الرئيسية » مقالات » أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟

أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟

التصريحات الأخيرة للدكتور اياد علاوي بخصوص دوره في التمهيد لإجراء مفاوضات بين مسؤولين امريكيين وبعثيي عزة الدوري , قد لا يكون البعض سمع بها من قبل , في حين أنّ أخبار هذه المفاوضات كانت قد تسربتْ سابقا ومنذ مدة طويلة . ولا غرابة في أن يكون أياد علاوي هو الطرف الوسيط لهكذا نوع من المفاوضات , فالرجل بعثي الإنتماء, وقديما قيل من شبّ على شيء شاب عليه . ويذكر أنّ بعض وسائل الإعلام الغربية كانت قد أشارت من قبل , الى مثل هذه المفاوضات وقالت بأن اللقاء الأول بين مسؤوليين أمريكيين وبعض الجماعات البعثية المسلحة / جناح عزة الدوري , كان قد تمّ في بيت الدكتور أياد علاوي وكان هو الذي مهّد للتقريب بين الطرفين ومن ثمّ لقاءهما في بيته , ثم أنتقلت هذه الإجتماعات بعد ذلك , الى المملكة الأردنية , فجرت سلسلة من هذه الإجتماعات أو المفاوضات وكان محورها المركزي , هو أن تكفّ هذه الجماعات المسلحة عن هجماتها مقابل تخلي قوات الإحتلال عن ملاحقتها وأيضا فتح الأبواب أمامها للإشتراك في العملية السياسية والسعي أيضا الى إلغاء قانون إجتثاث البعث . وعلى مايبدو أنّ مفاوضات الطرفين وصلتْ في النهاية , الى طريق مسدود .هناك ثمة منْ لا يرى ضيرا في تقريب بعض العناصر البعثية , خصوصا تلك التي إختارتْ العمل في صف المعارضة في ذلك الوقت , أمّا أنْ يكون التفاوض هذه المرة مع طرف بعثي يرتبط مباشرة بشخص عزة الدوري فإنّه يثير أكثر من تساؤل وتساؤل لأسباب عدّة : أولها أنّ عزة الدوري ما زال في نظر الأمريكيين فضلا عن العراقيين , هو ذلك الشخص المطلوب للعدالة . وثانيا , إن عملية إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كان هدفها الأساس كما هو معلن في حينه , إسقاط حكومة البعث في العراق والمفارقة هنا , أنّ عزة الدوري الذي جري التفاوض مع الجماعات البعثية المرتبطة به , هو الرجل الثاني في هذه الحكومة التي تمّ القضاء عليها . فكيف والحال كذلك , يتم التوفيق بين هذين المطلبين المتناقضين ؟؟ أيْ بين مطلب إسقاط الحكومة الذي تمّ وبين التفاوض مع جماعة مرتبطة بالرجل الثاني بعد صدام حسين . وهناك تساؤلات أخرى قد يطول المقام بنا إذا مررنا عليها جميعا , غير أننا نستطيع من كل ذلك أنْ نستقرؤ الآتي . إن الإدارة الأمريكية , لاشك بدأت ومنذ وقت مبكّر تعيش حالة إحباط قصوى في العراق نتيجة فشل برنامجها السياسي في العراق , سواء على مستوى الأهداف الآنية أو الستراتيجية , الأمر الذي إضطرها للبحث عن منافذ للخروج من دوّامة هذه التعقيدات التي تشير الدلائل الى أنّها ربما لم تكن قد خططتْ لها مسبقا , وما تلك المفاوضات المذكورة وغيرها من الإجراءات الأخرى , إلاّ دليل على إفلاسها , وأكثر من ذلك يلاحظ على الإدارة الأمريكية تبدّل خطابها السياسي تجاه الكثير من الأجندة التي كانت تحتل المقام الأول في طروحاتها السياسية وقد أسدلت عليها الآن ستار النسيان , ومن ذلك مثلا لا حصرا , تخلّيها عن التغني بإرساء النظام الديمقراطي في العراق , ويبدو أنّ الإدارة الإمريكية وجدت ما يشغلها أكثر من إنشغالها بهذه المطالب , فهي الآن من المؤكد تسعى جاهدة للخروج من العراق بطريقة تحفظ لها ما تبقى من ماء وجهها , بالطبع إذا كان هناك ثمة وجود لماء الوجه لا زال باقيا . وأما بخصوص الدكتور أياد علاوي , فهناك سؤال يفرض نفسه أيضا , إذا كنت حسب الفرض من المعارضين لحكومة البعث السابقة , فماذا تسمّي لنا جهودك الإستثنائية لتقريب البعثيين من دائرة الضوء ؟ وخير من يجيب عن هذا السؤال هو جناب الدكتورأياد علاوي نفسه .