الرئيسية » التاريخ » ثورة ايلول واشكال التحول النوعي في اساليب النضال والحياة

ثورة ايلول واشكال التحول النوعي في اساليب النضال والحياة

تعد ثورة ايلول احدى الانعطافات التاريخية الاهم في حياة الشعب الكوردي باثارها الانية والمستقبلية باعتبارها الاداة النضالية الفعالة التي نقلت القضية الكوردية الى المحافل الدولية الى جانب الدبلوماسية. في ظرف محلي ودولي متضارب الاهواء والمصالح من جهة واعتبار الكفاح المسلح واحداً من انجع الاساليب الكفاحية والنضالية حينئذ.
ثورة ايلول هي الخط الفاصل بين مرحلتين اتسمتا بقواسم مشتركة متعددة واختلفتا في تاكتيك واستراتيجية العمل تلك الاستراتيجية التاريخية التي اسست الارض الصلدة التي تقف عليها اليوم القوى السياسية الكوردية الوطنية ومن وحي منطلقاتها وتجاربها بمناخاتها الديمقراطية والقائمة على وضع حقوق الشعب الكوردي فوق اي اعتبار، يشيد الكورد اليوم تجربتهم الديمقراطية ومنذ عقد ونصف في منطقة تلج في حمى صراعات وتوترات متعددة المشارب والاتجاهات فيما يعزز الكورد السلام الاهلي واساليب الحوار والانفتاح على الاخر انطلاقا من مبادئ التعايش السلمي وثقافة التسامح وغيرها من المفاهيم التي ادخلتها ثورة ايلول في معجم قاموس الثقافة والسياسة الكوردي التي اسس لها وبحكمة وبصيرة نافذة البارزاني الخالد.. قبل الصباح الايلولي المشرق في حياة الكورد كانت هنالك ثورات وانتفاضات عديدة فالكورد هم الشعب ذو التاريخ الكفاحي الاطول في العصر الحديث ولقرون من الزمان قدم الكورد خلالها تضحيات قلت مثيلاتها على مختلف الصعد ولعبت العوامل الجيو-سياسية الى جانب العوامل الذاتية والموضوعية وسياق العمل الثوري ازاء تفهم حركية الواقع دوراً بارزا في اخفاقات تلك الانتفاضات والثورات. ومع بزوغ الثورة وسطوعها حدث التحول النوعي بسلسلة التغيرات الهائلة ابتدأ من البنية الفكرية وما افرزته تلك المرحلة من تطور نوعي في الوعي السياسي والفكري الى تفهم شروط الواقع الموضوعي ووضع آليات العمل الثوري النضالي فضلا عن تحديد مسارات الكفاح المسلح ذلك الكفاح الذي انتزع زمام المبادرة السياسية والعسكرية من الانظمة السياسية المتعاقبة رغم مجهودات الدعم السياسي والمالي والتسليحي الذي تلقته تلك الانظمة من اطراف دولية متعددة راق لها الرقص على معاناة الشعوب وكفاحها وتلك احدى الاشكاليات الاخطبوطية في العلائق الدولية على مسرح الاحداث انذاك. وتعد انجازات الثورة تراثا ومعينا لاينضب للشعب الكوردي في كفاحه الناهض في سبيل حقوقه المشروعة. وحققت الثورة خلال مسيرتها انجازات سياسية مهمة تمثلت في انتزاع الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي عبر بيان اتفاقية آذار عام 1970 ومن اعتى الانظمة العدوانية والفاشية على صعيد المنطقة وبرغم وصول الاتفاقية الى طريق مسدود وقيام النظام الشوفيني بحملة ترقين الوجود القومي الكوردي عبر مختلف انواع السياسات القائمة على الصهر والقمع والتطهير العرقي والتعريب الذي شمل المناطق والمدن والقصبات الا ان الشعب الكوردي خرج من محنته منتصرا واضاف الى تراثه الزاخر دروساً وتجارب جديدة استلهاما من جذوة ايلول المتقدة في ضمير الكورد. وعلى طول مسار حركة التحرر الكوردي مد الكورد دائما ايديهم الى اي محاولة للسلام ومن اية حكومة تعاقبت على دست الحكم رغم علم القيادة التاريخية لحركة التحرر الكوردية بان تلك الاعلام المرفوعة للسلام من جانب الحكومة ليست الا فرصة لالتقاط الانفاس وتجميع القوى لتعطي الثورة درسا في ان الحياة تبنيها خيارات السلام وليس الحرب لكن الذهنية العدوانية والانغلاقية للانظمة المتعاقبة والتي كانت لاترى الامور الا من فوهات المدافع وادوات القمع والنفي والمطاردة ابت الا السير في ركاب الظلم والاعتداء والتي كان يلقى بها دوما في مزبلة التاريخ كونها ضد تطلعات المكونات الاجتماعية العراقية ككل. ان اسلوب الكفاح الذي اتبعه الكورد ورسمه نهج البارزاني الخالد في ثورة ايلول اضحى محط اعجاب العالم وشرع العديد من القنوات الاعلامية العالمية تزور مواقع الثورة لتروي قصة الانجاز الثوري الكوردي القائم على قيم المحبة وعدم الانجرار الى المواقف المتطرفة رغم تطرف الانظمة في استعمال اساليب العنف والقهر والتي شكلت حملاتها الدموية واستخدامها اشكال اسلحة الدمار بما فيها المحرمة دوليا وقتها كقنابل النابالم فضلا عن موجات القصف المتعدد الاشكال والطيران ان الاسلوب الكفاحي لثورة ايلول يسجل لها بفخر انها لم تستهدف يوما الابرياء او البنى التحتية او الخدمية والتي يتمتع في ظلها الشعب فالقيادة التاريخية كانت تفصل في الامر تفصيلا باتا رغم قساوة المواجهات ودفع السلطة باساليبها الماكرة الى جر الثورة الى مواقع كهذه.
وفي ذكرى الثورة وشذى عطرها المبارك الف تحية للبارزاني الخالد ولشهداء الحركة التحررية الكوردية والعراقية.