في العام 1978رفع احد عشر فدائيا فلسطينيا تقودهم فتاة في عمر الورود العلم الفلسطيني على امتداد 100 كم من الارض الفلسطينية ولاكثر من عشر ساعات ، عملية فدائية باسم الشهيد القائد ” كمال عدوان” أشرف عليها مباشرة الرجل الثاني في الثورة الفلسطينية الشهيد القائد خليل الوزير “ابو جهاد” .
بعد ثلاثين عاما ونيف وفي منزل قائد مؤسسة الكفاح المسلح الفلسطيني العميد منير المقدح كان لي شرف اللقاء ببطلين من ابطال عملية ” كمال عدوان” اللذين بقيا على قيد الحياة بعداصابتهما بجروح واسرهما من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي خالد ابو اصبع وحسين عوض وبحضور شقيقة الشهدية دلال رشيدة المغربي القادمة من تونس وشقيها فادي ، ترتسم على الوجوه علامات الشوق والفرح ممزوجة بالحزن .
وبمسحة حزن تعلو وجهه الفلسطيني الاسمر وبقسمات الفدائي المعتز بتاريخه النضال قال خالد ابو اصبع رفيق درب الشهيدة دلال المغربي:” الشهيدة دلال تعود اليوم وبعد ثلاثين عاما لتصنع ثورة جديدة، باستشهادها صنعت الكثيروبعودتها سوف تصنع الكثير اذا استثمرت هذه العودة من قبل الفصائل الفلسطينية من اجل تعبئة وشحذ همم شبابنا”،واضاف ابو اصبع : كان الهدف من عملية الشهيد كمال عدوان اسر اسرائليين ,كما كان الهدف هو الوصول الى عمق تل ابيب وكسر البجح الاسرائيلي بان منظموته الامنية والعسكرية لا يمكن ان تخرق , دلال المغربي قادت عملية مولفة من ثلاثة عشر فدائيا واخترقت كل المنظومة الامنية والعسكرية الاسرائيلية التي كان هدف الشهيد القائد ابو جهاد ان يخترقها وصولا الى تل ابيب لما تمثله تل ابيب من مركز للصهيونية وللجيش الاسرائيلي اقتصاديا وعسكريا وامنيا .
وافصح ابو اصبع عن شعوره قائلا :” شعوري لايوصف بان أرى رفاق دربي وان ارى دلال بعد ثلاثين عاما انا مبسوط وزعلان ، زعلان لفقدان دلال ورفاقي ومبسوط لرؤيتهم وتحررهم من العدو “.
وعن يحيى سكاف قال ابو اصبع” يحيى سكاف استشهد وقد رايته بعد ان استشهد داخل الباص الذي احتجزنا الركاب الصهاينة فيه ، ومن ثم رأيت جثمانه في البراد عندما اخني المحققون الاسرائيليون للتعرف على جثامنين الشهداء “.
وختم ابو اصبع بالقول:” الثورة وجدت لتستمرفقدنا قادة وشباب مناضلين فقدناهم على طريق الحرية والتحرير ن في يوم عودة دلال وشهدائنا الابرار نعاهدهم ان نستمر على دربهم واننبقى اوفياء لوصايهم والاهداف التي استشهدو من اجلها “.
رفيق درب دلال المغربي حسين فياض وبكلماته القليلة وبصوته الواثق يحدثنا قائلا :” انا والاخ خالد ابو اصبع الوحيدين اللذين بقينا احياء من عملية كمال عدوان التي قادتها عروس فلسطين دلال المغربي في العام 1978،لداسرنا من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد ان قامت قوات الاحتلال بضرب الباص الذي كنا نحتجز فيه الرهائن وبعد مسير امتد لاكثر من 90 كم، وعلى ابواب تل ابيب، لقد بقينا في سجون الاحتلال مدة سبع سنوات وشهرين وافرج عنا بعملية التبادل التي جرت في العام 1985 واطلق عليها اسم عملية ” النورس” ، اليوم ونحن نستعد لاستقبال الشهيدة دلال وفاق لنا استشهدو اشعر بالفخر والعز، وفي نفس الوقت اشعر بأسى لانني فقدتهم ولانهم يقتلعون من تراب الوطن الذي احبوه واختاروه حضنا دافئا لاجسادهم الطاهرة “.
اما شقيقة دلال رشيدةالمغربي فتعبر عن شعورها قائلة :” تنتابني مشاعر الفرح والحزن ، الفرح لانني سوف القى اختي دلال واراها وخاصة انه قد اخبرني الاخ اللواء سلطان ابو العنيين ان جثمان دلال مكتمل، اما شعور الحزن لان دلال سوف تغادر الون فلسطينوهي التي كان امنتيتها ووصيتها ان تدفن ويحتضن تراب فلسطين جثمانها , ولكننا سوف ندفن دلال هنا مؤقتافي انتظار عودتها الى الوطن ، وهناك اتصالات جارية بيننا وبين الا خوة في السلطة الوطنية الفلسطينية وهم يبذلون جهودا حثيثة من اجل دفنها وعودتها الى الوطن “.

