شفق /
زرباطية ناحية تابعة لقضاء بدرة في محافظة واسط… تبعد عن بدرة (13)كم وعن مهران المدينة الايرانية(2)كم وعن تل حمرين (10)كم وتنحدر مياهها من جبال ايران التي كانت سبب الكثير من المشاكل في هذه المنطقة حتى فكرت الحكومة في زمن عبد الكريم قاسم بأحياء مشروع ماء من نهر دجلة جنوب العزيزية في منطقة الدبوني ألا أن المشروع لم يكتمل الى يومنا هذا… كانت البساتين الغناء تحيط المدينة من جميع الجهات ولهذا السبب كان مناخها يختلف عدة درجات عن بدرة وجصان. اما سكانها فكانوا ينحدرون من اصول عراقية وكان عدد المنازل فيها حوالي (400) منزل وعدد سكانها (2000) نسمة هذا عدا القرى المحيطة بها وهي ورمزيار وهي من اكبر القرى وسكانها من الكورد وهور خيجة ايضاً من الكورد اما قرية الوالدة نصفها عرب ونصفها الاخر من الكورد وقرية طعان اقرب القرى لحدود ايران وسكانها من العرب فقط اما قرية ديمة (مشاري بيك سعدون) سابقاً فسكانها عرب وكورد. كان سكان المدينة يمتهنون الزراعة بصورة عامة حيث كانت تمورها من اجود انواع التمور العراقية بالاضافة الى زراعة الحبوب كالحنطة والشعير حيث كانت اراضيها صالحة جداً للزراعة وتربية المواشي لأنها تنحدر من سفوح حمرين حتى قضاء بدرة كما ترتفع اراضي المدينة (45)م عن اراضي بدرة…
اما من ناحية البنى التحتية للمدينة فقد كان فيها مدرسة ابتدائية واحدة ثم بنيت مدرسة متوسطة وكانت تحتوي على مستوصف واحد ومركز للشرطة ودائرة للكمرك لأنها مدينة حدودية ومخافرها هي (تيكتك) حالياً العين ومخفر(كان سخت) حالياً الجبل ومخفر (زالي اب) حالياً دراجي ومخفر(الطعان) الذي بقي على اسمه دون تغيير. وكان في الناحية (6 مقاهٍ) وما يقارب (60 محلاً ) بالاضافة الى وجود مملحة واسعة جداً تنحدر مياهها من جبال حمرين دون أن تستطيع ايران بأستغلالها لوعورة الاراضي الحدودية ولو استغلت استغلالاً جيداً لسدت حاجة العراق من الملح اما الجبس الموجود فيها فيعد من اجود انواع الجبس في العراق حسب تقرير الخبراء.
سكان المدينة مسالمون متآخون فيما بينهم يتكلمون اللغة الكوردية والعربية ألا انهم لم يكونوا راضين عن سياسة صدام واعوانه من النظام البعثي المقبور. وعندما بدأت الحرب العراقية الايرانية اخذت قوات صدام بقصف المدينة فدمروها عن اخرها لكي يتخذها حجة بعد أن قام بهدم بعض المدن الايرانية كمهران والمحمرة وقصر شيرين واخر اجراء قام به الطاغية هو تغيير اسم المدينة من زرباطية الى مدينة الذهب كان تغير الاسم جزءاً من عملية تعريب المدينة هذا مما اضطر السكان الى النزوح منها بالكامل وتوزعوا على مدن عراقية بالاخص بغداد واخذوا يقومون بأعمال لاتتناسب مع اعمالهم السابقة وقد عوض قسم قليل منهم في زمن صدام بمبالغ لاتفي بالحاجة مطلقاً حيث كان على حد التعويض لأكبر البساتين لاتتجاوز (10) الاف دينار وهم لايزالون ينتظرون من الحكومة الوطنية النظر في امرهم وتعويضهم بما لحق باراضيهم وبساتينهم من اضرار كي يعودوا الى موطنهم الاصلي. اما ما قام به صدام ببناء عشرين بيتاً فقد سكنها أناس ليسوا من الناحية وهذا امر يحتاج الى المتابعة من قبل الحكومة لأخراج من ليس له حق السكن في هذه المنازل لأنها لعوائل هجرت قسراً .
ومن اسباب العداء الذي كان يكنه صدام وحزبه للمدينة وسكانها انهم كانوا يحملون أفكاراً وطنية تتعارض مع فكر حزب البعث بالاخص (عزيز الحاج) وهو احد قادة الحزب الشيوعي و (جعفر محمد كريم) من الحزب الديمقراطي الكوردستاني. وهاهي السنة الرابعة لسقوط الطاغية تنقضي دون وجود أي مبادرة لأعادة احياء المدينة المنكوبة ولامبادرة تعويض حتى اصبحت المدينة تسمى زرباطية المدينة المنسية.