجع للكاتب:
1. ابراهيم كبة غني عن التعريف.
2. السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كبة.
3. عام كامل على رحيل ابراهيم كبة.
4. عامان على رحيل ابراهيم كبة.
5. في الذكرى الثالثة لرحيل د. ابراهيم كبة.
يمكن مراجعة دراساتنا – في الروابط الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm
4. http://yanabeealiraq.com/writers_folder/salam-kabaa_folder.htm
5. http://www.babil-nl.org/aasikubbah.html

9/9/2008