الرئيسية » التاريخ » ثورة ايلول كانت البداية فقط !!

ثورة ايلول كانت البداية فقط !!

يقول الحكيم الصيني ( سانغ يانغ ) يمكن لرجل واحد ان ينقلب الى جيش وهكذا فقد لعب القادة الكورد دورا ً فاعلاً ومؤثراً ، في عملية البناء السياسي الجديد للوطن ليتحول تأثيرهم من دور هامشي ، الى (لولب ) كبير محفز ومحرك لجميع القوى الوطنية دونما استثناء ، على شتى النحل والملل ، ولم يكن ليصلوا الى هذه المرحلة ، لولا القلوب المفتوحة الكبيرة ، التي يحملها اولئك القادة من التوجه نحو بناء الدولة الفدرالية ، كحل امثل للتباين العرقي والاجتماعي والطائفي ، فهذا ما افاد به ، أحد كبار القانون الدولي المعروفين ، الذي يفيد بان الفدرالية فيها هو الحكم الامثل للتباين العرقي والديني والطائفي ، الا وهو الدكتور ( وليم ريكر ) الاختصاص في القانون الدولي والدستوري ..
وقد طبق هذا النجاح مؤخراً في اتحاد جنوب افريقيا بعد ان كان النظام يقوده الدكتاتور المعروف (ايان سمث) ونحن اذ نستعرض نضال الشعب الكوردي وهو يحصد ثمار ثورة ايلول عام 1961 م وما تلاها من نضال وتضحيات جسام مثل احداث قلعة دزة ، حيث قامت السلطات انذاك بقصف طلاب الجامعات ، وكذلك ماتلاها من عمليات الانفال ، حيث تعرض الشعب الكوردي للابادة الجماعية بالغاز والتهجير والمقابر الجماعية .. وهكذا اوقد المناضلون الشرارة الاولى لثورة الحادي عشر من ايلول عام 1961 م تحت قيادة المناضل الراحل مصطفى البارزاني ، وكان للاذاعة الكوردية في منطقة ( ماوت ) الدور الريادي التي عملت على الهاب الحماس وتأجيج الشعور الوطني وتعبئته عقائديا في ترسيخ اسس النضال.. وهكذا انطلق صوت الثورة من هذه الاذاعة ، حيث التحقت جماهير الشعب الكوردي وجيش المناضل ( البيشمه ركه ) تحت قيادة المناضل الراحل مصطفى البارزاني ليكمل تلك المسيرة وليقدم لنا المبادرات تلو المبادرات ، في عملية الصلح ورأب الصدع ، الذي يحصل بين الاطراف المتنازعة ، التي نأت بها المسافات نحو لم الشمل ليكون العراق اكبر من كلمة واعظم من الفرقة .. وليس بخاف على احد ، ان الثورة قد اعلنت وقتها ، بعد ان جنحت سفينة المفاوضات نحو القاع والدائرة بين السلطة التي يمثلها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وبين القيادة الكوردية بعد ان وصلت الى طريق مسدود بعد ان استطاع البعض من الاتجاه اليميني المتطرف ، الايقاع بين الطرفين حيث كانت الحكومة القائمة مبنية على المشاركة الكوردية في السلطة … خصوصا ً بعد ان ازدادت السلطة القاسمية وقتها إيغالا ً في تعنتها حيث جرى احتجاز البعض منهم ، سواء ً ماتم هذا في منطقة كوردستان ام في بغداد والمدن الاخرى .. هكذا عمدت السلطة الى غلق لسان حال الثورة الكوردية الا وهي جريدة النضال ( خه بات ) في محاولة من السلطة الى ( كم ) الفم المعبر عن وجهة نظر الشعب الكوردي وبعد ان اجتمعت القيادة الكوردية عمدت الى رفع مذكرة الى الزعيم الراحل ، بعد ان سدت المنافذ كلها تحاشيا لصدام، الا ان النتيجة كانت سلبية تماما ً، حيث اعقبها المزيد من الاعتقالات … وهكذا تم عقد اجتماع طارئ للمكتب السياسي لدراسة الوضع المتأزم على ضوء المستجدات على ارض الواقع حيث قررت القيادة ان لا تكون هي البادئة بالحرب .. وهكذا توجه المناضل مصطفى البارزاني الى مسقط راسه (بارزان ) ليقود من هناك دفة المعارك ومن هنا كانت شرارة الشعلة التي تسلمها بعدئذ المناضل مسعود البارزاني ومن معه من رفاقه المناضلين .. وهكذا صار للامة الكوردية موقعها في سوح النضال ، ولها ارادتها للوصول الى ماوصلت اليه ، التي لم تكن تميل الى المراوحة والسكون .. اذ استطاعت ان تحقق الكثير من احلامها و آمالها في الديمقراطية والفدرالية..

التآخي