pukmedia 2007-08-19 |
: أصل التسمية “كرمانج شهر” فالكرمانج هو التسمية القديمة للشعب الكوردي ، وشهر تعني المدينة ، إذاً فهي “مدينة الكورد” والدليل الأقرب ان مدينة تشرف على وادي كبير خلف كرماشان تسمى بـ”كرمانج شهر”. التقدير الثاني ان ضحاك ، الطاغية الذي حكم كوردستان ، ومن لبنان الى افغانستان ، حيث تقول الأسطورة ان ثعبانين كانا على كتفيه لا يهدآن إلا بوضع مخين لشابين من المملكة طبعاً ، والأصل فيها أنهم كانوا يؤخذون لحروبه وغزواته التي لم تنتهي الا بقتل “كاوى الحداد” له ، بعد ان استجمع الشبان الفارين من العسكرية ، أو من أكلت أمخاخهم ثم دربهم وثاروا في يوم نوروز ليوقدوا شعلة الحرية على القصر الملكي. في الكوردية قيل أن” كرماً” أي دوداً كان على كل كتف من أكتاف الملك الظالم ، فقيل “كرم هاشان” الدود على الكتف “كرم شان” دودة الكتف ، وهذه تعني عاصمة ذلك الملك. وطبعاً أن معظم الأدلة التي اكتشفت عن دولة “ماد” كانت في “سه ربل زهاو” قبل أكثر من 1773 سنة كما يرويه الدكتور كمال مظهر ، أن بعثة آثار اكتشفت أقدم أثر لدولة “ماد” في هذا المكان . ان هذه المدينة وتوابعها كانت مثار نزاع بين الدول الأوروبية والدولتين العثمانية والقاجارية لأنه منذ انصباب اهتمام البشرية على مصدر الوقود الجديد البديل عن الفحم الحجري ، كان البترول ، ولما كان الاكتشاف الجديد ذا اثر فعال في دفع عجلة التطور الحضاري الأمريكي فقد تنافس الانكليز والالمان وروسيا القيصرية وحتى فرنسا وهولندا من أجل الوصول الى هذه المحافظة الكوردستانية ، فقد جاهد السلطان العثماني أنور باشا من أجل ضم كرماشان الى العراق على اعتبار انها ايضا كانت تسمى بالعراق الأعجمي حسب الخرائط العباسية ونزل الى ان يرسل سيفاً مرصعاً بالجواهر الى “ايل خان” كلهور سليمان بن داود خان وعظمت بريطانيا شأن الرجل في جريدة “تكشتني راستي” التي كانت تصدرها السفارة البريطانية في بغداد بين سنوات 1917و1921 وكذلك حاول الروس التحالف مع الإمارة الكوردية التي كانت شبه مستقلة عن الحكومة القاجارية خاصة في محاولات داود خان مع نظام السلطة للسيطرة على العرش الايراني ، أي آخر ملوك القاجاريين قد خلف صبياً صغيراً بعمر ست سنوات مما اقتضى تشكيل مجلس وصاية على العرش. أسست بريطانيا شركة النفط الايرانية التي تولت الاستكشاف والحفر في منطقة كرماشان بالتحديد في كيلان غرب ناحية نفط شهر في حين ان الالمان تعاونت مع عشيرة أخرى تدعى السنجاوية للحفر في منطقة “جيا سورخ” جبل حمرين في الشمالي الشرقي من خانقين ، ولما خسرت المانيا الحرب العالمية الأولى ضاعت حقوقها . وقد استكشف النفط في البئر الأول من قبل الشركة البريطانية عام 1901 وجرى تقسيم الآبار 3،2،1 الى الحكومة الايرانية و 6،5،4 الى الحكومة العراقية وفي الجهتين كانت بريطانيا صاحبة الامتياز .
الأوروبيون جاؤوا من بعد آلاف الأميال الى كرماشان ، كي يحصلوا على النفط ، وصدام دمر المنشآت النفطية العراقية والايرانية والكويتية كي ينتقم من الأوروبيين كمن يحرق نفسه لايذاء الاخرين ، إذاً في كرماشان كان أول مصفى ايراني وأول مصدر للدخل في ايران ، فكانت الخزانة تعمر ايران ، وتحاول جاهدة على ان لا تعمر كرماشان ، على اعتبار انها تمتلك مصدراً آخرَ من مصادر الثروة كونها بوابة الدخول الى العراق حيث السياحة الدينية المتمثلة في زيارة الأماكن المقدسة فيها، وهذا المصدر لمعيشة كرماشان كان موضوع تآمر للحيلولة دون وصول الناس من ايران التي اعتنقت المذهب الجعفري ، وقد بلغت ايراداته المادية مبالغ ضخمة دفعت بأحد المفتين الدينين السعوديين الى محاولة هدم الأضرحة الجعفرية في النجف وكربلاء للحيلولة دون تنافسها مع مكة والمدينة التي يؤومها المسلمين في أسبوع واحد من السنة في حين أن عتبات العراق التي صارت مقدسة يؤومها الناس في طيلة أيام السنة ويهذه المناسبة فاننا قد لاحظنا ان الناس يشكون من البطالة وتفشي ظاهرة الادمان على المخدرات التي تباع باسعار الفواكة في ايران وربما بسعر أبخس . كرماشان بداية هضبة ايران التي مساحتها مليون ميل مربع ذات نفوس تجاوز المليونين تتكون من أربعة عشر قضاءً وهي : اسلام اباد، زهاو، كيلان غرب، قصر شيرين، هرسين، سنكر كيايي، باوه، جوان رود، دالاهو، روانسر، كنكاور، صحنة، ثلاث باجاني، جكا كاوانة.
فرنسا والمانيا التي قتلت الواحدة من الاخرى اكثر من عشرة ملايين ، بعد نصف قرن ، صارتا دولة واحدة بعملة واحدة ولا جوازات سفر بين الاثنتين الا للتعريف . فمتى ستكون العلاقة بين ايران والعراق وتركيا والسعودية والكويت بمثل هذه السهولة ، قد تصبح واقعا حين تنتهي المصالح الفئوية والطبقات المستحوذة. الآن وانت تنطلق في شوارع كرماشان تشعر براحة نفسية للمناظر الخلابة لديكورات المنازل والأزقة النظيفة فنرى عمال البلدية منهمكون في عملهم منذ طلوع الفجر ، هذا ينظف وذالك يسقي وذاك يصبغ الأرصفة. السيارات تجري بسرعة رغم ان تقنينا قد حصل ، وهو تخصيص ثلاثة لترات للسيارة الخصوصي وثلاثين لتراً للسيارة التاكسي . |