الى الشهداء الذين لم يموتوا حتى الان، الى الاسرى الذيk ما زالوا ينعمون بالحرية. الى الجرحى الذي لم يشعروا او يصيبهم الالم حتى حالنا الراهن. اليكم جميعا، فكروا، لا تستشهدوا، لا ترموا انفسكم في شرك الاعداء لتصبحوا نزلاء السجون، قابعين خلف القضبان و الاسلاك الشائكة.
موتكم، استشهادكم، اصبح تهمة. اسركم تضحيتكم، اصبحت كذبة. جرحكم المكم، اصبح رشوة.
لا تستغربوا ذلك، فتلك الثقافة الجديدة التي يحاولون ان يعمموها علينا، بعمامة مستوردة من هنا او هناك، مغلفة بفتوة او فقه،هي في حقيقتها فتنة وحقد.
اي ثقافة تلك التي تكلفنا اكثر من الف شهيد وحصار ودمار، وكل ما يتبع ذلك من تداعيات تزيد الاسى مأساة والالم معاناة، تحت شعار انه ليس لدينا ما نخسره؟؟؟؟؟!!!. عجبا وكأن الذين يدفعون الثمن ليسوا من ابناء جلدتهم، او هم المداميك التي صعدوا عليها وعبرها الى سدة السلطة.
اي قيادة تلك التي تشبه ، او تنحدر من سلالة دراكولا الذي لا يستمتع إلا بمص الدماء، وخاصة في الظلمة الحالكة، حيث تفقد الضحية الرؤية، فتصبح طريدة سهلة. اي قيادة تلك التي ترفض حرية ابنائها، وتوصف حريتهم بأنها رشوة، او انحياز، او تدخل من قبل السجان لصالح طرف ضد طرف، وكأن امرنا حسم بأننا فعلا اصبحنا طرفين، لا امكانية لعلاج مرضهما واعادة وحدتهما، وان الانقسام هو الكي باعتباره اخر الدواء. الم يعرف ابو زهري ان فترة اعتقال بعضهم تقترب من عمره الزمني، ألا يخجل من نفسه عندما يتكلم عن شيء اقدس منه بكل المعايير، تباً لعصر اصبح فيه ابو الحصين ملك الغابة يحكم كما يشاء.
ابو علي يطا ايها الاسير المنتخب في المجلس التشريعي تكريما لعطائك يبدو ايضا ان اكثر من ربع قرن لم يكف، يريدون لك اقامة اطول، ربما انهم حريصون عليك، لان الحال العام خارج السجون ، وتحت سلطة نواة امارة حماستان لم يعد يطاق، فلا يحبون ان تشاهد ما لا ترغب به عيناك. فأبق في ركن زنزانتك، واخرج منها جثة محمولة نبكيك للحظات، ثم نضمك لماضي قد مضى بكل تفاصيله وانعم الله علينا بنعمة النسيان.
سعيد العتبة عميد الاسرى الفلسطينيين، لا تعتب، فأن خارج المعتقلات هناك الكثير من المجانين، الذين لم يتساوقوا مع زمنك او فكرك، او لحظات العذاب حين كان صراع الارادات مع الجلاد تحتاج الى الصمود الاسطوري والبطولي.
لا يحبذون ان نفرح بكم، بالامس ادخلوا علينا فرحاً كاذباً، وطبلوا وزمروا وهللوا، واستنزفوا من اعصابنا اكثر ما استنزفوا من عرقنا، فلم يستبدل شاليط بكم، ولم تعانقوا جديداً، ولم نفرح نحن في الشتات بجثمان عروستنا دلال _ رغم اعتراضنا على ردة اجرها كما يقال للعرائس_ ولا بعزمنا وبلالنا واخوانهم، الذين فرشنا لهم الورود، وحفرنا قبورا جديدة، لكنها بقيت فارغة، او ربما اصابنا كما العهد القديم حين كانت تجبر الضحية على حفر قبرها، فكانت تلك حفراً احتياطية للمستقبل.
ابو زهري ليتك ما نطقت ايها الناعق، ربما صمتك يترك مجالاً لسعاة الخير لنجاح حوار ننشده، لاننا نحب الوطن، ونؤمن بقوة باهمية وحدته، لا نعاملكم بالمثل، لاننا ما تعودنا ولا تثقفنا او تربينا إلا على تمتين عرى الاخوة. نحن فلسطينيون من اصل كنعاني الاب والام، لم ندخل مدرسة الخلاسة، ولسنا عنصريين ايضا، فنحن من بلد الرسالات السماوية. والدعوة الى التعايش الاخوي.
لكننا نكره بعضكم الى ابعد حد، لاننا لا نرى فيهم سوى صورة الدم المهدور، ورائحة البارود الغادر القاتل، ورطوبة المعتقلات، التي تقاسموا وظيفتها مع الاحتلال، هل نسيتم ان احمد حلس وضع في خيارات صعبة، لم يستطع ان يتخذ فيها قراراً، فترك مصيره للقدر، اي معتقل سيكون مكانه انتم ام الاحتلال، لا فرق فالوجهان لعملة واحدة، وان اختلفت الاسماء، فباقي الاشياء ليست متشابهة، بل متطابقة الى حد الاستنساخ.
سلاماً عليك ايها الراقد الجديد قرب رمزنا الخالد الرئيس ابو عمار في رام الله، كفروك لانك جعلت من الكلمة اداة نضال وكفاح، لم يعد لديك وقتا لتهجيههم، ولكن لا تخف، فأن اعمالهم كافية للقيام بالمهمة بالنيابة عن الجميع، فسلاما الى روحك ايها الدرويش الفلسطيني المحمود على كل حرف ونقطة وما بينهما من فواصل.
احسان الجمل