بغداد/ بعد معاناة وصراع طويل مع المرض، فقد الوسط الفني والثقافي احد اعلامه الكبار استاذ آلة العود والمؤلف والباحث الموسيقي سلمان شكر الذي يعد آخر الاسماء في جيل الكبار من عازفي العود في العراق ومنجماً لهذا الفن الاصيل.. فقد وافت المنية الراحل الكبير في بغداد ليلة 26 من ايلول بعد معاناة من المرض والاحباط بسبب شظف العيش..
لقد ترك فناننا الراحل تراثاً موسيقياً مهماً نهلت منه اجيال كبيرة من عازفي العود تتلمذوا على منجزه الابداعي الذي يعد علامة شاخصة في المشهد الموسيقي العراقي.
ولد عام 1921 واسمه الكامل سلمان بن شكر بن داود بن حيدر محمد علي عارض والده نزعة ولده الى الموسيقى، ولكنه رغم الصعوبات شق طريقه.
وعمل عازفاً على آلة الكلارنيت في الجوق الموسيقي الذي أسسه الرائد حنا بطرس ثم التحق بدورة في معهد الموسيقى عام 1936.. تتلمذ على يد الموسيقار الشريف محيي الدين حيدر بن علي الذي تخرج على يديه ابرز عازفي العود في العراق والشرق امثال جميل بشير ومنير بشير وآخرين فدرس الموسيقى العربية وآلة العود ثم ترك الدراسة وعاد إليها وتخرج من المعهد عام 1944 .
عين في المعهد استاذاً لآلة العود عام 1947، واستمر في عمله لاكثر من ثلاثة عقود ترأس اللجنة الوطنية للموسيقى لعدة سنوات ومثل العراق في مؤتمرات وندوات ومهرجانات كثيرة وله الكثير من التسجيلات في دار الإذاعة والتلفزيون العراقية إضافة إلى تقديم العديد من العروض المنفردة لآلة العود في الصين، إيران، المانيا، انكلترا الولايات المتحدة الأمريكية، مصر والاتحاد السوفيتي.
من مؤلفاته الموسيقية: الغجرية 1944، وادي الموت 1949،من وحيها 1952 سماعي ماهور 1949، سماعي رست 1972، وبشرف شد عربان 1974، سماعي نهاوند 1958).
تخرج على يده العديد من الموسيقيين العراقيين من عازفي العود منهم علي الأمام و معتز محمد صالح البياتي وحبيب ظاهر العباس والمرحوم الأستاذ حسام الجلبي وعازف العود اليمني جميل غانم.
اسس سلمان شكر في اواسط الستينيات (خماسي العود البغدادي) الذي ضم اضافة اليه كلاً من آرام تاجريان وارام بابوخيان وجورج مان وحسين قدوري.
عرف عن الراحل عزوفه عن مصاحبة مغنٍ أو عازف للموروث الموسيقي والسبب كما يرى الباحث الموسيقي عاصم الجلبي هو للحفاظ على المحتوى الموسيقي والفلسفي لمدرسة بغداد للعود. هذا المحتوى الذي وضعه استاذه الشريف محيي الدين حيدر باعطاء آلة العود منزلة اوسع واكبر من كونها آلة مصاحبة ومراسلة وانما باظهار هويتها وشخصيتها كآلة منفردة تستطيع ان تعبر عن ذاتها وعن قدرتها في التعبير.
تحسب للراحل عدد من التجارب الموسيقية المهمة منها قيامه اثناء تواجده في لندن بعمل مشترك مع البروفيسور هيوود وهو كونشورتو العود مع الاوركسترا والتي تم تقديمها بالتعاون مع الـ بي بي سي ولندن سمفوني اوركسترا قال عنه العالم الموسيقي كلود شابرير: يمكن وصف سلمان شكر كمطور للتقسيمات، والافضل كموسيقي ذي طبيعة صوفية، ان كان عزفه للاعمال الكلاسيكية أو لمؤلفاته الخاصة وكان استعماله للريشة دقيقاً وعزفه بعيداً تماماً عن الديماغوغية.
الرئيسية » شخصيات كوردية » رحيل آخر اعلام مدرسة بغداد للعود .. سلمان شكر .. مفخرة كبرى في الموسيقى الشرقية