تمر هذه الأيام ذكرى استشهاد شيخ الشهداء الشيخ محمد معشوق الخزنوي، تغمده المولى بواسع رحمته، ونحن في أوج نزاعاتنا.
لقد حق علينا، في حياته، شيخ الشهداء بسعيه الدؤوب لتوحيد صفنا في مواجهة النظام، كل الاحترام والتقدير له. هذه الذكرى التي تفرض علينا أن نكون يدا واحدة لدرء مشاريع الاضمحلال والاندثار المطبقة بحقنا منذ عقود. للأسف نرى أنفسنا في عراك حامي الوطيس مع بعضنا البعض. نحي اليوم هذه الذكرى ونحن نعاني من التشتت والتمزق أكثر من أي وقت مضى. من الجدير أن تكون أمثال هذه الذكرى عامل الدعوة للوحدة والتعاضد والتكاتف. بدلا من الانغماس في نزاعات تضر القضية أكثر مما تنفعها. هذه الأيام بخلاف ما مضى تعصف بشعبنا رياح المجاعة. فنحن مقدمون على كارثة كبيرة، إن لم نتدارك ما ينتظرنا في المستقبل القريب بما ينطوي عليه من مخاطر لحل بشعبنا ما لا يحمد عقباه. يرى المجلس الوطني الكردستاني أن تكف الحركة الكردية بجل أطيافها عن التنازع والمشادات الكلامية، والتلاسن القائمة بينها في هذا الظرف بالذات، وأن تكون ذكرى الشهداء مناسبة ننسى بها كل خلافاتنا. بتجاوز هذه الخلافات يكون بوسعنا فعل الكثير من أجل حل قضيتنا. فالظرف مؤات للفوز بالكثير من مطالبنا. والنقص الوحيد الذي نعاني منه هو أننا ننشغل بما لا يمت إلى قضيتنا. هناك فرص كبيرة للضغط على النظام من أجل إيجاد الحل العادل لقضيتنا؛ فمن المنطق بمكان أن لا نفوت هذه الفرص بهذه الانشغالات الجانبية. لكي نكون أمناء حقا على ما ضحى به هؤلاء الشهداء، يجب علينا أن نكف عما يجرى هذه الأيام بيننا من خلافات ونزاعات. وأن نسعى إلى الوحدة واغتنام الفرص المتاحة لنا لحل قضيتنا في هذا الجزء. الالتزام بما سعى إليه الشهداء من أجل القضية هو خير إحياء لذاكرهم.
المجلس الوطني الكردستاني – سوريا
شيركوه عباس
واشنطن