الرئيسية » مقالات » تكـنـوقــراط خــراب البصـــره …

تكـنـوقــراط خــراب البصـــره …

صـرح فخامـة رئيس الوزراء السيد نوري المالكـي’ بأنـه سيتم املاء شواغر الحقائب الوزاريـة بوجـــوه تكنوقراط ’ ربمـا الأمر على سبيل الضحك على الذقون ’ او ربما ضحـك معـه بعـض الفخامات والسعادات والسماحات على آخـر نكتـه ساخـره حـول مأزق العراق وبؤس العراقيين ’ او طلب مثلاً مـن ممثلي القوائم التي فازت بالأنتخابات الأخيرة ’ ان تقدم كل منهـا وبأختيارها طبعـاً ( كـم تكنوقراط لازمين سـره ) ليكون ذلك مصـدر اوهام او تخدير اضافيـة يتلهى بهـا الشعب ( كــم شهـر ) .
لو سألنـا السيد المالكي حفظـه اللـه : الـم تكن حكومتـه الراهنـة هـي حكومـة تكنوقراط بأمتياز … الم تكــن بكامـل اشخاصهـا مـن اصحاب الشهادات العاليـة جـداً تحمـل مقدمات اسمائهـا والقابهـا مداليا ال ( د ) التي تعني الدكتوراه وليس (داده ) بينهـم المهندسين والأطباء والحقوقيين وخبـراء الـذرة والأجتماع ـــ وعلى هـل رنــه ـــ … ؟
استذكر هنـا نكتـه سابقـة جاءت على لسان السيد القائـد مقتدى الصـدرقـدس اللـه سره وادام ظلـه ’ عندمـا طلب مـن السيد المالكـي اشغال حقائبـه الوزاريـة الشاغرة بأخرين تكنوقـراط ’ شـرط ان يختارهـم التيار .. ــ وحمـل جمال ــ
ومثلمـا يضحـك القادة والرؤساء والفخامات والسعادات والسماحات علـى انفسهـم اولاً ثـم يمرروهـا بلاهـة الى الآخرين ’ فـن حـق جـراح العراقي ان تضحك مـن جانبها على آخـر نكتـة ( ماصخـه ) يفبركهـا رئيس وزراءنـا نيـابـة عـن طاقمـه لحكومـة المصالحـة وال …….. ……. ؟
ابتـداء خـراب البصـرة منـذ تشكيل مجلس الحكـم الموقت على اساس الأنتمـاء القومـي والطائفـي مرقعـاً ببعـض الأسمال الحزبيـة ’ واستمـر تدميـر المجتمع العراقـي بمعاول المذهبيـة والعنصريـة وضيق الأفق الفئوي الـى يومنـا هـذا بـوتيرة بلغت كارثة اللاعودة فيهـا مستوى مـرعب لا يمكـن معالجتـه بمزيـد مـن السخريـة والضحـك علـى ذقـون الناس والردح على مآساتهـم وعذاباتهـم .
العلاج الشافي يبـداء مـن حيث ابتـداء الخطـاء عند الخطوات الأولى لنهـج التحاصص والتوافق على اساس التمثيل المفترض ظلماً وتجاوزاً للطائفـية والقوميـة والمذهبية داخـل حدود النفوذ المناطقـي البعيـد اصلاً عـن مباديء واعـراف الكفاءة والنزاهـة والتحلي بالقيـم الوطنيـة والمباديء الأنسانيـة والتخلـق بالصدق والحـرص على مصالـح الوطـن وسلامـة المجتـمع .
ماذا تعنـي نكتـة التكنوقراط المتأخـرة فـي اوضاع فقـد فيهـا القانـون هيبتـه ودوره وتأثيـره داخل اجواء الفوضـى وانفلات المليشيات المسعورة التي تمتلك كل وسائل وقـدرات التحلل والأستهتار الفاضـح علـى عموم الشارع العراقي تقريبـاً ’ تفـرض ظلاميتهـا على مقدرات المواطـن عبـر التهجيـر وبشاعـة الموت اليومـي وتعميم الفساد والرذيلـة وجنون الفرهـود وتهريب ثروات الوطن وارزاق الناس وزرع الخوف والرعب والأحقاد والكراهيـة وتدميـر الثقـة واشعال اسباب الفتنـة .
ماذا تنفـع رقعـة التكنوقراط مـع مجلس نـواب لا يستحق حتـى العتب ’ ومـع مؤسسات حكوميـة مخترقـة حتى العظم همهـا التآمر والتنكيل ببعضهـا ’ ومـع مجلسي رئاسة ووزراء عصيـدة مـن الكيانات المتناقضـة كـل يوم يتغيـر طعمهـا وروائحهـا حسب شهيـة وميول وتبعيـة الطباخ المحتـرم .
ان كان السيد المالكي جاداً مقتنعـاً وراغباً بتحقيق ما يقولـه ويتمنـاه على الأقـل ’ اسألـه على سبيل التخريف الشخصـي .
هـل يعتقـد ان مجلس النواب المحاصصاتي وعيـاً ووظيفـة ’ آلـي الحركـة والتفكيـر والأرتباط ’ ان يكون موضوعيـاً حـراً مقتدراً انسانيـاً ووطنيـاً على ان ينتخب رئيسـه صابئاً مندائياً تتوفـر فيـه الكفاءة والنزاهـة والأخلاص ’ او يصوت لأنتخاب رئيساً للـوزراء ايـزيديـاً على اساس القيم الوطنيـة والجدارة والوفاء’ وكردي فيلـي رئيسـاً للجمهوريـة اذا ما توفرت فيـه حقاً اغلـب المواصفات الوطنيـة والقيم الأنسانيـة وحب العدل والمساوات … هـذا اذا كان الأمـر منسجمـاً حقاً مـع ما للوطـن مـن مصالـح وللشعب مـن اهداف لحاضـره ومستقبلـه ’ والأمـر بمجملـه خاضـع لصـرامـة التجربـة والرقابـة الشعبيـة .
عفواً انـه كمـا قلت ’ مجرد تخريف شخصـي ’ مـع ذلك وبالتأكيـد ستستنفـر رموز العمليـة السياسيـة الرسميـة وريثـة ما سبقهـا بقوائمهـا وطوائفهـا وقومياتهـا ومذاهبهـا ومنتفعيهـا على وقاحـة تخريفـي غيـر المنسجـم مـع ديموقراطيـة انتخابات ( هـذا لنا وذاكـه لكم ــ وهـذه حدودنـا وتلك حدودكـم ـــ ) ولا مـع النتائج الباهـرة لمشروع التحاصص والتوافق وتوزيـع المواقـع و الأسلاب الذي اصبـح عبـرسنوات السقوط الآخيـرة تقليـداً راسخاً وواقـع لا يمكن تجاهلـه والقفـز علـى نتائجـه كحقـاً شرعيـاً للوصايـة على الوطـن وتمثيـل الشعب فـي سراءه وضـراءه ’ والنطق بأسمـه وحتى اللعـب بـه وعليـه دستوريـاً ’ اضافـة لذلك كونـه خطـراً علـى مسيـرة العمليـة السياسيـة التي نتـج عنهـا المكسب الكبير للمصالحـة وعفـى اللـه عما سلف ( والما يرضـه عليـه ان يناطح جبـل المقسوم عليـه )… ؟
لو ان حكومتنا ( المنتخبـة … ) عرفت قدرها وحـدود امكانياتهـا وحقيقـة دورهـا والمسموح وغير المسموح لهـا والنقطـة التـي يجب ان تتوقف عندهـا قبـل الخطوط الحمـراء لسلوكهـا .. وتلتفت مستأذنـة المندوب السامـي ( للتحرير … ) لقـدر الشعب ظروفهـا واحتـرم صمتهـا وجاملهـا بالقـدر المستطاع و( الهدايـا على مقدار هاديهـا ) لا ان تتناسا وتوهـم نفسهـا وتتجـراء على استفزاز المأزق الوطني وعذابات الناس ومآساتهـم وتدعـي ما ليس بأستطاعتهـا فعلـه وكما يقول المثـل ( رجليـه بالخـر….. ويعوعــي ) .
ايتهـا الفخامات والسعادات والسماحات ’ يكفـي محاصـرة وعـي الناس وارادتهـم داخـل جدران طوائفكـم وقومياتكـم ومذاهبكـم واحزابكم وخنق طاقاتهـم ومبادراتهـم فـي دهاليز انتفاخ اورامكـم الشخصيـة والفئويـة .. اطلقوا مصيرهـم ليواجهوا قدرهـم كما هو ليبحثـوا ويجـدوا رأس الشليلـة لمأزقهـم وعذاباتهـم بمفردهــم ’ واسحبوا عـن بصيرتهـم غيـوم التضليل والتجهيـل والخداع واوهام التبعيـة ليروا مطبات بؤس واقعهـم … استروا حالكـم واضغطـوا على صمام اسهالات تصريحاتكـم وعنجهياتكم وعنتريات ادعاتكـم فسكوتكــم مـن ذهـب واجركــم علـى اللـه .
22 / 09 / 2007