pukmedia 2007-08-22 |
إحتلت كرماشان مركزاً مرموقاً زمن الساسانين الذين كانت لهم الامبراطورية التي عاصمتها “تيسفون” “سلمان باك-المدائن الحالية في بغداد” وان خسرو الأول أوكسرى الأول بنى القصر الجميل لاصطيافه فيها مع زوجته المسيحية ، فسميت بمدينة قصر شيرين ، وكانت فتحتها الأولى مدينة “الون” التي سميت فترة “بحلوان ثم خانقين” وكانت القصور الملكية التي هي الآن طاق كسرى في سلمان باك كانت تسمى “جاي كردن” كما تسمى “كبول” في افغانستان أي محطة الرأس وبنى خسرو الثالث طاقاً شبيها له في مدينة تسمى اليوم بـ”أيوان” نسبة للطاق الرئيس.
بقي ان نذكر ان مساحة كرماشان 24434 كم2 ولها حدود مشتركة مع العراق بطول 330كم ودرجة حرارتها تتراوح بين 14 درجة تحت الصفر شتاءا و 42 فوق الصفر في الصيف. يقول باحث ألماني كما يذكر البروفسور همزائي في مجلة مهاباد العدد 75 ان ألفين وخمسمائة سنة من التاريخ المعروف للمدينة، تثبت ان الكورد كانوا جزءاً أساسياً من الحضارة العالمية خاصة في المنطقة المحصورة بين جبل “براو” والسهل المواجه له من دينور حتى هرسين وجبل “الرحمه” المذكور في رحلة برسبولس اليوناني، تؤكد مدنية الكورد ومساهمتهم في الحضارة الايرانية التي تغوص الى ألف سنة في التاريخ، وإن الكورد هم أحفاد الميديين الذين بدأوا في كرماشان وانتشروا في الشرق الأوسط، فالكورد مرتبطون بالحضارة العالمية فمنذ ما عرف التاريخ وحتى غزو المغول فان كرماشان عرفت في خرائطهم على إنها بلاد الكورد وتسمى بكوردستان، ومؤشر في شجرة اللغات على إن الكوردية فرع من فروع اللغات الهندوأوروبية. بقي ان نستدرك ان كرماشان من خلال إمارة كلهور هي التي فتحت بغداد سنة 1592 م وسلمتها الى مراد الرابع، السلطان العثماني، وكانوا بقيادة ذوالفقار خان وصلوا كلهور، فجعلوا كرماشان وبغداد إمارة واحدة، لكن بفعل فاعل حرض ابراهيم خان أخاه ذوالفقار لإغتياله، وتم للعمثانيين الوصول الى بغداد، حيث اشتمت الدولة العثمانية رائحة النفط وكانت مفلسة في حينها من مناجم المواد الأولية كالحديد والفحم والمعادن النفيسة الأخرى، فرأت في البترول المادة التي تستعيد بها أمجادها، فأزهقت أرواحاً كثيرة، وبذلت الكثير من الأموال للوصول الى كرماشان، وحتى ألماينا التي اتفقت معها فقد تبرعت ببناء خط سكة حديد مجاناً لها، توصل العراق باسطنبول مقابل المشاركة في البحث عن النفط، ولما تأسست الشركة المستكشفة عن النفط تم تحديد حصة الباب العالي والمصرف الوطني التركي وحصة السمسار المهندس كولبوكيان 5% ولم يحدد فلساً لأهالي المنطقة من الكورد، والمفارقة العجيبة، إن الترك يريدون نفط الكورد ولا يحبون الكورد، حتى انه صدر أخيراً أقوالاً لبروفيسور معتوه في تركيا في 13/7/2007 ان لا وجود للكورد، إنما هم من أصول أرمنية وعلوية، ولا يوجد عنصر يسمى الكورد*. ان لهجة كرماشان كلهرية ذات أصول كرمانجية، تتحد في مفرداتها مع لهجتي سوران وبوتان، سوى انها تضيف “كه ” كما يقول اللغوي مكنزي، أما بالنسبة لكون قبيلة “اللك” التي آرزت كريم خان زند فالناس عفويا يقولون ان الكلمة تعني لر-وكلر فالحرف الأول (ل ثم ك) يصبح (لك) لإخفاء الصفة الكوردية الملتصقة بالكلهر، المكروهين من قبل الترك وآخرين بحيث أنهم حين علموا بنسابة كريم خان زند مع إمارة كلهور تولى القاجاريون الترك محاولة القضاء عليهم فقتلوا لطف علي خان قائد قواد كريم خان زند فصارت الدولة القاجارية حتى انهم حفروا لأنفسهم نقوشاً في نقوشات تاق و سان ويرى الكثير من المراقبين ان لهجة كلهر موجودة في كركوك حتى تيسفون (بغداد) وكانوا الرديف القوي تحت إمرة السلالة الساسانية. لقد كان الزحف المغولي التتري والتركي باتجاه الجنوب السبب في ضياع او انقطاع الحضارة عن هذه الانحاء منذ ان ظهر في التاريخ الاسلامي في القرن السادس الهجري الى بداية القرن العشرين. *كما يرد في انصات يوم 20 /8 /2007. |