أنه سؤال أفتراضي، أطرحه على نفسي فيما لو طُرحت عدة أسماء أمامي لحكم العراق. فماذا سيكون أختياري ؟ ولأني كوردي فبدون أي تردد سأقول كاظم حبيب، ولو كنت عربياً لما ترددت لحظة واحدة بإختيار الدكتور، أما لو كنت تركمانياً فكنت سأختاره أيضاً لحكم العراق، وحتى لو كنت مسيحياً، كلدانياً أو آشورياً، سريانياً أم أرمنياً، صابئياً أم أيزدياً أو يهودياً لما كنت سأختار غير الدكتور كاظم حبيب لحكم العراق، وأنا مرتاح البال والخاطر .. أضع رأسي على الوسادة وأستغرق في نوم عميق دون قلق أوخوف، أو الخشية من مداهمة منزلي وأقتيادي لقبو مظلم أو زنزانة رطبة لتهمة لم أقترفها، أو بتهمة حب الوطن والورود والفن والموسيقى .
كنت سأختار الدكتور كي أطمئن على مستقبل أطفالي بأنهم سينمون ويكبرون في مجتمع بعيد عن أمراض وعقد الطائفية والعنصرية، وفي ذات الوقت كنت سأستلقي بإستراخ في حديقة منزلي دون أن أخشى على أموال وثروات العراق من الهدر والسرقة والأحتيال .
وكنت سأصطحبت زوجتي إلى الحدائق العامة ودور السينما والمسرح دون الألتفات إلى الوقت، إن كنت سأرجع للبيت بعد منتصف الليل أو مع تباشير الصباح .
وكنت لا أخشى من تكاليف الزيارات غير المحببة للأطباء والمستشفيات، ولا إلى مصاريف الدواء، لأن ثروات البلد كفيلة بتأمين العلاج المجاني لي ولعائلتي، لا سيما أنها في أيد أمينة.
كنت سأترك العنان لمخيلة أبنائي وبناتي في أختيار ما يشاؤون من صنوف الرياضة والفنون وكل حسب طاقاته وإمكانياته، وأختيار القسم الذي يفضلونه في الدراسة في الكليات والمعاهد، لأن ذاك الزمن لا يكون الحزبي والعقائدي من جماعة السلطة فيه مفضلاً على الآخرين .
كنت سأجلس في المقهى أو البار وأتجاذب الحديث مع أصدقائي وغيرهم وأعلن عن رأيي دون الخشية من بصاص يسترق السمع لما أقول … كنت سأكون طيب القلب ومتسامح وأحب الآخرين لأنهم يحبونني، كنت سأحاول كتابة الشعر والقصة، وأتعاطى الأدب والفن بدلاً من السياسة، أو لربما كنت سأذهب لمعهد أهلي يعلمني كيفية العزف على آلة السنطور.. كنت سأعمل وأجد في عملي لأنتج الأفضل طالما مسؤولي لم يُعين بالواسطة أو المحاصصة وهو أهل لموقعه هذا وضمن أختصاصه .
كنت سأختار الدكتور كاظم حبيب ليدير دفة الحكم في العراق كي أكون مرفوع الرأس وأنا أجتاز الحدود والمطارات والمحطات والموانئ، لأن ذاك الزمن سيكون فيه جواز السفر العراقي محترماً مقدراً ترحب به البلدان من أقصى شمالها إلى أقصى الجنوب.
تحية حب ووفاء للدكتور كاظم حبيب الأستاذ والأكاديمي والمربي والاقتصادي والكاتب والمثقف واليساري المؤمن بحق الإنسان في العيش بحرية وكرامة دون الالتفات إلى هويته الدينية والأثنية والمذهبية، والمؤمن بحقوق الشعوب والأمم في تقرير مصيرها .
ـ السويد

