الرئيسية » مقالات » تداعيات العمر (9)

تداعيات العمر (9)

زهرة الأقحوان
” كتبت عندما أخبرتني الطبيبة أن موت صديقي قريب . وكان ريمي في السابعة وتوفي بعد أربع سنوات !
نم يا حبيبي !
نم ، يا ربيع كهولتي ، نم يا حياتي !
نم ، يا صديقي ، فوق صدر كلُ هاجسه عناءُ
يا بسمة في ليل آلامي تضاءُ
نم ، يا حياتي !
نم فوق ذاكرة الطفولة ، يا حياتي
سبع من الحب الوفي غدون أحلى ذكرياتي
قد كنت لي سندي وروحي يوم شحّ الأوفياءُ،
وصفاءَ عمري إذ جفا خلّ ، وإذ عز الوفاءُ،
والسرَ في جلدي على البلوى وقد عم البلاءُ
وتفحمّت أطفالنا في القبو ، واغتيل الضياءُ
قد كنتَ هذا عندما اشتعلت على النهرين نارُ
وتناثرت جثث النخيل ، وأنّ من جرح مزارُ،
وهوى الجدار على الرضيع وفوق مرضعة جدارُ
راحوا وقودَ مغامرين طغوا ببغداد وجاروا
ما بين طاغوت وصاروخ تهدمت الديار
وترنح التاريخ من هولٍ وزلزله دوارُ
*********
نم يا حياتي !
يا طفليَ الغالي وقد شخنا معا يا أقحواني ..
إني أخاف عليه من ذل إذا حان الفراقُ
وأخاف من نفسي على نفسي إذا عز العناقُ
قدَري هواك فلا تغب فغياب من أهوى غيابي
لا أنت تحتمل الفراق ولا انا ثبت الجنانِ
ما عاد يمكن ان أرى بيتي وأنك لا تراني
ما عاد يمكن أن أنام وأنت ناءٍ عن مكاني
نم ، يا حبيبي ، ليت رقدتنا تطول مدى الزمانِ
نم يا حياتي ! .. ..
[ 1993 ]