الرئيسية » مقالات » حرب الصور

حرب الصور

سوف لن يجود التاريخ العربي الحديث بزعيم مثل عبد الكريم قاسم يطلب من شعبه ان يصغروا حجم صورته ويزيدوا من وزن (الصمونه)،وحتما لن يجود التاريخ بمثله،لانه طلب ان لاتوزع الاسلحه للجماهير دفاعا عنه خوفا منه على الجماهير ان تنجر الى مجزره.

لاتوجد امه بين امم العالم تتغنى وتمجد وتحب القاده المهزومين مثل الامه العربيه،خرج ملايين المصريين بمظاهره يطالبون عبد الناصر الخارج توا من هزيمه ثقيله،يطالبونه بالعدول عن استقالته التي اقر فيها تحمله المسؤوليه عن خسارة حرب عام 67،وبعدها وحينما مات خرج الملايين لتشييعه،ولايزال جمال عبد الناصر شريكا بانفاس كل العروبيين والقوميين العرب،ولم يزاحمه على هذه المنزله الا مهزوم اخرهو صدام حسين.

لقد اشتركت الجماهير العربيه بخطيئة كبيره،وجعلت من قاده مهزومين وفاشلين مثلا .

صدام خسر جميع حروبه وخسر العراقيين وخسر العراق ثرواته ورهن مستقبله،ولايزال بعض العرب للان يرفعون صوره !!!!!!!

واي صور؟؟

يرفع بعضهم صورة الذل التي خرج بها من حفرة الفئران،كما حدث في التظاهره الاخيره للاحزاب والنقابات الاردنيه،التي خرجت تندد بالعدوان على غزه لكن بعضهم رفع صورة صدام! .

عندما تجد ان الاجيال المتعاقبه في العالم كله تلبس الملابس والقبعات التي تحمل صور جيفارا، ويتخذه التجار ماركه رابحه لبيع منتجاتهم!!نجزم انهم محقون بذلك،لقائد عاش مع الصعاب وانتصر نضاله وترك نعمة المنصب في كوبا واتجه للنضال مجددا ومات وهو لا يحمل الا لقب ثائر.

قمت بزيارات كثيره في اعوام السبعينات لدول المعسكر الاشتراكي وشاهدت كيف يحتفظ سائقو القطارات والشاحنات الكبيره بصور لستالين،وحينما سألت احدهم عن سبب وضعه صور ستالين في شاحنته اجاب: انه يشعرني بالقوه في حالة التعب والخوف فهو رفيق سفراتي ومتاعبي .

كذلك يفعل الصينيون للان،فلا يزال الصينيون يحتفظون بصور ماو ولا يزال الكبار بالسن يحتفظون بمجسمات وصور ودبابيس تحمل صور ماو وتعلق على بدلاتهم

شاهدت رجالا طاعنين بالسن يقدمون لزيارة منزل ماو،وحينما سالت احدهم عن سبب الزياره وتحمل المتاعب وهو بمثل هذا السن لمنزل ماو اجابني:انني اشم رائحة ماو من وراء جدرانه وتمدنى الزياره بقوه اضافيه وتعيدني لايام النضال

كذلك يفعل الفيتناميون للان،حيث تجد هوشي منه منتصبا في دوائرهم وفي بيوت الفيتناميين تجد صوره.

وفي الجانب الاخر لم نجد في المانيا وفي ايطاليا من يحتفظ بصور هتلر وموسليني،ولم نجد من يقلدهم لانهم باختصار يعنون الهزيمه ويعنون الحرب،لقد تخلص الالمان والايطاليون وحتى اليابانون من ارث القاده المهزومين،تطلعوا للمستقبل وابدعوا وبنوا مجد دولهم الا نحن فلا زال بعض مثقفينا يمجدون عبد الناصر،ويلحق بركبه صدام ولحق بهم مهزوم اخر لازال يعيش في الكهوف هو بن لادن الذي جنى بجرمه الكبير وبحماقة من احتضنوه،جنوا على الاسلام وجنواعلى الشعب الافغاني وجلبوا له الدمار والحرب التي خسروها بايام ونام بن لادن بكهوفه ينتظر مصيره مثل صدام

ولربما سيرفع العرب صور القذافي لاحقا بعد وفاته،او سيرفعون صور على عبد الله صالح،فكلاهما يحمل رتبة عقيد وكلاهما طلاب لعبد الناصر.

لماذا يعشق العرب حرب الصور والشعارات؟؟

ولماذا نتغنى بهزائمنا؟؟

ولماذلانضع الشمع الاحمر على ذاكرة الهزيمه ورموزها؟؟

علنا نتطلع الى المستقبل دون ارث الهزائم الثقيله ونكون احرارا في العمل لمستقبلنا من دون تاريخ حافل بالهزائم والتزوير ونترك صور القاده جانبا ونعمل للحاضر والمستقبل

لاننا مهزمون علينا ان نلحق بتجربة الامم المهزومه قبلنا،ابحثوا في اليابان وفي المانيا سوف لن تجدوا صور لا لقادة الهزائم ولا لساسه وزعماء بنوا الدولتين الحديثتين.

لنترك حرب الصور وحرق الاعلام في مسيراتنا فانها لم تعد شهيدا ولن تعيد ارضا مغتصبه،ولن توقف عدوانا،ولا تجلب الا العارلان الاحتجاج لغه حضاريه،فمن يجيد لغة الاحتجاج يكبر بعيون العالم الحر

لنترك ماضي الهزائم بكل صوره المرعبه ونتطلع الى المستقبل.