الرئيسية » مقالات » سياسةالتجويع والهجرة الكردية(حزام العربي نموذجا)

سياسةالتجويع والهجرة الكردية(حزام العربي نموذجا)

من المعلوم أن فصل الصيف فصل الخير والبركة والعطاء، وهو فصل الأنتاج الذي ينتظره الشعب على مدار السنة بعد أن يتجاوز فصلين من فصول السنة على أنه مصدر الرزق والعيش 0ولكن التي بشرت به السماء في هذا الموسم كما في المواسم السابقة على أحتباسه للأمطار وعدم هطولها ،أدى ذلك إلى ألحاق أضرار بالغة للشعب عامة والفلاحين خاصة 0ولكن الفلاحون الكورد كان لهم حصة الأسد من هذه الأضرار التي تضرروا من بخل الطبيعة و بغض حزب البعث على سواء ،والجدير بالذكر أن حزب البعث منذ ما يقارب أربع وثلاثين عاماً قد قام بأجراء مشروع عنصري (عفلقي) وهو ما نسميه بالحزام العربي الشوفيني الصيت ،والذي تصادف ذكراه المشؤومة في شهر حزيران من كل عام وذلك ضمن سلسلة من الأجراءات البعثية من سياسية وأقتصادية وحتى الخدمية00ألخ وقد تم توطين آلاف من العشائر العربية الذين تم جلبهم من محافظتي رقة وحلب واستولوا على أراضي الفلاحين الكورد العزّل وذلك على شكل وحدات أستيطانية ونقدم نموذجا على ذلك (وحدة هيمو ) وعلى طول الحدود الموازية لكوردستان تركيا مسافة 325كم طولاً و 15كم عرضاً بدءاًمن رأس العين وحتى تل صدق في ديريك المعربة إلى المالكية0
أما العشائر العربية التي كانت ترتاد المراعي الكوردستانية صيفا لوفرة مزارع القمح والمياه الجوفية العذبة فتمثلت في الشمّر والجبور والعكيدات آتين من بواديهم الشامية والحماد والعراق تحل صيفا وتغادر أوائل الخريف، أصبحوا اليوم هم المواطنين و السادة من الدرجة الأولى.
وذلك على شكل مشروع متكامل الأدوار والحلقات وعلى مراحل متعددة التطبيق ،وكان لهذا المشروع المصطنع من خزينة الفكر العنصري الهلالي الأهداف والأبعاد السياسية المختلفة ، و منها تفريق كورد غرب كوردستان عن أخوتهم في كوردستان الشمالية والجنوبية ، وخلق منطقة مشحونة بالحقد والكراهية على بركان الأنفجار ،أي القايم بتغيير ديمغرافي للمناطق الكوردية والأهداف كثيرة أختصرنا في ذكرها و لا يسعنا المقام لتوضيحها حيث أنها تحتاج إلى بحث كامل 0
إذاً الحكومة الجادة في تطبيق سياساتها تجاه الشعب المغلوب على أمره من الناحية الثقافية والأقتصادية 00ألخ
ونظراً لعدم توفر المعامل أو أي منشأة خدمية فيضطر الشعب بالتفكير في الهجرة الخارجية والداخلية إلى الدول الأوربية وإلى المدن الكبرى مثل دمشق وحلب ومدن عديدة 0 وعندما يلجؤن إلى المدن المذكورة بحثاً عن لقمة العيش في المعامل وورش الخياطة وعن مداجن ومزارع 00 ألخ ، حيث يلقون صعوبة في أيجاده ،والبحث عنه ، وعندما يتم الحصول عليه يواجهون أصعب ظروف العمل من طول وقت حيث يستغرق دوامهم مدة (15) ساعة مع أسوء معاملة (شتم وإهانة وفصل) من أصحاب هذه المنشآت والمعامل ،وكذلك من جانب آخر فأن الحكومة ماضية قدماًفي السير على خطط (الدردري) الأقتصادية الفاشلة ولا تقصّر في غلاء الأسعار بين حين وآخر وبحجج وذرائع مختلفة ،مرة تصارح بأن رفع الأسعار تزامن مع رفع السلع الغذائية العالمية ومرة أخرى تتحجج بأن رفع الأسعار نتيجة زيادة في رفع أسعار النفط وهكذا ،والحجج داهية منذ ما يقارب خمسون عاماً ، متناسياً الضغوطات والعقوبات الدولية 0 كل هذا الحصار مفروض على الشعب السوري عامة والشعب الكردي خاصة تأتي ضمن المقولة التي تقول (جوع شعبك يطيعك)0 ولكن هل سيتمكن من تحقيق مآربها ومكاسبها الحزبية والسلطوية الضيقة ؟ أقول لها بأنها لن تفلح في تحقيق أهدافهاوغايتها المرجوة منها،طالما أن إرادة هذا الشعب أراد الحياة ومقاومة كل مشاريع التي تستهدف وجوده في البقاء ، فلا بدَ أن يحصل على حقوقه كاملة ،كما يقول أبو قاسم الشابي :إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا أن يستجيب القدر
كما أن الشعب الكردي أمتلك المناعة في مقاومة الظروف المعيشية الصعبة وقسوتها لأن في حقيقة لم يذق طعم ملذات الحياة ونعمها ،
ولم ير بصائر الفرح ولا حلاوة الحياة ونورها،ولأن الانسان ليس بالخبز وحده يعيش.