كان الفقيد كامل شياع يدرك تماما ماذا سوف يحصل له عندما قرر العودة الى العراق بعد خمسة وعشرين عاماً من الهجرة القسرية ولكنه عاد رغم أدراكه التام بالخطر من أجل بناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق رؤية علمانية منفتحة في زمن القتل والعصابات والمافيات والمليشيات ، وشبكات الفساد ، وفرق الموت وفي ظل حكومة إسلامية مالكية فاشلة عاجزة عن حماية وزرائها ، وكانت تلك العودة ملاذه الآخر أو الأخير كما أشار اليه في أخر مقال له .
وقد قام مسلحون مجهولون يوم 23 أغسطس باطلاق النار من مسدسات كاتمة للصوت عليه وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى وسط بغداد. وأكتفت الحكومة الإسلامية المالكية الفاشلة الطائفية بإصدار بيان استنكار و تسجيل الحادث ضد مجهول ؟و نال الشهيد شهادة عالية و وسام يتمناه كل مثقف شريف و وطني.
ولكن الفقيد كامل شياع فعلا لم يكن يدرك انه سوف يتم اغتياله مرة أخرى في بلد ديمقراطي مثل أستراليا وعلى يد أشباه الرجال من حركة الوفاق (اللاوطني) في سيدني وبعض البعثيين القدامى الذين كانوا بالأمس القريب يتغنون ويتباكون ويتملقون لأبن العوجة الذي شرد الملايين من العراقيين و المئات من المثقفين الحقيقين أمثال الشهيد كامل شياع.
دخلاء على الثقافة والتاريخ والأدب والإنسانية في سدني غير منتجين عاطلين عن العمل والفكر والثقافة يطلقون على أنفسهم ألقاب وتسميات شتى (مثقف ـ أديب ـ مسرحي ـ شاعرـ باحث.. خريج …الخ) ينصبون أنفسهم وكلاء ومراجع يرفعون شعارات مزيفة هابطة وقبيحة مثل وجوههم يتصرفون مصدقين ما يدعون به وهم بعيدون كل البعد عن الحقيقة والواقع لمستوياتهم الهابطة . وقد اصبح الارتزاق من أحزاب سياسية وقنوات فضائية تجارية وإشخاص مشوهين ومشبوهين في الخلق والإخلاق باسم الفن والثقافة والادب من اجل الربح المادي والشخصي هدفهم و ثقافتهم ، يستغلون مأساة وفواجع شعب بكامله من اجل مصالح دنيئة .
وقد قامت هذه المجموعة في سيدني يوم 31 أغسطس باغتيال الشهيد مرة أخرى بعدما قاموا بإقامة أمسية تأبينية (كاتمة) باسم المثقفين العراقيين وبشكل سري ومنعزل وسريع في سيدني محاولين تهميش وتجاوز المثقفين العراقيين والمؤسسات والمنظمات العراقية في أستراليا ومن ضمنها منظمة الحزب الشيوعي العراقي والذي كان ينتمي إليه الفقيد.
لا لأجل شي فقط لأجل بيع الأمسية إلى الفضائية البغدادية أو الشرقية بشكل سريع مقابل حفنه من الدولارات البائسة ..
وأخيرا أقول :
صبراً جميلا يا مثقفي وأدباء العراق المظلومين وعزائي لكم،
وبؤساً لكم يا قتلة الثقافة والمثقفين أينما كنتم فسلاحكم المؤامرات واللف والدوران والتسقيط واللعب على الحبال
وسلاحنا الكلمة والحقيقة والضمير