الرئيسية » مدن كوردية » بدرة – زرباطية

بدرة – زرباطية

تعتبربدرة من المناطق الحدودية المهمة حيث تبعد عن مركز مدينة الكوت 70 كم وتحاذي جمهورية إيران الاسلامية من الشرق وتبلغ مساحتها 1835 كم مربع .. تشتهر هذه المدينة ببساتين النخيل ومقالع الحصى اما التقاليد والاعراف التي كانت تمتاز بها هذه المدينة فقد كانت تنصب على زيارة تل العكر الذي يبلغ إرتفاعه 20 م وطوله 500 متر والتي تعتبر من المناطق الاثرية المهمة في اوقات الربيع والاعياد كما وتزور العوائل مرقد السيد عبد الله صالح من نسب آل البيت عليهم السلام ومناطق في طعان وزرباطية الحدوديتين لامتيازهما بالهواء النقي وبالمزارع والبساتين .. كانت عادات الزواج عندهم تتمثل بزفاف العروس على هودج صغير محمول على البغال او الجمال يتقدم الاهل والاصحاب وصولاً إلى بيت العريس وكانت الاربعينيات والخمسينيات تتمثل بأرتداء المرأة البكر عباءة برتقالية اللون إظهارًا لها بأنها غير متزوجة اما المتزوجات فيرتدين العباءة السوداء مع برقع يسمى ( البوشية ) يحجب الوجه .
تمتاز مدينة بدرة بتأسيسها في العهد السلجوقي حيث بناها القائد بدر الدين الطغرائي فجاءت التسمية مقترنة بمؤسسها والبعض الآخر يقول إنها سميت بدرة لطرقها الشائكة والتي كانت تمتاز بالرمال المتحركة لذلك جاءت التسمية على لسان اهلها (( بدري ))و تعني الطريق السيء ..
معظم اهالي بدرة يزاولون اعمال البساتين والزراعة وكان مصدر المياه هو نهر الكلال الذي كان يفيض في اوقات الشتاء والربيع وعلى مياه الامطار فقد كان حوض الكلال لايخلو من المياه حيث يمتد عبر الجبال والينابيع ..
إن قضاء بدرة منذ فجر التاريخ كان ساكنيها من القومية الكوردية وهم نزحوا من كوردستان إيران عبر جبال (( بشتكو )) ومن ضواحي مندلي وخانقين وسكنوا مناطق( بدرة وزرباطية وطعان وورمزيار وباقساية ) وكانت تلك تمثل طرقًا تجارية ضخمة للتبادل التجاري التي كانت حيث يتم نقل البضائع على الدواب وهي تتجه عبر خراسان وبالعكس ..
ومن اشهر التمور المنتجة في هذه المناطق الابراهيمي والبدراية والدكل والبربن..
وعبورًا إلى ناحية زرباطية التي تبعد 18 كم عن مركز بدرة والتي جاءت تسميتها تعبيرًا عن موقعها الجغرافي وسهولها وجبالها المترامية بينها وبين إيران كذلك بأشتهارها بزراعة الفستق والجوز وغيرها ولهواءها النقي ومواقعها السياحية وطيبة اهلها وبساطتهم كونهم مضيافين وإقترانًا بتلك المواصفات جاءت تسميتها ((زرباطية )) وتعني ((الاناء الذهبي)) وهي منطقة عليها منافذ كثيرة للعبور إلى إيران منها منفذ (عرفة) الحدودي حيث تم إعماره بعد الاهمال الذي اصاب المنطقة نتيجة الحرب مع إيران حيث كان الحكام في العهد الدكتاتوري كانوا قد افرغوا المدينة من سكانها الكورد الاصليين بطريقة التسفير والقتل حيث باتت بدرة وزرباطية الآن مناطق شبه مهجورة قياسًا بمناطق الحدود مع إيران مثل (مهران) و(ايلام) التي تمتاز بالعمران والخدمات الكثيرة لاستقبال الزوار للعتبات المقدسة من الطرفين ..
وقد كان النظام البائد لايفتح طريقًا او يعيده إلا لغاية في نفسه الشريرة فقد انشأ اسواقًا ومحطات تجارية وسياحية في حينه لغرض إمداد الجيش بشتى اسباب الراحة وتجهيزهم بالمؤونة لغرض سياسي ضيق ..
اما العشائر العربية التي توالت على هذه المنطقة فمعظمها من ارياف الكوت وشيخ سعد والدبوني والعزيزية وديالى والعمارة والتي اصبحت متعايشة مع القومية الكوردية إلا ان عدم وجود مفكر يقود تلك المنطقة او يدافع عنها باتت تلك المناطق تشكو من الاهمال مع إنها يجب ان تظهر كوجه من اوجه العراق الحضارية ..
إن وجود المقالع التي إنتشرت بصورة هائلة في منطقة بدرة وزرباطية سوف يؤثر سلبًا على بيئة المنطقة وجغرافيتها بما يتعذر معها إنشاء المشاريع على ارضها التي باتت تشكل مستنقعات في موسم الامطار ..
إن عدم وجود ارضية صالحة للعمل وعدم الالتفات إليها على إعتبار إنها منطقة سياحية وتجارية ودينية ومن هذا الاتجاه ينبغي من الدولة ان تباشر تنظيف حوض الكلال وتعبيد شوارع بدرة وزرباطية وتشجيرها وفتح المراكز التجارية والصناعية على إمتداد الطريق إليها من الكوت – بدرة , دبوني –بدرة , بدرة – جصان , زرباطية .. وإنشاء ابراج للهاتف النقال الذي حرم منها اهالي بدرة وزرباطية وإنشاء محطات كأجراء اولي في الطرق الخارجية المؤدية من وإلى بدرة عبورًا إلى الحدود الايرانية لادامة المركبات وفتح مراكز صحية اولية ومحلات تجارية لتبقى هذه الامور في ذاكرة المسافرين من وإلى إيران مع فتح وكالات تجارية للصناعات الوطنية لغرض إطلاع الزوار على المعالم الصناعية والحضارية لعراقنا الاتحادي ..
إن هذه المناطق تحتاج إلى مسؤولين إداريين لوضع خطة متوازنة من اجل النهوض بها إلى مستوى الرقي كونها مناطق حدودية وم خلال حرمان اهلها من الخدمات والذين ذاقوا الامرين من خلال حربنا مع الجارة إيران حيث إن مشيداتها قد إنهارت بفعل الضربات الجوية والمدفعية حين كانت تمثل الجبهة الغربية للقتال ..
وفي فترة الخمسينيات كانت منفى للقوى المناضلة في العهد الملكي مما تولد إنطباع الثقافة السياسية والوطنية عند اهلها البسطاء الذين كان عدد سكانها مع بلدة زرباطية 18 الف نسمة اما الآن فقد تضاربت الاحصاءات كون إن المنطقة غير مستقرة منهم من نزحوا إلى إلى بغداد والكوت ومنهم من سفروا إلى إيران وبقوا فيها لحد الآن لذلك ومع نزوح عشائر جنابات شيخ سعد والعبودة من العزيزية والدبوني وعشيرة بني لام من المناطق الحدودية للمدينة وعشيرة النصيرات والجنديل وغيرها مما اتاح لهؤلاء الاستقرار وشراء المزارع والحقول حيث إن جميع اسباب النزوح تنصب على على تخلفها عن الركب الحضاري وعدم توفير الخدمات فيها وابسط مستلزمات الحياة كونها تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب نظرًا لظروف الحرب التي مرت بهذه المنطقة .