مكتب السليمانية- خالد احمد رشيد
كان رمزا وعنوانا بارزا للتضحية والفداء والنضال، وكان شخصية مرموقة في المجتمع الكردي في عصرنا الحديث، كما كان ايضا مقاتلا عسكريا ذكيا وكان مغوارا في صفوف قوات البيشمركه البطلة حيث سجلت له سيرته ومسيرته النضالية اروع المآثر مع رفاق دربه من المناضلين في الاتحاد الوطني الكردستاني، وكان ايضا نموذجا للانسان الصادق والأمين المثقف المتفاني في سبيل رسالة امته وشعبه وكان جسورا يواجه الموت ببسالة في ساحات القتال والشرف والذي كتبت له حروف التاريخ كلمات من ذهب. انه المناضل والمثقف والعسكري والأب “جبار فرمان” فقيد العراق وكردستان الذي وافته المنية عصر يوم الخميس 9/8/2007 بعد ان ظل يصارع المرض العضال الذي ألم به لأكثر من اربع سنوات، وكان رحمه الله مناضلا واعيا مثقفا اسهم اسهامات كبرى
في تقريب المذاهب داخل المجتمع الكردستاني وحتى داخل صفوف الاتحاد الوطني وكان له دور بارز في التقريب بين الحركة التحررية الكردية وقوى عراقية شيعية قبل سقوط النظام البائد لذلك فإنه برحيله قد فقدت الاوساط السياسية العراقية والكردية قائدا من الطراز الأول وسيسجل التاريخ في سفره نضال هذا الرجل العظيم الذي انجبته الامة الكردية كما انجبت رجالا افذاذا دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه..
واليوم ونحن نستذكر هذا الرجل المناضل العتيد جبار فرمان في اربعينيته ويستذكره اخوانه ورفاق دربه من المناضلين من بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني ليعبروا بحزن ووفاء بكلمات الرثاء لأنهم فقدوا أعز مناضل وصديق واعتبروه خسارة لكردستان..
“مصطفى سيد قادر”:
الفقيد كان يتقدم صفوف القتال
-وهاهو رفيق آخر من رفاق دروب النضال وهو يتحدث عن فقدان المناضل جبار فرمان وبمناسبة اربعينيته يتحدث السيد “مصطفى سيد قادر” عضو المكتب السياسي نائب قائد قوات بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني ويقول: نحن كقيادة عامة لبيشمركة كردستان نفتخر ونعتز بالقائد والمناضل المرحوم جبار فرمان باعتباره احد القادة الأبطال الشجعان في صفوف البيشمركه وقياديي الاتحاد الوطني الكردستاني، واحد الكوادر السياسية الذي قضى معظم سني حياته في النضال سواءا في صفوف البيشمركه او في معتقلات وسجون النظام البائد كبطل مناضل، وكان بالفعل رفيق الدرب والنضال. ويضيف السيد مصطفى سيد قادر قائلا: لقد كان الفقيد جبار فرمان واحد من اعز اصدقائي المقربين وبخسارته فقدت جزءا من روحي لأننا ارتبطنا بذكريات جميلة وكثيرة مليئة بالاحداث والنضال المشترك سواء ضمن القيادة العامة او بعد الانتفاضة في بدايات تأسيس القيادة العامة للبيشمركة، حيث كان له دور بارز وملحوظ في تثقيف وتطوير المفاهيم القيادية لكوادر البيشمركه بكل مستوياتها ودرجاتها من ضباط الى مقاتلين من خلال فتح دورات كثيرة مركزة لاغناء الفكر النضالي في العمل.
– ويؤكد السيد مصطفى سيد قادر قائلا: ونحن في هذه المناسبة الأليمة نسترجع الذكريات ونقول لقد كان للفقيد جبار فرمان دورا بارزا ومشهودا في بناء وارساء تشكيلات القيادة العامة للبيشمركة حيث كان رحمه الله قائدا جسورا يتقدم الصفوف القتالية في اغلب المعارك التي شارك فيها ونحن كنا ولا نزال نفتخر بأننا كنا احدى المجاميع المشاركة بالقتال ضمن قيادته وتحت امرته في التشكيلات التي كان يقودها شخصيا في المعارك رحمه الله.
– ويستمر الأخ مصطفى سيد قادر في استذكاراته قائلا: هناك جانب آخر من حياة ونضال الفقيد جبار فرمان فهو يعتبر احد الرواد المؤسسين لنادي البيشمركه الرياضي، حيث كان يسعى من جانب آخر ان يكون للبيشمركة دور بارز آخر ليس في القيادة والقتال فقط بل يتعداه الى جوانب أخرى وهي الرياضة بمختلف مجالاتها. ويضيف: حاليا يعتبر نادي البيشمركه الرياضي من افضل الاندية الرياضية المتطورة في كردستان والعراق ولها مشاركات متعددة وانجازات رياضية كثيرة واسس مركز كرمه سير الثقافي وهذا الجانب قد لا يعرفه البعض عن الفقيد جبار فرمان رحمه الله، فقد خدم هذا المناضل ابناء شعبه الكردي كثيرا، تجسد ذلك في اعماله ونضاله من اجل مستقبل زاهر لكردستان.
– ويقول وهو يتنهد على فراقه: نحن فخورون جدا بمسيرة المناضل الجسور جبار فرمان وما قدمه طيلة فترة نضاله مع رفاق دربه الآخرين، ونحن كلنا اخلاص ووفاء لروح الفقيد جبار فرمان الطاهرة ونهجه المبارك. واليوم .. وبدون شك نحن نستذكر روحه الطاهرة بمناسبة اربعينيته ونستذكر معها انجازاته العظيمة في النضال والعمل البطولي.
– واخيرا يقول بحسرة : لقد رحل الفقيد جبار فرمان في عمر مبكر، حيث لو قدر وبقي على قيد الحياة لكان معنا يشاركنا في النضال. صحيح ان كثير من امنياتنا ومطاليبنا قد تحققت، ولكن بقيت بعضا منها لم تتحقق وكنا نتطلع ان نحققها مع المرحوم جبار فرمان، ولكن ستظل روح الفقيد تلازمنا وتشاركنا ولو كان غائباعنا فهو موجود فينا، ومرة اخرى نبعث بآلاف التحايا والاجلال لروحه الطاهرة ولشهداء كردستان، ونقول: نم قرير العين بسلام.
***
– لقد رحل الفقيد جبار فرمان جسدا، وبقيت روحه الطاهرة معنا تعمل بصمت وتنادي لمزيد من النضال ومزيد من العزم لتحقيق المكاسب الأخرى لشعب كردستان البطل، ولقد عبرت جماهيرنا عن حزنها لفقدان هذا البطل المغوار الذي تكتب سيرة حياته في هذه السطور كي تقرأها الاجيال بعد الاخرى: -لقد ولد الفقيد في قرية بانميل في مدينة خانقين عام 1947 وله 3 بنات وابن واحد وهم “روند، بليسه، gilpe، دريا” وقد انهى الفقيد دراسته في مرحلة الابتدائية في خانقين ومن ثم اكمل دراسته في دار المعلمين ببغداد وفي عام 1975 اعتقل من قبل النظام البائد وكان من اوائل مناضلي “عصبة شغيلة كردستان” وفي عام 1979 التحق مع اخوته البيشمركه في جبال كردستان وفي عام 1980 اصبح كادرا سياسيا في الاقليم الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني آنذاك وفي عام 1982 اصبح مسؤولا لتنظيمات عصبة الشغيلة في وادي “بالكايتي” وانتخب عضوا في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وعصبة شغيلة كردستان في عام 1984 وفي عام 1985 اصبح مسؤول المركز الأول/ السليمانية للاتحاد الوطني الكردستاني.. وفي المتؤمر الأول عام 1991 اصبح عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني.. وفي عام 1992 اصبح وزيرا للبيشمركة في حكومة اقليم كردستان وبعدها وزيرا للتربية.. وفي عام 1993 اصبح نائب القائد العام لقوات بيشمركة كردستان.. وكان رحمه الله قد لعب دورا بارزا ومشهودا خلال انتفاضة آذار 1991 وبعدها في تطهير معظم مناطق كردستان وطرد قوات النظام البائد منها..
وهكذا هو قدر الرجال العظام يتركون بصماتهم ويدخلون التاريخ ويغادر جسدهم الى الرفيق الأعلى وتبقى ارواحهم بيننا..
شيخ جعفر شيخ مصطفى :
الفقيد جبار فرمان.. صاحب قرار من موقعه وحافظ على الثورة الوطنية
-وكان اول من تحدث عن سيرة المناضل المرحوم جبار فرمان رفيق دربه في النضال السيد “شيخ جعفر شيخ مصطفى” وزير الاقليم لشؤون البيشمركه حيث قال: لقد فقدنا قبل اسابيع مناضلا وأخا عزيزا علينا جميعا انه الأخ جبار فرمان المناضل العتيد والقيادي البارز رحمه الله، حيث كان له حضوره ومكانه في القيادة والحزب، وكان الفقيد رجلا مخلصا له دور فعال في صفوف البيشمركه البطلة ككادر قيادي وسياسي كما كان له حضوره الفاعل والمتميز في رفع المستوى الفكري والوعي في صفوف قوات البيشمركه، ولشجاعته وامكانياته اصبح قائدا بارزا في صفوف البيشمركه، وسجلت له ساحات الشرف والكرامة والمعارك مع المناضلين من رفاق الدرب في جميع مناطق كردستان وفي مناطق “سركلو وبركلو وجافايتي وشاربازير” والمناطق الكردية الاخرى في عموم كردستان، امجادا ومآثر خالدة.
-ويتحدث الشيخ جعفر عن المرحوم جبار فرمان والحزن يعتصره قائلا: استطيع التحدث عن كاك جبار واستذكر دوره خاصة بعد الانتفاضة المباركة انتفاضة شعبنا الكردي وقد كنت انا شخصيا قريبا منه باستمرار وعملنا معا في قيادة الجيش الأول، وقد وجدت فيه رجلا حازما قائدا صاحب قرار من موقعه، حيث كان يشير ويعطي قراراته تجاه الاحداث بدقة متناهية فكان له الدور الفاعل في تحرير كردستان.
جبار فرمان .. الفقيد المناضل والبطل..
-ويضيف الشيخ جعفر بقوله: لابد من الاشارة ايضا ان الفقيد جبار فرمان قد لعب دورا مهما ايضا في تطهير المناطق التي تم تحريرها، ووجه البيشمركه في عملية التطهير في مناطق “دربندخان، خلكان، كفري، كلار” ومناطق اخرى حيث كانت قوات البيشمركه هناك بأمرة الفقيد جبار فرمان والذي تحرك بذكاء وقوة واندفاع حتى اضطرت قوات النظام البائد الى التراجع والتقهقر الى مناطق “باني مقان، طوزخورماتو، وخانقين” ومناطق اخرى، وبعد ذلك العمل النضالي وهروب قوات النظام وبعد تحرير كردستان، حصل هناك فراغ كبير في ادارات المناطق في كردستان وهو امر طبيعي بعد كل عملية تحرير لذلك لجأت الجبهة الكردية الى تأسيس ادارات بديلة لسد الفراغ الحاصل بعد التحرير.. هذا من جهة ومن جهة اخرى قامت الجبهة الكردية بإجراء انتخابات في عموم اقليم كردستان لاختيار النواب واعضاء الحكومة والعمل على اعادة البناء.
-ويصمت الشيخ جعفر قليلا ليستطرد بعدها بقوله: لقد كان الفقيد جبار فرمان رجلا واعيا مناضلا وعلينا ان نفتخر جميعا، لولا جبار فرمان ورفاق الدرب معه لما كنا ننعم بالماء والكهرباء اليوم، ففي الوقت الذي أرادت فيه حكومة النظام السابق تدمير السدود وسرقة كافة محتوياتها وافراغها خاصة المضخات الكهربائية الضخمة والمولدات وغيرها استطاع البطل الراحل جبار فرمان ان يقف بصلابة بوجه ذلك المخطط للحفاظ على ثروة الشعب الكردي ومنها سدود دربنديخان ودوكان ” حيث امر قوات البيشمركه البطلة وكنت انذاك معاوناَ له بغلق جميع الابواب والمنافذ الخاصة بالسدود ومنع قوات النظام البائد من سرقة محتوياته وفتح الابواب لاغراق القرى، لكن ذكاء وقدرة الفقيد وتوجيهاته كانت السبب الاساسي في الحفاظ على تلك السدود وعدم السماح لقوات النظام من تدميره، ويضيف الشيخ جعفر بقوله: اخيراَ نبتهل الى الباري عز وجل ان يسكن فقيدنا جبار فرمان فسيح جنانه وان يلهم اهله وذويه ورفاقة الصبر والسلوان وان نجعل من ذكرى اربعينيته استذكاراَ لمعاني البطولة والتضحية والفداء لهذا البطل المغوار، وهذا النور والشعاع الذي نرفل تحته اليوم هو بسبب نضال المرحوم جبار فرمان ورفاقه الميامين من البيشمركه.
“مصطفى جاوره ش” :
جبار فرمان سطر اروع المآثر على جبال كردستان
-وفي هذه المناسبة الحزينة التقينا بالسيد ” مصطفى جاورش” عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني مسؤول تنظيمات البيشمركه ليتحدث عن رفيق دربه في النضال جبار فرمان بمناسبة اربعينته فيقول: بقلوب يملؤها الحزن والاسى نستذكر هذا اليوم وفي اربعينية الفقيد جبار فرمان الاخ العزيز المناضل العتيد الذي كان خبر وفاته صدمة كبرى لنا نحن الذين عايشناه وعشنا معه وقد ترك في نفوسنا الحب والاعتزاز لشخصيته رحمه الله ، وكان رمزاَ مثابراَ للبيشمركة، البطل الذي سجل اروع المآثر على جبال كردستان.
واضاف السيد مصطفى قائلاَ: لقد فقدنا الرفيق والاخ جبار فرمان حيث كانت بفقدانه خسارة كبرى لاتعوض ولكل الرفاق ولابناء شعبنا الكردي ايضاَ والاتحاد الوطني الكردستاني الذي فقد رجلاَ مناضلاَ شجاعاَ وجسورا.َ الفقيد جبار فرمان .. شخصية قيادية محبوبة..
-ويضيف السيد مصطفى قائلاَ: لقد فقدنا اليوم نحن هذا الرجل العظيم والذي ارتبطنا به بعلاقة اخوية نضالية مشتركة امتدت لاكثر من ثلاثين عاماَ واتذكر الفقيد جبار فرمان كيف اطلق سراحه من سجون نظام صدام حسين والتحق مع رفاق درب النضال من اجل شعبه وارضه، وكنا منذ ذلك الوقت في السليمانية نناضل معاَ من اجل قضية شعبنا وتحرره. ويضيف: اتذكر ايضاَ كيف انتقل بعدها الفقيد جبار فرمان الى منطقة ” جومان” حيث اصبح مسؤولاَ للتنظيم وكان معه الشهيد جمال علي بابير وكان ذلك في عام 1983 حيث كان مقرنا في “سركلو وبركلو” وكيف كنا ننسق معاَ من خلال التنظيم والبيشمركه، حيث كان يشعرنا هذا الرجل من خلال مسيرته بشجاعته ونبل اخلاقه العالية وبالزهو ولايفوتني ان اذكر كيف عملنا سوياَ ايضاَ في القيادة العامة للبيشمركة في ” قلاجولان” حيث كان رحمه الله ايضا مسؤولاَ للمركز الاول في السليمانية وكنت انا مسؤولاَ للمركز الرابع في شقلاوة، وكنا دائماَ نلتقي ونتشاور ونعمل كالاخرين من اجل ابناء شعبنا العظيم.
-وصراحة فقد عملت انا شخصياَ مع الفقيد جبار فرمان ولمدة طويلة والحديث للسيد مصطفى حيث يضيف قائلاَ: لقد اجتمعنا في عملنا النضالي ايضاَ حين عملنا سوياَ في القيادة العامة لقوات البيشمركه في معسكر السلام في هذا المكان الذي انتم فيه الان، فقد كان رحمه الله رمزاَ للانسان الوفي الذي تعجز عن وصفه واعطائه حقه في الوصف. كان يحترم رفاقة الاخرين ويقدم كل ما يمكن من مساعدة وتنسيق ولا يبخل بأي شيئ وجميع رفاقه يعرفون صفاته هذه جيداَ وهم ايضا كانوا يحبونه ويحترمونه لشخصيته الكريمة والعزيزة. ويقول السيد مصطفى بألم ومرارة.. اليوم نستذكر وبمناسبة اربعينية الفقيد جبار فرمان سيرته الذاتية ونضالاته وتضحياته ونعزي انفسنا بخسارته الغالية ونعزي عائلته وابنائه ورفاقه اعضاء الاتحاد الوطني الكردستان، ونبتهل الى الله عزو وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. ويلهم اهله وذويه ورفاقه واصدقائه الصبر و السلوان .