الرئيسية » مقالات » المرجع الاعلى.. والمعاهدة

المرجع الاعلى.. والمعاهدة

كما هو ديدنها دائما وفي المفاصل المهمة من حياة الامة يكون صوت المرجعية المقدسة واضحا قويا لالبس فيه ولا غموض .. صوت هو قرار الناس وهو اساس البناء المتين لعراق مؤسساتي يختلف تماما عما في مخيلة الكثيرين ..صوت الناس الذي باركته المرجعية وبهداها تجاوز اصعب واخطر المراحل التي مرت بها الامة العراقية بل انها اصعب بكثير من كل ازمات التاريخ الحديث التي مر بها العراق اربع مرات رئيسية تدخلت المرجعية العظمى للشيعة في العالم مرة عند بداية التغيير ..عندما قرأت بوضوح معالم الخارطة السياسية والعسكرية وحقنت دماء الملايين , بعدم تأييد المقاومة المسلحة المعروفة نتائجها لكل ذي بصيرة والاكتفاء بالمقاومة السياسية لاختلاف العصر وتباين كفتي النزاع والثانية عندما اصرت امام رفض العالم والادارة الامريكية على اجراء الانتخابات لتؤسس لحالة اسطورية ستبقى نتائجها ما بقي العراق , فقد كان العالم لايستطيع ان يتخيل شعبا بظروف شعبنا يمكن ان يمارس فعلا ديمقراطيا يتطلب الكثير من المستلزمات التي لم تكن متوفرة ولو بشكل بسيط وسمعت الرئيس الامريكي وقتها وهو يقول للصحفيين ان اجراء اي انتخابات يعتبر امرا شبه مستحيل , وانصاعت القوى العظمى وانصاع العالم امام اصرار رجل سبعيني هو قمة الهرم في مرجعيتنا المقدسة, والثالثة عندما ارادت ان يكتب الدستور مراعيا شريعة السماء دون استبداد ديني او غير ديني فوضع العراق لايحتمل الدول الدينية المغلقة كما في ايران ولا انفلات الاستبداد كما في علمانية تركيا ..(لااحد يستطيع ان ينكر استبداد وقمع العلمانية التركية لحقوق الاقليات الدينية والعرقية) والرابعة عندما اوقفت وبحزم وصبر عجيب تداعيات الحرب الاهلية التي اتخذ قرارها باجماع دول الجوار ومخلفات عهد الطاغية المقبور , فافشلت محاولاتهم لجر امتنا لحرب لا رابح فيها سوى اعداء العراق والانسانية .. وهكذا هو ديدن العظام يتدخلون فقط عندما يرون مسيرة الامم على مفترق طرق التاريخ وليس كما يريد منهم البعض بان يعينوا مدراء نواحي واقضية ويشرعوا لانظمة المرور أو لسياسات البلد التي تقتضيها تقلبات السياسة واهوائها ..ولا كما يريد البعض الاخر من ان تقف على الحياد تماما , ولعمري ان كلا الرأيين ناتج عن ضيق افق مريع وعن جهل بعمل المرجعية العظمى منذ الغيبة الكبرى وللان .. واليوم بلا رتوش او غموض تدخلت المرجعية بنقاط اربع واوكلت امرهن الى الامة العراقية اولا واخيرا ..

السيادة

الشفافية ( وتعني اطلاع الامة على كل التفاصيل)

عرضها عالبرلمان

واجماع الامة

وكانت اول ردة فعل من بعض الساسة الامريكان ان احترموا جميعهم هذه النقاط من خلال تصريحاتهم وتعليقات الاعلام الامريكي الذي ركز على احقية الشعب العراقي بمناقشة المعاهدة وعلى موضوعية النقاط الاربع التي اعلنتها المرجعية واعتقد ان محاولات كثيرة ستبذل لوضع تفسيرات لهذه النقاط الواضحة من قبل اطراف عديدة فاعداء المعاهدة سيفسرون السيادة بحجم السفارة الامريكية واصدقاء المعاهدة سيفسرونها بانها حماية من اطماع الجوار .. والموضوعية تقتضي ان يترك الامر كله للشعب كما اشارت وبوضوح نقاط المرجعية العظمى التي لاتقبل التأويل بل انها وضحت الكثير من اللبس وفضحت الكثير من اللاعبين باجندات الجوار .. كلمة المرجعية العظمى بوضوح هي دعوا الشعب من خلال ممثليه يقر ما تمليه عليه مصالح البلد وليس سفارات دول الجوار ومناكفات ذيولهم في العراق .. قرار واضح سحبته المرجعية بقوة من ايدي المتاجرين بمستقبل العراق تحت مسميات شتى دينية وثورية وغيرها لترميه بيد الحكومة العراقية المنتخبة وبرلمان العراق .. كما اوضحت للعالم بانها امرة بالمعروف وناهية عن المنكر وليست شرطة دينية او مجمع كهنوتي يصرف مصائر الخلق كيف يشاء .. القرار الان ليس لهيئات وجمعيات ظلامية بائسة وليس لدكاكين فتحتها دول الجوار لخراب العراق والقرار الان ليس بيد اية جهة دينية مهما كانت واينما كانت بل هو وبامر المرجعية العظمى قرار الامة العراقية بحكومتها المنتخبة مهما كان رأينا بهذه الحكومة ومها اختلفنا او اتفقنا معها و هو المنطق الذي لايريد الكثيرون فهمه حول كيف ومتى تتدخل المرجعية العظمى للشيعة في العالم والذي مازال الكثيرون يعتبرونها مرجعية عراقية فقط .