منذ امد بعيد والشعب الكوردي يناضل من اجل نيل حقوقه وفق صيغة يضمن له الحياة اللحرة الكريمة والصيغة الامثل لعدم تكرار مآسيه تتمثل الان في الفدرالية .
وهذه الصيغة اي الفدرالية أتت تاريخيا من اجل توحيد الاقاليم والمناطق، لم يشهد التاريخ اية محاولة فيدرالية لتقسيم البلدان بل بالعكس، خذ كل البلدان، بما فيها الولايات المتحدة الامريكية، كندا، المانيا، هذه البلدان توحدت على اساس الفيدرالية، واليوم الفيدرالية نظام عصري لأكثر من (70) بلدا في العالم، فالفيدرالية في الحقيقة هي لتوحيد الوطن وليست الفيدرالية تقسيمية، لذلك فالاستناد الى الدستور العراقي في موضوع الفيدرالية يعني ايضا الالتزام بالعراق، لانه يتمسك بالوحدة العراقية التي يمثلها الدستور ويجسدها، ثم يستند الى قرار من البرلمان العراقي حول الفيدرالية، فأيصا يتبنى قرار البرلمان على الفيدرالية.
وان الفدرالية في كوردستان العراق لم تقم على أساس طائفي ولايمكن أن تقوم، ولايسمح شعب كوردستان بأن تؤسس فيدراليته التي رعتها قوافل الشهداء على الطائفية التي طالما رفضتها القيادة الكوردستانية.
لقد كان ، ولايزال ، للأحزاب الكوردستانية وقادة شعب كوردستان ، الدور الأساسي في بقاء العراق موحداً .
فالتقسيم ، و بالمفهوم العام أي التجزئة و خلافاً لآماني و حقوق و رغبة مكونات الشعب العراقي ، لم يكن جزءً من مناهج الأحزاب الكوردستانية .
كما انه أصبحت الفيدرالية اليوم مطلبا لجميع الفصائل الكوردية، ويؤكدون بان الفيدرالية هي الحل للكورد في العراق الجديد”،
ان الحالة التي عاشها اقليم كوردستان العراق منذ عام 1991، وحتى الساعة هي الحالة المثالية التي يمكن اقتناصها في زحمة الصراعات السياسية والعسكرية في المنطقة وفي العراق تحديدا.
وبعد هذه السنين من ذكر اهمية الفدرالية وعقد العديد من المؤتمرات يقف البعض وعن قصد بالضد من الطرح الفدرالي لاعادة العراق الى الوراء بعد تقدمه وتفهمه لوضعه .
ومن أجل مناقشة المشاكل الكبيرة في العراق و تشخيص المسائل العويصة وبناء العلاقات الصحيحة بين ممثلي جميع مكونات الشعب العراقي ، و في سبيل بناء الرؤيا المشتركة للعراق المستقبلي و تقوية دعائم نظام المشاركة في العراق و مناقشة كافة القضايا المتعلقة بكيفية بناء النظام الإتحادي ، بادرت القيادة الكوردستانية الى دعوة كافة ممثلي الأحزاب والحركات الى مؤتمر عام شامل في كوردستان وفي عاصمة الأقليم اربيل للوصول الى المصالحة الوطنية و معالجة الموقف .
طبيعي إن هذه المبادرة تنبع من حرص الكورد على العراق الفدرالي الموحد ، والعراق التعددي الديمقراطي فخيارالوردهو العيش معاً ، ولكن على أسس تستند الى حقوق الجميع والحرية والديمقراطية .
وبعد التشاور مع الاطراف المعنية وانضاج الامر سوف يتم توجيه دعوة رسمية الى كافة الأحزاب والقوى السياسية و الشخصيات المستقلة المؤثره العراقية و خلال فترة زمنية معينة لحضور المؤتمر المزمع عقده .
فالفدرالية هي الحل ، ولقد ناضل الشعب في كوردستان من أجلها لمدة طويلة و تبنتها الأحزاب العراقية في زمن المعارضة ، و لقد أصبحت الفدرالية خياراً عراقياً و دستورياً بعد التصويت على الدستور العراقي من قبل أكثرية أبناء الشعب العراقي ،و تبنتها الأكثرية الساحقة من الأحزاب والحركات السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية أو المؤتلفة في الحكومة . إذنً فاالفدرالية قرار عراقي قبل أن تكون خياراً خارجياً ، وهي تعبير دستورى لأعادة صياغة الدولة العراقية ، وحل المشكلة العراقية و ليس فقط حل القضية الكوردستانية . وبالرغم من الاختلافات بين الجماعات العراقية فكلهم حريصون على وحدة العراق والفدرالية هي الحل .و ان الكورد يجب عليهم البدء من الصفر لافهام العراقيين بضرورة الفدرالية كضمانة لوحدة العراق.
*صحفي من كوردستان – هه ولير